تحت عنوان « الحبيب بورقيبة، شكرا! » نشر محسن مرزوق القيادي البارز بحزب «نداء تونس» إصدرا فايسبوكيّا جديدا على صفحته الرسمية جاء فيه ما يلي :«هذه الأرض التي نحيا عليها فيها عروق خضر يطلع منها الذكاء وتقتات منها الأنفة وتتطاول منها الكرامة ومنها يتغذى ذلك الشيء الذي لا نمسكه ولا نراه ولكننا نشمه في الأزقة والتراب والثياب وجلود الجسد فيعطي لأية أمة روحا تميزها. عروق خضر هي بقايا أجساد فنيت ولكنها تحولت سمادا حضاريا للحديقة أو الغابة أو الصحراء التي هي أرضنا. أجساد عظماء وعظيمات، قادوا وشيدوا وكتبوا وحاربوا وأحبوا فحولت أعمالهم أجسادهم إلى عروق الخلود الخضراء التي منها تشرب أرواح الأحياء من أجيالنا المتعاقبة ماء النار التي بها تشتعل مشاعل الطموح الأبدية. عروق خضر تتجمع من مراقد الأسياد المبثوثة في تونس عرضا وطولا. وللأسياد سيد ينام في المنستير لا يضاهيه سوى ذلك الأسد القرطاجني العظيم المدفون غريبا في تركيا. ملك في مملكة العروق الخضر، يستحق منا جميعا أن نقف على مرقده لنغمض أعيننا ونسحب نفس هواء طويل وبطيء ونقول: سلاما عليك أيها الحبيب بورقيبة يا أب تونس الحديثة، بانيها ومحرر المرأة فيها. شكرا لك في حياتك لأنك أنرت سبيلا وفي مماتك لأنك حاربت من أجل بلادك من قبرك. فروحك كانت وقودا في المعركة الكبرى التي أنقذت فيها نساء تونس ورجالها الوطن من شر انقلاب حضاري وسياسي بشع. شكرا لك ونحن نعرف أخطاءك وأخطاء عصرك أكثر من أعدائك أو أصحابك المزيفين. ولكننا نعرف أن التاريخ يحفظ اللب الأساس ويرمي البقية قشرا كان أم لُبّا مرّا. فكم دفن التاريخ في النسيان أناسا ثم أحيا غيرهم وكم دفن أعمالا وخلد غيرها؟ هل سيذكر التاريخ واحدا ممن لا يعترف بالجميل لك اليوم؟ لا أحد. فهم ذوات غير تاريخية. علاقتهم بالتاريخ مثل علاقة المتفرج بقاعة السينما. يقتني تذكرة، يتفرج ويخرج. حتى بائع التذاكر لا يتذكره. اختلفنا معك وسجنا في عهدك....ويوم الأحد سنقف على قبرك ونقول: شكرا بصدق. وعندما سنغادر ضريحك سيكون في القلب قوة اكبر، وفي العين لمعان أقوى وفي الروح تموج أعلى، لأننا كنا في اتصال مباشر مع العرق الأخضر الأكبر. ومنه يمر تيار كهرباء الحلم التونسي العظيم إلينا».