لبلبة تكشف تفاصيل الحالة الصحية للفنان عادل إمام    بعد هجومه العنيف والمفاجئ على حكومتها وكيله لها اتهامات خطيرة.. قطر ترد بقوة على نتنياهو    برشلونة يقلب الطاولة على بلد الوليد ويبتعد بصدارة "الليغا"    ربيع الفنون بالقيروان يُنشد شعرا    في لقائه بوزراء .. الرئيس يأمر بإيجاد حلول لمنشآت معطّلة    الدوري الفرنسي.. باريس سان جيرمان يتلقى خسارته الثانية تواليًا    غدا: حرارة في مستويات صيفية    منير بن صالحة: ''منوّبي بريء من جريمة قتل المحامية منجية''    مؤشر إيجابي بخصوص مخزون السدود    عاجل/ قضية منتحل صفة مدير بديوان رئاسة الحكومة..السجن لهؤولاء..    صفاقس : المسرح البلدي يحتضن حفل الصالون العائلي للكتاب تحت شعار "بيتنا يقرأ"    الأطباء الشبان يُهدّدون بالإضراب لمدة 5 أيّام    بداية من 6 ماي: انقطاع مياه الشرب بهذه المناطق بالعاصمة    الرابطة الأولى: الاتحاد المنستيري يتعادل مع البقلاوة واتحاد بن قردان ينتصر    القصرين: قافلة صحية متعددة الاختصاصات تحلّ بمدينة القصرين وتسجّل إقبالًا واسعًا من المواطنين    سامي بنواس رئيس مدير عام جديد على رأس بي هاش للتأمين    طقس الليلة: الحرارة تصل الى 27 درجة    وزير النقل يدعو الى استكمال أشغال التكييف في مطار تونس قرطاج استعدادا لموسم الحجّ وعودة التّونسيين بالخارج    نادي ساقية الزيت يتأهل لنهائي الكأس على حساب النجم    كلاسيكو اوفى بوعوده والنادي الصفاقسي لم يؤمن بحظوظه    بطولة افريقيا للمصارعة بالمغرب: المنتخب التونسي يضيف ثلاث ميداليات في منافسات الاواسط والوسطيات    منوبة: 400 تلميذ وتلميذة يشاركون في الدور النهائي للبطولة الاقليمية لألعاب الرياضيات والمنطق    "براكاج" يُطيح بمنحرف محل 26 منشور تفتيش    غدا.. قطع الكهرباء ب3 ولايات    إحالة رجل أعمال في مجال تصنيع القهوة ومسؤول سام على الدائرة الجنائية في قضايا فساد مالي ورفض الإفراج عنهما    بداية من الاثنين: انطلاق "البكالوريا البيضاء"    دقاش: شجار ينتهي بإزهاق روح شاب ثلاثيني    عاجل/ سرقة منزل المرزوقي: النيابة العمومية تتدخّل..    الكلاسيكو: الترجي يحذر جماهيره    بعد منعهم من صيد السردينة: بحّارة هذه الجهة يحتجّون.. #خبر_عاجل    البنك الوطني الفلاحي: توزيع أرباح بقيمة دينار واحد عن كل سهم بعنوان سنة 2024    "البيض غالٍ".. ترامب يدفع الأمريكيين لاستئجار الدجاج    الحج والعمرة السعودية تحذّر من التعرُّض المباشر للشمس    دراسة جديدة: الشباب يفتقر للسعادة ويفضلون الاتصال بالواقع الافتراضي    البطولة العربية للرماية بالقوس والسهم - تونس تنهي مشاركتها في المركز الخامس برصيد 9 ميداليات    هند صبري: ''أخيرا إنتهى شهر أفريل''    عاجل/ ضحايا المجاعة في ارتفاع: استشهاد طفلة جوعا في غزة    جندوبة: استعدادات لانجاح الموسم السياحي    وفاة وليد مصطفى زوج كارول سماحة    المأساة متواصلة: ولادة طفلة "بلا دماغ" في غزة!!    