استشهاد جندي ومداهمات في صفوف متشدّدين دينيا كانت الضاحية الشرقية لمدينة سبيطلة في ساعة متاخرة من الليلة الفاصلة بين السبت والاحد مسرحا لعملية ارهابية. وحسب مصادر امنية وعسكرية تحدثت اليها «التونسية» وبعض شهود العيان من المارة الذين تابعوا الحادثة عن بعد وتحديدا من حي الخضراء القريب من مكان الحادثة فان مجموعة مسلحة كانت على متن سيارتين رباعيتي الدفع احداهما تحمل لوحة منجمية زرقاء مثل تلك المعدة للكراء قادمتين من الطريق الوطنية عدد 13 الرابطة بين سيدي بوزيدوسبيطلة فتحت بمجرد تجاوزها السكك الحديدية النار على دورية من الحرس الوطني كانت متمركزة بالمفترق الدائري القريب من ثكنة المرحوم محمد الهادي خفشة ثم اتجهت نحو الثكنة ولما تفطن جندي الحراسة المتمركز بأعلى سور الثكنة الغربي لذلك اطلق الرصاص على الارهابيين فواجهوه بسيل من الطلقات اصابته في بطنه وصدره وعلى الفور خرجت وحدات عسكرية من الباب الرئيسي للثكنة للتصدي للمسلحين وقامت بمطاردتهم قبل ان تنضم فرق امنية من الشرطة والحرس وتصل تعزيزات كبيرة من القصرين في وقت لاحق للمساهمة في عمليات تعقب الارهابيين الذين اتجهوا نحو الاحياء الجنوبية لسبيطلة المحاذية للوادي الكبير بالمدينة وحلت طائرة عسكرية لمعاضدة جهود وحدات الجيش والامن وظلت لمدة اكثر من اربع ساعات وهي تحلق في سماء سبيطلة لتوفير التغطية الجوية. لكنه لم يعثر على اثر الارهابيين ولا على سيارتيهما ويرجح ان السيارتين فرتا عبر احد الاودية خارج سبيطلة وربما غادرتاها من احد المسالك سواء شرقا في اتجاه جبل سمامة القريب جدا او جنوبا نحو جبل السلوم.. استشهاد الجندي رغم الاسراع بنقله الى المستشفى الجهوي بالقصرين فان جندي المراقبة المصاب برصاص الارهابيين سرعان ما فارق الحياة واستشهد وهو ما يزال في بداية العقد الثالث من عمره واسمه محمد الشابي، كما اصيب في العملية شخص مدني كان مارا بسيارته من هناك بشظايا رصاصة في يده وتمت احالته الى مستشفى القصرين اين اجري عليه تدخل جراحي. مداهمات وايقافات نفذت وحدات خاصة من الجيش والامن فجر أمس حملات امنية مكثفة باغلب احياء سبيطلة تخللتها عمليات مداهمة لبعض منازل متشددين دينيين معروفين بافكارهم المتطرفة وألقت القبض على حوالي 12 شخصا يشتبه ان لهم علاقة بالهجوم الارهابي كما تم ايقاف مجموعة اخرى من السلفيين الذين خرجوا بعد الهجوم معبّرين عن سعادتهم بالعملية الارهابية وقاموا باطلاق النار في الهواء (ربما من بنادق صيد) احتفالا بما حصل.