نظمت أمس بمقر المكتبة الوطنية جمعية النساء الديمقراطيات بالتنسيق مع «جمعية بيتي» ندوة وطنية بعنوان «ملامح وصور من هشاشة وضع النساء» وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وبمشاركة عدة نساء يمثلن المجتمع المدني الفرنسي .وافتتحت السيدة سناء بن عاشور مختصة في القانون ورئيسة «جمعية بيتي» الندوة مؤكدة على أهمية دور المرأة في المجتمع مبينة أن التسول والتشرد والهشاشة ظواهر صارخة في المدن وانها تخص فئات كثيرة من النساء وكانت سببا في إلقائهن في الشوارع . وبينت سناء بن عاشور أن الفقر المتمثل في انعدام الموارد والقدرات والحريات قد يتضاعف بالتمييز الجنسي والهيمنة المبنية على النوع الإجتماعي, الأمر الذي يدفع النساء خاصة منهن «رئيسات الأسر» إلى الضعف الإقتصادي والهشاشة الإجتماعية.وأكدت أستاذة القانون انه في كثير من الأحيان لا تستطيع النساء الحصول على السكن والدخل ولا تتم مكافأة عملهن بشكل جيد أولا يعترف به أحيانا . وأكدت رئيسة «جمعية بيتي» أن المساواة في الحقوق بين الرجل والمرأة لم تتحقق بعد رغم تحقيق بعض التقدم لأن خدمات الدعم والمساندة ليست كافية ولا تعكس الإحتياجات الخصوصية للنساء بالإضافة إلى أن السياسات العمرانية والترابية غير المتوازنة بين المناطق والمجموعات والنوع الإجتماعي أنتجت مدنا بنيت على الإقصاء والسكن العشوائي والحرمان.وبينت سناء بن عاشور أن المساواة في الحقوق والملكية والموارد والإسكان والإرث تواجه عقبات كبيرة . من جانبه أكد كمال قحة مدير المكتبة الوطنية أن الإحتفال باليوم العالمي للمرأة مناسبة هامة للغاية وبين أن تونس بخير مادامت تملك نساء يناضلن من اجل الحفاظ على حقوقهن. وفي نفس السياق أكدت آمنة حصايري منسقة لجنة النساء ضحايا العنف بالجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات أن هناك فتيات تونسيات صغيرات وجدن أنفسهن في وضعيات صعبة للغاية ذلك أن نسبة الأطفال العمال الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و14 سنة بلغت 3 بالمائة وترتفع هذه النسبة إلى 5 بالمائة في الوسط الريفي.وأكدت السيدة حصايري أن إحصائيات الإتحاد العام التونسي للشغل بينت أن العديد من الآباء يرغمون بناتهم الصغيرات اللواتي لم يبلغن بعد ال16 سنة من أعمارهن على مغادرة المدارس للعمل في المصانع علما وأنهن لا يتمتعن بالأجور التي تذهب مباشرة إلى الآباء. وذكرت ممثلة جمعية النساء الديمقراطيات في مداخلتها بمسألة العنف ضد المرأة مبينة أن 47,6 بالمائة من النساء تعرضن للعنف على الأقل مرة واحدة في حياتهن منهن 17,8 بالمائة فقط تقدمن بشكايات ضد من عنفهن. وتولى عبد الستار السحباني مختص في علم الإجتماع وأستاذ بكلية العلوم الإنسانية 9 أفريل إلقاء محاضرة لخص فيها بحثا حول هشاشة وضع النساء في تونس الكبرى .وبين أستاذ علم الإجتماع في هذا البحث أن 24,7 ٪ من التونسيين فقراء وأن 1.2 مليون مواطن يعيشون تحت خط الفقر وأن هذا الفقر يمس النساء أكثر بما أن المجتمع التونسي مجتمع ذكوري.وبين الأستاذ أن المرأة موضوع البحث تعيش وضعا صعبا للغاية وتستغل من قبل المشغّل والأبناء والزوج والأسرة الموسعة وتتعرض للعنف بكل أنواعه.