خيبة أمل كبيرة أصابت جماهير الملعب التونسي ومسؤوليه بعد الهزيمة القاسية وغير المتوقعة ضد نادي حمام الأنف الذي داوى جراحه على حساب «البقلاوة» بعد جولات طويلة عجاف. جماهير الملعب التونسي التي تحولت إلى زويتن بأعداد محترمة كانت تمني النفس بفوز جديد يقرب فريقها أكثر من ضمان البقاء ولكن رياح الفرنسي بوشار جرت بما لا تشتهيه رياحها لتتجرع في النهاية مرارة الهزيمة التي زادت في تعقيد الوضعية وصعبت ماتبقى من مشوار البطولة.الهزيمة وإن تبقى في النهاية مقبولة فإن عدة عوامل ساهمت فيها ويجب أن يقع تداركها في القريب العاجل حتى لا يتواصل النزيف وتخسر «البقلاوة» مكانها ضمن كبار القوم. خطأ كبير صحيح أن رفاق أمير الدريدي لم يكونوا في يومهم وفسحوا المجال لفريق الضاحية الجنوبية لأخذ الأسبقية، لكن المدرب لسعد الدريدي ارتكب بدوره خطأ كبيرا بإشراك علي العابدي في مركز ظهير أيمن وهو الذي لم يشغل بتاتا هذا المركز بشكل حد كثيرا من خطورته وقلص من حيوية الجهة اليسرى لهجوم الفريق.قد يكون الديريدي فكر في ايقاف مهاجم الهمهاما الخطير دياكيتي الذي لم يشغل البارحة وعلى عكس العادة خطة لاعب رواق أيمن بل خير بوشار الدفع به كمهاجم على الجهة اليسرى لدفاع الملعب التونسي،ولكن كان من الأفضل تشريك ظهير أيمن يقفل الجهة اليمنى ويبقي على توازن الخط الخلفي الذي اختل في أكثر من مرة في مباراة السبت. صحيح أن بن علي كان غائبا عن المباراة ولكن كان بالإمكان التعويل على عدنان الماجري أو محمد صالح المهذبي أو بلحسن الشعلاني الذي شغل هذا المركز زمن إشراف الكوكي على تدريب الفريق.علي العابدي اجتهد كثيرا وقدم مباراة كبيرة في مركزه الجديد ولكن كان بإمكانه تقديم الأفضل لو وقع استغلاله منذ البداية في مركزه الأصلي. وسط الميدان سبب البلية المتتبع لمسيرة الفريق يلاحظ افتقار خط وسط الميدان لعناصر خبرة قادرة على افتكاك الكرة وخاصة بناء الهجمة وإحداث الخطر على دفاعات الفرق المنافسة.فمباراة السبت كشفت أن كريم العواضي بات عبئا على الفريق وأن تغييره صار أمرا ملحا.فرصيده البدني متدن وقدرته على رفع النسق تلاشت وهو ما أثر بشكل واضح على الأداء الهجومي للفريق.ألاكس ورغم مجهوداته الكبيرة في افتكاك الكرة يبقى محدود الإمكانيات في البناء الهجومي وحتى اللاعب الوحيد القادر على الاضطلاع بخطة صناعة اللعب ونعني الياس الجلاصي لم يكن في يومه بسبب الإصابة ومشاركته في لقاء «الهمهاما» كانت مجازفة غير محسوبة العواقب حيث عاودته الأوجاع وسيغيب عن مباراة الأربعاء ضد نجم المتلوي وربما سيخضع لكشوفات طبية عند طبيب الترجي الرياضي ياسين بن أحمد.الجلاصي الذي يتميز بفنيات عالية وقدرة على مد رفاقه بكرات ثمينة مع قوة تسديداته ودقتها تقل خطورته كلما وقع الاعتماد عليه كلاعب رواق ويكون أكثر خطورة كلما كان وراء المهاجمين وهذه نقطة يجب على الإطار الفني مراجعتها.وسط الميدان حلقة هامة في كسب المباريات وعليه فإن رياح التغيير لا بد أن تشمل هذا الخط فشهاب العوني وعبد الحليم الدراجي وشرف الدين كشطي ومالك الاندلسي جميعهم في حاجة أكيدة لأخذ فرصة كاملة في قادم الجولات. هجوم بلا مخالب هجوم الملعب التونسي يشكو بدوره ضعفا كبيرا حيث لم ينجح لمجد الشهودي وعلاء المرزوقي في فك عقدة الخط الأمامي وهو ما يتطلب كذلك مراجعة سريعة من قبل الإطار الفني.نعلم أن ارناست لم يقدم بدوره الإضافة ولكن تواجده في التشكيلة بات أمرا ضروريا لامتلاكه بنية جسدية رهيبة بإمكانها تثبيت المدافعين ومنح مساحات أكبر للاعبي الأروقة. التدارك مطلوب لئن خسر الملعب التونسي جولة مهمة فإنه لم يخسر بعد حرب ضمان البقاء ويبقى التدارك ممكنا والبداية ستكون بمباراة الأربعاء ضد نجم المتلوي والتي لا بد من الفوز بها لتعود الثقة للمجموعة ويكون الاستعداد جيدا لمباراة الأحد ضد الشبيبة في زويتن.مصير «البقلاوة» مازال بين أرجل لاعبيها فالفوز على المتلوي والشبيبة وجريدة توزر والأولمبي الباجي سيضمن البقاء حتما لفريق باردو. عبر الطائرة عاد الفريق صبيحة أمس للتدرب وقد تحدث الإطار الفني إلى لاعبيه ودعاهم لنسيان خيبة السبت والعمل على التدارك في قادم الجولات.هذا وسيتدرب اليوم الفريق في وادي الليل للتعود على الأرضية الاصطناعية لملعب نجم المتلوي لتكون الحصة الأخيرة صبيحة الثلاثاء في باردو قبل أن يتحول الفريق في ذات اليوم إلى توزر عبر الطائرة أين سيقضي رفاق الكسراوي ليلتهم قبل التحول يوم الاربعاء إلى المتلوي.هذا وسيغيب الياس الجلاصي وأسامة السلامي عن المباراة فيما سيتعيد محمد بن علي مكانه على الجهة اليمنى بعد أن انهى التزاماته مع منتخب الأواسط وعاد للتدرب مع المجموعة منذ الأمس.