مندوب روسيا لدى الامم المتحدة يدعو إلى التحقيق في مسألة المقابر الجماعية بغزة    طيران الكيان الصهيوني يشن غارات على جنوب لبنان    بعد اتفاق اتحاد جدة مع ريال مدريد.. بنزيما يسافر إلى إسبانيا    المرسى.. الاطاحة بمنحرفين يروّجان الأقراص المخدّرة    حالة الطقس يوم الخميس 2 ماي 2024    مدرب بيارن : أهدرنا الفوز والريال «عَاقبنا»    أخبار الاتحاد المنستيري...رهان على «الدربي» وفريق كرة السلة يرفع التحدي    صفاقس...حالة استنفار بسبب سقوط جزء من عمارة بقلب المدينة ... غلق الشارع الرئيسي... وإخلاء «أكشاك» في انتظار التعويضات!    في خطإ على الوطنية الأولى: دكتور وكاتب يتحول إلى خبير اقتصادي    في أقل من أسبوع.. أعاصير مدمرة وفيضانات اجتاحت هذه الدول    وفاة الفنانة الجزائرية حسنة البشارية    بنزرت ..أسفر عن وفاة امرأة ... حادث اصطدام بين 3سيارات بالطريق السيارة    سعيد يعود احد مصابي وعائلة احد ضحايا حادثة انفجار ميناء رادس ويسند لهما الصنف الأول من وسام الشغل    وزارة الشباب والرياضة تصدر بلاغ هام..    اتفاقية تمويل    غدا الخميس: وزارة التربية والجامعة العامة للتعليم الأساسي يوقعان اتفاقا ينهي توتر العلاقة بينهما..    وزارة السياحة تقرّر احداث فريق عمل مشترك لمعاينة اسطول النقل السياحي    المؤتمر الإفريقي الأول حول "آفاق تنمية الدواجن بإفريقيا" على هامش الدورة 20 للصالون المتوسطي للتغذية الحيوانية وتربية الماشية    المجلس الوطني للجهات والاقاليم ...لجنة صياغة النظام الداخلي تنطلق الخميس في النظر في الاحكام العامة والعضوية والحصانة (الناطق باسم اللجنة)    عقوبات مكتب الرابطة - ايقاف سيف غزال بمقابلتين وخطايا مالية ضد النجم الساحلي والملعب التونسي ونجم المتلوي    النادي الافريقي- جلسة عامة عادية واخرى انتخابية يوم 7 جوان القادم    روبليف يقصي ألكاراز ويتقدم لقبل نهائي بطولة مدريد المفتوحة للتنس    عيد العمال العالمي: تجمع نقابي لاتحاد عمال تونس وسط استمرار احتجاج الباعة المتجولين    عيد العمال العالمي: تدشين المقر التاريخي للمنظمة الشغيلة بعد أشغال ترميم دامت ثلاث سنوات    الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه من اجل الانتماء الى تنظيم ارهابي    تونس تعرب عن أسفها العميق لعدم قبول عضوية فلسطين في المنظمة الأممية    الاحتفاظ بتلميذ تهجم على استاذته بكرسي في احد معاهد جبل جلود    القصرين: وفاة معتمد القصرين الشمالية عصام خذر متأثرا بإصاباته البليغة على اثر تعرضه لحادث مرور الشهر الفارط    جندوبة: فلاحون يعتبرون أن مديونية مياه الري لا تتناسب مع حجم استهلاكهم ويطالبون بالتدقيق فيها    الكاف: اليوم انطلاق فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان سيكا جاز    ندوات ومعارض وبرامج تنشيطية حول الموروث التراثي الغزير بولاية بنزرت    بعد تتويجه بعديد الجوائز العالمية : الفيلم السوداني "وداعا جوليا " في القاعات التونسية    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    القيروان: إطلاق مشروع "رايت آب" لرفع الوعي لدى الشباب بشأن صحتهم الجنسية والانجابية    اعتراف "أسترازينيكا" بأن لقاحها المضاد لفيروس كورونا قد يسبب آثارا جانبية خطيرة.. ما القصة؟    الفنانة درصاف الحمداني تطلق أغنيتها الجديدة "طمني عليك"    تفاصيل الاطاحة بمروجي مخدرات..    هام/ إصدار 42 ملحقا تعديليا من جملة 54 ملحقا لاتفاقيات مشتركة قطاعية للزيادة في أجور العاملين في القطاع الخاص    التشكيلة الاساسية للنادي الصفاقسي والترجي التونسي    تحذير من برمجية ''خبيثة'' تستهدف الحسابات المصرفية لمستخدمي هواتف ''أندرويد''..#خبر_عاجل    هام/ وزارة التربية تدعو إلى تشكيل لجان بيداغوجية دعما لتلاميذ البكالوريا..    