هو حتما أسبوع الحسم باعتبار أن تلاميذ المدارس الابتدائية لصغر سنّهم يتفاعلون مع نتائجهم المدرسية.. فالثلاثية الثانية طوت صفحتها ولم يبق إلاّ توزيع «دفاتر النتائج المدرسية» ليتعرّف الأطفال على معدّلاتهم ويقارنونها بمعدّل الثلاثية الأولى ثم ينطلقون في مسلسل البحث عن رتبهم مقارنة مع ما دوّنه المعلم في دفتر كل تلميذ حول أعلى معدّل وأدنى معدّل في القسم وبعدها ليس إلاّ الفرحة لدى من استحق إحدى شهائد التكريم... شهادة شكر لمن فاق معدّله 16 من 20.. وشهادة شرف لمن تحصل على معدّل يتراوح من 15 إلى 15،99.. وشهادة تشجيع لمن له معدّل أكبر من 14... وشهادة رضا لمن تحصّل على معدّل عام بين 13 و13،99 من 20. ويوم توزيع «دفاتر النتائج المدرسية» تشهد ساحات المدارس الابتدائية حركية على غير عادتها من قبل الأولياء الذين يهبّون فرقا وجماعا للاحتفاء مع أبنائهم بمعدلات الثلاثية الثانية خاصة المتفوّقين منهم وقد تتعالى الزغاريد من أفواه الأمهات والجدّات لقاء تحصل أبنائهن على أعلى الشهائد وأرفع المعدّلات بعد أن سهروا الليالي فاجتهدوا وثابروا وكان الجني على قدر البذر والعمل. صفحة ثانية تؤشر لهذه الثلاثية من الموسم الدراسي في «دفتر النتائج المدرسية» تضمنت أعداد كل المواد وأمامها معدّل كل مجال من «اللغة العربية» و«العلوم» و«اللغة الفرنسية» إلى «التنشئة الفنيّة والبدنيّة» مدعّمة بتوصيات المعلم ليدرك كل تلميذ ما له وما عليه باعتبار أن نصائح المعلّم لها مدلولها وحكمها.. ثم يقرأ التلميذ معدّله في خانة بارزة يشفع بملاحظات حول المواظبة والسلوك العام وهي مؤشرات شاملة تقريبا ليتعرّف الأولياء على مستوى أبنائهم.. المداومة والثّبات للمتفوّقين.. الدعم والتشجيع للقادمين على مهل.. الدفع والأخذ باليد للمتوسّطين.. والنصح والإرشاد والتوجيه للمتعثّرين لأنه لم يتبق في السنة الدراسية إلاّ محطّة واحدة لحسم مسألة الارتقاء رغم أن مشروع «المقاربة بالكفايات الأساسية» قد حسم هذه المسألة ولم نعد نسمع بالرّسوب إلاّ في حالات نادرة ليشتغل الأولياء على المستوى المعرفي لأبنائهم طالما المنظومة التربوية اليوم في تونس تتعامل مع المتفوّقين المتميّزين على حساب بقية المستويات رغم أن العائلات والتلاميذ مازالوا يتفاعلون مع الأعداد والرّتب وشهائد التكريم بجديّة وصار يوم توزيع «دفاتر التقييم» مناسبة لها وقعها وإيقاعها في حياتنا الاجتماعية.