أريانة: حملة مشتركة للتصدي للانتصاب الفوضوي    بودربالة والسفير الإيطالي: ضرورة تكثيف جهود مواجهة الهجرة غير النظامية    وقفة احتجاجية لعدد من أصحاب "تاكسي موتور" للمطالبة بوضع قانون ينظم المهنة    شركة النقل تتفاعل مع "الشروق": نحرص على عودة النسخة الشعبية ل "إيبيزا" في أقرب الأوقات    سيدي بوزيد: انطلاق ورشة تكوينيّة لفائدة المكلّفين بالطاقة بالإدارات والمنشّآت العمومية    توزر: المخيم الوطني التدريبي للشباب المبادر في مجال الاقتصاد الأخضر مناسبة لمزيد التثقيف حول أهمية المجال في سوق الشغل    الرئيس المدير العام لمركز النهوض بالصادرات: واقع المبادلات التجارية بين تونس وكندا لا يزال ضعيفا    معتز العزايزة ضمن قائمة '' 100 شخصية الأكثر تأثيراً لعام 2024''    عاجل/ في ارتفاع مستمر.. حصيلة جديدة للشهداء في غزة    تم انقاذها من رحم أمها الشهيدة: رضيعة غزاوية تلحق بوالدتها بعد أيام قليلة    70 بالمئة من الأمراض تنتقل من الحيوانات ..مختصة في الثروة الحيوانية توضح    تراجع إنتاج التبغ بنسبة 90 بالمائة    المالية العمومية تتعافى: تقديرات بانحسار عجز الميزانية الى 6.6٪ من الناتج المحلي    نابل: الاحتفاظ بعنصر تكفيري مفتش عنه    كم تبلغ معاليم مسك الحساب بالبريد التونسي؟    تقلص العجز التجاري الشهري    سوسة/ القبض على منحرف خطير مفتش عنه..    هام/ ترسيم هؤولاء الأعوان الوقتيين بهذه الولايات..    سوسة: الاطاحة بمنحرف خطير من أجل ترويج المخدرات    الشابّة: يُفارق الحياة وهو يحفر قبرا    13 قتيلا و354 مصابا في حوادث مختلفة خلال ال24 ساعة الماضية    بن عروس: انتفاع 57 شخصا ببرنامج التمكين الاقتصادي للأسر محدودة الدخل    السعودية على أبواب أول مشاركة في ملكة جمال الكون    وقفة احتجاجية ضد التطبيع الأكاديمي    فريق عربي يحصد جائزة دولية للأمن السيبراني    الحكومة الإسبانية تسن قانونا جديدا باسم مبابي!    هلاك كهل في حادث مرور مروع بسوسة..    فاجعة المهدية: الحصيلة النهائية للضحايا..#خبر_عاجل    تسجيل 13 حالة وفاة و 354 إصابة في حوادث مختلفة خلال 24 ساعة    لاعب الترجي : صن داونز فريق قوي و مواجهته لن تكون سهلة    تكوين 1780 إطارا تربويا في الطفولة في مجال الإسعافات الأولية منذ بداية العام الجاري    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    أبطال إفريقيا: الترجي الرياضي يواجه صن داونز .. من أجل تحقيق التأهل إلى المونديال    حريق بشركة لتخزين وتعليب التمور بقبلي..وهذه التفاصيل..    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    بطولة انقلترا : مانشستر سيتي يتخطى برايتون برباعية نظيفة    أمين قارة: إنتظروني في هذا الموعد...