يتواصل الجدل الاقتصادي في تونس حول اعتزام الحكومة المؤقتة الترفيع في أسعار عديد المواد الأساسية مقابل الرفض القطعي للاتحاد العام التونسي للشغل وعدد من الأحزاب السياسية والجمعيات والمنظمات المساس بالمقدرة الشرائية لعموم المواطنين. وفي الأثناء تستعد جل العائلات التونسية والهياكل المهنية والإدارية لاستقبال شهر رمضان من خلال اتخاذ كل التدابير والاحتياطات لتأمين الاحتياجات الضرورية والحرص على توفير انتظامية التزويد تفاديا لأي إخلال أو إرباك للسوق. ومن أهم المنتوجات التي تلاقي عادة إقبالا كبيرا من طرف التونسيين الخضر والغلال. ولعل الأمر الذي سيشجع على حصول ضغط نسبي بما يؤثر على منحى الأسعار هو تزامن شهر رمضان مع ذروة فصل الصيف بما يجعل جل العائلات ترغب في طهي بعض المأكولات الخفيفة أساسها الخضر وخاصة إعداد عدة أنواع من السلطة علاوة على تناول الغلال بمختلف أصنافها. وتشير المعطيات والبيانات الإحصائية المستقاة من وزارة الفلاحة، إلى توفر جلّ منتوجات الخضر بالكميات والوفرة المطلوبتين. وفي المقابل فإن الغلال ذات البذرة على غرار الإجّاص والتفاح قد تسجل نقصا في الإنتاج بسبب مرض اللفحة النارية التي أتت على مساحات كبيرة. المتوفرات الحالية من الغلال تشير التقديرات الأولية إلى أن إنتاج الغلال الصيفية ذات النوى لهذا الموسم تقدّر بحوالي 253 ألف طن مقابل 230 ألف طن في الموسم الماضي أي بزيادة 11 بالمائة وذلك نتيجة الزيادة المسجلة في إنتاج اللوز بنسبة 30 بالمائة والخوخ بنسبة 8. بالمائة وتجري حاليا تقديرات الإنتاج للغلال ذات البذرة من قبل المندوبيات الجهوية للتنمية الفلاحية ومن المتوقع أنْ تسجل تراجعا طفيفا في صابة الإجّاص بسبب مرض اللفحة النارية بولايات منوبة وبن عروس وزغوان وبنزرت وأريانة وباجة ونابل مع تسجيل تأخير في النضج لجل الغلال نتيجة اعتدال الطقس خلال شهري مارس وافريل الماضيين. وتتوزع تقديرات الغلال ذات النوى كالآتي: - اللوز: 67 ألف طن مقابل 52 ألف طن خلال الموسم الفارط. - الخوخ: 138 ألف طن مقابل 127 ألف طن خلال الموسم الفارط. - المشمش: 29 ألف طن مقابل 31 ألف طن خلال الموسم الفارط. - العوينة: 13 ألف طن مقابل 11 ألف طن خلال الموسم الفارط. ويتوقع تزويد السوق الداخلية بالغلال خلال شهر رمضان بالبرتقال الصيفي (1200 طن) والخوخ الفصلي والمتأخر (21 ألف طن) والعوينة (2000 طن) والتمور(20 ألف طن) والتين والتفاح الصيفي (15 ألف طن) وبعض الأصناف البدرية من عنب المائدة (13 ألف طن). ومن المنتظر أيضا أن يكون إنتاج الدلاّع خلال النصف الأول من شهر جويلية في حدود 110 آلاف طن على مساحة 2700 هك إلى جانب بقايا من الإنتاج البدري المحمي في حدود 50 ألف طن. أما إنتاج البطيخ فسيكون في حدود 55 ألف طن بين الفترة من 01 إلى 15 جويلية القادم المتوفرات من الخضر وبالنسبة للمتوفرات من الخضر فإنّ المعطيات المتوفرة تفيد بأنّ الخضر ستكون متوفرة بكميات كبيرة وهامة ومن المنتظر أن يبلغ إنتاج الفلفل 10 آلاف طن من بقايا البدري المحمي. أما البصل فمن المنتظر أن يتوزع الإنتاج على يوم 01 و15 جويلية ليبلغ 13 ألف طن وذلك على مساحة 6600 هكتار. أما الخيار (الفقوص) فتبلغ المساحات المغروسة 1100 هكتار وسيكون الإنتاج في حدود 20800 طن وستكون الفترة ذروة الإنتاج بين 1 و15 جويلية القادم. وفي ما يخص الخضر الورقية ومن أهمها المعدنوس تبلغ الساحة المزروعة 1530هك ومن المنتظر أن يكون الإنتاج في حدود 18360 طنا. بينما ستكون المساحة المخصصة للسلاطة في حدود 750هك لإنتاج 13500 طن. غير أن السؤال الذي يطرح بإلحاح هو أسعار بعض أصناف الخضر التي يكثر استهلاكها في شهر الصيام على غرار الخضر الورقية والسلاطة لإعداد بعض أنواع المأكولات التي تتماشى وطبيعة المناخ الحار في شهر رمضان.