المرزوقي شرع في حملة انتخابية قبل الأوان إذا ترشّحت للرئاسة فسأترشّح كمستقلّ
متابعة: أحمد فضلي نفى حمادي الجبالي رئيس الحكومة الأسبق والامين العام لحركة «النهضة» المستقيل في تصريح خلال استضافته ببرنامج «ميدي شو» على اذاعة «موزاييك» أن تكون استقالته من الأمانة العامة لحركة «النهضة» كانت نتيجة لمشاكل صحية، وأضاف مازحا: «أقترح أن يقدم كل مرشح لمناصب سيادية كبرى شهادة طبية لبيان سلامة صحته تسلم إليه من قبل ثلة من الأطباء النزهاء وطبعا ليسوا كأطباء بن علي أو بورقيبة وحتى عندما يتولى المرشح المنصب فهو مطالب بتقديم تقرير عن صحته للشعب..». وتابع «الجبالي»: «هناك اسباب كامنة وراء استقالتي من الامانة العامة للحركة وهي أمور خاصة لا أتكلم فيها الّا داخل أسوار الحركة لا خارجها.. فأنا لديّ نظرة خاصة في تسيير الحركة ورؤى سياسية للبلاد قد اختلف فيها مع قيادات «النهضة»». وأكد حمادي الجبالي أنه وضع أمام خيارين، الأول إمّا أن يدخل في صراعات وانقسامات أو أن يكون أمام خيار مستقبلي يفيد به البلاد، فاختار الطريق الانسب مشيرا الى ان خدمة تونس لا تكون فقط داخل حزب أو موقع رئاسة جمهورية. ولاحظ «الجبالي ان استقالته هي من الامانة العامة للحركة وليس من «النهضة» مصرحا: «عندما اريد الاستقالة من الحركة لا أراوغ .. وعلى فكرة فإنّ انسحابي من «النهضة» ليس لأنني وجدت نفسي في مزاحمة أناس أو أنّني أصبحت أشكّل عبئا.. فأنا أعتز بانتمائي للحركة .. وتمنيت ان تقف الحركة في فترة ما في صف مصلحة البلاد وهنا لا اريد ان اقول لهم «هاكم جيتو للي قلت عليه»..». واعتبر الجبالي ان تونس مازالت تعاني من إرهاصات في الداخل والخارج وأنّ هناك ثورة مضادة تتربص بها مشددا على ان المهم في الوقت الحالي هو ضمان الانتقال الديمقراطي. وفي إجابته على سؤال يتعلق برغبة «النهضة» في إزاحته ومزاحمته بقياديين في الحركة أمثال علي العريض، أجاب الجبالي: «لم اشعر بأن الحركة تريد إزاحتي أو أن علي العريض يزاحمني...». وبيّن حمادي الجبالي أن جميع الأحزاب التونسية تعاني نقصا فادحا في القيادات الشبابية بما فيها «النهضة» إضافة الى غياب قنوات ادارة الخلاف، قائلا: «لدينا نقص كبير في القيادات في جميع الاحزاب.. و«النهضة» في حاجة للتجديد والتشبيب.. وحتى في الحركة هناك قنوات غير كاملة لادارة الخلاف وهنا لا بد من الاشارة الى أن «النهضة» ليست معصومة من الازمات..». وعن الظروف والملابسات التي حفت بالفترة التي تلت اغتيال الشهيد شكري بلعيد ومقترحه للخروج من الازمة صرح الجبالي: «كان مقترحي في فيفري 2013 ابان مقتل الشهيد شكري بلعيد واضحا ويصبّ في صالح البلاد وانقاذها بدرجة اولى وانقاذ «النهضة» بدرجة ثانية.. لكن في الحركة لم أُسْمَع ولم أُفْهَم في ذلك الحين ومنذ ذلك الوقت خفّضت في نشاطي ووجودي على الساحة فانا كديمقراطي أصدع برأيي وألتزم برأي المؤسسة والأغلبية.. حقيقة وقتها شعرت بخيبة أمل وجاء التعبير عنها بالاستقالة...». وعن تقسيم قيادات «النهضة» بين «صقور و«حمائم» ومدنيين ومتشددين واعتباره احد المنتمين للشق المدني في الحركة والشخص الذي راهن عليه الاتحاد الاوروبي في فترة توليه الحكم، وصف حمادي الجبالي هذا التقسيم بالكاريكاتوري مؤكدا انه غير صائب بالمرة على حدّ تعبيره، متابعا : «لا أتصوّر نفسي