بعد عثور الشرطة الامريكية على جثة مجهولة الهوية يوم 29 جويلية 2013 في احد شوارع مدينة «ديترويت» أكبر مدن ولاية ميشيغان الأمريكية تم التعرف على هوية الجثة وتبين انها للشاب التونسي الرسام على الجدران بلال براني المعروف ب«Zoo Project» والمقيم صحبة عائلته بفرنسا. الرسام الشاب بلال البالغ من العمر 23 سنة والمعروف في فرنسا برسومه على الجدران وفي الشوارع عثر عليه مقتولا بالرصاص حيث يحمل اصابة في الرأس وقد جرّد من وثائقه وأمواله ولم تعثر الشرطة على أيّ دليل حول هويته وظل الامر محل بحث لمدّة ثمانية اشهر كاملة حتى استطاعت الشرطة التوصل الى هويته من خلال ملابسه وحذائه الرياضي. وتعكف الجهات الامنية على فك لغز الجريمة الغامضة خاصة أن الشاب من أصل تونسي وقد قدم الى «ديترويت» مرتين وسط معطيات اولية ترجح قتله بدافع السرقة. وقد تحدث والده مراد البراني للصحافة الفرنسية عن ابنه قائلا: ابني ابتكر عملا فنيا أراده رسالة اجتماعية يعالج فيها مشاكل الناس فطالما اعتقد أنه من صميم الفوضى يمكن أن يولد شيء». وأضاف الأب: «لقد بدأ مسيرته في سن الخامسة عشرة في الدائرة 20 من باريس رغم إصابته بعمى الالوان فخلق من اللونين الابيض والاسود إبداعات وابتكارات ورسوما على جدران البنايات ثم سرعان ما تحول الى رحالة يجوب الدول للرسم على الجدران, اذ سافر قبل ثلاث سنوات الى تونس وعاش هناك ظروف الانتفاضة الشعبية والثورة فرسم صور ضحايا الثورة واحداث الشوارع على الورق المقوى, كما أمضى وقتا في مخيم على الحدود الليبية لرسم صور اللاجئين، وعاش لأكثر من شهر في كوخ في شمال السويد يرسم ويجمع الحطب للتدفئة». وعن تجربة بلال في أمريكا أكد الأب أن ابنه سافر عديد المرات الى هناك وسجن في ولاية اوهايو بعد أن ضبط يقفز على عربات قطار الشحن , فدون تجربته في السجن في كتاب من 40 صفحة وعندما خرج عاد إلى فرنسا حيث حصل على منحة 40 الف أورو للعمل على كتابة سيناريو فيلم وفي شهر مارس عام 2013، سافر إلى ديترويت وهناك لقي حتفه بعد أربعة أشهر من مكوثه فيها وانقطعت اخباره نهائيا وسط حيرة وذهول عائلته واصدقائه بفرنسا, خاصة بعد انقطاع مكالماته ورسائله الالكترونية فضلا عن عدم تصرفه في حسابه المصرفي».