اجتمع أمس ممثلو أكثر من عشرين دولة في باريس لتحديد دور كل من المشاركين في الائتلاف الدولي، الذي تسعى واشنطن لتشكيله ضد تنظيم «داعش» وخصوصا بعد إعدامه رهينة ثالثة. ووجه الرئيسان الفرنسي فرنسوا هولاند والعراقي فؤاد معصوم اللذان ترأّسا مؤتمر حول «السلام و الأمن في العراق» نداء ملحا لتعبئة دولية للقضاء على تنظيم «داعش» حيث قال هولاند «ان معركة العراقيين ضد الارهاب هي معركتنا ايضا وعلينا الالتزام بوضوح وصدق وقوة» الى جانب الحكومة العراقية. مشددا على «التهديد الارهابي الكبير» الذي يمثله التنظيم على «العراق والمنطقة والعالم». وذكر هولاند بأن «داعش» الذي يسيطر على 40% تقريبا من شمال العراق و25% من سوريا يتعرض ايضا «للضعفاء والنساء والاطفال والأقليات الدينية» ليؤكّد انه يطرح «تهديدا عالميا يتطلب ردا عالميا». من جهته، أعلن معصوم ان التنظيم «مارس جرائم ابادة جماعية وتطهيرا عرقيا ودينيا ضد الآلاف من المواطنين» داعيا الى تدخل جوي عاجل في العراق مقدّما شكره إلى كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية وإيران وتركيا، على تقديم المساعدات الإنسانية للنازحين ودعمها العسكري، لتوقف تمدد «داعش» مشيرا إلى أن عشرات آلاف العائلات مازالت رهينة لنزوات القتلة تحت سلطة ما يسمى ب«المحاكم الشرعية» لافتا إلى أن «التنظيم عمد أيضا إلى تدمير مواقع حضارية وآثار ومخطوطات يمتد عمرها إلى آلاف السنين». القرار 2170 من جانبه قال وزير خارجية فرنسا، لوران فابيوس إن مؤتمر باريس اعتمد القرار 2170 أساساً للعمل الدولي ضد «داعش» مضيفا أن «تنظيم داعش ليس دولة ولا يمثل الإسلام، وأن تهديد الجماعات الإرهابية لا يقف عند أية حدود». السعودية: إرهاب «داعش» تجاوز في جغرافيته العراق والشام أما الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي فقد أكد خلال المؤتمر أن التهديد الذي يمثله تنظيم «داعش»، تجاوز في جغرافيته العراق والشام، وبات يشكل خطراً على الجميع، يستدعي محاربته والتصدي له بروح جماعية تقي الدول مخاطره ونتائجه مضيفا أنّه «لا بدّ لأية استراتيجية لضرب «داعش» أن تشمل أماكن تواجده بسوريا باعتبار أرض سوريا باتت بحكم طبيعة نظام الأسد أرضا خصبة للتدريب ونظرا لتلقيه العتاد والتحرك بحرية دون عرقلة أو ضوابط». وأضاف الفيصل أنه من حق العراق أن يؤازر في مواجهة ما يهدد سلمه الأهلي والعمل على تحقيق متطلبات الحكم الرشيد، وتكريس العدالة وتحقيق المساواة بين مكونات الشعب العراقي، في إطار من الضمانات المؤسسية، معتبرا أن تحدي «داعش»، الذي تواجهه الحكومة العراقية لا يعدو كونه شكلاً من أشكال الإرهاب العابر للحدود والقارات، والذي فرضته جملة من المعطيات الفكرية والسياسية والأمنية، التي تجتاح المنطقة والتي وفرت لهذا التنظيم أرضية خصبة استغلها لتحقيق مآربه ومآرب من يستفيدون منه تحت غطاء الدين الإسلامي، الذي هو براء منهم وأفكارهم وأفعالهم». البحرين: «حزب الله» لا يقل خطرا عن «داعش» من ناحيته دعا الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، وزير الخارجية البحريني في كلمته بالمؤتمر الدولي من أجل الأمن والسلام في العراق إلى القضاء على جميع المجموعات الإرهابية في المنطقة التي تشكل خطرا لا يقل عن خطر ما يسمى ب«داعش»، واصفا «حزب الله» في لبنان بأنه أحد تلك المجموعات، على حد قوله معلنا عن استعداد بلاده لاستضافة مؤتمر دولي لمكافحة تمويل الإرهاب يشارك فيه ممثلو الدول المتخصّصة في هذا المجال. وأشار وزير الخارجية البحريني إلى «أهمية القضاء على جميع المجموعات الإرهابية في المنطقة التي تشكل خطرا لا يقل عن خطر ما يسمى ب«داعش» كحزب الله الإرهابي وغيرها من منظمات إرهابية بالمنطقة» مؤكّدا على «ضرورة التصدي لها بكل حزم والقضاء عليها وإيجاد السبل الكفيلة بضمان عودة الأمن والاستقرار في المنطقة» على حدّ تعبيره .