في قلب العاصمة النابض وبمناسبة اليوم الوطني للطفولة، اجتمع صباح أمس عدد كبير من الأطفال وأوليائهم تحت خيمة نصبتها جمعية «اطفال علماء» في اطار الدورة 15 من تظاهرة «تجربة في الشارع»التي دأبت على لم شمل الأطفال ودعم وتطوير مواهبهم وقدراتهم الإبداعية.. وعلى صوت اغاني موجهة للأطفال والكبار على حد سواء، انطلقت فعاليات التظاهرة التي استقطبت اهتمام عشرات الصغار المرفوقين بأوليائهم يهزهم الفضول للتعرف على مختلف الأنشطة والمسابقات التي خصصت لها الجمعية ورشات تهدف في مجملها الى تنمية مهارات الأطفال الروحية والعلمية والعقلية والجسدية. اوضح السيد حسن جعفر رئيس جمعية «اطفال علماء» بان تظاهرة «تجربة في الشارع» ما فتئت تلاقي استحسان الكبار والصغار لما توفره من مساحات وورشات تعنى بتطوير السلوكيات المحبذة واجراء تجارب علمية باستعمال ابسط المواد الأولية، الى جانب ورشات تهتم ببسط مشاكل صغيرة يطالب المشاركون من الأطفال بايجاد حلول لها فضلا عن قسم تعليم الخدع البصرية. وقال جعفر: «لاحظنا بأن الأطفال تعودوا في المؤسسات التربوية على تشغيل النصف الأيسر من أدمغتهم في عملية استذكار الدروس وحفظها، ولذا سعينا الى تعويدهم هنا على تنشيط النصف الأيمن من الدماغ حتى يبتكر ويبدع ويصنع اشياء بسيطة ولكنها مهمة...». أما الشاب فادي دغيس وهو معلم ومدرب اطفال ومشرف على ورشة السلوكيات المحبذة، فأكد بان الطفل المشارك يتعلم من سلوك شخصيات مشهورة على غرار «توماس اديسون» ونيلسن مانديلا والصحابي عمر ابن الخطاب رضي الله عنه والصحابي يوسف وغيرهم، كيف يتعامل ايجابيا مع الآخرين، ويقول: «مع الأطفال المشاركين نحاول رسم ابرز السلوكيات الإيجابية لبعض الشخصيات المإثورة ونتعلم معا كيف نستغل هذه المميزات في حياتنا اليومية». من جهتهم عبر الأطفال عن سعادتهم البالغة بالمساهمة في مختلف الورشات التي تضمنتها هذه التظاهرة الموجهة اليهم، حيث قال الطفل بلحسن الدراوري( 11 سنة): «أنا مسرور جدا بهذه التظاهرة خاصة وأنها تأتي بعد أن تعبت كثيرا في مراجعة الدروس استعدادا للإمتحانات التي اكملتها منذ ايام قليلة... تعلمت كيف اصنع محركا بخاريا من خلال استعمال قوارير فارغة وبعض المواد المتوفرة في كل بيت...كما استفدت كثيرا من ورشة السلوكيات المحبذة وورشة الخدع البصرية». وترى الطفلة اية الوسار (12 سنة) انها تعلمت طريقة انجاز قوس متوازن من السكر وهي متمسكة بمتابعة كافة التظاهرات التي تنظمها جمعية «اطفال علماء» خاصة وان مواعيدها تناسب التلاميذ. وكان السيد ضياء الدين احمد وهو موظف ببنك قد رافق اطفاله الثلاثة لحضور التظاهرة وصرح ل«التونسية» بانه جد شغوف بالتجارب العلمية وأن أبناءه ورثوا عنه حبه وولعه بالبحث العلمي وقال: «الحقيقة انني استفدت مثلهم تماما فأمام ضيق الوقت طيلة العام الدراسي لا يمكنني الإسهام في تطوير ملكات الخلق والإبداع لدى اطفالي وهذه مناسبة جيدة لتعويض ذلك. ولكن لدي ملاحظة حول قصر الوقت المخصص لهذه التظاهرة... فساعات ثلاث لا تكفي حسب رايي لتعليم الأطفال العديد من التجارب العلمية خاصة وانهم اليوم في عطلة طويلة. لقد اعجبت خاصة بورشة السلوكيات المحبذة لأنها تغرس في اطفالنا مبادئ اخرى تربينا عليها نحن وغابت عنهم اليوم... وتظل تلك المبادئ السامية راسخة في اذهانهم وتنزع عنهم ما علق بها من بطولات كرتونية زائفة هي في الحقيقة دخيلة علينا». وكانت جمعية «اطفال علماء» تولت في نهاية التظاهرة توزيع جوائز جد قيمة على المتميزين من الأطفال المشاركين في الورشات اضافة الى تمتيع الجميع بتخفيضات كبيرة باحدى المكتبات التي تدعم انشطة الجمعية.