«مسكينة صفاقس» فرغم قدراتها التي تستمدها بالاساس من عقلية ابنائها وتعلقهم بالعلم والمعرفة بالعمل واتقانه فانها بقيت منسية طيلة عهدي بورقيبة وبن علي وظلت محرومة من المشاريع العمومية الكبرى ومن البنية التحتية المتطورة وظلت أقرب الى قرية كبيرة منها الى مدينة تعتبر ثاني مدن البلاد بتنوع نسيجها العلمي والاقتصادي والخدماتي والفلاحي. فالطرقات ظلت صغيرة مقارنة بحاجاتها ولا يوجد بها من المحولات المرورية سوى محول بوعصيدة «الاعرج» كما لا توجد بها شبكة نشيطة للنقل الحضري مع الضيق والاكتظاظ وصعوبة التنقل ... وايضا غياب محطات ايواء السيارات مقابل انتشار ظاهرة المحطات «الوهمية» بواسطة اشخاص يطلبون منك معلوم التوقف ولو لم تكن هناك في تلك الامكنة محطات اصلا ... وكلنا يتذكر قبل الثورة ببعض الاشهر كيف تصدى «الصفاقسية» للمناطق الزرقاء التي كانت ستلهف جيوبهم ولا تحل مشاكل المرور والوقوف والتوقف مع سيف الشاحنات الرافعة«الشنقال» الذي يتسلط على كل السيارات الراسية ويحملها بسرعة الى مستودع الحجز البلدي ليس ردعا للمخالف وانما استنزافا لجيبه بالخطايا الموظفة والعالية على كل عملية رفع للسيارات ولئن اختفت ظاهرة«الشنقال» في الاشهر الاولى للثورة فانها عادت الأن لتترصد سيارات المواطنين المخالفة . واذا كنا نطالب بان يتم اولا توفير محطات الايواء للسيارات حتى لا تتم معاقبة مواطنين على مخالفات هم اصلا مضطرون اليها في ظل غياب المحطات وكثرةعدد أسطول السيارات فان المطلوب ايضا من سواق شاحنات رفع السيارات ونقلها الى مستودع الحجز البلدي ان يرأفوا بهذه السيارات حين عملية الرفع وألاّ يتسببوا لها عمدا أو جهلا في اضرار يتحمل مسؤوليتها للاسف صاحب السيارة ... ما جرنا لهذا الكلام هو ما رايناه في المدة الفارطة من تهور بعض سواق شاحنات الرفع ومن الامثلة على ذلك ما فعله سائق شاحنة رفع للسيارات وهي شاحنة صغيرة من التي ورثتها البلدية من عهد المناطق الزرقاء لما قام برفع سيارة خفيفة يمكن استعمالها كشاحنة صغيرة رمادية اللون كانت راسية بجانب أضواء المرور على مستوى تقاطع شارع الحبيب بورقيبة وشارع الحبيب عاشور بصفاقس أي مجاورة لعمارات الانطلاقة 2 وكان ذلك في حدود الحادية عشرة و20 دقيقة من الخميس الماضي حيث كان المشهد مؤلما للقلوب ذلك ان سائق شاحنة الرفع البلدي كان يرفع السيارة من مقدمتها ثم لما يهم بالسير تفلت السيارة المحجوزة وتسقط على المعبد بقوة وتكرر الامر اثناء وجودنا 3 مرات وقد تقدم احد المواطنين بكل لطف من سائق شاحنة الحجز ليطلب منه الرفق بالسيارة الخاصة فاذا بالسائق يرد عليه بشكل حاد «اش يهمك ... اش مدخلك ... اهتم بروحك» ومثل هذه العقلية مرفوضة والمصالح البلدية مطالبة بتكوين السائقين فنون التواصل مع الغير وواجب المحافظة على املاكهم من منطلق قاعدة بسيطة تقول «ضع نفسك مكان المواطن..».