في الوقت الذي تزكم فيه الروائح الكريهة الانوف في مثل هذا الفصل الحار والحارق من السنة جراء الاضراب المفتوح الاخير للاعوان البلديين وحيث تنتشر اكداس القمامة بكثافة في كل المناطق والاحياء رغم استئناف العمل وانهاء الاضراب نجد ان شاحنة رفع السيارات في بلدية صفاقس او «الشنقال» كما يسميه الناس نشيط وحيوي ولا يعترف بالتعب والارهاق ولا بتراخ كبعض الناس في شهر الصيام فهو ينطبق عليه القول انه يشتغل بالليل والنهار سرا وعلانية يطارد ويقتنص السيارات الواقفة في امكنة لا تعجب سواق «الشنقال». وحيوية «الشنقال» كما اسلفنا الذكر لا تعترف بساعات العمل الاداري ولا بخارج ساعات العمل الاداري ولكن الاسوأ ان «الشنقال» يقوم بعمله بلا حسيب ولا رقيب ومن دون مرافقة ضرورية من عون شرطة وفق القانون كما ان هذا الشنقال لا يبدو حريصا على الحفاظ على املاك الغير ونقصد هنا السيارات التي يطاردها ويتولى رفعها وحتى لا نتحدث في العموميات نشير على سبيل الذكر انه في حدود الساعة الرابعة من مساء أوّل كانت سيارة من نوع «فيات بينتو» راسية بجانب احدى المساحات التجارية المتواجدة قريبا من باب الجبلي على مستوى بداية طريق المهدية حذو السكة القديمة فقد جاء «الشنقال» ومن دون وجود عون شرطة ثم قام برفعها قبل ان ياتي صاحب السيارة مسرعا لنجدة سيارته ويفتكها من «الشنقال». واثناء انزال السيارة من جديد تعرضت الى اضرار فادحة على مستوى واقي الصدمات الذي انفصل عن مكانه مع العلم ان السيارة جديدة وهو ما اصاب صاحب السيارة بالغضب الشديد على هذه الاضرار وهذا التعدي المجاني على ملك الغير. والتساؤلات التي طرحها الكثيرون أمَا من حسيب أو رقيب لسواق الشنقال؟ الا تعترف شاحنة الحجز البلدي بتوقيت العمل الاداري كبقية الادارات؟ كيف يمكن تجاوز مسالة العمل من دون وجود مرافقة من احد اعوان الشرطة على متن شاحنة الرفع والحجز؟ من يعوض لاصحاب السيارات ما يمكن ان يصيب وسائل نقلهم حين رفعها وجرها الى مستودعات الحجز البلدي؟ ما سر اصرار البلدية ولهثها على تسليط المخالفات والغرامات المالية على الناس وهي التي لم تبد نفس الحرص ولم تلهث من اجل القيام بابسط واجباتها في حفظ النظافة وتجميل المدينة ورفع الاوساخ في اوقاتها وتعهدالبنية التحتية والمرافق من طرقات وانارة ومن التصدي للبناء الفوضوي والعشوائي الذي يتكاثر كالفقاع ؟