أعلن أمس رئيس الهيئة السياسية العليا للحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي خلال مؤتمر صحفي أن ملف «جبهة الانقاذ» أغلق على خلفية ما اعتبره نهجا اقصائيّا من طرف «نداء تونس»، مؤكّدا استعداد حزبه للعودة إلى الجبهة في حال مراجعة أخطائها ودعوتها مجددا ل «الجمهوري» للاتحاق بصفّها معتقدا أن النهج الذي تسير فيه جبهة الانقاذ يضرها أكثر مما ينفعها. الشابي أعرب كذلك عن نية حزبه الدخول في تحالفات جديدة حيث تجري حاليا حسب ما أكده نقاشات مع كل من «التحالف الديمقراطي» و«حركة الشعب» مشيرا إلى أن الباب يبقى مفتوحا للتحالف مع الأحزاب التي تتقارب مع «الجمهوري» في برامجها والأحزاب ذات التوجه التقدمي الإصلاحي. وفي ما يتعلق باللغط الذي دار حول خروج «الجمهوري» من جبهة الانقاذ قال الشابي إن خروج حزبه كان طوعا مشيرا إلى أن «الجمهوري» يعتبر أن هذه الحكومة لم تكن توافقية وأنه إثر انتهاء الحوار الوطني وتكليف مهدي جمعة تقدم الحزب إلى أعضاء جبهة الإنقاذ بوثيقة كتابية طالب فيها بالتمسك بمجموعة من المطالب الأساسية أهمها مراجعة التعيينات والكشف عن حقيقة الإغتيالات السياسية وحقيقة الإرهاب في تونس والحد من تدهور القدرة الشرائية ثم حل رابطات الثورة وان هذه المساعي لم تؤد إلى أية نتيجة بسبب اذعان بعض الأطراف لحزب نداء تونس على حدّ قوله. رئيس الهيئة السياسية للحزب الجمهوري الذي أكد على أن حزبه لا تربطه أية علاقة عداء ب «نداء تونس» أشار إلى أن معركتهم ليست ضد أي طرف سياسي بل ضد تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والأمنية واختلال التوازن الإصلاحي وبقاء العمق التونسي خارج دائرة التنمية مشيرا إلى أن تونس مازالت أمام تحديات كبرى رغم سن دستور توافقي خاصة الأمني منها الذي يحول إلى حد اليوم دون عودة الاستثمار الخارجي والقطاع السياحي إلى مستوياتهما العادية. وفي ما يتعلق بالملف الأمني قال الشابي إن الحزب سيطلب لقاء رئيس الحكومة وسيتقدّم بأربعة مقترحات تتعلق بالمقاربة الامنية للتصدي للارهاب، وتتمثّل هذه المقترحات في تشكيل مجلس انتقالي للأمن القومي وإنشاء صندوق وطني لمقاومة الارهاب ووضع وكالة موحدة للاستخبارات مع اقتراح قانون أطلق عليه «عيون الوطن» هدفه التكفل بأبناء الشهداء من الأمنيين والمدنيين إلى حين بلوغ سن الواحدة والعشرين، معتبرا أنه من غير المعقول أن تبقى القوى السياسية وقوى المجتمع المدني التي يفترض أن تكون في الصف الأول لمقاومة الإرهاب غائبة ومغيبة في هذا الشأن الوطني وتستقي معلوماتها من الأخبار اليومية التي يتلقاها عامة الناس. وفي ما يتعلق بالانتخابات ومرشح «الحزب الجمهوري» للانتخابات الرئاسية قال الشابي إن الحزب سيدخل الانتخابات الرئاسية والتشريعية في كل الدوائر وانه لن يعلن عن مرشحه إلا بعد المصادقة على القانون الانتخابي وتحديد تاريخ الاستحقاقات المقبلة. إيمان الحامدي