حذر الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة «النهضة» على هامش مشاركته في منتدى دافوس 2014، من السير في نفس الطريق الذي سلكته مصر معتبرا ان هذا الطريق وقع اختباره وان نتائجه كانت وخيمة على العالم العربي.. وأوضح «الغنوشي» ان هذا الطريق يقوم على الانقلابات العسكرية التي تصف الشعب بانه غير راشد وتجيز ل«الجنرال» التسلط عليه وتابع قائلا: «الانقلاب هو طريق غلط يؤدي للوقوع في الخطإ.. والاقصاء لا يفيد..». وبيّن «راشد الغنوشي» ان الديمقراطية ليست نظاما ملائكيا بل هي نظام وضعه الانسان وبالتالي قد يخطئ وقد يصيب على حد تعبيره، مضيفا انه لا يدافع عن الملفات الاقتصادية والاجتماعية للاخوان وانما يدافع عن الحق والمبدأ، مضيفا: «من اليات الديمقراطية اصلاح الأخطاء.. ولا يحق لاحد ان يتحدى ارادة الشعب في الانتخابات..». أما عن الثورة التونسية فذكر الغنوشي بأنه كان لها وقع في كامل أنحاء العالم بسبب التشابه بين مدنية المجتمعين، قبل ان يستطرد بالقول: «ولكن هناك اختلاف في التركيبة فالمجتمع التونسي ليست فيه تناقضات جذرية وهو متجانس وكله مسلم ومن عرق واحد..»، وقال رئيس حركة «النهضة» ان الثورة راهنت على الديمقراطية ودحر الاقصاء والحيف الاجتماعي نافيا ان يكون قدوم الاسلاميين الى الحكم بفضل سيطرتهم على المساجد حيث صرح: «الاسلاميون وصلوا إلى الحكم ليس لانهم يعملون في المساجد.. فالجوامع كانت تحت سيطرة بن علي.. الاسلاميون كانوا ضحايا بورقيبة وبن علي لذلك منحهم الشعب الفرصة وهم تحت الاختبار..». وأشاد رئيس «النهضة» في مداخلته بالائتلاف بين الاسلاميين والعلمانيين وجدد تمسكه به حتى بعد الانتخابات مشيرا الى أنه لا يرى مانعا في توسيعه، قائلا: «رغم انسجام الشعب التونسي فإن هناك اختلافات ايديولوجية وفكرية وقد راهنّا على الائتلاف بين العلمانيين والاسلاميين المعتدلين الذين تجسدهم حركة «النهضة»..وهنا اوضح اننا لا نحتكر الاسلام لاننا كلنا شعب مسلم..». وقال الغنوشي «ان تونس تعيش على وقع حدث تاريخي يتمثل في المصادقة على دستور اقر الحريات والتوازن بين السلط وطريقة تداولها وأعطى أهمية للحكم المحلي الذي يهزم الدكتاتورية مضيفا: «كلما كان الحكم محليا قطعنا مع عودة الدكتاتورية فالخطر والخوف هو عودتها باي شكل من الاشكال..». ولاحظ الغنوشي ان الحركة تترك الحكم بطريقة غير عادية، مضيفا: «نترك الحكم ولدينا اغلبية.. ونظن ان الشعب مازال مواليا لنا..»، وارجع الغنوشي الخروج من الحكم بلا انتخابات الى رغبة «النهضة» في أن يكون الدستور توافقيا ترى فيه كل فئات الشعب نفسها قائلا: «وجدنا انفسنا بين خيارين هو إما أن نبقى في الحكم ونخسر الديمقراطية او نكسب الديمقراطية ونترك الحكم خصوصا بعد مغادرة المعارضة للبرلمان ورفضها المشاركة في مناقشة الدستور ان لم تستقل الحكومة فلم نرد ان ننشئ دستورا ل «النهضة» وحدها لذلك ضحينا بالحكومة حتى نضع قطار تونس على سكة القطار...». وختم الغنوشي حديثه بالتاكيد على ان تونس صغيرة في المساحة الا انها قدمت نموذجا في الديمقراطية يحتذى ويضيء سماء العالم. هوامش: l حضر المنتدى عمرو موسى الامين العام السابق للجامعة العربية وعبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية، وسجلت خلال الجلسة مناوشة طفيفة بين عمرو موسى وراشد الغنوشي بعد ان قال هذا الاخير انه لا يحقّ لعمرو موسى ان يدافع عن قضية لا يمكن الدفاع عنها مما دفع بموسى للاحتجاج قبل ان يقول الغنوشي: «انت لا تريدني ان اتكلم.. اتركوا لغيركم الكلام.. اصبر قليلا..» فرد عمرو موسى قائلا: «اصبر عليك حتى طويلا» ولم تغب روح «السبسي» عن المناقشة حيث قال: «احسن دواء..».