وزارة التجارة: لن نُورّد أضاحي العيد هذه السنة    غرفة القصابين: معدّل علّوش العيد مليون ونص    تونس تشارك في معرض ليبيا للإنشاء    مهرجان سيكا جاز: تغيير في برنامج يوم الافتتاح    الطبوبي في غرة ماي 2024 : عيد العمّال هذه السنة جاء مضرّجا بدماء آلاف الفلسطينين    سامي الطاهري يُجدد المطالبة بضرورة تجريم التطبيع    اليوم: تونس تحيي عيد الشغل    اليوم.. تونس تحتفل بعيد الشغل    وزارة الفلاحة تضبط قيمة الكيلوغرام من التن الأحمر    غدا.. الدخول مجاني الى المتاحف والمواقع الاثرية    عاجل/ "أسترازينيكا" تعترف..وفيات وأمراض خطيرة بعد لقاح كورونا..وتعويضات قد تصل للملايين..!    مختص في الأمراض الجلدية: تونس تقدّمت جدّا في علاج مرض ''أطفال القمر''    مدينة العلوم بتونس تنظم سهرة فلكية يوم 18 ماي القادم حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشمس    يوم 18 ماي: مدينة العلوم تنظّم سهرة فلكية حول وضعية الكواكب في دورانها حول الشّمس    خبراء من منظمة الصحة العالمية يزورونا تونس...التفاصيل    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نور الدين الصايل (المدير العام للمركز السينمائي المغربي ورئيس مؤسسة مهرجان السينما الإفريقية بخريبقة) ل«التونسية»محمد السادس إنسان شعبي بالمعنى النبيل للكلمة
نشر في التونسية يوم 22 - 06 - 2014


لا يمكن أن نقيس نجاحنا أو فشلنا بمهرجان «كان»
نحن مهدّدون بالإنقراض إن لم نمد أيادينا لإفريقيا جنوب الصحراء
دعاة محاسبة السينمائيين من الوشاة يعبّرون عن فكر فاشي
الدولة في المغرب أقوى من كل الحكومات
حاوره: محمد بوغلاّب
يقول كثيرون ممن خبروا السينما المغربية أن سرّ نهضتها في العشرية الأخيرة(إرتفع عدد الأفلام الطويلة من فيلمين أو ثلاثة في السنة إلى أكثر من خمسة وعشرين فيلما وبلغ عدد الأشرطة القصيرة الثمانين ) هو رجل إسمه نور الدين الصايل الذي لم يكتف بصفته الإدارية مديرا عاما للمركز السينمائي بل عمل على إنجاز مشروع غيّر به واقع السينما في المغرب التي باتت اليوم لاعبا رئيسيا في المنطقة العربية والقارة الإفريقية. وإذا كان المهرجان الدولي للفيلم بمراكش قبلة نجوم هوليوود وبوليوود (والصايل هو نائب رئيس المهرجان الأمير مولاي رشيد شقيق الملك محمد السادس) فإن مهرجان خريبقة للسينما الإفريقية هو قبلة صنّاع السينما في القارة مخرجين ومنتجين وصناع القرار الثقافي في القارة ، وفي كلا المهرجانين وفي غيرهما في طنجة(المهرجان الوطني للفيلم والمهرجان المتوسطي للفيلم القصير) يحافظ نور الدين الصايل على «أسلوبه»، بعيدا عن منصات الخطابة العامة، يتحدث فيقنع سامعيه ، مدافع شرس عن الإبداع وحرية التعبير في مغربه وكل «المغارب» فالرجل لا يكتفي بالتفكير محليا بل يعمل على تحقيق نهضة سينمائية في كل القارة الإفريقية...
وفي لحظات الصفاء بعيدا عن مشاكل الفن السابع، يتحدث عن أصدقائه القلائل فيذكر من تونس الراحل أحمد بهاء الدين عطية ويتذكر «الهريسة» التي كان يتناولها في ضيافته من تدبير أمه، ويسأل عن صديقه عبد العزيز بن ملوكة مشيدا بكرمه متذكرا طرائف جمعتهما في أكثر من مناسبة ، وعن صديقه «المناضل السينمائي» نجيب عيّاد وآخرين يكن لهم التقدير...
وحتى نقتنص لقاء دون «تشويش خارجي» مع نور الدين الصايل، كان علينا أن ننتظر إنتهاء «نقاش منتصف الليل» سهرة الأربعاء الماضي ليكون هذا الحوار....
هذه المرة الأولى في حياتي التي أجري فيها حوارا في الساعة الثانية والنصف صباحا والغريب أنها تتزامن مع أداء أعضاء الحكومة في مصر للقسم أمام الرئيس السيسي في السابعة صباحا؟
(ينظر إليّ بشيء من الإستغراب ويستغرق في الضحك) يا الله ؟ هذا تزامن بين حدثين مختلفين جدا ، ولكن شيء جميل ، نحن إتفقنا على هذا التوقيت لنضمن إجراء الحوار مباشرة بعد إنتهاء نقاشات منتصف الليل لأن في خريبقة تقليدا إعتمدناه منذ سبع سنوات يتمثل في عقد هذه اللقاءات السينمائية في منتصف الليل.