سأكشف كلّ شيء    البطولة الايطالية : روما يعزز آماله بالتأهل لرابطة الأبطال الأوروبية    هرقلة: الحرس البحري يقدم النجدة والمساعدة لمركب صيد بحري على متنه 11 شخصا    دورة مدريد : أنس جابر تنتصر على السلوفاكية أنا كارولينا شميدلوفا    وصفه العلماء بالثوري : أول اختبار لدواء يقاوم عدة أنواع من السرطان    طقس الجمعة: سحب عابرة والحرارة تصل إلى 34 درجة    الرابطة الأولى.. تعيينات حكام مباريات الجولة الأولى إياب لمرحلة "بلاي آوت"    تنزانيا.. مقتل 155 شخصا في فيضانات ناتجة عن ظاهرة "إل نينيو"    إثر الضجة التي أثارها توزيع كتيّب «سين وجيم الجنسانية» .. المنظمات الدولية همّها المثلية الجنسية لا القضايا الإنسانية    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    الفنان رشيد الرحموني ضيف الملتقى الثاني للكاريكاتير بالقلعة الكبرى    جريمة شنيعة: يختطف طفلة ال10 أشهر ويغتصبها ثم يقتلها..تفاصيل صادمة!!    قبلي : اختتام الدورة الأولى لمهرجان المسرحي الصغير    تتويج السينما التونسية في 3 مناسبات في مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة    بطولة مدريد للماسترز: اليابانية أوساكا تحقق فوزها الأول على الملاعب الترابية منذ 2022    أكثر من نصف سكان العالم معرضون لأمراض ينقلها البعوض    في أول مقابلة لها بعد تشخيص إصابتها به: سيلين ديون تتحدث عن مرضها    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    خالد الرجبي مؤسس tunisie booking في ذمة الله    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الدكتور الصحبي البصلي (رئيس «حزب المستقبل»)ل «التونسية» المشكل في تونس أن «بن علي هرب وخلّى 10 ملايين بن علي» !
نشر في التونسية يوم 19 - 08 - 2013

(تونس) ولد الدكتور الصحبي البصلي اصيل القيروان في 6مارس 1952 بمدينة سوسة ، درس بمعهد قرطاج الرئاسة وفيه تحصل على الباكالوريا سنة 1971. درس الطب بكليتي بوردو(فرنسا) وتونس وتخرج طبيبا سنة 1977 ليتخصص في الصحة والسلامة المهنية واجرى في الغرض تربصات في كندا والولايات المتحدة الأمريكية ، وهو المدير العام المؤسس لمعهد الصحة والسلامة المهنية (1991-1988). إلتحق الدكتور البصلي بالسلطة الجديدة في تونس سنة 1989 ليعيّن نائبا لمحمود المستيري(وزير خارجية أسبق) في رئاسة بلدية أريانة بعد مسيرة نقابية طويلة في نقابة الأطباء الداخليين والمقيمين (1978)ونقابة أطباء الصحة العمومية (1980) كما شغل خطة كاتب عام جمعية الأطباء التونسيين(1988-1984). عيّن واليا على مدنين(جوان1992-ديسمبر 1993) وبعد فترة «تجميد» عيّن مديرا عاما للشؤون السياسية بوزارة الداخلية (جانفي 1995-سبتمبر 1996) ليعين على رأس ولاية صفاقس (سبتمبر 1996-جويلية 1998) ثم إلتحق بسلك السفراء سفيرا في الهند(سبتمبر 1998-جويلية 2001) فمدريد(أكتوبر2001-ديسمبر2004) فالصين(جانفي2005-نوفمبر2010) ليعيّن عضوا في مجلس المستشارين خلفا للمرحوم الطيب السحباني شهرا قبل سقوط نظام بن علي . أسس الدكتور البصلي بعد «الثورة» «حزب المستقبل» وتحصل على التأشيرة في 9 مارس 2011. «التونسية» التقته في هذا الحوار... حاوره : محمد بوغلاب كيف وجدت تصريحات راشد الغنوشي في الندوة الصحفية الأخيرة؟ أرى أن ما جاء في تصريحات السيد راشد الغنوشي يعتبر مرحلة أولى لبداية حوار حقيقي لأنه قبل مبدأ حكومة وطنية وهيئة سياسية تؤطر الإنتقال الديمقراطي وتحدث عن المراقبين الدوليين في الإنتخابات القادمة وفتح الباب للحوار حول كل المواضيع الخلافية. عدة أطراف تشكك في صدقية هذه الوعود باعتبار أن الحوار الوطني قائم منذ شهور و«النهضة» لم تتفاعل إيجابيا مع «المعارضة»؟ في تقديري أن «النهضة» أدركت في الأخير أن هذه المرحلة نقطة تحول بالنسبة إلى مسار الإنتقال الديمقراطي. هل لديكم في «حزب المستقبل» إتصالات بحركة «النهضة»؟ بالطبع لدينا إتصالات بالشيخ راشد الغنوشي بإعتباره يرأس أحد أكبر الأحزاب السياسية في البلاد والأمر ذاته بالنسبة إلى بقية الأطراف السياسية المؤثرة. هل لديكم تصور للخروج من الأزمة السياسية؟ نعم وقد عبرنا عن موقفنا بكل وضوح، أن نحافظ على المجلس الوطني التأسيسي بإعتباره مؤسسة منتخبة شريطة أن يلتزم بالقيام بالمهمة الأصلية التي إنتخب من أجلها وهي بالأساس كتابة الدستور فضلا عن إصدار قانون إنتخابي وإستكمال تشكيل الهيئة المستقلة للإنتخابات على أن تنتهي مهمة المجلس يوم 23 أكتوبر 2013. هل تاريخ 23 أكتوبر ممكن عمليا؟ ممكن وبه تنتهي مهام المجلس التأسيسي ويفوض صلاحياته لحكومة التوافق الوطني وأنا مع الرأي القائل بأن تكون حكومة كفاءات سياسية شريطة ألاّ تترشح للإنتخابات القادمة. لست مع حكومة كفاءات؟ جرّبنا الكفاءات التقنية من 14 جانفي فأصبحوا بعد أن عرفهم الناس وهم وزراء «يعملو في السياسة، ما ثماش تقنيين مستقلين» ولسنا بحاجة إلى تكنوقراط. ومؤسسة رئاسة الجمهورية؟ من المفروض أن تقع مراجعتها لأنه إذا كنا سنشكل هيئة سياسية تؤطر العمل الحكومي من المفروض ان تتغير مؤسسة الرئاسة على الأقل في صبغتها لأننا سننتقل من الشرعية الإنتخابية إلى الشرعية التوافقية وهو ما يعني ضرورة مراجعة كل المؤسسات السياسية القائمة لا الحكومة فقط. وفي تصوركم متى تنتظم الإنتخابات؟ نحن نقترح الفصل بين الرئاسيات والتشريعية على ان تنتظم الإنتخابات الرئاسية في 14جانفي 2014 لتكون هدية للشعب التونسي الذي طال إنتظاره لأن الأزمة التي نعيشها أزمة سياسية قبل أن تكون أزمة إقتصادية او إجتماعية، ونقترح تنظيم الإنتخابات التشريعية في 20مارس 2014 على أن تنتظم الإنتخابات البلدية التي يغض الجميع الطرف عنها في شهر جوان وبهذه الروزنامة نتمم كل المواعيد الإنتخابية خلال النصف الأول من عام 2014 لتدخل بلادنا مرحلة جديدة من نظام سياسي ديمقراطي مستقر. هل عرضتم مبادرتكم على الأحزاب السياسية وماذا كانت ردودها؟ إقترحنا هذا التصور على عديد الأحزاب السياسية لأن من ميزات «حزب المستقبل» أن علاقاتنا طيبة مع كل الأطياف السياسية وأعتقد أن صدى مبادرتنا طيب خاصة أن المواقف تطورت نحو أكثر عقلانية وهدوء بعد التشنج الذي حدث إثر إستشهاد محمد البراهمي. مواقف «الجبهة الشعبية» مازالت على حالها؟ «الجبهة الشعبية» لها أجندتها الخاصة. موقفك هو الموقف التقليدي للدساترة والتجمعيين من أقصى اليسار؟ أكثر من هذا المسألة مبدئية وتتعلق بنظرتنا إلى مؤسسات الدولة. نحن في« حزب المستقبل» كنا ضد الدعوة إلى المجلس الوطني التأسيسي ولكن ما دام الشعب التونسي صوّت لهذا المجلس فنحن نحترم المؤسسة لأنها تعبر عن إرادة التونسيين في مرحلة معينة ، نحن نتمسك بالشرعية ونعتبر أن ما أدى بنا إلى هذه الوضعية هو حل التجمع الدستوري الديمقراطي. وهل «التجمع » من مؤسسات الدولة؟ لا لكنه مؤسسة موازية لمؤسسات الدولة مع الأسف لا تنس أننا كنا في ثقافة الحكم الفردي. كيف كانت علاقتك ب«التجمع»؟ إنضممت للتجمع طواعية سنة 1989 بعد أن كنت محسوبا على اليسار خاصة أنه ألقي علي القبض في فيفري 1972(أحداث الطلبة) ومن ألطاف الله أن والدي تدخل لإطلاق سراحي مقابل تعهدي بعدم ممارسة السياسة ولكني ناضلت في المجتمع المدني وفي النقابات المهنية. هل كان لشقيقتك نزيهة زروق(عيّنت في جانفي 2010 عضوا بالديوان السياسي ل«التجمع» وشغلت سابقا خطة وزيرة للمرأة...) دور في دخولك عالم السياسة؟ ربما أنا الذي ساعدتها على دخول عالم السياسة، كنت مديرا عاما لمعهد الصحة والسلامة المهنية أما شقيقتي فكانت أستاذة لا صلة لها إطلاقا بالسياسة ، أكثر من ذلك إستغلت بعض الأطراف هذا المعطى لإغلاق الباب دوني في أكثر من مناسبة حتى لا يتم ترشيحي لأي منصب سياسي (يا هو، يا أختو) بن علي لم يكن يعلم أن نزيهة شقيقتي إلى غاية سنة 1994 حين أراد تعييني أمينا قارا ب«التجمع» مكلفا بالعلاقات الخارجية فأخبروه بأن ذلك غير ممكن في وجود شقيقتي بالحزب. لا تنفي أنك كنت تجمعيا؟ أنا إنسان أحترم نفسي وأحترم الشعب التونسي ولذلك لا يمكنني اليوم أن أقول إني لم أكن تجمعيا ولكن لعلمك أنا أسست «حزب المستقبل» قبل حلّ «التجمع» في تقديرك هل كان هذا موقفا بالصدفة؟ نحن تحصلنا على التأشيرة حتى قبل «المؤتمر من أجل الجمهورية» وعقدنا مؤتمرنا الإنتخابي في 17جويلية 2011 . ما يهمني تأكيده أني كنت في خدمة الجمهورية وخدمة البلاد ولم أكن في خدمة مصالح فردية ومنذ منتصف التسعينات عملت سفيرا لتونس أي أني كنت أمثل بلادي ومصلحة بلادي. هل هناك تنسيق في المواقف بين«المستقبل» والأحزاب الدستورية؟ هناك تنسيق على المستوى المبدئي مع الجبهة الدستورية(6أحزاب) التي حاولت التموقع في مختلف الأزمات، مع الأسف لم تتوصل إلى مواقف موحدة، مثلا «حزب المستقبل» إختلف مع «الجبهة» بخصوص الموقف من المجلس التأسيسي في هذه المرحلة الصعبة، فنحن رفضنا المطالبة بحل المجلس الوطني التأسيسي، لكن كمرجعية وتموقع أعتبر نفسي صلب الجبهة الدستورية« شنوة مصيرها غدوة هذا هو ؟». أين موقع الدساترة ؟هل هو في باردو(إعتصام الرحيل) أو في القصبة(تجمع أنصار «النهضة»)؟ نحن في منتصف الطريق ، نحن مع كل القوى التي تؤمن بالوسطية. المشكل ليس في أن تكون مع «النهضة» أو ضدها. تتهم الأحزاب الدستورية بالعمل بالوكالة لفائدة «النهضة»؟ لا موش صحيح قطعا ، وأجزم أنه غير واقعي. كل ما في الأمر أن الدستوريين الذين وقع إقصاؤهم بجرة قلم تشتتوا، كل هذه العائلة آن الأوان اليوم لتلعب دورا هاما جدا لأنها بنت البلاد وتدرك قيمة المؤسسات، اليوم يتحتم عليها ان تكون في الصف الأول لبناء الديمقراطية لأنها فشلت في تكريس الديمقراطية صلب هياكلها وفي الحياة السياسية. تريد للتجمعيين والدساترة أن يعودوا إلى الصف الأول وكأن شيئا لم يكن ودون محاسبة؟ أنا مع محاسبة كل من أذنب سياسيا أو إقتصاديا أو أخلاقيا في حق الشعب التونسي، أنا وغيري كثيرون ممن خدموا في عهد بن علي كنا نعتقد ومازلنا أننا خدمنا تونس قبل كل شيء صحيح في ظل نظام سياسي غير ديمقراطي ولكننا عملنا بنظافة عقل ونظافة يد ولم نكن قطاع طرق خدمنا بلادنا ولا يمكن تحميلنا وزر أخطاء نظام بن علي. لماذا فشلت محاولات توحيد التجمعيين والدساترة بعد الثورة؟ أنت نفسك كنت منسقا عاما للحزب الوطني ثم فشلت التجربة؟ بارك الله فيك على هذا السؤال، أنا حاولت عديد المرات تحقيق هذا الهدف ولكننا فشلنا هل تعرف لماذا؟ كنا نعيش في ظل نظام فردي«ما نتصورش بورقيبة او بن علي كان دكتاتورا بل كان حكما فرديا ». نظام بن علي كان حكم العائلة؟ صحيح في العشر سنوات الأخيرة ، في الحكم الفردي «ما كناش نعملو السياسة» بل كانت لنا مناصب سياسية ، كنا أشبه بالموظفين ولم يكن متاحا لنا ممارسة السياسة ، كانت المرجعية والولاء لمن عيّننا سواء رئيس الدولة أو من عيّننا من أعضاده. وأنت لمن كان ولاؤك؟ ولائي لبلدي وأحرص على العودة إلى رئيس الدولة حين يقتضي الأمر وأمارس صلاحياتي كاملة ،لم أكن مدينا لأحد من أعضاد بن علي ، بن علي كان رئيس الدولة وهو الذي عينني في مختلف المسؤوليات التي شغلتها ولا يمكن للدكتور البصلي ان يكون معينا من طرف أحواز بن علي لأن علاقتي لم تكن طيبة بهم وربما كانت علاقتي المباشرة برئيس الدولة هي التي حمتني من دسائس الحزب والقصر فحين كنت واليا كنت ممثلا لرئيس الجمهورية وحين كنت سفيرا فأنا سفير الجمهورية التونسية، انا كنت من الذين يتصلون برئيس الدولة. أعود إلى سبب فشل مبادرات توحيد الدساترة لأقول إنه في ظل الحكم الفردي الذي يغذي الحساسيات والطموحات الشخصية بين هذا وذاك «ما نجمناش نتخلصو» من الأحكام المسبقة على بعضنا البعض لم نتخلص من هذه الرواسب التي مازالت تؤثر فينا وإن بدرجات متفاوتة. ما مصير الحركة الدستورية بزعامة الدكتور حامد القروي إذن؟ سي حامد يمكنه أن يكون فوق كل هذه التجاذبات ، لست على إتصال مباشر معه ولكن في تقديري سي حامد يريد أن يؤمن الإنتقال من جيل إلى جيل آخر وهي مهمة لم يقم بها التجمع ولا الحزب الإشتراكي الدستوري. انا اعتقد ان الدكتور حامد القروي يخطط لأن يكون للحزب الدستوري –مهما كانت تسميته- قيادة جديدة في مائوية الحزب سنة 2020 قيادة من جيل الشباب دستورية المرجعية بروح إصلاحية « لا خدمت لا مع بن علي ولا مع بورقيبة». القيادة للحزب أو للبلاد؟ للحزب ولم لا للبلاد ؟ هل سيكون حزبكم«المستقبل»جزءا من الحركة الدستورية؟ نعم . هل ستقومون بحل الحزب ؟ إذا كانت مصلحة الحركة الدستورية تنتهي إلى هذا الهدف المتوسط المدى فلن نتردد في ذلك. وطموحاتك الشخصية؟ لقد سبق أن أعلنت أنه لا يمكنني ان أترشح لأي منصب لا في الإنتخابات الرئاسية القادمة ولا في الإنتخابات التشريعية . بسبب قانون تحصين الثورة؟ لا علاقة لموقفي بقانون تحصين الثورة ، ولكن تقديرا لما هو في وجدان التونسيين وضمائر كثيرين وإحتراما لما يسمى «ثورة» –وهي في تقديري إنتفاضة شعبية على فساد حاكم- فإنه لا يمكنني الترشح لأي منصب. لا يمكن أن يحكم تونس في المستقبل وجه من الماضي أو إرتبط بالماضي على الأقل تقديرا لمشاعر التونسيين ولدمائهم« ثمة ناس ماتت ما نجمش نقبل شخصيا إنسان خدم بن علي يولي رئيس دولة او رئيس حكومة علاش نحينا بن علي ؟» هذا موقفي. هل لديكم علاقات ب«نداء تونس»؟ طبعا كنت من أوائل الذين تحدثوا مع الباجي قائد السبسي وكان رأيي أن يظل سي الباجي فوق الأحزاب هذا قبل أن يؤسس «نداء تونس». «حبيت ندخل» كحزب في« نداء تونس» إحتراما لمنخرطينا في الجهات الذين يعدون بالآلاف ولهياكلنا وفكرنا في أن نلتحق كدساترة ب«الإتحاد من أجل تونس» ولكن سي الباجي رأى أن الوقت غير مناسب وتحدث معنا بكل صراحة ، لا تنسوا ان قانون الإقصاء كان سيفا مسلطا على رقابنا في الأثناء جاءت مبادرة الدكتور حامد القروي التي تعد إمتدادا لما بدأه سي الباجي في «نداء تونس». الغنوشي لم يعد يرى في قانون تحصين الثورة اولوية ولوّح بتأجيله إلى المجلس النيابي القادم؟ نحن في حوارنا مع الإخوة في حركة «النهضة» اظن
اننا ساهمنا في إقناعهم بأن هذا القانون سيعمق الهوة بين التونسيين ويزرع الفتنة. لا تنس أن جناحا يمينيا متصلبا له تأثيره داخل «النهضة». راشد الغنوشي هل هو من حمائم «النهضة»؟ لا هو من الحمائم ولا هو من المتشددين «يحب يشد العصا من الوسط». ما تصوركم للدور الذي يمكن أن يلعبه الإتحاد العام التونسي للشغل لحلحلة الأزمة؟ الإتحاد تاريخيا هو المعارضة الحقيقية للسلطة زمن بورقيبة . لعلمك أن الحبيب عاشور –أمين عام الإتحاد لعشرات السنين- كان عضوا في الديوان السياسي للحزب الحاكم في كثير من الأوقات؟ صحيح ولكن عندما تتطلب المرحلة أن يختار بين الحزب والإتحاد فإن عاشور كان يختار الإنحياز للإتحاد وللشغالين والدليل على ذلك أحداث 26 جانفي 1978 وثورة الخبز سنة 1984 ، في حكم بن علي «الأمور مشات والدولاب بدا يدور» ولذلك نجح بن علي في تحييد الإتحاد وإبعاده عن الشأن السياسي. ما حصل اليوم ان النقابات أمام عجز السياسيين عن التحاور كان عليها أن تقوم هي بالمهمة، حتى في المعارضة نفسها «المعارضة ما يحكيوش معاك» والحوار إقتصر على احزاب نعرف جميعا في اية ظروف وصلت إلى المجلس. هل تشكك في إنتخابات 23 اكتوبر؟ أنا اطعن في نزاهة هذه الإنتخابات وما تعرض له «حزب المستقبل» شاهد على ذلك رغم إلتجائنا للمحكمة الإدارية أقول هذا الكلام واتحمل مسؤوليتي ، انتخابات 23 أكتوبر لم تكن نزيهة ولذلك إن تواصل إحتكار الحوار من طرف أحزاب دون أخرى فلن نصل إلى برّ الأمان. الرئيس المرزوقي فتح الباب بإستقبال الدكتور حامد القروي؟ هو إستقبل سي حامد بصفته شخصية وطنية لأنه مازال لم يؤسس الحركة الدستورية، كان على الرئيس المؤقت للجمهورية أن يستقبل أيضا ممثلي الأحزاب الدستورية القائمة« عموما موش أول حاجة موش صحيحة يعملها المرزوقي ». كأن يستقبل ريكوبا(من رموز رابطة حماية الثورة) في قصر قرطاج مثلا؟ لذلك قلت لك ليست هذه المرة الأولى التي يتصرف فيها المرزوقي بهذه الطريقة . هل تعتبر أنه يمارس إقصاء ضد «حزب المستقبل»؟ بالطبع. من طرف من؟ من طرف جهات لا يروق لها وجودي«وكيفاش شادد ها الحزب » بعناد وإصرار ، وحتى وسائل الإعلام تمارس على «حزب المستقبل» هذا التمييز وأخص القناة الوطنية بإعتبارها مرفقا عاما وأتمنى أن يكشفوا لنا مقاييس إختيارهم للمشاركين في المنابر الحوارية وما يقع اليوم نبهنا له قبل ستة أشهر. المشكل أنهم يسألوننا ويتشاورون معنا في الغرف المغلقة وفي العلن يتجاهلوننا وكأنهم لا يعرفوننا أصلا «مازال ثمة خوف من الماضي» وإذا بقينا على هذه الحال ستدخل