أحمد الجزيري: لا إضراب عام في البنوك نهاية ديسمبر... والموظف البنكي أصبح تحت خط الفقر    نيويورك وشيكاغو في قلب عاصفة ثلجية وفوضى في المطارات    وزارة التربية تنشر روزنامة اختبارات الامتحانات الوطنية للسنة الدارسية 2025 /2026    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    رئيس البرلمان يفتتح مهرجان زيت الزيتون بتبرسق    كشفها الحكم المؤبّد على قاتل طالبة جامعية في رواد ... صفحات فايسبوكية للتشغيل وراء استدراج الضحايا    استراحة الويكاند    الإتفاق خلال جلسة عمل مشتركة بين وزارتي السياحة والفلاحة على إحداث لجنة عمل مشتركة وقارة تتولى إقتراح أفكار ترويجية ومتابعة تنفيذها على مدار السنة    الليلة: أمطار أحيانا غزيرة بهذه المناطق والحرارة تتراجع إلى 3 درجات    عاجل: 30 ديسمبر آخر أجل لتسوية المطالب الخاصة بالسيارات أو الدراجات النارية (ن.ت)    رئيس مجلس نواب الشعب يشرف على اجتماع المكتب    صلاح يهدي مصر «المنقوصة» فوزا شاقا على جنوب إفريقيا وتأهلا مبكرا إلى ثمن نهائي كأس إفريقيا    فيليب موريس إنترناشونال تطلق جهاز IQOS ILUMA i في تونس دعماً للانتقال نحو مستقبل خالٍ من الدخان    وزارة الفلاحة تدعو البحّارة إلى عدم المجازفة والإبحار الى غاية إستقرار الأحوال الجويّة    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    صادم/ كهل يحتجز فتاتين ويغتصب احداهما..وهذه التفاصيل..    قرقنة تكشف مخزونها التراثي: الحرف الأصيلة تحول إلى مشاريع تنموية    أيام القنطاوي السينمائية: ندوة بعنوان "مالذي تستطيعه السينما العربية أمام العولمة؟"    توزر: تنشيط المدينة بكرنفالات احتفالية في افتتاح الدورة 46 من المهرجان الدولي للواحات    قائمة أضخم حفلات رأس السنة 2026    سعر غرام الذهب سيصل الى 500 دينار..!    السعودية.. الكشف عن اسم وصورة رجل الأمن الذي أنقذ معتمرا من الموت    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    صادم : أم تركية ترمي رضيعتها من الطابق الرابع    هام/ الشركة التونسية للملاحة تنتدب..#خبر_عاجل    الكاف : عودة الروح إلى مهرجان صليحة للموسيقى التونسية    عملية طعن في اليابان..وهذه حصيلة المصابين..#خبر_عاجل    ممثلون وصناع المحتوى نجوم مسلسل الاسيدون    مقتل شخصين في عملية دهس وطعن شمالي إسرائيل    تونس والاردن تبحثان على مزيد تطوير التعاون الثنائي بما يخدم الأمن الغذائي    نجم المتلوي: لاعب الترجي الرياضي يعزز المجموعة .. والمعد البدني يتراجع عن قراره    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    القيروان: حجز كمية من المواد الغذائية الفاسدة بمحل لبيع الحليب ومشتقاته    محكمة الاستئناف : تأجيل النظر في قضية "انستالينغو" ليوم 09 جانفي القادم    عاجل: هذا ماقاله سامي الطرابلسي قبل ماتش تونس ونيجيريا بيوم    جندوبة: انطلاق اشغال المسلك السياحي الموصل الى الحصن الجنوي بطبرقة    عاجل/ انفجار داخل مسجد بهذه المنطقة..    بُشرى للجميع: رمزية 2026 في علم الأرقام    إهمال تنظيف هذا الجزء من الغسالة الأوتوماتيك قد يكلفك الكثير    كرة اليد: الترجي الرياضي يستأنف قرار قرار مكتب الرابطة    عاجل: المعهد الوطني للرصد الجوي يعلن إنذار برتقالي اليوم!    