شخصيا فوجئت بالعدد الكبير للحاضرين!
لو لم يكن هناك إهتمام لما واصلنا هذه النقاشات التي تتواصل أحيانا إلى الثالثة صباحا ونحن نطرح مواضيع تهم المهنيين وعشاق السينما والمختصين من النقاد والجامعين من المغرب وخارج المغرب، هناك نقاشات جدية وعميقة(الليلة قدمنا السينما الإيفوارية ضيفة المهرجان، وقبلها تحدثنا عن الجسد في السينما...) كما نقدم احيانا أفلاما لا يمكن عرضها بشكل جماهيري لأنها تتطلب تكوينا سينمائيا وتستلزم طاقات خاصة للنقاش بين المختصين ،وهذا تقليد مهم جدا يوازي ما نقوم به من فقرات اخرى في المهرجان.
من هم هؤلاء المجانين الذين فكروا ونظموا ملتقى السينما الإفريقية في خريبقة المدينة المنجمية البعيدة عن الساحل سنة 1977؟
أحد هؤلاء المجانين وربما كنت أولهم هو الآن أمامك يحاول الإجابة عن أسئلتك ، في السبعينات كانت لنا علاقات في مستوى المغرب الكبير وفي أوروبا وكانت حركة نوادي السينما قوية جدا ، أنذاك كان هناك قرابة سبعين ناديا في المغرب وكنا نصل إلى خمسين ألف مشارك في تلك السنوات.
كنت رئيس الجامعة الوطنية للأندية السينمائية آنذاك؟
نعم توليت رئاسة الجامعة منذ تأسيسها سنة 1973 حتى سنة 1983، سنة 1974 نظمنا اول لقاء للأندية السينمائية المغاربية بمدينة المحمدية بمشاركة تونس والجزائر كان ذلك اللقاء مدشنا للقاءات اخرى تلته بالجزائر وتونس في ما بعد وسنة 1976 فكرنا في الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب في السينما العربية ونظمنا مع الجامعة التونسية لنوادي السينما والجامعة الجزائرية ومجلة «كراسات السينما» الفرنسية لقاء بمدينة مكناس للسينما العربية لكنه لم يستمر لأنه لم يجد التربة الملائمة مع سلط المدينة آنذاك رغم النجاح الكبير الذي حققه الملتقى فحاولنا في السنة الموالية ان نهتم بالسينما الإفريقية ، في تلك السنوات كنا في نوادي السينما نهتم بكل سينماءات العالم وخاصة العالم الثالث ولذلك لم نكن نكل من المبادرات في أماكن مختلفة، كانت السينما آنذاك فعلا نضاليا فضلا عن كونها فعلا إبداعيا ، سألنا أنفسنا اين يمكن ان نذهب في المغرب وأي تربة تلائم السينما الإفريقية وتوافقنا على ضرورة ان نبتعد عن الفضاءات التقليدية للثقافة مثل فاس او مكناس او الدار البييضاء او طنجة او مراكش او غيرها ... كنا نبحث عن ارض خصبة لبلورة السينما الإفريقية هنا في المغرب، تلائم المفهوم الإفريقي للإبداع فقلنا إن خريبقة هي المكان الطبيعي لتنظيم الملتقى ففيها حركة نضالية وطبقة عمالية وفيها ناد سينمائي يمثلنا وفيها اساتذة ومثقفون، شعرنا أن خريبقة إقترحت نفسها بنفسها علينا وكان تنظيم الملتقى في خريبقة مسألة طبيعية.
كان يمكن للتجربة أن تموت في المهد كما حدث مع ملتقى السينما العربية بمكناس خاصة وأنكم لم تنظموا الدورة الثانية لملتقى السينما الإفريقية سوى سنة 1982؟
الملتقى سنة 1977 نظمته الجامعة الوطنية للأندية السينمائية بالمغرب بمعية نادي السينما بخريبقة ومجلة كراسات السينما الفرنسية وكان في منتهى النجاح رغم الظروف المادية الصعبة، لم يكن هناك مركب ثقافي كما هو الحال الآن ولم تكن هناك فنادق لإستقبال الضيوف ، كنا نعرض الأفلام في قاعة الأفراح التابعة للمكتب الشريف للفسفاط وكنا نتناول الطعام في مطعم عمال الفسفاط ، في تلك الدورة الأولى حضر معنا سارج توبيانا (مدير الخزانة السينمائية بفرنسا حاليا) وسارج دانو الذي توفي سنة 1992ومجموعة من الأسماء من تونس والجزائر.
