بحضور عدد كبير من أبناء العائلة الدستورية الموسّعة، نظمت أحزاب «الحركة الدستورية» و«المبادرة الوطنية الدستورية» و«اللقاء الدستوري» و«الحزب الدستوري الجديد» بقصر المؤتمرات بالعاصمة، احتفالا جماهيريا كبيرا بالذكرى 80 لانبعاث الحزب الحرّ الدستوري الجديد بتاريخ 2 مارس 1934 تحت شعار «وحدة العائلة الدستورية حتمية لاستمرار الرسالة». والتقت مداخلات قيادات الأحزاب الدستورية الأربعة ،في الدعوة الى توحيد الجهود ورص صفوف الدستوريين في حزب دستوري واحد كبير، بالإضافة الى الدفاع عن حقّ «الدساترة» و«التجمعيّين» في التواجد على الساحة السياسية والدفاع عن النظام السابق رغم اقرارهم ببعض الأخطاء التي ارتكبها. وفي سياق متصّل،رأى احمد منصور رئيس «الحزب الدستوري الجديد» انه من الوجاهة أن يدافع الدساترة عن أنفسهم وعن النظام السابق الذي عاشوا فيه، مضيفا «يمكن أن نقول انه لم يكن في النظام السابق ديمقراطية سياسية على الرغم من أنها ليست سابقة في العالم، ولكن على الاقل كانت هناك ديمقراطية كبيرة ألا وهي الديمقراطية الاجتماعية». وأضاف أحمد منصور «أما بخصوص ما نادت به ثورة 14 جانفي من حرية وكرامة وعدالة اجتماعية، فذلك يذكرنا بذات المطالب التي نادى بها الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة أيام الحراك الوطني». محمد جغام: «رسالة مضمونة الوصول» بدوره، أوضح محمد جغام نائب رئيس حزب «المبادرة الوطنية الدستورية» ان الغاية من تنظيم هذا الاحتفال الجماهيري هي «تخليد لذكرى عزيزة علينا ورسالة مضمونة الوصول أن الدّساترة موجودون وعائدون» - على حد تعبيره - ، متابعا: «حزب الدستور لا يمكن أن يموت طالما أننا نمشي على هدي بورقيبة.. وبورقيبة مازال حيا». وأضاف محمد جغام أن «الدساترة» يريدون العودة إلى الحياة السياسية لعدة اسباب «اولها اننا عائلة قوية تشتّتت في وقت من الأوقات وحان الوقت ليلتئم شملها من جديد وثانيها ان التجربة اثبتت انه ان كان هناك من يغير على البلاد فهو نحن...». وألمح محمد جغام الى امكانية التحاق كل الدساترة بحزب دستوري واحد مع امكانية الاعلان عن هذا الحزب خلال الايام القليلة القادمة، مردفا: «عامان عشناهما في جحيم وسخط وهراء والآن جئنا لتوحيد الصفوف ولم الشمل ليكتمل البناء». سامي شبراك: «إما انبعاث أو الاندثار» وفي ذات السياق،دعا سامي شبراك رئيس حزب «اللقاء الدستوري» كل الاحزاب الدستورية الى الانصهار في حزب دستوري واحد كبير استعدادا للاستحقاق الانتخابي القادم، مضيفا: «نريد عقد مؤتمر توحيدي في قصر هلال تحت شعار «مؤتمر البعث 2».. فإما انبعاث أو الاندثار !». من جانبه أشار حامد القروي رئيس الحركة الدستورية الى الاوضاع الاقتصادية الصعبة التي صارت عليها البلاد بعد الثورة، قائلا: «في حين كنا في السابق نقترض لنتمكن من مدّ الجسور وتشييد السدود والمستشفيات وربط الطرقات أصبحنا اليوم كما ترون نقترض لنأكل». وشدد حامد القروي بدوره، على ضرورة توحيد الأحزاب الدستورية بعيدا عن الاقصاء، مشككا في حيادية ونزاهة القائمين على تطبيق قانون العدالة الانتقالية، مؤكدا ان هذا القانون «لن يحصن الثورة بل سيحرمها من ابنائها الاكفاء» على حد تعبيره. وأشار الدكتور حامد القروي رئيس الحركة الدستورية الى ان قانون العدالة الانتقالية يتعارض مع بنود الدستور الجديد التي تنص على ضمان المحاكمة الفردية العادلة للافراد، موضحا انه تم اخراجه عن سياق الدستور حتى لا يتم التظلم الى المحكمة الدستورية والطعن فيه، وأضاف: «هم ابعدوه عن سياق الدستور لتعارضه مع فصوله..ورغم ذلك فقانون العدالة الانتقالية مليء بالثغرات». وفي ما يتعلق بالفصل 15 واقصاء القيادات التجمعية والحكومية في العهد السابق قال القروي: «القانون وضع بسوء نية ..بنية «مقعمزة».. هم يردون اقصاء من تقلدوا مناصب حكومية وقيادية في السابق ونسوا ان هناك شبابا تتلمذ في الشبيبة الدستورية والاكاديمية السياسية وقادر على قيادة البلاد..». وانتقد حامد القروي حلّ وزير الداخلية الاسبق فرحات الراجحي جهاز أمن الدولة والتجمع الدستوري، حيث صرح: «كل ما نعيشه من صعاب أمنية و غيرها من مشاكل اجتماعية واقتصادية سببه وزير تقلد حقيبة الداخلية لأسابيع وافتخر بحله لجهاز امن الدولة والتجمع الذي شتت كفاءات قادرة على حل الازمة.. ولكن الحمد لله لدينا موظفون سامون وادارة قوية نجحت في ادارة المرحلة ابان ثورة 14 جانفي في ظل غياب حكومة تدير البلاد..». ودعا حامد القروي الى الافراج عن وزراء وموظفين زج بهم في السجن قائلا: «أدعو إلى الافراج عن موظفين ووزراء وانتظار العدالة الانتقالية.. فهناك من بين هؤلاء من طعن في السن ومنهم من يعاني من امراض عضال... وهم لا يشكلون خطرا على الدولة ولا تتهدّدهم أخطار خارج السجن». وقد سجل حفل احياء ذكرى 2 مارس الذي انتظم في قصر المؤتمرات بتونس حضور عديد الوجوه القيادية والحكومية في العهد السابق وحتى من احزاب معارضة حيث تواجد في الصفوف الامامية كل من الهادي الجيلاني ورشيد صفر ومحمد الصياح، والمنجي الخماسي الى جانب الوجه الاعلامي والمعارض الطاهر بن حسين. وقد نادى الحاضرون الذين ملئت بهم القاعة بضرورة التوحد في حزب واحد قادر على تجميع الدساترة والشعب من حوله. فؤاد مبارك