قبل عيد الأضحى: وزارة الفلاحة تحذّر من أمراض تهدد الأضاحي وتصدر هذه التوصيات    السلطات الجزائرية توقف بث قناة تلفزيونية لمدة عشرة أيام    صُدفة.. اكتشاف أثري خلال أشغال بناء مستشفى بهذه الجهة    الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة    التلفزيون الجزائري يهاجم الإمارات ويتوعدها ب"ردّ الصاع صاعين"    الولايات المتحدة توافق على بيع صواريخ بقيمة 3.5 مليار دولار للسعودية    الاستعداد لعيد الاضحى: بلاغ هام من وزارة الفلاحة.. #خبر_عاجل    ترامب ينشر صورة بزيّ بابا الفاتيكان    غارات إسرائيلية عنيفة تستهدف مواقع مختلفة في سوريا    تونس: مواطنة أوروبية تعلن إسلامها بمكتب سماحة مفتي الجمهورية    تونس تستعدّ لاعتماد تقنية نووية جديدة لتشخيص وعلاج سرطان البروستات نهاية 2025    مقارنة بالسنة الماضية: إرتفاع عدد الليالي المقضاة ب 113.7% بولاية قابس.    سليانة: تلقيح 23 ألف رأس من الأبقار ضد مرض الجلد العقدي    الأشهر الحرم: فضائلها وأحكامها في ضوء القرآن والسنة    أبرز ما جاء في زيارة رئيس الدولة لولاية الكاف..#خبر_عاجل    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    أولا وأخيرا: أم القضايا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حمّة الهمامي (أمين عام «حزب العمّال») ل «التونسية»:أنا «شاف الكوجينة» في عائلتي
نشر في التونسية يوم 02 - 07 - 2014


لا أخشى الصندوق.. والنضال ليس أصلا تجاريا
سياسة المرزوقي الخارجية «هزان ونفضان»
منتخب الجزائر شرّفنا.. وفي تونس «مازلنا نخد مو
بعلي»
في كلية 9 أفريل تعلّمت المعرفة
وفي سجن 9 أفريل أدركت معنى
الكرامة
أكره «الترهدين والرهدانة» ولن أترشّح قبل استشارة «بابا علي»
أبي علّمني أن الفقر ليس عارا وأن العار في طأطأة الرأس
حاوره: محمد بوغلاّب
قبل أكثر من أربعين عاما بدأ حمة الهمامي مسيرته مناضلا طلابيا وإعتقل لأول مرة سنة 1972، إنضم لمنظمة «العامل التونسي» سنة 1973 لتنفتح عليه أبواب الجحيم فقضى جل حياته مراوحا بين السجن والسرية، وحين جاء بن علي حاملا لوعود 7 نوفمبر إستشعر حمة الهمامي لؤم الساكن الجديد لقصر قرطاج فرفض مهادنته أو التحالف معه وكان واحدا من قلة رفضت الميثاق الوطني...ظل حمة طيلة سنوات حكم بن علي معارضا راديكاليا شديد البأس وفي 18 أكتوبر 2005 كان من بين المضربين عن الطعام لكشف وجه النظام أمام المشاركين في القمة العالمية لمجتمع المعلومات...
في 14جانفي 2011 أفرج عن حمة الهمامي من قبو وزارة الداخلية وبهروب بن علي بدأت صفحة جديدة في حياة حمة السياسية التي عرفت تطورا حاسما بتأسيس «الجبهة الشعبية» في أكتوبر 2012 رفقة «الشهيد السعيد» شكري بلعيد...
وأنت تتحدث لحمة الهمامي تكتشف أن الرجل حامل لثقافة عميقة فهو يستشهد ببيت شعر هنا ومقولة عالم إجتماع هناك (بورديو) ونظرية فلسفية هناك، و لا يرى الرجل حرجا في أن يضحك ضحك الأطفال ويبلغ به الأمر نزع نظارتيه الطبيتين...
وحين يأتي ذكر أحد رفاق النضال ينطلق في سرد مآثرهم ولا يخفي تأثره لفقدانهم ويلتفت ناحيتك قائلا»خلاو بلاصة علي»، وحين يتذكر أمه خضراء أو «بابا علي» يستغرق في شريط من ذكريات الطفولة في العروسة تلك القرية المنسية في ولاية سليانة...يتحدث عنها بكثير من السعادة رغم قسوة الحياة فيها قبل سنوات بعيدة ...
ذلك هو حمة الهمامي خارج بلاتوهات التلفزة وبعيدا عن المنصات السياسية. لقاؤنا كان بعد إعادة انتخابه على رأس «حزب العمال» الذي يقوده منذ سنة 1986 دون كلل ...
