لا أحد يشك في قيمة الانتصار الذي حققه الترجي الرياضي يوم الأحد المنقضي في بنزرت حيث دعمت هذه النقاط الثلاث حظوظ الفريق في المرور والتأهل إلى مرحلة البلاي أوف والتنافس على لقب البطولة ووضعته في مركز ممتاز لبقية المشوار في مجموعته ... فريق باب سويقة حقق أربعة انتصارات في أربع مقابلات وبإمكانه مواصلة سلسلة نتائجه الإيجابية وبالتالي مزيد إحداث الفارق على بقية المنافسين... إذن يمكن التأكيد أن كل شيء يسير على أحسن ما يرام على مستوى النتائج بالنسبة لنبيل معلول وأبنائه بل أكثر من ذلك بما أن وضعيتهم في البطولة إلى حد الآن مثالية لكنها في المقابل لا تحجب قط النقائص والسلبيات الموجودة على مستوى الآداء الذي يجب أن يرتقي إلى طموحات الفريق القارية فالترجي الرياضي قد ينجح محليا بهذا المستوى وقد يتوج ببطولة جديدة بهذا المردود وأيضا بهناته الدفاعية لكنه لن يذهب بعيدا في كأس رابطة الأبطال الإفريقية ولا يمكنه التتويج باللقب أو حتى بلوغ الأدوار المتقدمة في ظل تلك الهفوات التي نسجلها في كل اللقاءات دون استثناء فما كل مرة تسلم الجرة ولنا فيما حصل خلال الدور النهائي في تونس خير دليل على ما نقول إذ لو كان التنظيم الدفاعي للترجي الرياضي يومها جيدا لما قبل هدفين على أرضه ولو استوعب الدرس من مباراة الذهاب التي يعود فيها الفضل لبن شريفية والحظ في الإسكندرية لما كانت النتيجة متعادلة... صحيح أن فريق باب سويقة لم يقبل أهدافا في مقابلتيه الأخيرتين في البطولة لكن ذلك لا يعد مقياسا نحكم به على مستوى الخط الخلفي والتنظيم الدفاعي ككل للفريق ثم إن هذا الخروج بشباك عذراء من لقائي أولمبيك الكاف والنادي البنزرتي لا يعود إلى صلابة الدفاع وسلامة تنظيمه وإنما لمحدودية وعقم هجوم منافسيه من جهة ولتألق حارسه معز بن شريفية من جهة أخرى ولولا الإهدار الكبير والغريب لفرص التهديف من جانب لاعبي النادي البنزرتي وكذلك تميز واستئساد بن شريفية لما خرج الأحمر والأصفر بشباك خالية من الأهداف من موقعة عاصمة الجلاء ولما آلت النتيجة إلى ما انتهت عليه هذه المواجهة... لذا لا بد أن يكون الترجيون موضوعيين وواقعيين في تحليل آداء فريقهم وفي نظرتهم الفنية لمستوى مجموعتهم ومن الغلط أن تحجب الانتصارات على أعينهم النقائص لأن حجم طموحات النادي يفرض التفطن والاعتراف بالسلبيات والهفوات والسعي إلى التخلص منها في أقرب وقت فمن شيم الكبار فعلا أن يتواجد النقد الذاتي عند الانتصارات ويكون الإصلاح في الفترات الزاهية وأن لا ينتظر الإطار الفني والمسؤولون العثرات للقيام بذلك... لقد أثبتت السنوات الفارطة والتجارب السابقة أن مستوى البطولة الوطنية والنتائج المحققة فيها لا يعد معيارا للنجاح القاري وقد كان الترجي الرياضي أكثر الفرق التونسية معاناة من ذلك حيث حصد الخيبات المتتالية في واحدة من أفضل حقب سيطرته على الصعيد المحلي واصطدم بواقع مرير على الصعيد القاري كشف محدودية إمكانياته في تحقيق أهدافه الإفريقية وهذا ما يجب أن يفكر فيه أبناء باب سويقة جيدا وأن يقرؤوا له ألف حساب ويعملون من الآن على تداركه حتى تكون مغامرتهم القادمة في كأس رابطة الأبطال في مستوى الآمال فعلا... هذا التدارك يكون فقط بالتعزيزات القيمة للاعبين قادرين على تقديم الإضافة وبانتدابات مدروسة تأخذ بعين الاعتبار نقائص وحاجيات المجموعة وفي هذا الصدد فإن الدفاع يظل أكثر الخطوط حاجة إلى تدعيمات من طراز عال يتماشى والمستوى القاري الذي يطمح له الترجيون، ففريق باب سويقة لا بد أن يتعزز بثنائي جديد في الخط الخلفي يفوق اللاعبين الموجودين حاليا ويقدر على فرض نفسه في التركيبة الأساسية والارتقاء بمستوى الدفاع إلى الدرجة التي تؤهل الفريق إلى القضاء عن سلبياته لأنه من المرفوض فعلا أن يتعرض فريق مثل الترجي الرياضي إلى سلسلة كبيرة من الهجومات في لقاء واحد مثلما كان الأمر في بنزرت حيث أتيحت لهجوم قرش الشمال يومها خمسة فرص على الأقل سانحة للتهديف وهذا مؤشر سلبي للجانب الدفاعي للأحمر والأصفر لأنه يدق فعلا جرس الخطر ويشعل كل الخطوط الحمراء أمام خط الدفاع الذي لا يجب أن يكون على تلك الهشاشة وأن ينزل إلى ذلك المستوى المهزوز الذي ينقذه في كل مرة من تبعاته الخطيرة حارس مرماه وعقم الهجوم المنافس.