من تونس كان هناك الطاهر شريعة ونجيب عياد والناصر القطاري؟
نعم طبعا كانوا حاضرين، كان نجاحا باهرا وكنا في منتهى السعادة بهذا النجاح لكننا واجهنا صعوبات كبيرة فلم يكن هناك اي دعم من اي جهة، كنا ندفع من جيوبنا تكاليف مشاركتنا على جميع المستويات، كنا نقطن في مبيتات المعاهد ، كنا جميعا مع بعض في مكان خصصه لنا المكتب الشريف للفسفاط ، لم نكوّن راس مال كاف لينعقد الملتقى مرة ثانية إلا بعد خمس سنوات لأننا كنا حريصين على إستقلاليتنا ولم يكن هناك اصلا مساعدات حتى نرفضها او نقبلها كنا بصدد شيء جديد غير مسبوق ولعلك لم تبالغ حين وصفتنا بالمجانين.
هل مازال المهرجان محافظا على إستقلاليته اليوم؟
بلا شك مازال محافظا على إستقلاليته في إتخاذ القرارات لكنه فهم كثيرا من الأمور وغيّر كثيرا من المنهجيات لأنه واكب العصر. فالفرجة السينمائية تغيرت والإبداع السينمائي تغير والعلاقات بين الدول «السينمائية» تغيرت ولذلك كان علينا ان نتأقلم مع المسيرة التاريخية التي تتحكم في السينما ولكن ثوابت المهرجان والأسس التي إنبنى عليها سنة 1977 لم تتغير، وبعد الدورة الثانية إنتظرنا مدة طويلة حتى سنة 1988 لننظم الدورة الثالثة ولم يتقرر عقد المهرجان كل سنتين إلا عام 1988 ليلتئم دوريا إلى غاية 1994 .
ثم توقف من جديد؟
توقف لأنه حدثت تدخلات من طرف اشخاص منتخبين ذهب في ظنهم انه يمكن استخدام المهرجان مطية لغايات اخرى فرفضنا هذا لأن نضالنا لا يتعلق بشعبوية ومصالح آنية وتابع أصدقاؤنا حتى يظل المهرجان حيا يرزق إستأنفنا تنظيمه سنويا سنة 2002 برعاية سامية من صاحب الجلالة محمد السادس وفي سنة 2009 جاءت فكرة المؤسسة لضمان أكثر إستقلالية وتنويع موارده المالية ومع ذلك يظل مهرجان خريبقة للسينما الإفريقية أفقر المهرجانات السينمائية في المغرب.
انت موظف دولة وتتحدث عن إستقلالية المهرجان؟ إستقلاليته تجاه من؟
انا موظف دولة ولكن عندما اسسنا المهرجان لم أكن مسؤولا عن السينما.
ولكنك إلى اليوم رغم تغيّر موقعك تدافع عن المواقف ذاتها؟
هي المبادئ التي إنطلقنا منها، أن يكون هناك إنتاج سينمائي ونعمل ما في وسعنا لدعم الإنتاج السينمائي، ان ندافع عن حرية التصور والتعبير، أن يكون هناك إنفتاح على كل التيارات المبدعة في إفريقيا ، ان تكون النقاشات مضمونة وتستمر بروح التكامل كما ان عشقنا وحبنا الحقيقي للسينما لم يتغير بل لعلهما زادا بمرور السنوات.
علينا أن نعترف بأن علاقات عرب شمال إفريقيا بأفارقة جنوب الصحراء اقرب إلى القطيعة فكيف تم تقبل مهرجان السينما الإفريقية لدى النخب في المغرب؟
اظن اننا كنا مجموعة من المثقفين فهمنا أن المستقبل لإفريقيا.
منذ ذلك الوقت؟
نعم منذ ذلك الوقت، كنا مجموعة، خمسة او ستة اعضاء من الجامعة الوطنية للأندية السينمائية رفقة اصدقاء لنا من المفكرين من أوروبا أدركنا أن إفريقيا هي المستقبل.
بماذا تشعر اليوم حين ترى ان المغرب السياسي له سياسة إفريقية ولعله من الدول العربية القليلة التي لها سياسة إفريقية؟
اظن ان هذا شيء طبيعي، انا لا أستغرب على الإطلاق ، كنت متأكدا طال الزمان او قصر أن المغرب واع بكيانه وإنغماسه الحقيقي في إفريقيا فإن كنا منذ السبعينات واعين ببعدنا الإفريقي فذلك يعني أن إفريقيتنا ليست مصطنعة وحين أتجوّل اليوم في بلدان جنوب الصحراء أشعر بانها تتوجه إلى الشمال، إلى المغرب وكل شمال إفريقيا، فمثلما تتجه بعض الزهور بشكل طبيعي إلى الشمس أشعر بأن الأفارقة جنوب الصحراء يتجهون بشكل طبيعي نحو شمال القارة أي نحونا نحن و دول شمال إفريقيا لم تفهم هذا الإحساس لمدة طويلة.
المشكل فينا نحن إذن؟
أظن ذلك والمغرب كان سباقا إذ أدرك بأن إفريقيا منا وأننا من إفريقيا.