لقاؤنا إمتد لساعتين تزيد تردد خلالها ذكر بن علي أكثر من مرة ولكنه لم يصفه ولو مرة وحيدة بالمخلوع كما يفعل كثير من «الثوار» وحين سألته عن سبب تحفظه قال باقتضاب «لا يمكن ممارسة السياسة دون أخلاق وقيم حتى مع خصومك السياسيين» ...
في ما يلي حوارنا مع حمة الهمامي بنكهة صيفية رمضانية...
كيف جهّزت نفسك لشهر رمضان؟
أعددت نفسي من حيث تنظيم وقتي «ثمة حاجة لازمة بداية من الساعة الخامسة لازم نكون في الدار ونتلهاو بأمور طاولة رمضان» لأن هناك تفاصيل من اختصاصي أنا الذي أعدّها.
إختصاصك هو إعداد الشربة؟
(ضاحكا) لا موش الشربة أكهو برشة حاجات أخرى ، راضية تعاون، وكذلك سارة ، وحين كانت معنا ابنتاي الكبرى والوسطى أسيمة ونادية «كانو الكل يعاونوا « رمضان مناسبة لنجتمع على المائدة معا مثل أية عائلة تونسية» أنا شاف الكوجينة في عائلتي الصغيرة» وأجد سعادة قصوى في الاستجابة لطلبات بناتي.
كيف هي علاقتك بالعائلة في مسقط رأسك بسليانة؟
الوالدة وإسمها «خضراء» توفيت رحمها الله سنة 1999 ومازالت وفاتها ذكرى مؤلمة لأني كنت وقتها في السرية ولم أتمكن من حضور جنازتها، أما الوالد فعمره 96 سنة يقيم ببوعرادة « نطل عليه» ودائما أقول له «لو ما قريتناش ما نعرفش شنوة كان يصير فينا» لأن أبي سافر إلى ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الثانية محاربا في الجيش الفرنسي (ضمن التجنيد الإجباري للتونسيين) وحين عاد إلى قريتنا كان مصدوما مما شاهده في ألمانيا من تطور وتمدن سببه الأساسي هو التعليم والمعرفة ، وقتها قرر أن يدرسنا باستثناء شقيقتي الأكبر مني سنّا لأن المدرسة كانت بعيدة عن مقرّ سكننا كثيرا ، كان أبي يضطر حين يفيض وادي سليانة لحملنا أنا وشقيقي الطاهر على أكتافه ليعبر بنا مياه الوادي ويوصلنا إلى المدرسة (هنا يصمت حمة الهمامي ويستغرق في سكوته مع لمعة في عينيه تشي بتأثر عميق وهو يتذكر والده وشقيقه الطاهر الجامعي والشاعر الطليعي الذي توفي فجأة في أسبانيا في ماي 2009، وبالمناسبة فالشاعر الطاهر الهمامي كان أقرب أصدقاء محمود درويش في تونس) أو يركبنا على ظهر الفرس ويسلك بنا طريقا أطول، المهم بالنسبة إليه ألا نتغيب عن المدرسة وكان بعض أقاربنا يسألونه لماذا تحملهم إلى المدرسة ؟ خلّيهم يعاونوك على همّ الزمان، وكان والدي (إسمه علي) يرد عليهم «لو أبقيتهم بجانبي لأصبحوا مثلي وأنا أريدهم أن يكونوا أفضل مني ولا سبيل لذلك إلا بالتعليم»، إلى اليوم أذكره بهذه التفاصيل ونضحك معا ويعلق دائما»باباك هزوه للحرب لكن على الأقل رجع بحاجة في مخو وهي المدنية والحضارة».
هل تشعر بأنه فخور بك؟
رغم ما عشته من سنوات السجن والسرية كان أبي يرد على من يقول له «أش لزوا ولدك «قرا وعرف شنوة يصلح بيه» بعد ذلك أصبح الناس يقولون له «عندو الحق ولدك» هذا حدث حين بدأ الناس يكتشفون قبح نظام بن علي.
