لم يمر التعادل الأخير للمنتخب الوطني التونسي أمام نظيره الكولومبي في برشلونة الإسبانية في الخفاء، وفي الوقت الذي كان فيه الكل يخشى سقوط منتخبنا في فضيحة أمام «راقصي الرومبا» خامس الترتيب العالمي، سار مدرب المنتخب الأولمبي نزار خنفير بالنسور إلى بر الأمان من المباراة بل وقدم اللاعبون مستوى طيبا وما لا يعرف عن خنفير أنه لم يلعب كرة القدم في شبابه في تونس بحكم تكوينه في فرنسا حيث لعب ثم الجزائر قبل أن يعود إلى تونس ويتسلم مسؤوليات فنية عديدة في جامعة كرة القدم، «التونسية» اتصلت بالمدرب للحديث عن أصداء المباراة وخفاياها إضافة إلى طموحاته الشخصية. هنيئا لك وللمنتخب بعد التعادل أمام المنتخب الكولومبي؟ شكرا والتهنئة موجهة للجمهور التونسي، الحمد لله خرجنا بنتيجة ايجابية من المباراة، تحضيراتنا كانت في المستوى، قدمنا آداء محترما وكل اللاعبين قدموا كل ما في وسعهم، لا أظن أن أيا من الموجودين في المنتخب لم يفكر في ضرورة رد الاعتبار في هذه المباراة بعد خيبتي الرأس الأخضر والكاميرون، أتمنى أن تكون أفضل بداية لعودة المنتخب إلى الطريق الصحيحة وتجاوز عثراته في السنوات الأخيرة. كيف وجدت الجو العام في أول إشراف لك على صفوف منتخب الأكابر؟ لا أعتبر جديدا على المنتخب وأعرف كل اللاعبين والمدربين، أنا موجود في الإدارة الفنية من سنوات، طبعا كما ذكرت كل اللاعبين كانوا عازمين على الظهور بوجه لائق أمام منتخب في حجم كولومبيا (الخامس عالميا)، للأسف أصيب كل من أنيس بن حتيرة وأسامة الدراجي في وقت سبق المباراة تعاملنا حسب ما هو متوفر والإطار الطبي قام بعمل كبير ليكون كل اللاعبين في أفضل حالاتهم، قمنا بدورنا واللاعبون أكملوا المهمة بشكل جيد فالانتصار كان قريبا كما كانت الهزيمة قريبة أيضا، التعادل جيد إجمالا والمنتخب قادر على العودة إلى أفضل حالاته في أقرب وقت. كانت مباراتك الأولى كما ذكرنا مدربا للأكابر؟ نعم لكنها ليست الأولى فقد كنت إلى جانب سامي الطرابلسي في «شان 2011» أين نلنا اللقب الأول لنا ثم «كان 2012» التي ودعناها من ربع النهائي أمام غانا، ثم عدت إلى المنتخب الأولمبي الذي نلت معه الألقاب الثلاثة التي كنا ننافس عليها العام الماضي ونحن بصدد التحضير لتصفيات أولمبياد «ريو دي جانيرو» 2016، أعرف اللاعبين جيدا وحتى مدربي المنتخبات الوطنية جميعهم تدربوا وتكونوا تحت إشرافي وهذا فخر لي. لماذا لا يتم ترشيحك لخطة المدرب الوطني الأول، وما سبب بقائك قريبا من المنتخب لعشرات السنين بعيدا عن خطة المدرب في نفس الوقت؟ هناك شيء أريد التأكيد عليه وهو أنني كنت وسأبقى موجودا قريبا من المنتخب في كل الحالات، أنا أعمل في المنتخب الأولمبي وهو مسؤوليتي التي أعتبرها مقدسة، لن أطلب بأن يتم ترشيحي لأنني أعرف كيف تسير الأمور، لا أشك في كفاءتي أو خبرتي فأنا تعلمت أن من لا يوجد له من يسنده لن يصل إلى هذا المركز.. كل من درب المنتخب يجد من يقف إلى جانبه ويدعمه. لو توضح لنا أكثر فما الذي يجعل من مرّ بالمنتخب (أفضل منك) دعما؟ الأمر بسيط جدا فكل الأسماء التي مرت على خطة المدرب الوطني مرت عليّ كمكون ومؤطر في الجامعة التونسية لكرة القدم التي التحقت بها فور عودتي إلى تونس حيث كنت أعيش وألعب في فرنسا ثم في الجزائر.. كما قلت الأمر سهل فالمدرب يجب أن يكون مدعوما من أحد الفرق الكبرى ولك في أسماء (محجوب والزواوي ومعلول والطرابلسي...) أفضل مثال.. أنا لا أنتمي لأي فريق في تونس.. أنا أنتمي إلى المنتخب الوطني وكفى، الوصول إلى خطة مدرب وطني للأكابر يحتاج «أكتاف ومعارف لا أملكها «أنا ما عنديش رجال تخدملي للوصول الى المنتخب».. والفاهم يفهم». لكن هذا لا يكشف عن طموحاتك في تدريب المنتخب.. نريد أن «نسمعها» منك؟ لن أطالب بحقي في تدريب المنتخب الذي أعتبره مقدسا كما ذكرت.. تقريبا أمضيت أكثر من نصف حياتي مدربا للمنتخبات الوطنية ولم أتردد يوما في تحمل المسؤولية.. الأمر بين أيدي المسؤولين فإن تمت دعوتي للمهمة سألبي وإن لم تتم دعوتي سأكون قريبا فأنا كالعسكري في عملي هذا ولن أطلب عمل شيء إلا حين يتم تكليفي به. كلمة الختام، لو تتم دعوتك لهذه المهمة فهل سنراك مدربا وطنيا؟ دون تردد (ضاحكا).. لا أظن أن في ذلك شكا.. كما ذكرت لا أعير الموضوع حجما أكبر مما هو عليه.. أمامي مسؤولية المنتخب الأولمبي الذي سأعمل على بلوغه نهائيات الأولمبياد في البرازيل، وبالنسبة لأي موضوع آخر فلكل حادث حديث.