الدخل من تحويلات التوانسة في الخارج يرتفع بنسبة 2.8%    ميركاتو : تعزيز جديد في صفوف نجم المتلوي    صادم.. دراسة تكشف كيف سرّعت جائحة كورونا الشيخوخة في أدمغة البشر    احتياطي تونس من العملة الصعبة يعادل 100 يوم توريد    تونس تسعى إلى بناء علاقات مع الصين خارج الأسواق التقليدية قائمة على مساري التبادل التجاري والاستثمار    الموت يفجع الممثلة عائشة خياري    عاجل/ أول تصريح من التونسي المشارك في سفينة "حنظلة"    مصر تعلن دخول 117 شاحنة مساعدات إلى غزة    رقم قياسي جديد لدرجات الحرارة في تركيا    تالة: الأهالي يطالبون بتركيز اقليم للصوناد واقليم للستاغ    كميات الامطار المسجلة خلال ال24 ساعة الماضية    فوزي البنزرتي مدربًا جديدًا للنادي الإفريقي    عاجل/ زعيمها موظف بوزارة: هذا ما تقرّر ضد عصابة لترويج المخدرات    انخفاض ملحوظ في درجات الحرارة..وهذه المناطق معنية أكثر من غيرها    كان يسبح ليلا في الشفار.. طفل تُغرقه الأمواج    باب سويقة: 10 سنوات سجناً لمتهم نفّذ "براكاج" دموي وتسبب في إعاقة دائمة لشاب    "24 عطرا - نجوم سمفونية" على ركح مهرجان الحمامات الدولي: موسيقى تحتفل بالهوية التونسية    دورة تونس الدولية لاعداد وسطاء ومحكمين دوليين معتمدين في فض النزاعات من 14 الى 23 أوت المقبل    فاكهة الموز: قصص حقيقية ومفاجآت لا تُصدّق!    نصيحة للتوانسة: نظّم تنقّلاتك قبل 30 جويلية...النقل العمومي باش يكون في إضراب!    بطولة العالم لكرة اليد لأقل من 19 سنة: برنامج مباريات المنتخب الوطني في المونديال    باراج السوبر: الكشف عن طاقم تحكيم مواجهة الإتحاد المنستيري والملعب التونسي    59% من التونسيين بالخارج لا ينوون العودة    تركيز وحدة متطورة للفحص في مجال امراض الحلق والانف والاذنين بالمستشفى الجهوي بقبلي    عاجل/ قتلى في هجوم على محكمة بإيران    ميلوني: الاعتراف بدولة فلسطين قبل قيامها نتائجه عكسية    النيابة العمومية تأذن بالاحتفاظ بمغني الراب ALA    مستعدون للسنة الدراسية الجديدة؟ تسجيل أطفال التحضيري يبدأ قريبًا    استطلاع: الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة في أدنى تأييد شعبي منذ 35 عاما    تطاوين: وردة الغضبان تحيي حفلا فنيا ساهرا بمناسبة إحياء الذكرى 68 لعيد الجمهورية    لطيفة العرفاوي تغني لجمهور قرطاج في عيد الجمهورية وسط تألق الفرقة الوطنية للموسيقى    مصر: فرض غرامة مليون جنيه على "البلوغرز" غير المرخصين وملاحقة مروّجي صور مفبركة لفنانات    أبرز الأحداث السياسية في تونس في أسبوع : (من 19جويلية إلى 25 جويلية 2025 )    نظيم الدورة الأولى من المعرض الوطني المتنقل للصناعات التقليدية بالمنستير من 07 الى 24 اوت القادم    كيفاش نستعملو الفيتامينات؟ الدكتور رضا مكني يوضّح للتونسيين الطريقة الصحيحة    عاجل/ وفاة زياد الرحباني    عاجل/ السيطرة على حريق اندلع منذ الأمس بهذه الجهة    المقاومة تستغرب تصريح ترامب: لا علم لنا بأي إشكال بشأن المفاوضات    حالة الطقس اليوم السبت    وزارة الثقافة تنعى الفنان التشكيلي حمادي بن سعيد    طقس السبت: الحرارة في تراجع    تاريخ الخيانات السياسية (26) المأمون يقتل قائده هرثمة    غدا الأحد: تحوير في حركة جولان قطار الخط ت.ج.م وحركة المرور    خلال السداسي الأول من سنة 2025: ترويج 42367 سيارة جديدة    حين تصير الحجارة مرآة الخيبة... وأشباه النُخَب يتمسّكون بالكراسي    هيئة مهرجان تطاوين تقاضي الفنان A.L.A    الكاف : حصيلة جيدة في موسم الحصاد    الشركة التونسية للكهرباء والغاز يؤكد جاهزية فرقها لضمان استمرارية التزويد بالكهرباء والحاجة الى ترشيد الاستهلاك    مباراة ودية: النادي البنزرتي ينهزم أمام الأهلي المصري بخماسية نظيفة    النادي الصفاقسي - تربص تحضيري بسوسة الى غاية 1 أوت المقبل    ترقد أكثر من 9 ساعات؟ صحتك في خطر    سوسة: وزير التجارة يؤكد أهمية التكوين لفائدة المراقبين الاقتصاديين ولأجهزة المساندة والمرافقة لعمليات المراقبة الاقتصادية    اليوم الجمعة.. الدخول إلى المتاحف والمواقع الأثرية مجانا…    شهر صفر يبدأ السبت.. شنو هو؟ وهل لازم نصومو فيه؟    عاجل: تفاصيل بيع تذاكر المباراة الفاصلة للكأس الممتازة بين الاتحاد الرياضي المنستيري الملعب التونسي    يوم غد السبت مفتتح شهر صفر 1447 هجري (مفتي الجمهورية)    خطبة الجمعة...الحياء شعبة من الإيمان    موجة حر شديدة وانقطاعات متكررة للتيار الكهربائي: احمي نفسك وأحبائك من الحرارة القاتلة دون مكيف بهذه الخطوات..    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الذكرى 11 لاحتلال بغداد: يوم وقف صدام حسين مودعا متوعدا.. ويوم قطع الصحاف مؤتمره الصحافي والدبابات تزحف.. انها الاكذوبة الكبرى بالديمقراطية والاستقرار ولكن من يحاسب المتواطئين العراقيين والعرب؟!
