لم تصدق أم فرنسية في بادئ الامر خبر وصلها من طرف مصالح السفارة الفرنسية بتونس يعلمها بإمكانية استرجاع ابنتها التي حرمت منها مدة ثلاثة عشر عاما ولم ترها الا في مناسبة وحيدة بعد ان سمحت لها عائلة والد ابنتها بزيارتها ورؤيتها عن قرب . «ستيفاني تامريس» قدمت الى تونس منذ ثلاث اشهر ولامست اقدامها مطار تونسقرطاج وعبرت الابواب مسرعة, حيث كانت ابنتها «خديجة» التي تركتها آخر مرة طفلة صغيرة في انتظارها ..فالتقتا في عناق طويل للتعبير عن شوقهما وحنينهما لبعضهما بعد لوعة الفراق التي دامت سنوات, وكانت صورة معبرة جدا امتزجت فيها مشاعر الفرحة بالعبرات معوضة دموع اليأس والانكسار التي ذرفتها الام طوال السنوات الماضية ولحظات الحزن التي عاشتها .. «ستيفاني» عبرت ل «التونسية» عن فرحتها بلقاء ابنتها التي اصحبت يافعة في الرابعة عشر من عمرها وقالت في الاطار :مازلت تحت وطأة المفاجأة السارة التي غيرت حياتي وأعادت لي الامل بعد يأس كبير المّ بي وحوّل ايامي الى دموع وحزن منذ تاريخ 26 نوفمبر 1999 اليوم الاسود الذي لم استطع محوه من ذاكرتي .» وتضيف قائلة : بالعودة الى ذلك التاريخ استرجع ذكرياتي المؤلمة مع والد ابنتي. فقد تعرفت عليه وربطتنا علاقة قوية انتهت بحملي وإنجاب ابنتي «خديجة» لتحل بيننا مشاكل انتهت بقراره خطف ابنتي التي لم يبلغ عمرها حينها عاما ثم عاد الى تونس وتحديدا الى موطن رأسه ب«غمراسن» بولاية تطاوين خاصة انها كانت تحمل اسمه وكافة المعطيات المتعلقة به ». وتواصل ستيفاني سرد قصتها : «رغم تيقني انني سأخوض حربا خاسرة امام القضاء التونسي فقد تقدمت بعديد الشكايات الى المحكمة الابتدائية بتطاوين وقاضي الاسرة و قاضي الاطفال لكن كان مآلي الفشل ..والادهى والأمرّ انه حين فقد أب ابنتي قبل عشر سنوات تحديدا منذ 2005 وانقطعت اخباره عن عائلته في تونس حاولت الظفر بحضانة ابنتي من جديد لكن دون جدوى حيث حصل جداها على احقية حضانتها وعاشت بكفالتهما طوال تلك السنوات». ...وحصل المستحيل وعن كيفية استعادة ابنتها قالت «ستيفاني» وهي امرأة اعمال متزوجة حاليا بجزائري: بلغني من مصالح السفارة الفرنسية بتونس انه بإمكاني استعادة ابنتي وذلك بطلب من جديها اللذين تقدما في السن وصارا عاجزين عن تربيتها والاعتناء بها فلم اصدق الامر الى حين حلولي بمطار قرطاج ورؤيتها امامي بعد ان فقدتها 13 عاما ولم ارها إلا في مناسبة وحيدة سنة 2008 , وقد حضنتها بشدة وعشت معها اجمل لحظات حياتي في العاصمة ,وبعد لقاء مشوق وقضاء أيام عدت إلى فرنسا على أمل أن أعود في جوان بعد إنهاء ابنتي إجراء امتحاناتها بتونس .» وقد علمت «التونسية» في اتصال مع الام انها حلت بتونس بداية شهر جوان وقد اصطحبت ابنتها معها الى فرنسا بعد القيام بإجراءات سفرها .