مازال سقوط صفقة انتقال اللاعب الكاميروني كريستيان بيكامنقا للنادي الإفريقي في الماء محل حديث شق كبير من عشاق الأحمر والأبيض خاصة وأن المحادثات بين منتصر الوحيشي واللاعب وفريقه كانت شاقة وطويلة قبل أن تثمر اتفاقا على إتمام الزيجة عطله تدخل طبيب النادي الإفريقي الذي أكد استحالة التعاقد مع الكاميروني بسبب معاناته من إصابة حادة على مستوى الركبة. قرار ترك وراءه عدة نقاط استفهام وجملة من التحليلات والقراءات منها من يرى أن موضوع الإصابة مفتعل خاصة وأن اللاعب كان هداف الدرجة الفرنسية الثانية الموسم الماضي،ومنها من يرى أن الدكتور محسن الطرابلسي قد أنقذ الإفريقي من صفقة فاشلة كانت ستكلف خزائن النادي مبالغ كبيرة. «برنار كولينيون» وكيل أعمال اللاعب بيكامنقا اختار بدوره أن يدلو بدلوه في الموضوع وأن يكشف تفاصيل مثيرة عن ملف «بيكا» والإفريقي في اتصال هاتفي وعبر البريد الإلكتروني مع «التونسية»: يبدو أن لك ماَخذ عن الصفقة المعطلة بين المهاجم الكاميروني «بيكامنقا» والإفريقي،فماهي علاقتك بالموضوع؟ الجميع يعلم أنني وكيل أعمال اللاعب منذ ما يزيد عن أربع سنوات وتحديدا منذ أن فسخ عقده مع نانت الفرنسي وقد اقترحت عليه وقتها اللعب ضمن الدرجة الثانية الفرنسية ليستعيد «فورمته» وهذا ما كان حيث أصبح في ظرف وجيز هداف الدرجة الثانية مع لافال برصيد 17 هدفا و33 مباراة كأساسي .وهو ما دفع المدير الرياضي للنادي الإفريقي منتصر الوحيشي للاتصال بي للفوز بتوقيع اللاعب بعد أن تحصل على رقمي عبر مدرب سابق للمنتخب الوطني.ليقدم لي بعد يوم واحد عرضا عبر البريد الإلكتروني تبادلنا بعده الرسائل الإلكترونية والرسائل النصية والمكالمات الهاتفية ولدي كل الأدلة التي تثبت صحة ما أقول مع العلم أنني تحملت مصاريف تذاكر الذهاب والإياب من فرنسا إلى تونس يوم 5 أوت الماضي (1500 أورو) وكنت في تونس رفقة بيكامنقا وقد أرسلت إليكم صورة رفقة اللاعب من مطار تونسقرطاج وعليه فإن منتصر يعلم علم اليقين أنني الممثل الوحيد للاعب. كيف كان أول اتصال جمعك ب»الوحيشي» ومتى كان ذلك؟ أول اتصال جمعني بالوحيشي كان في بداية شهر جويلية وعبر لي عن اهتمامه الكبير ببيكامنقا وأنه يرغب في إتمام الصفقة في أقرب وقت ممكن وقد استغرقت المفاوضات مع فريقه شهرا كاملا ليصل في النهاية إلى اتفاق مع لافال. وكيف سارت الأمور بعد ذلك؟ كما قلت لك منتصر الوحيشي قدم لنا في البداية عرضا لمدة موسمين بقيمة 440 ألف أورور للموسم الواحد وقد تحصل اللاعب على ترخيص استثنائي من ناديه تحولنا بموجبه إلى تونس لإنهاء الاتفاق وإمضاء العقد لنفاجأ عند وصولنا إلى تونس بتراجع الوحيشي عن الاتفاق الأول وربط إنهاء الاتفاق بالتقليص من أجرة اللاعب السنوية من 440 ألف أورو إلى 300 ألف أورو وهو ما أثار غضب بيكامنقا الذي رأى في سلوك الوحيشي قلة احترام لشخصه الأمر الذي دفعنا إلى العودة إلى فرنسا وصرف النظر عن إنهاء الصفقة.ولم نعاود فتح الملف مع مسؤولي الإفريقي إلى أن علمت عبر وسائل الإعلام التونسية أن بيكامنقا بصدد الخضوع إلى الفحص الطبي في تونس لأكتشف فيما بعد أنني طعنت في الظهر وأن المدير الرياضي للنادي الإفريقي منتصر الوحيشي اتصل باللاعب دون علمي وطلب منه العودة إلى تونس مع وكيلين آخرين ( عزيز وموسى) هما في الحقيقة صديقين حميمين له. وهو تصرف لا أخلاقي من مرب ومدرب ولا يليق حتما بمسؤول يمثل أحد أكبر الفرق التونسية. ولكن ما مصلحة «الوحيشي» في كل هذا؟ عندما طرح على الوحيشي هذا السؤال أجاب بأن صديقيه (عزيز وموسى) وفرا للإفريقي عرضا مناسبا بما أن اللاعب سيحصل على جراية شهرية أقل بكثير من تلك التي اشترطتها عليه في العقد والمقدّرة ب150 ألف أورو مع عقد بموسمين وهذا غير صحيح لأني اكتشف فيما بعد أنه وافق على التعاقد مع اللاعب عبر وساطة صديقيه مع جراية أكبر وعرض لمدة ثلاثة مواسم بهدف الحصول على عمولته من الصفقة وبهذا التصرف أكد الوحيشي أن مصالح النادي هي آخر اهتماماته ولا تعنيه سوى مصالحه الشخصية.تصرف المدير الرياضي أثار غضب العديد من زملائي في تونس الذين هددوه بكشف كل مخططاته إلى العلن في حال أتم التعاقد مع اللاعب ومع تفطني لمحاولة قرصنة الصفقة اجبر فيما بعد على التخلي عنها بتعلة أن اللاعب يعاني من إصابة. ولكن هذه ليست بتعلة بل هي حقيقة أثبتها التقرير الطبي الذي خضع له اللاعب؟ هذا ما أعلنه مسؤولو الإفريقي الذين أكدوا إصابة اللاعب وعدم قدرته على اللعب وهذا شأن يعنيهم لأنني أعلم أن اللاعب قادر على اللعب وقد كان أساسيا الموسم الماضي ولم يتعرض إلى أي إشكال صحي أو قانوني ولكن ما أريد أن يعلمه الشارع الرياضي التونسي عامة وجماهير الإفريقي خاصة أنني لن أقبل أن يقلل اللاعب والمدير الرياضي من احترامي وأن يستعمل الوحيشي أصدقاءه من أجل كسب العمولة والحال أنه يعلم أنني الممثل الوحيد للاعب والرسائل الالكترونية التي أرسلها إلي تعد بمثابة الدليل القانوني على أنني من ناقش معه صفقة الانتقال كما أن تذاكر الذهاب والإياب من فرنسا إلى تونس تثبت نقاء سريرتي وشفافية معاملاتي.لقد قررت كشف كل هذه التفاصيل ليعلم الجميع كل حيثيات الملف وليقفوا على الطريقة اللاأخلاقية التي عوملت بها من قبل المدير الرياضي للنادي الإفريقي الذي اختار طعني في الظهر من أجل العمولة وتناسى وهذا هو الأهم أنه مسؤول ومربي وممثل لفريق ذائع الصيت محليا وقاريا. «الوحيشي» يوضّح بعد أن استمعنا لوجهة نظر وكيل أعمال اللاعب بيكامنقا الفرنسي برنار كولينيون كان لزاما علينا معرفة موقف المدير الرياضي للنادي الإفريقي منتصر الوحيشي ورده عن التهم الموجهة إليه.وباتصالنا به أكد الوحيشي أن برنار ليس الوكيل الوحيد والحصري للاعب الكاميروني مشيرا إلى أن حديث الرجل عن تلقيه عرضا منه عبر البريد الالكتروني غير صحيح على اعتبار و أن هناك من قام بتزوير بريده الإلكتروني و فاوض عبره برنار كولينيون.المدير الرياضي للنادي الإفريقي أكد أنه التقى باللاعب ووكيل أعماله في تونس و اقترح عليه الإمضاء على عقد لمدة موسمين بأجرة سنوية تقدر ب300 ألف أورو مع 5 بالمائة عمولة للوكيل و لكن الأخير رفض العرض وطالب بمبلغ 400 ألف أورو للاعب و 10 بالمائة كعمولة له.وهو مارفضه الوحيشي حفاظا على مصلحة النادي.وأضاف محدثنا بأنه تلقى اتصالا هاتفيا من و كيل أعمال آخر لا علاقة له به و أعلمه بأنه قادر على أن يمكنه من توقيع اللاعب بالشروط التي يريدها و مكنه في ذات التوقيت من وثيقة تثبت أنه وكيل للاعب بيكامنقا.فكان له مقابلة معه و مع اللاعب و كانت الأمور في طريقها إلى التسوية قبل أن يثبت الاختبار الطبي أن اللاعب مصاب وتسقط الصفقة برمتها في الماء.الوحيشي أكّد أن كل ما قاله برنار مجرد افتراءات و أن أخلاقه لا تسمح له بمثل هذه التصرفات التي يتقنها ويجيدها هذا الوكيل مشيرا إلى أن بحوزته كل الدلائل و المعطيات و التقارير الطبية التي تثبت سلامة التمشي الذي اتبعه في هذه الصفقة.