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    تونس : آخر أجل للعفو الجبائي على العقارات المبنية    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    عاجل : لاعب لريال مدريد يسافر إلى المغرب لدعم منتخب عربي في كأس الأمم الإفريقية    هام/ كأس أمم افريقيا: موعد مباراة تونس ونيجيريا..    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025": برنامج مقابلات اليوم من الجولة الثانية    مصر ضد جنوب إفريقيا اليوم: وقتاش و القنوات الناقلة    الرصد الجوّي يُحذّر من أمطار غزيرة بداية من مساء اليوم    استدرجها ثم اغتصبها وانهى حياتها/ جريمة مقتل طالبة برواد: القضاء يصدر حكمه..#خبر_عاجل    عاجل/ قتلى وجرحى في اطلاق نار بهذه المنطقة..    أبرز ما جاء لقاء سعيد برئيسي البرلمان ومجلس الجهات..#خبر_عاجل    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    ترامب يعلن شن ضربة عسكرية على "داعش" في نيجيريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ناصر شويخ (نداء تونس) ل «التونسية»:وددت لو ترشّح الزنايدي ومرجان والزواري ل «التشريعية»
نشر في التونسية يوم 08 - 10 - 2014


برنامجنا الاقتصادي واقعي
لا نخشى المنافسة بدائرة تونس 1... وانتظروا الباجي في الملاسين
«النداء» لا ينظر للمواطنين كأرصدة انتخابية
حاورته:ايمان الحامدي
قال ناصر شويخ القيادي في «نداء تونس» والناطق الرسمي باسم قائمة «النداء» في دائرة تونس 1 أن البرنامج الاقتصادي والإجتماعي للحزب هو الأكثر واقعية والأقرب للتجسيم نظرا لقربه من الواقع رغم صعوبة الظرف الاقتصادي وبيروقراطية الإدارة التي قد تحول دون الالتزام بالآجال التي حددها الحزب لتحريك عجلة التنمية في الولايات الداخلية.
شويخ الذي أكد في هذا الحوار الذي خصّ به ل «التونسية» إمكانية حسم نتيجة الانتخابات الرئاسية لصالح الباجي منذ الدور الأول فسر تعدد المترشحين من العائلة الدستورية بحب «الأنا» حتى لو كان ذلك على حساب مصلحة العائلة الدستورية الموسعة معتبرا أن تعدد الترشحات سيضعف حظوظ الجميع لفائدة المترشح الذي ستختاره «النهضة» رغم أنه كان بإمكان الدساترة المراهنة على مناصب أكثر أهمية على غرار رئاستي مجلس النواب والحكومة حسب تعبيره...
كيف تقييم البرنامج الإقتصادي والإجتماعي لحركة «نداء تونس» وهل تعتبر أن الحركة قادرة فعلا على تنفيذ برنامج بهذا الثراء في ظرف إقتصادي مترد كالذي تعيشه تونس حاليا؟
إطارات الحركة اشتغلوا لمدة طويلة على هذا البرنامج وهو عصارة جهد العديد من الاخصائيين في مجالات مختلفة، منهم حتى من تقلد مناصب حكومية وإدارية عليا وشخصيا بحكم تكويني الاقتصادي أرى أنه برنامج واقعي وقابل للتحقيق وهو برنامج منصف للولايات الداخلية ويولي أهمية خاصة للمناطق والفئات المهمشة، وهو أيضا برنامج طموح ويتماشي مع الواقع والنموذج التونسي الذي يمكن أن يؤسس اقتصادا قائما على نسيج من المؤسسات الصغرى والمتوسطة على غرار الدول الأوروبية مع ضمان تدخل الدولة في الاستثمارات الكبرى والبنية التحتية.
في ما يتعلق بالجزء الثاني من السؤال فعلا الظرف الإقتصادي صعب والحكومة القادمة سترث حملا كبيرا لكن الأرضية تبقى دائما موجودة لتجاوز هذا الوضع خاصة إذا تمت السيطرة على الوضع الأمني وإيقاف نزيف الإرهاب الذي أضر كثيرا بالإقتصاد الوطني خلال الثلاث سنوات الماضية.