قبل سنتين بعثتم هنا في خريبقة تجمعا لمديري المراكز السينمائية الإفريقية فمتى تلتحق بكم تونس؟
كان لي لقاء خلال مهرجان كان السينمائي مع عدنان(يقصد عدنان خضر مدير عام المركز الوطني للسينما والصورة في تونس) وهو واع بالتوجه الإفريقي وهذا التعاضد بين المؤسسات السينمائية ولمست لديه شعورا حقيقيا بأهمية هذا التجمع الذي ليس هو بتجمع سلطة ولا هو مؤسسة رسمية بقدر ما هو تجمع لتبادل الخبرات، ليس لنا تنظيم اي رئيس ومرؤوسين كلنا منسقون، نحن مجموعة ضغط على الدول لنفسر ما نقوم به لمصلحة الجميع فحين يطلب مني التنقل إلى السينغال لمقابلة وزير الثقافة مثلا اتنقل بشكل طبيعي واقابله رفقة المدير المسؤول وحين احتاج مساعدة احد زملائي من اجل تفسير موضوع ما اطلب ذلك دون تردد لأننا جميعا نعمل من اجل مصلحة السينما الإفريقية نحن كافارقة نستطيع ان نذهب بعيدا إن كنا مجتمعين وفكرة التجمع لا تكلف اي شيء اي دولة، فنحن ننتهز اي فرصة تجمعنا في إفريقيا أو خارجها لنجتمع ونتحدث ونبحث عن حلول لما نواجهه من مشاكل وعراقيل بالإستفادة من خبراتنا المتبادلة وهو عمل تطوعي نقوم به لأنه لا معنى لخطاب التعاون المشترك وغيره دون القيام بخطوة عملية تضع القطار على السكة ونأمل ان يكون لقاؤنا القادم في أيام قرطاج السينمائية ونحن منفتحون على المؤسسات السينمائية التي تريد الإلتحاق بنا او العمل معنا، ويساهم معنا عدد من الخبراء قمنا بإختيارهم لمساعدتنا بخبراتهم، نحن لسنا تجمعا جماهيريا شعبيا ولا مؤسسة رسمية.
للمركز السينمائي المغربي عدة إتفاقيات مع دول جنوب الصحراء( البينين والكوت ديفوار .... ) فماذا تربح المغرب من هكذا إتفاقيات؟
المغرب يربح المستقبل الذي نبنيه مع بعض، إن إرتكزنا فقط على فكر اناني وفعل أناني محض فنحن مهددون بالإنقراض، وأنا أظن ان الثقة في ما بيننا والتعاضد الحقيقي يجعلنا نوحد المناهج والرؤى ونستثمر المستقبل هذا هو الأساس الذي ناقشته مع اصدقائي ووجدت انهم بنفس الوعي الذي بلغته أنا، القضية لا تتعلق بالأموال في المقام الأول بل بتبادل الخبرات وحين يتطور هذا التبادل إلى إتفاقيات تعاون بين الدول فنكون نجحنا، نحن نحاول إقناع الدولة المغربية بأنه علينا ان نعطي اكثر خلال هذه المرحلة من تعاوننا مع الكوت ديفوار ولكن من قال لك إننا لن نكون في حاجة إلى خبرات الكوت ديفوار في المستقبل؟ واعتقد ان هذه السياسة هي التي قد تنقذ إفريقيا كلها مما كان مكتوبا لها ومن حسن الحظ لم يتحقق فإفريقيا اليوم أكبر قارة قابلة للتطور الإيجابي.
صرحت خلال ندوة السينما والدولة بأن من يدعو لمحاسبة المنتجين السينمائيين يعبر عن وجهة نظر فاشية، ألا تخشى أن يؤول موقفك على أنه دفاع عن إهدار المال العام؟
لا لا، انا عارف بمن يريد التأويل، المركز السينمائي المغربي هو المحاسب الأول للمنتجين على الأموال التي يتحصلون عليها بعنوان تسبقة على المداخيل ولكني أحارب الوشايات الكاذبة التي تجعل من كل منتج يتحصل على دعم الدولة مجرما وسارقا وانا اعرف انكم في تونس تعانون الوشايات نفسها، وهذه الوشايات مفتعلة لإستخدامها في معارك شعبوية تحتقر المنتج والمخرج والمثقف عامة وتجعل منه يعيش بكيفية كاذبة، انا احارب هذا الفكر الفاشي الذي يريد ان يجعل من مساعدات الدولة للمثقف مشبوهة، هذا هو المنطق الذي أحاربه، اما ان يستعمل شخص أموال الدعم في مجال آخر غير الذي وضعت من اجله فيحاسب عبر ميكانيزمات واضحة ومحددة بدءا بالمركز السينمائي المغربي.
فلماذا إستعمال هذه الدعايات الفارغة؟ إنهم يقومون بذلك للتقليل معنويا من قيمة الفنان والمثقف، هذا هو الفكر الشعبوي الذي أحاربه ومن البديهيات ان دعم الدولة للفنان يخضع للمحاسبة.
