مرّت الأيام بسرعة لا تلوي على شيء ليجد تلاميذ المدارس الابتدائية أنفسهم أمام التزام جديد من العيار الثقيل يتمثل حتما في امتحانات الثلاثية الثانية حيث اختباراتها في عمق التعلّمات الجديدة عكس اختبارات الثلاثية الأولى باعتبارها «بروفة» الموسم الدراسي 2013 - 2014 ومحطة من عيار السّهل الممتنع.وقد استعدّت العائلات التونسية كعادتها لهذا «الحدث» الاجتماعي التربوي وعدّلت عقارب ساعاتها على تحرّكات الأبناء بين المنزل والمدرسة وأحاطت بهم ماديا ونفسانيا حيث دعّمت دروس القسم بالدروس الخصوصية والكتب الموازية حتى لا يتركوا أيّة فرصة للأخطاء والزلاّت والسّهو ولاح الاستعداد إلى اليوم الموعود على وجوه الأطفال الصّغار حيث شمّروا على ساعد الجدّ وأتوا على دروسهم بالحفظ شفويا والفهم والتطبيق كتابيا. وقد انطلقت امتحانات الثلاثي الثاني في شتّى المدارس الابتدائية الخاصة على مدى يومين متتاليين تعقبهما راحة آخر الأسبوع قبل العودة من جديد لإجراء بقية الاختبارات الشفوية والكتابية بدخول المدارس الابتدائية العمومية في التزامات هذه الامتحانات انطلاقا من الغد الاثنين 24 فيفري الحالي حيث يجري تلاميذ المرحلة الابتدائية اختبارات شفوية في التواصل الشفوي والمحفوظات والهدي القرآني والتربية الموسيقية.. واختبارات كتابية في مجالات اللغة العربية واللغة الفرنسية والعلوم.. واختبارات تطبيقية في مواد التربية البدنية والتربية التشكيلية والتربية التكنولوجية على مدى عشرة أيام كاملة يقضّيها التلميذ في نسق عصبيّ يتسارع بمرور الأيّام خاصة أنّه يظل بين مطرقة هذه الامتحانات وسندان الدروس العادية التي تتواصل في مدارس التعليم العمومي بينما تتوقف في مدارس التعليم الخاص في انتظار تسلّم «دفاتر النتائج المدرسية» أين يدوّن المعلمون أعداد الاختبارات والمعدّل العام للثلاثية الثانية مع توصيات تتعلق بكل مجال وملاحظات حول المواظبة والسلوك العام وتكون فيه النتائج على قدر العطاء.