هل ستستشيره إن قررت الترشح للإنتخابات الرئاسية؟
إن قررت «الجبهة الشعبية» ترشيحي فلا بد أن أعرض عليه الأمر «بابا علي يلزمني نعلمو، عندي ليه محبة خاصة» سي محمد لو تقعد معاه وتسأله شنوة الأخبار فسيستعرض لك تفاصيل ما يحدث في العراق وفلسطين وتونس «الأخبار حاجة مقدسة عندو».
هل والدك «بابا علي» منتم لحزب العمال أو هو مستقل؟
(يضحك بتلقائية)لا مستقل.
لم تنجح في إستقطابه؟
لا لم أحاول معه، بابا علمني اشياء كثيرة ، عشنا طفولتنا في أقاصي الريف ، اقرب جار لنا يبعد عنا مسافة كيلومتر، كان يردد على مسامعنا دائما «الفقر ليس عارا، العار هو من يطأطئ رأسه، ذلك هو العار «وأوصانا بأن تظل رؤوسنا مرفوعة، كما علمنا القناعة والتفاؤل، نتعشاو شكشوكة أو خبز وزيت نبداو فرحانين».
أين درست سي حمة؟
في 9 أفريل، في الكليتين.
هناك كلية واحدة؟(سألته رغم إدراكي انه يقصد كلية العلوم الإنسانية والسجن المدني 9 أفريل الذي تم هدمه قبل سنوات)
في كلية 9 أفريل تعلمت الآداب العربية، وفي سجن 9 أفريل تعلمت معنى الكرامة «وحدة مازالت مفتوحة والثانية سكروها».
في أي فترة درست بكلية العلوم الإنسانية؟
من أكتوبر 1970 حتى سنة 1973 حين دخلت السرّية.
رغم إقامتك الطويلة بالعاصمة فأنت تتحدث لهجتك الريفية، كيف يمكن فهم هذا السلوك من حمة الهمامي، هل هو عفوي أو مخطط له؟
من ناحية اللغة العربية فهي إختصاصي ويمكن أن اتحدث بها لساعات طويلة، لكن التواصل مع الناس شيء آخر والفضل هنا لشقيقي الطاهر الذي أعده من افضل اللغويين في تونس. كان الطاهر يفرق بين اللغة العالمة ولغة التواصل كان يضرب لي أمثلة أيهما أبلغ هرب أو فصع؟ والفارق بين العلوم والعلوم (بتسكين العين) ، أبو الأفعال و«بو الفعايل» يصبح لها معنى سلبي باللهجة الدارجة ...
صدقني لم أشعر يوما بأية عقدة في منطقتنا وأنا أستعمل «القالة» –بوضع ثلاث نقاط على القاف- أنا أتكلم بلهجتي التي هي جزء أصيل من الفصحى، لو تعلق الأمر بالكتابة بالفصحى أكون صارما ولكني حتى في تواصلي صارم بطريقة أخرى بتبسيط الفكرة للناس حتى يتم التواصل بيني وبينهم في أحسن الظروف ولو اني بت ألاحظ أن كثيرين أصبحوا يتحدثون اللهجة الريفية هذه الأيام .
أين تقضي إجازتك الصيفية؟
أعترف لك بأني لم أتعود على قصة الإجازة الصيفية «كنت نصيّف يا في الحبس يا عايش في السرية» تعرف أصبحت أعيش مشكلة في الفترة الأخيرة منذ 2011 لم أجد وقتا لأرتاح.
أي الشواطئ ترتاد حين تقتنص الفرصة؟
أرتاد شواطئ بعيدة عن الاكتظاظ أميل إلى الشواطئ قليلة الحركة، شط مامي في راس الجبل وبعض الأماكن في المهدية «الشطوط إلي فيها برشة حركة ما نحبهاش».
هل تحسن السباحة؟
نسبيا ،بناتي يتفوقن علي في هذا المجال.
تسبح مع التيار أو ضده؟
في البحر مع التيار، «في السياسة السباحة ضد التيار تجيب نتيجة».
هل تابعت مونديال البرازيل؟
شوية موش برشة.
ناصرت المنتخب الروسي؟
لا، لا روسيا ما تعجبنيش برشة في الكرة، أنا أفضل كرة أمريكا اللاتينية ، يمكن لأي لاعب أن يفاجئك في أية لحظة بشيء ما، كرة فيها إبداع وإبتكار وفن، عكس الكرة الأوروبية التي باتت أقرب إلى الحسابيات كل شيء مضبوط ولكن المنتخب الذي شدني قبل الجميع هو المنتخب الجزائري.
