عقد كما هو معلوم فريق النادي الافريقي أمس جلسته التقييمية وقد تم خلال الجلسة كما كان منتظرا المصادقة على التقريرين المالي والادبي برقم معاملات مرتفع جدّا أثار حفيظة بعض الحاضرين الذين لم يتعوّدوا سابقا على تلاوة مثل هذه الارقام الخيالية في صفحات خلت عناوينها من أيّ تتويجات باستثناء "غلّة السلة"... وبعيدا عن تطورات الجلسة المذكورة وما رافقها من مدّ وجزر بين حلف الدعم وجبهة المعارضة الرابضة بين صفوف الجماهير شدّ انتباهنا بعض الممارسات والشطحات الغريبة والتي لا يفهم جدواها خاصة وأنها صادرة عن جماهير تدّعي حبها و ولائها للأحمر والابيض... خلال الجلسة التقييمية تباينت ردود الفعل في صفوف جمع المنخرطين الحاضرين في قاعة المرادي وبين متحمّس لمشروع الرئيس ومهلّل لكرمه منقطع النظير وبين متحفّظ على الهيكلة ونواميس التسيير وحقيقة الدفوعات وسقف المعاملات تعالت الاصوات وكالعادة علا صوت الاحتجاجات فغضب سليم الرياحي وانسحب خوفا من اتساع رقعة التشويش سيّما وانّ الرجل يشغله كلام الكواليس أكثر مما يقال في العلن لانّ سباق الانتخابات الرئاسية والطريق نحو قصر قرطاج هو أكثر ما يعنيه في هذا الظرف بالذات... غادر الرئيس وهذا حقّ مشروع...تماما كما من حقّ الجماهير الخروج عن البيعة وإعلان العصيان متى شعرت بالخذلان لكن أن يطلق البعض العنان لأسئلة ما أنزل الله بها من سلطان فهذا لا يليق بأهل الدار...أحد المتدخلين سئل سليم الرياحي عن مصدر أمواله...سؤال يبدو في غير محلّه عنوانه مجرّد تشويش على جلسة الافريقي...فلا المكان والزمان يبيحان مثل هذا الهذيان...ولا ندري حقيقة ما الذي بحث عنه محبّ الافريقي هذا كما يدعي من وراء سؤال كلّه ريبة وشكوك... لسنا لسان دفاع على الرياحي وغيره ونفس السؤال كان قد جال في ذهننا مرّات ومرات وخضنا في حيثياته في عدّة مناسبات لكن الظرف لم يكن هو نفسه كما أنّ النوايا لم تكن هي ذاتها...ولا يعرف هل أنّ غيرة هذا المحبّ على نقاء سريرة الافريقي دفعته للنبش في دفاتر المجهول أم أنّ تكتيك النيران الصديقة هو من عدّل السؤال على هذا الايقاع وبهذه الطريقة...