انطلق بالعاصمة الأردنية عمان المؤتمر التأسيسي للاتحاد العربي للنقابات بحضور سبعة عشر اتحادا نقابيا عربيا من مختلف البلدان العربية من ضمنها الاتحاد العام التونسي للشغل في وفد ضم حسين العباسي وقاسم عفية ونور الدين الطبوبي ومحمد الهادي بن جمعة والطاهر البرباري والحسناوي السميري وحبيب رجب والحبيب الحزامي وحسن شبيل ونجوى مخلوف وفضيلة المليتي ونوفل بوقرة وسيشهد المؤتمر اليوم انتخاب المكتب التنفيذي الجديد لهذا المولود النقابي العربي الجديد . وأكّد حسين العباسي الرئيس المؤقت لهذا الاتحاد النقابي العربي أن الإعلان عن افتتاح أشغال المؤتمر التأسيسي يعد لحظة فارقة مشحونة بالكثير من الثقة والأمل في ما نحن عازمون عليه ومعلنة عن بداية عهد جديد في تاريخ الحركة النقابية العربية على درب الديمقراطية والنضالية واستقلالية القرار». ودعا العباسي جميع النقابات العربية إلى الوعي بمحاولة حصر شعوبنا العربية في إطار استقطاب ثنائي: الإرهاب أو الدكتاتورية، مشيرا إلى أنّها ثنائية لن تقبل بها النقابات العربية ولا العمال الذين نزلوا إلى الشوارع وقدموا التضحيات والشهداء، دفاعا عن مجتمعات ديمقراطية عادلة تضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لكافة فئات المجتمع. وبيّن العباسي أن فكرة إنشاء هذا الاتحادالجديد ليس لمجرّد إضافة هيكل آخر للهياكل الإقليمية المنبثقة عن الاتحاد الدولي للنقابات، بل هي ضرورة متأكّدة أملتها الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية على امتداد السنوات الأخيرة وتعود إلى ما قبل الربيع العربي. وأوضح رئيس الاتحاد النقابي العربي أن انتفاضات وثورات الربيع العربي، بينت مدى تماثل الأوضاع الاجتماعية بين بلداننا، رغم اختلاف بُناها الاقتصادية ونُظُمِهَا السياسية، وأنها أكدت عمق الروابط التاريخية والثقافية التي تحكم هذه الثورات بما يجعلها خاضعة لنفس الديناميكية الاجتماعية كالجسد الواحد «إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى». وأشار إلى أنّ هذه الانتفاضات والثورات كشفت أيضا عن الدور المتنامي للمجتمع المدني وخصوصا للتنظيمات النقابية في مسارات الإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي التي انطلقت مع بدايات سنة 2011 ولا تزال مستمرّة. ودعا العباسي في هذا الصدد إلى تضامن قوي، ووحدة صلبة، وتنسيق محكم ودائم، وإرادة مشتركة، وصوت واحد، «حتى نكون أكثر قدرة ونجاعة لإعادة الاعتبار للعمل النقابي الأصيل والحرّ ولتحقيق طموحاتنا في تحسين أوضاع عمّالنا والارتقاء بواقع بلداننا وشعوبنا نحو الأفضل لاسيما وأن الجميع على بيّنة بما ينتظرهم من تحدّيات خطيرة مردّها مخلّفات الأنظمة الدكتاتورية الفاسدة، ونماذجها التنموية الفاشلة، وتداعيات الانفلات الأمني، واستشراء الإرهاب الدموي، والتهريب المدمّر للاقتصاد ولمقوّمات العمل اللائق في أغلب بلدان المنطقة العربية». ودعا العباسي النقابات العربية للدفاع عن حقوق العمال، والقضاء على مختلف أشكال الاستغلال والتمييز بين العمال.