ما الذي أعجبك في الجزائر؟
حقيقة شخصية اللاعبين، يتصرفون بثقة في النفس خلاف كل المنتخبات الإفريقية المشاركة، لا تشعر بأن اللاعب ينظر نظرة دونية لنفسه و حتى هزيمة المنتخب الجزائري امام ألمانيا لا تنقص شيئا من قيمته فالهزيمة واردة وتدخل في قانون اللعبة المهم أن الجزائر شرفت فعلا الكرة العربية وقدمت اللاعب الجزائري في صورة المحارب بأخلاق وشرف.
ما الذي ينقصنا كتونسيين لنكون في المونديال؟
ينقصنا الكثير وخاصة الحالة الذهنية لاعبين ومسؤولين، أن نتصرف من موقع الفائز لا المهزوم ، أن نلعب لننتصر، علاش كوستاريكا بلغت هذا المستوى وأخفقنا نحن؟ علاش الأوروغواي نجحت وفشلنا نحن؟
هناك أيضا مشاكل الإدارة والتسيير «مازلنا نخدمو بعلي» وهذا ما يفسر إلى حد كبير فشل كثير من المنتخبات الإفريقية.
أسال حضورك إجتماع الإفريقي 2020 كثيرا من الحبر فقد عده البعض ضربا من الإنتهازية؟
من يعرف حمّة الهمامي لا يمكنه أن يتهمه هذا الإتهام، أول مرة تحدثت عن النادي الإفريقي كان في قناة «نسمة»، فاجأني السؤال وكان يمكنني ان أجيب إني من أحباء المنتخب الوطني لأرضي الجميع ولكن المشكل اني اكره» الترهدين والرهدانة» فأجبت بعفوية أني من أحباء النادي الإفريقي.
ولكني من جيل انتمى إلى الإفريقي ولم نكن نفوت فرصة لمشاهدة حمادي العقربي من النادي الصفاقسي أو حارس الملعب التونسي عبد الله أو عبد المجيد بن مراد من الترجي أو أحمد المغيربي ربي يشفيه ، الإنتماء إلى فريق ما لم يعن لنا أبدا أن نغلق أعيننا عن الجميل خارج نادينا المفضل
حين تلقيت دعوة لحضور الندوة الصحفية حول الإفريقي 2020 قبلتها بكل تلقائية ودون حسابات ولم تكن في حضوري أية رسالة ضد أي كان بل كان رسالة إيجابية لمزيد إحكام الإدارة والتسيير الرياضي والتخطيط لمستقبل أفضل للإفريقي.
هل يعجبك إفريقي سليم الرياحي؟
إفريقي السنوات الأخيرة ما يعجبنيش، المسألة لا تتعلق بشخص ، لا يمكن تحميل سي سليم كل المسؤولية وهو تشنج قليلا بسبب حضوري في الاجتماع الذي أشرت إليه ويبدو أنهم قالوا له إن حمة الهمامي قال فيك كذا وكذا ولكن من تطوع لنقل الرسالة اختلطت عليه الأمور فنسب لي ما قاله سي زهير الهمامي وهو رئيس سابق لفرع كرة السلة بالنادي القضية تتجاوز سليم الرياحي وأي مسؤول آخر هي قضية عصرنة الإدارة وتطوير الذهنية السائدة لدى اللاعبين والمسؤولين والمدربين ، وانا قبلت الدعوة من أناس أعرفهم علاش تحبني ما نمشيش؟ لو جمعية أخرى تدعوني ما عندي حتى إشكال ، نحضر، أنا أتصرف كما أنا، ما نحسبش... نعيش بشكل طبيعي وحين أحب الإفريقي فلا يعني أني أكره غيره من النوادي، المشكل أن النظرة السائدة للمسؤول غالطة برشة، رئيس الأوروغواي يسكن في بيت عادي ويتنقل على دراجة عادية ، هل يقبل المواطن التونسي هذه الصورة ؟ انا لا أدعو للشعبوية ولكني اؤكد ضرورة أن يخدم المسؤول فريقه وبلاده بعيدا عن حسابات الربح الشخصية.
