طالب المسرحيون بولاية المنستير بضرورة تكوين لجنة جهوية أو وطنية تعنى بتنمية الحس الفني والثقافي لدى التلاميذ والطلبة بالاضافة إلى إحداث فرع جهوي للمسرح الوطني بولاية المنستير مع التأكيد على ضرورة فتح فضاء خاص بالمسرحيين بالجهة يكون بمثابة نقطة لقاء ومكان عمل ل«البروفات» وتقديم العروض. كما تم اقتراح اصدار مجلة ذات صبغة مسرحية وخلق نواة للتأليف المسرحي يكون فيها تاليف جماعي لنصوص مسرحية هادفة ثم تجسيدها على ارض الواقع وعلى خشبة المسرح والولوج بها إلى المؤسسات التربوية حتى تربى الناشئة على ثقافة سليمة وفن راق. وشدد أساتذة المسرح بالجهة على ضرورة ان تفكر وزارة الثقافة في بعث خطة رئيس مصلحة بالمندوبيات الثقافية يهتم بالشأن المسرحي وذلك بهدف خلق 24 موطن شغل جديد من جهة ومزيد ايلاء العناية اللازمة بهذا الفن. هذه هي جملة المقترحات والتوصيات التي حملها المسرحيون بولاية المنستير الى مكونات المجتمع المدني لابلاغها الى وزارة الاشراف وذلك خلال لقاء خاص بالمسرحيين بالجهة نظمه مؤخرا مكتب المنستير للمتوسط الدولية لتنمية الثقافات بالتعاون مع المندوبية الجهوية للثقافة بالمركب الثقافي بالمنستير بمناسبة اليوم العالمي للمسرح. ممثلو «المتوسط الدولية لتنمية الثقافات» أوضحوا ل«التونسية» ان الهدف الأساسي من اللقاء هو جمع المسرحيين بالجهة لتكريمهم في عيدهم من جهة وبهدف البحث معهم عن سبل تكوين فضاء واطار ملائم يجمع شملهم باعتبار أن الجهة تزخر بالطاقات الفنية الناشطة في مجال المسرح واساتذة المسرح من خلال انتاج اعمال مشتركة وتاطير الهواة المسرحيين من شباب الجهة . الحضور من المسرحيين عبروا عن سعادتهم باللقاء الذي جمع شملهم واولى اهتماما بشواغلهم حيث أكد المسرحي والفنان السينمائي علاء الدين ايوب انه لاول مرة يحتفل باليوم العالمي للمسرح بالمنستير وسط مجموعة من المسرحيين مشيرا إلى ضرورة العمل والمبادرة للنهوض بقطاع المسرح دون انتظار تدخل الدولة مستشهدا بتجربة فضاء المسرح بمدينة طبلبة التي تم بعثها بمجهود شعبي ايمانا منهم بضرورة توفير فضاء يحتضن الطاقات الشابة ويصقل مواهبها ويحميها من الانحراف. واضاف ايوب ان المناخ مناسب والهدف الاساسي من كل تغيير في السياسات هو الاعتناء بالمجال الثقافي خاصة بعد صياغة دستور جديد. وقد أيّده في اقتراحه زميله الاستاذ فتحي اللبان مقترحا التفكير بجدية في تنمية الحس والوعي عند الناشئة والشباب بضرورة العناية بفن المسرح الذي يعتبر من اهم ركائز تطوير وتنمية الشعوب. من جهته اوضح الحبيب القردلي استاذ المسرح المتقاعد ان الزعيم الراحل الحبيب بورقيبة ادخل مادة المسرح في برامج المدارس والمعاهد الثانوية منذ 1962 وذلك ايمانا منه باهمية المسرح في ثقافة وتربية الاجيال على فن نبيل. وقال القردلي «المسارح اليوم يملؤها الدخلاء وابناء المعهد العالي للمسرح عاطلون عن العمل وابناء المسرح غيبوا عن المسرح». وفي حديثه عن واقع المسرح قال المسرحي رضا عزيز ان المسرحيين مهمشون متسائلا: «عن أيّ مسرح تتحدثون ورجل المسرح لم تتم الاحاطة به اجتماعيا وصحيا والعديد منهم لا يمتلكون بطاقات احتراف ولا جرايات تقاعد تضمن كرامة عيشهم وفنهم؟». اللقاء لم يقتصر على الخوض في واقع المسرح في تونس والتفكير في كيفية المحافظة على هذا الفن والبحث في اساليب النهوض به وتطويره وانما كان فرصة لتكريم كل المسرحيين بالجهة وعلى راسهم محمد القبودي قيدوم المسرحيين بالجهة الذي حظر مرفوقا بحفيدته الممثلة المسرحية والسينمائية الشابة مريم القبودي . وقال الاستاذ محمد القبودي ان مسيرته الفنية انطلقت مع المرحوم خليفة السطنبولي خلال سنة 1945 ثم مع فرق مسرحية عديدة طيلة 40 سنة من العمل المسرحي وأنّ من أشهر الأعمال المسرحية التي شارك فيها مسرحية «شمس النهار» و«موت القبور» و«السلطان الجائر». وقال القبودي ان التلفزات اليوم عوّضت كثيرا المسارح بالاضافة الى غياب نصوص مسرحية جيدة مشدّدا على ان تعمل الفرق المسرحية على انتاج اعمال مسرحية جيدة لمزاحمة التلفزات.