نشر في التونسية يوم 10 - 04 - 2014

في مثل هذا اليوم وقبل 11 عاما، دخلت القوات الامريكية الى مدينة بغداد، وظهر الرئيس صدام حسين للمرة الاخيرة فيها متوعدا بالمقاومة للاحتلال، وقطع السيد محمد سعيد الصحاف وزير الاعلام في حينها مؤتمرا صحافيا كان يتحدث فيه عن استمرار الحرب بينما كانت دبابة امريكية تتقدم نحو ساحة الفردوس.
المعارضة العراقية التي وصلت الى العاصمة العراقية مع الدبابات الامريكية كانت من ابرز المحتفلين بهذا النصر الامريكي حتى انها اقترحت، واثناء الاجتماع الاول لمجلس الحكم الذي اسسه بول بريمر الحاكم الامريكي للعراق، جعل هذا اليوم، يوم سقوط بغداد، عيدا وطنيا، تقام فيه الاحتفالات وتغلق فيه المدارس والجامعات لاتاحة الفرصة للطلاب والطالبات الرقص في الشوارع ابتهاجا.
دول عربية احتفلت بدورها بهذا الانتصار الذي لعبت دورا كبيرا في تحقيقه من خلال فتح قواعدها العسكرية واراضيها للطائرات والدبابات الامريكية المشاركة في العدوان للانطلاق نحو بغداد وباقي المدن العراقية الاخرى لتقتل وتدمر بكل حرية ودون اي عوائق.
الامريكيون الذين استخدموا اكذوبة اسلحة الدمار الشامل العراقية لتبرير عدوانهم هذا وعدوا العراقيين بتحويل بلدهم الى واحة للديمقراطية وحقوق الانسان والازدهار الاقتصادي، وقالوا ان العراق ستصبح نموذجا للاستقرار في المنطقة، ووجدت هذه الوعود آذانا صاغية مرحبة من قبل العراقيين الذين عانوا كثيرا تحت الحصار التجويعي لاكثر من عشر سنوات كان من الصعب عليهم ايجاد رغيف الخبز او علبة حليب لاطفالهم.
الوعود نفسها كررها الامريكيون وحلفاؤهم الاوروبيون وبعض العرب للشعب السوري، واكدوا له، اي للشعب السوري، ان اشهرا معدودة تفصله عن مرحلة جديدة من الاستقرار، ودفعوه للجوء للسلاح، وصدق البعض هذه الاكذوبة ايضا، وها هي الازمة السورية تدخل عامها الرابع، وعدد القتلى يصل الى 150 الف قتيل وهناك من يرى ان الرقم الحقيقي اكبر من هذا بكثير، اما عدد المشردين في داخل سورية وخارجها فقد تجاوز حاجز الخمسة ملايين نازح ولاجيء.
المقاومة العراقية نجحت في اخراج القوات الامريكية الغازية ذليلة مهزومة، مثلما نجحت في الحاق خسائر بشرية ومادية بالولايات المتحدة غير مسبوقة، فامريكا خسرت 4500 جندي قتيل وثلاثين الفا من الجرحى، وحوالي خمسة تريليونات دولار كنفقات للحرب، مباشرة وغير مباشرة.
الشعب العراقي لم ينعم بالديمقراطية ولا بحقوق الانسان ولا بالتعايش، ولا بالخدمات الاساسية، وانما بالتقسيمات الجغرافية والديمغرافية لبلده، والحرب الطائفية، والفوضى الدموية، وبات العراق دولة فاشلة تماما، والسيارات المفخخة هي الخبر اليومي، والفساد العنوان الرئيسي في النقاشات العامة والخاصة، ونشرات الاخبار في محطات الاذاعة والتلفزة المستقلة.
مليون عراقي سقطوا قتلى اثناء فترة الاحتلال الامريكي، ولا توجد ارقام حقيقية لعدد القتلى الذين سقطوا اثر اندلاع الحرب الاهلية الطائفية التي انفجرت بعد تحريره، وما زالت مستمرة حتى الآن.
المشكلة ان لا احد يريد الحديث عن هذه المأساة داخل العراق وخارجه، كما ان الذين وقفوا مع الاحتلال الامريكي، ومهدوا له، واضفوا شرعية عراقية، وضللوا الشعب العراقي باكاذيبهم وادعاءاتهم حول العدالة والديمقراطية والرخاء لم يظهروا اي ندم، وما زال بعضهم في السلطة، ولا احد يجرؤ على الحديث عن محاسبتهم او محاكمتهم، وهذه هي قمة المأساة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.