يشهد لك الخصوم قبل الأصدقاء بأنك غيرت مصير السينما المغربية ومسارها ولكن عدم وصول اي فيلم مغربي إلى المسابقة الرسمية لمهرجان «كان» يعتبر عند البعض فشلا شخصيا لك؟
انا لا اقيس النجاح والفشل بوصول فيلم مغربي إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان، هذا المنطق فيه إساءة للسينمائيين المغاربة وللسينما المغربية، زد على ذلك ان كثيرا من الأفلام المغربية وصلت أكثر من مرة إلى قسم «نظرة ما» وهي المسابقة الثانية للمهرجان ولكن اليس من الإجحاف ان تقيس إبداع شعب من الشعوب بوصوله إلى المسابقة الرسمية لمهرجان كان أو غيره؟ هذا تقليل من المجهودات التي نقوم بها في المغرب وتونس وغينيا والجزائر.
لماذا لا نشارك في المسابقة الرسمية لكان او لغيره ؟ هو سؤال منطقي وإجابتي أن المستقبل مفتوح والإنتاج السينمائي في المغرب وتونس والجزائر والسينغال والكوت ديفوار لم يتوقف ولم ينته ونحن في المغرب ضامنون لإنتاج عشرين فيلما طويلا سنويا وهذه خطوة ضرورية.
كم الإنتاج مضمون في المغرب؟
نعم ولا تراجع عنه.
سواء كنت في المركز السينمائي أو خارجه؟
دون شك، لأن المسألة لا تتعلق بالأشخاص وأمزجتهم أو رغباتهم الفردية، السينما هي مشروع مجتمعي ومشروع دولة، القوانين الآن موجودة و هذا هو احد اوجه نجاح خطتنا في إرساء القوانين والتشريعات التي اصبحت اليوم قائمة الذات.
أنت مثل لاعب كرة القدم الذي تعوّد على هتافات الجماهير لذلك يصعب عليه إتخاذ قرار الإعتزال، فهل ترى نفسك يوما خارج المركز السينمائي المغربي وأضوائه؟
كان حلمي وانا طفل ان اكون لاعب كرة قدم وفي ريال مدريد وهذه من الإحباطات الكبيرة التي عشتها في حياتي.
لماذا ريال مدريد؟
ببساطة لأني ولدت في مدينة طنجة في حي لا يوجد فيه شيء سوى ريال مدريد وكل أفراد عائلتي كانوا من عشاق النادي الملكي لذلك المسألة لا تتعلق بالإختيار، ريال مدريد هو اشبه بالقدر، وفي الحي المقابل لنا حينما يولد مولود فهو حتما محب لبرشلونة، لعبت في فريق مدينتي طنجة وحققنا إنتصارات، وكرة القدم ساعدتني ماديا على مواصلة دراستي الفلسفة ولكني حين وصلت سن السابعة عشرة ادركت اني لن اصل أبدا إلى ريال مدريد وتألمت كثيرا لهذا ...
درست الفلسفة ثم درّستها ثم اصبحت مفتشا عاما للفلسفة ثم اصبحت مديرا للبرامج بالتلفزة المغربية ثم مدشنا من مدشني القناة الثانية ثم قضيت اكثر من عشر سنوات في كنال بلوس ثم عدت من جديد إلى المغرب لأدير القناة الثانية طيلة اربع سنوات ثم إنتقلت إلى المركز السينمائي، لا يمكن ان اتصور طيلة مسيرتي اني كنت في موقع مثل دي ستيفانو او زين الدين زيدان تحت الأضواء وهتاف آلاف الجماهير ، لم اصل إلى هذا المستوى ، كنت قد اصل إليه لو لعبت كرة القدم في ريال مدريد ولكني لم أفعل ذلك ولذلك لم أعش ابدا هذا الوهم باني تحت الأضواء أو أني أعيش بهتاف الآلاف.
هل تألمت لهزيمة إسبانيا في المونديال؟
لا لم أتألم ، إسبانيا على الورق كان لديها كل الخصال للفوز لكن يبدو ان الفريق بلغ دورته ، حقق المجد وعليه ان يعيد بناء نفسه.
هل توقعت هزيمة إسبانيا بخمسة أهداف أمام هولندا؟
أبدا، على الإطلاق، كنت انتظر ان تترشح إسبانيا إلى الأدوار الأخيرة.
والجزائر؟
تابعت مباراة الجزائر وبلجيكا واعتبر ان الجزائر لعبت بشكل جيد ولكن كرة القدم فيها فائز ومنهزم، وانا أكون سعيدا حين تترشح تونس أو المغرب أو الجزائر وتمر إلى أدوار متقدمة في المونديال ولكن مع الأسف لا تونس ولا المغرب تمكنتا من الترشح للمونديال هذه المرة.
