لا يزال وباء الإيبولا يحصد أرواح الليبيريين بأعداد كبيرة بعد نحو خمسة أشهر من ظهوره، حيث لم يسلم منه أحد، فحتى الأطباء والممرضين وعمال الصحة صاروا يموتون بالفيروس. الطبيب مودوبيه كول واحد من ضحايا الإيبولا، جثته وضعت في نعش مطهر على الجزء الخلفي من شاحنة إلى جانب جثث غلفت بأكياس، ثم دفن بلا زهور ولا مراسم بعيدا عن ذويه... وقضى الطبيب المتخصص المشهور الذي كان يعمل في مستشفى كوناوت في فريتاون عاصمة سيراليون، نحبه في أقل من أسبوعين بعد إصابته بالفيروس. وكان يفحص مريضا. وقال زملاؤه أنه كان أول مصاب بالإيبولا في ذلك المستشفى الذي بني قبل مئة وسنتين، ولم يكن حينها البتة يتصور جسامة الخطر المحدق به. وبعد قليل من ذلك الفحص بدأ الطبيب يشكو من حمى وصداع شديد. ونظرا لقلة التجهيزات المتخصصة في العاصمة نقل إلى مركز معالجة ايبولا لمنظمة أطباء بلا حدود في كايلاهون شرق البلاد حيث سجلت معظم الاصابات، لكن توفي في بعضة أيام.