من المزمع ان تنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة في جريمة قتل والمشاركة فيها تورط فيها أب وابنه إذ عمد احدهما –الابن -الى طعن الهالك على مستوى بطنه وصدره فيما انهال عليه شريكه-الأب- ضربا مبرحا وقد قضت المحكمة الابتدائية بإدانة المتهم الرئيسي بالسجن بقية العمر فيما قضت بسجن شريكه مدة 7سنوات وقد استأنفت النيابة العمومية والمتهم الحكم والذي سيكون محل نظر المحكمة في بداية شهر مارس . تفاصيل هذه القضية التي تعود الى شهر سبتمبر2012 انطلقت اثر اندلاع مناوشة بين زوجة الهالك وزوجة الجاني لأسباب بسيطة. وعند عودة الضحية إلى المنزل بعد انتهاء عمله أعلمته زوجته أن زوجة قريبه أهانتها وتلفظت نحوها بألفاظ مسيئة إليها وجارحة فوعدها بالتدخل وإعلام قريبه –الجاني –بالواقعة وتوجه نحو منزله بغية تهدئة النفوس تجنبا للضغائن خاصة أن علاقة قرابة تجمع العائلتين وعندما بلغ منزل قريبه ناداه واخذ يتجاذب معه أطراف الحديث حول الخلاف الذي جد بين زوجتيهما لكن الجاني دعم موقف زوجته بل انها انتصر لزوجته وانهال على قريبه بوابل من الشتائم فلامه على انحيازه لزوجته وعدم اتخاذ موقف محايد. لكن المظنون فيه تمادى في غيه حينها تملكت الضحية حالة غضب شديد وتحول النقاش إلى تبادل للعنف اللفظي ثم تطور سريعا بعد أن أقدم المظنون فيه إلى تعنيف الضحية وباغته بسلسلة من الضربات ثم تدخل والد المظنون فيه وهو شريكه في الجريمة في المعركة وعنف بدوره الضحية. ولم ينته الاعتداء عند هذا الحد حيث تولى المتهم الرئيسي طعن الضحية بآلة حادة على مستوى بطنه اردفها بطعنة ثانية أعلى صدره فخارت قواه وسقط أرضا فيما اطلقت زوجته صيحة استغاثة وهي تتابع تفاصيل الاعتداء ثم هرعت ابنة الهالك نحو عمها طالبة النجدة معلمة إياه بعملية الاعتداء فأسرع إلى مسرح الحادث وقام بحمل شقيقه بين يديه حتى وصل به إلى الطريق وهناك تكفل احد الاجوار بنقله على متن شاحنته إلى المستشفى المحلي بالمكان في محاولة لإنقاذه لكن كل المجهودات باءت بالفشل إذ هلك متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للاعتداء الذي تعرض له والذي أصاب مكانا حساسا من جسده على مقربة من القلب مما أدى إلى نزيف داخلي عجل بوفاته. وقد خلفت وفاته حزنا كبيرا لدى أسرته التي فقدت بوفاته عائلها الوحيد ولم يبق لها غير الصبر والبكاء على فراقه . وبانطلاق التحريات القي القبض على المظنون فيه الذي اعترف بطعنه لقريبه غير انه أكد أن نيته لم تنصرف إلى إزهاق روحه بل إلى «تأديبه» لاغير لأنه قدم للدفاع عن زوجته وكان ثائرا فنشبت بينهما مناوشة كلامية تحولت إلى تبادل للعنف فتدخل والده لمساندته والدفاع عنه وتوسعت هوة الخلاف لتصل إلى هذه النهاية المأساوية. وقد اعترف المظنون فيه الثاني بدوره بمشاركته في الاعتداء بالعنف على الضحية وذلك دفاعا عن نفسيهما عندما قدم الهالك نحوهما وهو في حالة غضب شديد. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيهما وقد تمسك المتهمان بأقوالهما في جميع مراحل التحقيق .وبعد ختم الابحاث وجهت لهما تهمة القتل العمد والمشاركة في ذلك ثم احيلا على انظار القضاء. وبالتحرير عليهما من طرف القاضي اعادا اعترافاتهما السابقة. أما دفاع المتهمين فقد طلب من هيئة المحكمة تغيير نص الاحالة واعتبار الأفعال المنسوبة لمنوبيه في إطار تبادل العنف الواقع اثناء معركة. المحكمة بعد المفاوضة قضت بسجن المتهم الرئيسي مدى الحياة وسجن شريكه مدة 7سنوات فتم استئناف الحكم ومن المنتظر ان يكون محل نظر محكمة الاستئناف في بداية شهر مارس .