كيف تفاعلتم مع إطلاق سراح العروسي القنطاسي ومحمد بالشيخ بعد طول إختطاف في ليبيا؟
«أحنا تكوينا وتشوينا» في «الجبهة الشعبية» خاصة بعد أن عرفنا معاناة عائلتيهما وسعادتنا كبيرة بإطلاق سراحهما وكنا في «الجبهة الشعبية» قد نظمنا تظاهرة مساندة لهذين المختطفين ونحن ندعو الحكومة التونسية لاتخاذ كل ما يلزم لحماية بعثاتنا الديبلوماسية التي يظل دورها كبيرا في الدفاع عن مصالح تونس.
ما موقفكم من الجولة الإفريقية للرئيس المرزوقي؟
المشكل ليس في القيام بالزيارة من عدمه.. القضية هي ما هو الهدف من الزيارة وما هو برنامجها وما هي النتائج المحققة؟ بصراحة لا أرى سياسة خارجية لتونس.
كنت تفضل لو زار المرزوقي فينزويلا وروسيا؟
لا أبدا ولكني كنت أفضل أن تكون الزيارة مخططا لها، السياسة الخارجية منذ وصول «الترويكا» للحكم كلها أخطاء، وحتى أكون منصفا وزير الخارجية الحالي لا يجب تحميله مسؤولية أخطاء سلفه رفيق عبد السلام- تلك وضعية أخرى- ولا أغلاط رئيس الجمهورية لأن الرئاسة لم تفلح في ضبط سياسة خارجية ترتقي لثورة التوانسة « سياسة المرزوقي الخارجية هزان ونفضان».
ما تعليقك على عودة مصر إلى الإتحاد الإفريقي؟
أراها عودة طبيعية جدا لأنه لا يمكن الاستغناء عن مصر والوضع في مصر على درجة من التعقيد الداخلي والخارجي «ما تنجمش تعالجو بمنطق الأبيض والأسود».
ما موقف «الجبهة الشعبية» من أحكام القضاء المصري بإعدام العشرات من قيادات الإخوان؟
نحن ضد عقوبة الإعدام بشكل مبدئي وإذا كان هناك من فعلت يداه وأيدي الإخوان فعلت بالشعب المصري فيجب أن يحاسبوا في محاكمات تتوفر فيها الضمانات القانونية للمتهمين.
دون تشف؟
من يريد التشفي ما يعملش السياسة.
ما تقييمكم لأداء الهيئة المستقلة للإنتخابات؟
بصراحة أداؤها باهت على جميع المستويات ونحن في «الجبهة الشعبية» سنكشف كثيرا من المشاكل في الهيئات الفرعية في الداخل والخارج ، اليوم إتصل بي مواطنون تونسيون بإيطاليا ليخبرونني بوجود شخص متورط في تسفير الشباب إلى سوريا ضمن الهيئة الفرعية في إيطاليا.
هل يغريك عرض «النهضة» أن تكون مرشحا توافقيا للرئاسة؟
لا يغريني مطلقا هذا العرض، ونحن أعلنا رفضه منذ البداية لأنه يعد لثقافة رديئة تعادي الديمقراطية «إيجاو نتفاهمو شكون باش يشد» ، ثم إن عرض «النهضة» يضرب الحق في الترشح ونحن بصدد بناء ديمقراطية، إذا كانت «النهضة» صادقة في نواياها فلتلتزم بخارطة الطريق وليكن التوافق حول شروط الإنتخابات الحرة النزيهة ، فيما تبقى فلنترك المجال ليتنافس المتنافسون وليتعود التونسيون على الانتخابات وصنع مستقبلهم عبر الصندوق الحر.