البلاد في أزمة عميقة لذلك لا بد من مصالحة وطنية شاملة والذين ينادون بالمحاسبة أقول لهم تفضلوا بتطبيق العدالة الإنتقالية ومحاسبة كل من أخطأ في حق تونس وشعبها ولكن لا يعقل أن نطلق سراح من حوكموا في قضايا الإرهاب ليرتعوا في البلاد ونسجن أفضل كفاءاتنا التي خدمت البلاد، إنتهى الأمر، دخلنا للمنظومة العالمية للإرهاب وأخشى أن يتواصل مسلسل الإغتيال السياسي ، لن نخرج بيسر من هذا الأخطبوط بعد إختراق الأجهزة الأمنية من الداخل والخارج «سيبنا آلاف المساجين الخطرين خرجوا بإسم الثورة» . هؤلاء أبناؤنا من حقهم فرصة أخرى لإصلاح أنفسهم؟ لا يمكن للمجرم أن يكون إبني . تعرضوا لمحاكمات ظالمة زمن بن علي؟ لا موش صحيح، عدد كبير منهم عادوا إلى السجون اليوم ،« نعرفو شكون تحاكم في ظروف عادية وشكون تحاكم محاكمة سياسية» هؤلاء تورطوا في تهديد أمن تونس ولا يقبل أن يطلق سراحهم بإسم العفو التشريعي العام والنتيجة ما يحدث الآن في الشعانبي. «توة ثمة» محاكمات ظالمة لماذا لا تتحدثون عنها؟ «أنا خويا في الحبس» كان رئيس مدير عام البريد التونسي «لا عملت لا يدّو ولا ساقو» هذا الذي يقع في تونس الآن. اين هي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان حلتش فمها؟ هاذم ناس خدموا بلادهم حاسبوهم «ما تمرمدوهمش». هل يمكن للفريق أول متقاعد رشيد عمار أن يكون له دور سياسي؟ أنا أعرف الرجل منذ كنت سفيرا في الصين وكحزب المستقبل كنا على إتصال به قبل خروجه للتقاعد وأذكر أنه حذر من حجم السلاح الذي دخل إلى البلاد والناس سكارى بالثورة في القصبة 1و2 .. . سي رشيد عمار نبه إلى غياب المعلومة وذكر بدور العمدة، رد عليه حمة الهمامي قائلا «يحبو يرجّعولنا أمن بن علي» وأنا أقول حمة موش فاهم حتى شيء يتعلق بالأمن القومي للبلاد باش كنا أقوياء ؟ بالمعلومة ما نتصورش أن سي رشيد عمار على ما أعرفه من الشخص له طموحات سياسية شخصيا أحترمه وأقدره. هل خروجه كان في وقته؟ صحيح، هذه نقطة أنا نفسي إستغربت لها بصراحة كان على رئيس الجمهورية أن يدفعه للبقاء . رغم ما تبديه من حس نقدي فإنك بقيت في نظام بن علي إلى آخر رمق(عضو في مجلس المستشارين بداية من ديسمبر 2010)؟ لأني كنت بعيدا عن الساحة السياسية كنت سفيرا طيلة أكثر من 15 سنة ولم أباشر في مجلس المستشارين سوى في جلسة وحيدة يوم 11 جانفي ورفضت الحضور في جلسة يوم 13 جانفي انا عدت إلى تونس يوم 9 جانفي من هونغ كونغ وفي تدخلي يوم 11 نبهت إلى الفراغ السياسي وفشل« التجمع» في تجديد صفوفه. قلت هذا ولم أكن أعلم وقتها أن التجمع قرر منذ ذلك الوقت عدم مساندة بن علي لأنه يوم 14 جانفي أنا أجزم لك بأن 80 في المائة من المتظاهرين كانوا من التجمعيين حب من حب وكره من كره وحتى البنية التي رفعت شعار RCD Degage وكان والدها يرفعها على عنقه أنا أعرف جيدا الأب وهو رئيس شعبة في أريانة أي أن الغضب بلغ حتى التجمعيين بعد أن أصبحت العائلة هي التي تحكم. لم يصدر أي موقف من قيادات «التجمع» في تلك الفترة؟ ذلك هو ضعف القيادة التي وضعها بن علي دون العودة إلى الإستقالات من «التجمع» فضلا عن قرار حله» بدا لي وكأن ذلك الأمر خطّط له . تردد أنك كنت تسهل للطرابلسية توريد حاويات البضائع من الصين؟ سمعت ذلك وأنا نحب نهنيك أن وزارة الخارجية أرسلت بعد الثورة لجنة تحقيق إلى الصين ولو وجدت دليلا واحدا لتم الإحتفاء بي (مبتسما). صحيح ان منصف الطرابلسي رحمه الله جاء إلى الصين ولكنه غادر يوم وصوله بسبب وفاة إبنه، إلتقيته في المطار لمدة ساعتين كان يشتم الوضع في البلاد ويحمل المسؤولية لأخته بسبب وفاة إبنه بالمخدرات . نحن خدمنا الدولة لا الأفراد ولا العائلات وبكل فخر اقول لك إنه تم الإتصال بي بعد الثورة من وزارة الخارجية لإنهاء إجراءات تسلم مستشفى قدمته الصين لتونس كهبة ، وهو ملف واكبت مختلف مراحله حين كنت سفيرا في الصين، وقد تم تركيز المستشفى بصفاقس، ساهمت بجهدي من أجل بلدي من داخل منظومة الحكم ومن خارجها لأن ما يهمنا هو خدمة تونس ، لا تنس أني كنت السفير المنسق للحوار الصيني العربي الإفريقي. هل صحيح انك السبب في إنقطاع بن علي عن التدخين؟ سمعت هذا والقصة أني إلتقيت بن علي مرة فوجدته يدخن وحين إستفسرت رد «دمّار يا دكتور» فنصحته بالسجائر الإلكترونية الموجودة في الصين فطلب مني أن أرسل له البعض منها وهو ما حدث. وللتاريخ فقد كان يسدد فواتير السجائر التي أرسلها له ، حين لاقيته سنة 2009 لآخر مرة في ندوة السفراء قال لي«لقد غيرت حياتي» ، بعد الثورة ولات السجائر هاذي تتباع في تونس. كيف تختم الحوار؟ لقد بلغنا وضعا لا نحسد عليه بحكم تمسك بعض الأحزاب الكبرى بمواقفها لأن المعركة غير المعلنة هي الإنتخابات القادمة وليست المعركة في الحقيقة على الدستور أو على مصلحة البلاد كما يتهيأ للبعض. الحل يكمن في توسيع رقعة الحوار السياسي ، لا معنى لإحتكار الحوار من طرف بعض الأحزاب إن كنا في إطار شرعية توافقية« الناس فدت من اربعة من الناس شادة التلافز والإذاعات ». وأملي أن يفرز الحوار تيارا وسطيا للمرحلة القادمة يجمع المرجعيات الإسلامية والدستورية واليسارية بل أنا أعمل على تبلور هذا التيار الوسطي من يساريين وإسلاميين ودساترة معتدلين لأن المتشددين في كل التيارات ،وآمل أن يتوصل هذا التيار الوسطي إلى حكم تونس . هل هذه التيارات قادرة على التعايش؟ أنا متفائل لأن أشياء كثيرة تغيرت رغم الأزمة التي تمر بها تونس ولا سبيل لحرب أهلية كما يهدد البعض ، أملي أن التيار الوسطي يعمل من أجل تحقيق الإنتقال الديمقراطي بطريقة سلمية. هذه هي الرسالة التي ينبغي توجيهها للعالم الذي يستغرب اليوم من المنزلق الذي يتهددنا بعد أن كنا فاتحة «الربيع العربي» . على السياسيين أن يتحملوا المسؤولية، الشعب التونسي اليوم موضوع تجاذبات من طرف الطبقة السياسية، هل يعقل ان نحتفل بعيدي الجمهورية والمرأة أطيافا أطيافا؟ كنا في نفس العائلة نجلس على طاولة واحدة رغم إختلافاتنا السياسية، على الجميع ان يقدم تنازلات وخاصة حركة «النهضة» لأنها في الحكم ، وإعتقادي أنه لا اليسار المتطرف ولا اليمين المتطرف سيقود المرحلة القادمة وعلينا الكف عن الشتائم وهذا دور الإعلام «يلزم نتعايشو مع بعضنا وننظر للمستقبل معا» ... أعرف أنها مهمة صعبة «كل واحد يعتبر نفسو رئيس دولة، المشكل أن بن علي هرب وخلى 10 ملايين بن علي».

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.