أن أكون ممثّلا لأي طرف أو شخص تراهن عليه أوروبا فأنا أسعى الى خدمة بلادي.. وهنا أودّ الإشارة الى ان للاتحاد الاوروبي رغبة في أن تصل تونس الى الاستقرار..». واعترف الجبالي بخطئه عند تشكيله لحكومته الأولى معتبرا أنها حكومة قامت على المحاصصة الحزبية محملا في الوقت ذاته الخطأ للمعارضة التي رفضت الدخول في حكومة وحدة وطنية مضيفا: «تأخّرنا في إصدار الدستور والمرور الى انتخابات وهذا التأخير تتحمل المعارضة مسؤوليته بنسبة 70 في المائة إلى جانب المعرقلين وعلى رأسهم «الجبهة الشعبية» وحمة الهمامي الذين رفضوا نتيجة الانتخابات وسعوا الى الاطاحة ب«النهضة» وبحكومتيها بأيّ شكل من الأشكال وكل شيء أجازوه سواء بالإضرابات أو الاعتصامات وغلق الطرقات وغير ذلك من الأشكال التي تستعمل في النضال دون أن يضعوا مصلحة تونس في مقدمة حساباتهم ... حتى «النهضة» طالبتها في ذلك الوقت بأن ترمي الورقة التي كانت تستعملها المعارضة للتشويش غير أنها رفضت..» وأضاف: «حتى أنني اقترحت تشكيل حكومة كفاءات وإن لزم الأمر تغيير رئيس الحكومة وهذا المقترح تقدمت به الى مقربين مني وإلى قيادات في «النهضة» قبل اشهر من حصول جريمة الاغتيال الاولى..التي شكلت فرصة ذهبية للمعارضة للمطالبة بالاطاحة ب«النهضة». وفي معرض حديثه عن الارهاب وقضية الاغتيال والتحقيقات فيها، لام الجبالي على عدم الاسراع في تلك الفترة بالحسم في حق التيارات المتشددة والتي تدعو الى الارهاب مفيدا أنه تم إعطاؤهم فرصة للتحاور والدخول في المجتمع ووضع السلاح على اساس احترام الحريات إضافة إلى أن الأمن كان بصدد جمع المعطيات حول هذه التنظيمات قصد التأكد بشكل نهائي انها تنتهج الارهاب طريقا صريحا: «بعد بحث طويل توصلنا الى قناعة هي وجود خطر يتهدد البلاد وهو دخول السلاح والاستعداد المادي الذي تقوم به المجموعات المذكورة..اما عن الابحاث في قضية اغتيال شكري بلعيد فالدولة لم تتدخر جهدا وبذلت كل إمكانياتها للكشف عن قتلته وأشير هنا إلى أنّه من غير الممكن ان تتهم طرفا حاكما باغتيال معارض سياسي..». اما عن الحراك السياسي ودعوات المطالبة بحلّ المجلس التأسيسي بعد اقرار المجلة الانتخابية فقد أوضح حمادي الجبالي أنّ حلّ المجلس يعتبر خطأ فادحا ويفسح المجال أمام الفراغ، وبخصوص رئاسة الجمهورية واقالة الرئيس قال الجبالي: «المجلس التأسيسي وحده المخول له إقالة الرئيس بناء على لائحة لوم». ولام الجبالي على المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية استعماله كرسي الرئاسة - ولو جزئيا – للقيام بحملة انتخابية سابقة لاوانها معتبرا انها أمر غير مقبول مطالبا بإعطاء كل الأطراف المترشحة نفس الحظوظ للانتخابات الرئاسية القادمة. وتعقيبا على سؤال تعلق بحضوره مأدبة أو ولائم عشاء في القصر الجمهوري قال الجبالي: أنا لم أتعشّ مع رئيس الجمهورية منذ ان غادرت منصب رئاسة الحكومة وحتى عندما كنت رئيسا للحكومة كنت تعشيت مرة واحدة في إطار عمل ومعظم المرّات لا نتعشّى رغم تأخر ساعات العمل... أنا متحرّر ومستقل وهذا شعور لن أفرط فيه..». وختم الجبالي حديثه عن إمكانية ترشحه للرئاسة قائلا: «إن حصل وترشحت فسأترشّح مستقلا عن كل الأحزاب حتى عن «النهضة» ويجب أن يعي الجميع ان المرحلة القادمة تقتضي بقاء منصب الرئاسة مستقلا عن الاحزاب وفوقها..».