النقد هو اختصاص صعب جدا له مقوماته وشروطه حتى لا ينقلب إلى أشياء أخرى، فهو ليس من مشمولات كل الناس وله حدود لا يجب أن يقع تجاوزها... نقد المدربين في الرياضة مثلا لا بد أن يخص الإختيارات لا أشياء أخرى وأن يعطي الحلول كذلك فدون هذا العنصر لا يستقيم النقد، وهو أيضا من مشمولات المختصين والمؤهلين لا أن يصبح كل من هب ودب قادرا على ذلك « ويهز من الجابية ويحط في الخابية». ما لاحظناه في المدة الأخيرة أن مدرب الترجي الرياضي رود كرول أصبح محل انتقاد الجميع حتى هؤلاء الذين لم يرتدوا يوما في حياتهم زيا رياضيا ، نعم هكذا وبكل سهولة سمح البعض لنفسه بانتقاد واحد من أكبر اللاعبين في العالم السابقين وفني كفئ أظهر في محطته الأخيرة في صفاقس أنه فعلا من المدربين الكبار... كل الإختيارات تبقى دائما جزئية ظرفية وبالتالي محل مناقشة ونقد وتحليل لكن أن يصل الأمر إلى حد التشكيك في الهولندي فهذا غلط لأن صولات هذا الرجل في الملاعب كلاعب كبير جدا ثم كمدرب كفء كفيلة وحدها بأن تشهد على مؤهلاته. بأي مقارنة يقومون يا ترى؟ في كل فريق كبير نجد آلاف المدربين ممن لا يتأخرون لحظة على نقد هذا والتشكيك في ذاك و « هز زيد وتهبيط عمر» كما يشاؤون، وقد وصل الحد بالبعض في العائلة الترجية إلى مقارنة كرول بالمدرب الذي سبقه دو سابر، نعم هكذا بكل سهولة تمت المقارنة بين شخصين بعيدين كل البعد عن بعضهما في مشوارهما كلاعبين و في مشوارهما كفنيين ومدربين وفي سجلهما كذلك ، بل إن البعض بلغت به الجرأة إلى حد تفضيل الفرنسي على الهولندي لا ندري على أي اعتبار أو مقياس، ربما أعجبهم آداء الترجي الرياضي في باجة وقابس والمنستير أو الإنتصارات التي حققها الفريق في رادس وهي نتائج عادية دأب عليها فريق باب سويقة منذ سنين ... المقارنة لا تجوز بتاتا ، فالرجلان من عالمين مختلفين فنيا وكفاءة وخبرة وتجربة وسجلا ، ولا بد من البعض التخلص من الولاءات والمصالح الشخصية وترك الترجي الرياضي يعمل في هدوء حتى يحقق أهدافه. «الدراجي» هو الذي صنع «دوسابر» بعض الترجيين يقيمون فترة دو سابر مع من سبقوه ويفضلونه على ضوئها والحال أن ذلك التحسن لا يعود بالمرة إلى المدرب وإنما إلى لاعب بدأ يستعيد أيام دو سابر مؤهلاته العادية ومستواه الكبير وهو أسامة الدراجي الذي يعد صانع الفارق في المدة التي أشرف عليها دو سابر... أجل هذا هو العامل الذي صنع الفارق ... لا تكتيك ... ولا تكنيك ... بل إن الفرنسي سمح لنفسه عديد المرات بإخراج لاعبه رقم واحد وخاصة في باجة والحال أن الدراجي كان يومها قادرا على إحداث الفارق في أي لحظة... الكنزاري لو وجد الدراجي في نفس الفورمة لحقق دون أدنى شك نتائج أفضل من التي نعرفها لكن ذلك هو حظ كل مدرب ، أحد يرفعه لاعبوه ، وآخر يحطمونه، ثم إن اللاعب هو من يصنع المدرب وليس العكس... لذا فإن من يصطادون حاليا في الماء العكر بتأليه الفرنسي والنفخ في صورته هم بصدد التشويش على الترجي الرياضي بأشياء لا تمت للحقيقة بصلة. «دو سابر» في المكان المفيد دو سابر أتى منذ اليوم الأول للإشراف على الإدارة الفنية للشبان وهذا هو اختصاصه الأول الذي يمكن أن ينجح فيه وقد وضعه رئيس النادي في هذا المكان الذي سيستفيد منه فريقه بعد قدوم كرول، والفرنسي قبل ذلك دون أي كلام فإدراكه الراسخ أنه ينفع هناك وأنه قدم إلى حديقة الرياضة «ب» من أجل هذه المهمة، فلم يا ترى كلام البعض هنا وهناك دون أي ضوابط صحيحة؟