ما تعليقك على عودة بادو الزاكي مدربا لأسود الأطلس؟
بادو الزاكي من احسن كفاءاتنا في كرة القدم ويمكن للمغرب ان يفتخر به لكن عليه بناء ما دمر بكيفية غريبة طيلة السنوات الأخيرة ، والبناء الذي هو مطالب به ليس بالشيء الهيّن وانا اعتبر انه من الناس القادرين على إخراج الكرة المغربية من أزمتها.
هل تابعت زيارة الملك محمد السادس إلى تونس؟
طبعا تابعتها.
كيف تعلق على جولات الملك في شوارع تونس دون موكب رسمي وإقترابه من عامة الناس دون أي تعقيدات؟
ربما فاجأ ذلك التونسيين ولكن محمد السادس هو محمد السادس فتصرفه في تونس هو نفسه في المغرب او في السينغال أو في الكوت ديفوار أو مالي ...
فهو حين يكون في بلد يذهب إلى عمق ذلك البلد بطريقة لم أر مثلها في حياتي لمن كان في موقعه ومستواه، تلك هي حقيقته انا لم أستغرب على الإطلاق ما قام به في تونس، لأنه إنسان شعبي بالمعنى النبيل للكلمة وانا اتكلم معك بصدر مفتوح، محمد السادس تصرف بشكل عادي في تونس لمن يعرف محمد السادس ولكن إقامته المطوّلة بينكم رسالة محبة «خاصة» لتونس وجهها لكل العالم من أجل تونس والتونسيين
هل عرفت مهدي المنجرة ( إقتصادي وعالم إجتماع مغربي متخصص في علم المستقبليات توفي في 13جوان الجاري) الذي رحل قبل أيام قليلة؟
عرفته شخصيا في السبعينات عندما عاد من اليونسكو وكنا نلتقي بمعية صديق من أعز الأصدقاء رحمه الله هو عبد الكبير الخطيبي(روائي وعالم إجتماع توفي في 16مارس 2009 )كان رجلا مؤمنا بوطنه ولهموم وطنه ، كان إنسانا استثنائيا في كل شيء .
يرى البعض ان الوطن الذي احبه مهدي المنجرة أدار له ظهره أكثر من مرة؟
لا أظن(يكررها ثلاث مرات) مهدي المنجرة كانت له علاقات كثيرة بكل المثقفين المغاربة من كل التيارات، إذا أردت إدراك معنى التفتح بالنسبة إلى المثقف فهو مهدي المنجرة، كان متفتحا على كل التيارات ولكن ذو عقلانية قوية جدا تجعله دائما خارج التيارات، يستوعبها ويفهمها ويقدم لها كل المساعدة، والمغرب فقدت مفكرا عظيما ، وإذا كان هناك مثقف عضوي بالمعنى الغرامشي في المغرب فهو مهدي منجرة
حاورتك كذا مرة ولم أسألك يوما عن إنتمائك الحزبي؟
لا انتمي لأي حزب، سبق لي أن إنتميت لمدة قصيرة وتوقفت عن هذا الإنتماء، كنت في حزب التقدم والإشتراكية لمدة سنة ثم خرجنا كمجموعة من الحزب لكننا بقينا في عائلة اليسار دون أن أكون متحزبا وأظن أن إنتمائي لتيار اليسار هو شرف لي لأنه يعني الإلتصاق بهموم الناس وتقديم ما استطيع من حلول للناس فوجدت هذه الإمكانية العملية موجودة أكثر في مرافقتي لليسار.
تقول هذا واليمين في السلطة؟
طبعا واين الغرابة في ذلك؟ هذا هو اساس الديمقراطية المغربية التي لها ضمانة حقيقية هي ضمانة الدولة، لأن الدولة في المغرب أقوى من كل الحكومات ويجب ان نحافظ بإختلافنا على ديمقراطيتنا المغربية، هذه هي قواعد اللعبة إن لم نحترمها فالبناية كلها يمكن ان تنهار واظن ان المغرب وصل إلى توازن لا بد من إحترامه إلى حد بعيد...
درست الفلسفة ثم درّستها ثم اصبحت مفتشا عاما للفلسفة ثم اصبحت مديرا للبرامج بالتلفزة المغربية ثم مدشنا من مدشني القناة الثانية ثم قضيت اكثر من عشر سنوات في كنال بلوس ثم عدت من جديد إلى المغرب لأدير القناة الثانية طيلة اربع سنوات ثم إنتقلت إلى المركز السينمائي، لا يمكن ان اتصور طيلة مسيرتي اني كنت في موقع مثل دي ستيفانو او زين الدين زيدان تحت الأضواء وهتاف آلاف الجماهير ، لم اصل إلى هذا المستوى، كنت قد اصل إليه لو لعبت كرة القدم في ريال مدريد ولكني لم أفعل ذلك ولذلك لم أعش ابدا هذا الوهم باني تحت الأضواء أو أني أعيش بهتاف الآلاف.
