نظمت أمس الوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات ملتقى دوليا بنزل «شيراتون» تونس لعرض وتحليل مختلف عناصر التصرّف في زيوت التشحيم المستعملة في السيارات منذ تصنيعها وتوزيعها في السوق المحلية الى حدود تجميعها وإعاة تكريرها ثمّ إدماجها في الدورة الإقتصادية من جديد. وقد حضر في هذا الملتقى العديد من الخبراء والمختصين الوطنيين والأجانب في المجال البيئي وتحديدا في قطاع زيوت التشحيم بالإضافة إلى أصحاب المشاريع في هذا المجال. وقال «الطيب رمضان» المدير العام للوكالة الوطنية للتصرف في النفايات انّ هذا الملتقى يتنزل ضمن إستراتيجية طويلة المدى وضعت في إطار تأهيل وتطوير النظام العمومي لاستعادة وتكرير زيوت التشحيم المستعملة «إيكوزيت». وأكّد ان الهدف من هذا الملتقى هو تبادل الخبرات بين جميع الأطراف وخاصة الأجنبية منها وقال إن الوكالة قطعت أشواطا متقدمة في هذا المجال، واعتبر ان أغلب السيّارات الموجودة اليوم في تونس هي سيارات مستوردة من دول أوروبية، وأكّد انه لابدّ من تطوير منظومة التصرف في الزيوت المستعملة من حيث الإنتاج والتجميع والرسكلة وإعادة الإستعمال. وكشف رمضان ان هناك بعدا إقتصاديا مباشرا لهذا المشروع وأنه عندما يتّم إستعمال زيوت ذات جودة عالية في محركات السيارات يتم التقليص من مصادر الإفرازات ونفايات الزيوت وتكون مدّة إستعمال الزيوت أطول والمسافة المقطوعة أكثر. وقال انّ هناك نيّة لتدعيم حلقة التجميع المتعلقة بالزيوت المستعملة ممّا يخفّض من إفرازاتها البيئية ويحدّ من عملية إلقائها في المحيط وأكّد أن هذا الأمر له تأثير خطير على المحيط ،وأضاف انّ تجميع ورسكلة هذه الزيوت سيجنّب بلادنا مزيد إهدار العملة الصعبة لأن المكونات الأساسية لهذه الزيوت هي بالأساس مستوردة، وقال ان إحكام التصرف في هذه المنظومة سيمكننا من إحداث مواطن شغل جديدة ستتأتى من خلال عملية التجميع والرسكلة. وردّا على سؤال ل «التونسية» حول تجارب المقارنة والتي يمكن الإستئناس بها في هذا المجال، قال انّ البلدان الأوروبية قطعت أشواطا متقدمة في تجميع ورسكلة زيوت التشحيم،وأضاف انّ هناك مؤسسات متطورة جدا تنشط في رسكلة الزيوت المستعملة وكشف انّ العديد منها قدم الى تونس لعرض بعض الأفكار على غرار الوكالة الفرنسية للتحكم في الطاقة وقال انّها كمؤسسة عمومية هي التي تشرف على منظومة التحكم في الزيوت المستعملة في فرنسا. وأضاف رمضان ان تونس تمكّنت من توفير 30 بالمائة من العملة الصعبة بعد عملية رسكلة الزيوت المستعملة وقال ان هذه الزيوت تكون ذات جودة ومطابقة للمواصفات ويعاد إستعمالها في السيارة من جديد،وأضاف ان الهدف هو الوصول إلى رسكلة 90 بالمائة من الزيوت المستعملة وقال إننا نجمّع حاليا 30 بالمائة فقط . وطالب «رمضان» بضرورة تطوير طريقة التجميع والرسكلة . وقال ان هذه الزيوت يعاد إستعمالها كمادة أولية ثم تستخرج منها زيوت المحرّكات الخاصة بالسيارات. من جهتها قالت «نادية الشيخ» رئيس مشروع التصرّف في زيوت التشحيم المستعملة «إيكوزيت» انّ كمية الزيوت المجمّعة تصل الى حدود 13 مليون طن يتم من خلالها تثمين حوالي 9 ملايين طن ،واعتبرت انّ تونس نجحت في التقدم في هذا المجال وانه تم تسجيل بعض التراجع في الفترة الأخيرة ودعت الى تطوير عمليات التجميع والرسكلة. وقالت ان الوكالة الوطنية للتصرّف في النفايات ستعقد اليوم جلسة مع بعض الأجانب والخبراء للوقوف على حلول جذرية لتطوير هذه المنظومة. واكدت انّ تجميع الزيوت من الأسواق ومحطات بيع البنزين يتم عن طريق شركات مختصة وأنّ منظومة رسكلة الزيوت المستعملة في العالم متطورة للغاية . وأكّدت الشيخ انّ الزيوت المستعملة في تونس تبلغ نحو 40 ألف طن ولكن الكميات المتوفرة تقدر ب20 ألف طن .