ألا تخشى مواجهة الصندوق فهزيمتك قد تخدش تاريخك وزعامتك؟
أولا تاريخي ليس شخصيا بل هو جزء من تاريخ تونس وما عشته من معاناة شاركني فيه كثير من أبناء شعبي، أما زعامتي فهي في سؤالك لأني قبل كل شيء مناضل في «حزب العمال» الفارق الوحيد بيني وبين أي مناضل آخر هو حجم المسؤولية و من يؤمن بالديمقراطية لا يمكنه ان يتعامل بهذا المنطق مع الصندوق لأن الإنتخابات ليست تقييما للمترشح بقدر ما هي معيار تعرف به توجهات الرأي العام، كل إنتخابات تقيّم من هذا الجانب والشعبية لا تقاس بمعاه برشة او معاه شوية ، الشعب الألماني إختار في ظرفية معينة هتلر، الشعب الفرنسي منح ثقته للجبهة الوطنية في الإنتخابات الأخيرة ولذلك نحن لا نخشى مواجهة الانتخابات في «الجبهة الشعبية» لأن ترشحنا للرئاسة أو لغيرها هو أساسا لخدمة الشعب
النضال حاجة والصندوق حاجة أخرى وفي كل الحالات النضال ليس أصلا تجاريا نباهي به الآخرين، لم يطلب منا التونسيون أن نناضل ولا يمكن لأي كان أن يأتي اليوم شاكيا أنا ناضلت من أجلكم وضحيت و«ما خذيت شيء» ولا بد أن تعطوني على حساب جراياتكم وتقاعدكم ومنح دراسة أبنائكم، أنا أخجل من هذا التفكير»نحشم على روحي والله».
من تتذكر في شهر رمضان؟
أتذكر والدتي الله يرحمها «خضراء»، ديما نتذكرها ، كنا في الريف لا عنّا لا مدفع لا طبال و كانت تطلب منا أن نخرج قبل الإفطار لمراقبة ظهور كبارة النار من بوعرادة التي تبعد عنا عشرين كيلومترا، كانت العلامة الوحيدة التي نعرف بها موعد الأذان ، مرات كنا أنا وشقيقتي الأصغر مني سنا نقضي ساعات و لا نلحظ كبارة النار فنضطر لتأخير موعد الإفطار بنصف ساعة وأكثر ...
أذكر إمرأة أخرى مسنّة في الثمانين عرفتها أيام السرية كانت العائلة التي تستضيفني تناديني الحبيب بإعتباري حاكما من سيدي بوزيد جئت للتداوي
كنت أبقى في المنزل أعد بعض الأكلات للإفطار وكانت تسأل أين تعلمت الطبخ ولم يكن بوسعي أن اخبرها أني فعلت ذلك سنوات إقامتي ببرج الرومي فكنت أقول لها تعلمت الطهي في الخارج، كانت تلك السيدة التي لا أنساها أبدا تطلب أكل الحبيب متاع الخارج لأنه أفضل من طبخ كنّتها... بعد سنوات علمت أنها ظلت تسأل عني وأنا وقتها في السجن حتى توفيت الله يرحمها ...
كيف تختم هذا الحوار؟
القلب يدمي وأنا أتذكر إغتيال الحاج محمد براهمي في شهر رمضان المعظم، وأسأل كيف يقتل مسلم في شهر حرام وهل يمكن لقتلته أن يكونوا مسلمين؟ وأتذكر رفيقي وصديقي شكري بلعيد وعائلته ومحمد بلمفتي والعجلاني وأتذكر جنودنا الذين قتلوا وهم يستعدون للإفطار، كيفاش مسلم يغتال مسلما آخر قبيل الإفطار؟ شنوة تقول على ناس كيما هكة؟ أتذكر شهداء الحوض المنجمي و أقول لا تنسوا محمد البوعزيزي ذلك الشاب البسيط الذي جاء من رحم الشعب...أتذكر شهداء الثورة وجرحاها ، في أوقات مثل هذه اتذكر الطاهر خويا الذي كان رفيق سهراتنا الرمضانية ونحن في الريف ، في شهر رمضان أتمنى ان يكون التونسيون متضامنين ومتحابين يفكرون في مستقبلهم ومستقبل أبنائهم، وأدعو إلى الإنتباه إلى نار الأسعار الملتهبة في شهر رمضان...
نهار السبت مشيت قضيت من عند سي مصطفى في نهج أم كلثوم صديقي منذ عشرين سنة
علاش سي مصطفى؟
شوف، أنا أسكن في المنار والأسعار هناك أسعار صيدليات.
أنا لاحظت إرتفاع الأسعار في عدة جهات وأدعو الحكومة إلى أن تنتبه إلى ما يعانيه التونسي ليقضي شهر رمضان بشكل عادي ، لا يمكن لنا أن نهنأ أو أن نتحدث عن البرامج والمشاريع والانتخابات والمواطن يفكر كل يوم في غده ، ماذا سيفعل لتأمين عيش أبنائه ...لا يجب أن نغفل عن هذا...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.