هل تألمت لهزيمة إسبانيا في المونديال؟
لا لم أتألم ، إسبانيا على الورق كان لديها كل الخصال للفوز لكن يبدو ان الفريق بلغ دورته ، حقق المجد وعليه ان يعيد بناء نفسه.
هل توقعت هزيمة إسبانيا بخمسة أهداف أمام هولندا؟
أبدا، على الإطلاق، كنت انتظر ان تترشح إسبانيا إلى الأدوار الأخيرة.
والجزائر؟
تابعت مباراة الجزائر وبلجيكا واعتبر ان الجزائر لعبت بشكل جيد ولكن كرة القدم فيها فائز ومنهزم، وانا أكون سعيدا حين تترشح تونس أو المغرب أو الجزائر وتمر إلى أدوار متقدمة في المونديال ولكن مع الأسف لا تونس ولا المغرب تمكنتا من الترشح للمونديال هذه المرة.
ما تعليقك على عودة بادو الزاكي مدربا لأسود الأطلس؟
بادو الزاكي من احسن كفاءاتنا في كرة القدم ويمكن للمغرب ان يفتخر به لكن عليه بناء ما دمر بكيفية غريبة طيلة السنوات الأخيرة ، والبناء الذي هو مطالب به ليس بالشيء الهيّن وانا اعتبر انه من الناس القادرين على إخراج الكرة المغربية من أزمتها.
هل تابعت زيارة الملك محمد السادس إلى تونس؟
طبعا تابعتها.
كيف تعلق على جولات الملك في شوارع تونس دون موكب رسمي وإقترابه من عامة الناس دون أي تعقيدات؟
ربما فاجأ ذلك التونسيين ولكن محمد السادس هو محمد السادس فتصرفه في تونس هو نفسه في المغرب او في السينغال أو في الكوت ديفوار أو مالي ...
فهو حين يكون في بلد يذهب إلى عمق ذلك البلد بطريقة لم أر مثلها في حياتي لمن كان في موقعه ومستواه، تلك هي حقيقته انا لم أستغرب على الإطلاق ما قام به في تونس، لأنه إنسان شعبي بالمعنى النبيل للكلمة وانا اتكلم معك بصدر مفتوح، محمد السادس تصرف بشكل عادي في تونس لمن يعرف محمد السادس ولكن إقامته المطوّلة بينكم رسالة محبة «خاصة» لتونس وجهها لكل العالم من أجل تونس والتونسيين
هل عرفت مهدي المنجرة ( إقتصادي وعالم إجتماع مغربي متخصص في علم المستقبليات توفي في 13جوان الجاري) الذي رحل قبل أيام قليلة؟
عرفته شخصيا في السبعينات عندما عاد من اليونسكو وكنا نلتقي بمعية صديق من أعز الأصدقاء رحمه الله هو عبد الكبير الخطيبي(روائي وعالم إجتماع توفي في 16مارس 2009 )كان رجلا مؤمنا بوطنه ولهموم وطنه ، كان إنسانا استثنائيا في كل شيء .
يرى البعض ان الوطن الذي احبه مهدي المنجرة أدار له ظهره أكثر من مرة؟
لا أظن(يكررها ثلاث مرات) مهدي المنجرة كانت له علاقات كثيرة بكل المثقفين المغاربة من كل التيارات، إذا أردت إدراك معنى التفتح بالنسبة إلى المثقف فهو مهدي المنجرة، كان متفتحا على كل التيارات ولكن ذو عقلانية قوية جدا تجعله دائما خارج التيارات، يستوعبها ويفهمها ويقدم لها كل المساعدة، والمغرب فقدت مفكرا عظيما ، وإذا كان هناك مثقف عضوي بالمعنى الغرامشي في المغرب فهو مهدي منجرة
حاورتك كذا مرة ولم أسألك يوما عن إنتمائك الحزبي؟
لا انتمي لأي حزب، سبق لي أن إنتميت لمدة قصيرة وتوقفت عن هذا الإنتماء، كنت في حزب التقدم والإشتراكية لمدة سنة ثم خرجنا كمجموعة من الحزب لكننا بقينا في عائلة اليسار دون أن أكون متحزبا وأظن أن إنتمائي لتيار اليسار هو شرف لي لأنه يعني الإلتصاق بهموم الناس وتقديم ما استطيع من حلول للناس فوجدت هذه الإمكانية العملية موجودة أكثر في مرافقتي لليسار.
تقول هذا واليمين في السلطة؟
طبعا واين الغرابة في ذلك؟ هذا هو اساس الديمقراطية المغربية التي لها ضمانة حقيقية هي ضمانة الدولة، لأن الدولة في المغرب أقوى من كل الحكومات ويجب ان نحافظ بإختلافنا على ديمقراطيتنا المغربية، هذه هي قواعد اللعبة إن لم نحترمها فالبناية كلها يمكن ان تنهار واظن ان المغرب وصل إلى توازن لا بد من إحترامه إلى حد بعيد...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.