احياء ليوم الارض ومساندة للقضية الفلسطينية نظم صباح امس عدد من جمعيات المجتمع المدني على غرار جمعية رسالة القصبة وجمعية اطفال تونس تظاهرة ثقافية تحت عنوان «الارض هي العرض» جمعت بين الاغاني الملتزمة وعديد الفقرات التنشيطية والتحسيسية المتعلقة بدعم القضية الفلسطينية. وانطلقت مسيرة ضخمة من الفضاء البلدي «بلفي» (Bellevue) جابت الأحياء الرئيسية والانهج المتفرعة لحي «ديبوز فيل» بمنطقة الوردية من ولاية تونس وصولا الى الساحة العامة من الحي اين يتواجد المقر الرئيسي لجمعية اطفال تونس ردد خلالها المشاركون الذين كان اغلبهم من الشباب والاطفال الأناشيد الوطنية الملتزمة والأغاني الداعمة للقضية الفلسطينية على غرار «موطني موطني» و«الارض بتتكلم عربي». ورفع المشاركون عديد اللافتات العملاقة كتب عليها «الارض هي العرض» و«كيف نحتفي وزيتوننا مسجّى بالدم» وعديد الشعارات الاخرى معربين عن رفضهم لكل أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني وعن دعمهم للقضية الفلسطينية تزامنا مع احياء تظاهرة يوم الأرض. كما تضمن برنامج التظاهرة معرض صور عرضت خلاله 38 صورة كرمزية لهذا اليوم تمحورت حول المراحل والحقبات التاريخية لمعاناة الشعب الفلسطيني بداية خاصة من النكبة والحرب العربية الاسرائيلية وصولا الى الانتفاضة ومجازر صبرا وشاتيلا وغزة...كما تم على هامش هذه التظاهرة غرس شجرة زيتون بالساحة العامة التي تتوسط منطقة ديبوز فيل من قبل مجموعة من شباب الحي للتعبير عن رمزيّة يوم الارض. وفي هذا الاطار قال رفيق نور الكيلاني رئيس جمعية رسالة القصبة في تصريح ل«التونسية» ان هذه التظاهرة تتنزل في اطار دعم القضية الفلسطينية معتبرا ان تونس لا يمكنها بأي شكل من الاشكال تطبيع علاقاتها مع الكيان الصهيوني وداعيا كل الاطراف السياسية الفاعلة في المشهد السياسي الى ان تتشبث بالدفاع عن الهوية العربية وان تدافع عن القضية الفلسطينية وان تجرّم كل اشكال التطبيع مع اسرائيل. وقال الكيلاني ان مثل هذه الانشطة المنتظمة داخل الاحياء الشعبية لها الاثر البالغ في تجاوز هذا الوضع المتردي الذي مس شريحة الشباب والاطفال الذين تأثروا كغيرهم بالعنف السياسي والاغتيالات مشددا على ضرورة بعث مراكز ادماج على المستوى الجهوي والمحلي لتسد الفراغ الحاصل ولتكون الارضية المناسبة لمفهوم الديمقراطية المباشرة. و ذكّر الكيلاني برمزية هذه التظاهرة التي يحييها الفلسطينيون في 30 مارس من كل عام، تخليدًا لذكرى استشهاد عشرات الفلسطينيين سنة 1976 خلال مظاهرات منددة بمصادرة إسرائيل لأراضيهم في منطقة الخليل بالتحديد, معتبرا ان الوسيلة الوحيدة التي تتيح للفلسطينيين استعادة أرضهم هي «المقاومة بمفاهيمها المتعددة بدءا بالمقاومة الفكرية والاسهام في تأطير الشباب والناشئة لتبنّي فكر المقاومة الداعم للقضية الفلسطينية. من جهتها اعتبرت قوته الزارعي رئيسة جمعية اطفال تونس في تصريح ل«التونسية» ان هذه التظاهرة تكتسي طابعا مهما لدى الشعبين التونسي والفلسطيني على حد السواء مشيرة الى ان يوم الأرض هو ذكرى انتفض فيها الشعب الفلسطيني سنة 1976 في شكل إضراب عام ومظاهرات شعبية في مختلف القرى والمدن والتجمعات الفلسطينية احتجاجا على سياسة التمييز العنصري ومصادرة الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الاسرائيلي, مضيفة ان هذه الذكرى شكلت منذ ذلك التاريخ حدثا وطنيا ورمزا لوحدة الشعب الفلسطيني المقاوم ووحدة الانسانية في التشبث بالارض.