لكن صراحة هناك وعود في برنامج «النداء» أقرب إلى الشعبوية وغير قابلة للتحقيق على غرار القروض السكنية بلا فوائض؟
القروض السكنية بلا فوائض يمكن أن تسند في إطار شراكة بين الدولة والبنوك العمومية حيث يمكن أن تتحمل الدولة هذه الفوائض في إطار الحوافز الإجتماعية للحصول على المسكن الأول وهذا الإجراء معمول به في العديد من دول العالم وليس شعبويا.
ألا ترى أن النموذج الإقتصادي الذي يطرحه «نداء تونس» والذي يقوم على الإبقاء على تدخل الدولة في الإقتصاد لا يتماشى والمرحلة الحالية التي تسير بخطى حثيثة نحو انفتاح كلّي للإقتصاد وإنهاء تدخل الدولة؟
نعم خلال الثلاث سنوات الماضية خطونا خطوات كبيرة نحو انفتاح كلّي للاقتصاد بعد التفويت في العديد من المؤسسات العمومية ولكن النموذج الإقتصادي الذي يقدمه «نداء تونس» هو الأنجع في المرحلة الحالية والإبقاء على دور الدولة التعديلي مهم جدا لأن الدولة هي الأقدر على الإشراف على المشاريع الكبرى والاستثمار في البنية التحتية التي تسهّل عمل المستثمرين الخواص.
وعموما برنامج «نداء تونس» يهدف إلى تنمية شاملة لكل الجهات والشرائح الاجتماعية،وتنمية مستدامة في مستوى الموارد الطبيعية الفلاحية والبحرية والترفيع في نسبة النمو من 4 بالمائة الى 8 بالمائة في الفترة الممتدة بين 2015 و2019 ،مما يعطي تطورا في الدخل الفردي بالأسعار القارة، في حدود 30 بالمائة خلال نفس الخماسية المذكورة..وهدفنا على مستوى التصدير نمو ب8 بالمائة (خلال نفس الخماسية)، بالاضافة الى استثمارات جملية ب125 مليار دينار أي 25 مليار دينار في السنة من الخماسية نفسها مع توزيع الاستثمارات 40 بالمائة عمومية و60 بالمائة خاصة.والهدف هو استقطاب الجهات الداخلية ل60 بالمائة من هذه الاستثمارات العمومية.. وبالنسبة للتوازنات المالية الكبرى يتمثل الهدف في التوصّل سنة 2019 الى نسبة لا تفوق 3 بالمائة في عجز الميزانية (مقابل 8 بالمائة حاليا) وتكون نسبة خدمة الدين في حدود 12 بالمائة. أما بالنسبة للتشغيل فيتمثل هدفنا خلال الخماسية القادمة في إحداث حوالي 90 ألف موطن شغل سنويّا أي ما يعادل جمليا 450 ألف موطن شغل في خماسية كاملة،مقابل طلبات شغل إضافية ستكون في حدود 330 ألف، وهذا ما سيمكّن من تقليص نسبة البطالة الى 12 بالمائة..
هذا على المستوى المركزي، ماذا عن برنامجكم الإنتخابي في دائرة تونس
جهة تونس1 لها خصوصيات ديمغرافية وإجتماعية واقتصادية باعتبار انها الأكبر من حيث الكثافة السكانية ونسبة البطالة التي تصل في بعض المعتمديات الى ٪25 وكذلك نسبة الفقر..علما أن معاناة السكان في هذه الجهة تفاقمت خلال السنوات الثلاث الأخيرة بحكم الضغوطات المعيشية وتوقف عديد المشاريع وتدهور محيط العيش، إذ كانت هناك أموال مرصودة منذ سنة 2010 تبخّرت تهم تهذيب الأحياء الشعبية خاصة الحرايرية ومشروع مستشفى الوسيط بالحرايرية،الى جانب تباطئ غريب في انجاز مشاريع كبرى كمحطة تطهير السيجومي ومخطط القطار السريع الذي سيربط العاصمة بالزهروني.
ولذلك يولي حزبنا في برنامجه اهتماما خاصا بهذه المناطق عبر تفعيل هذه المشاريع والعناية بالشباب من خلال توفير المنشآت الرياضية وتجديد وترميم البنية التحتية خاصة الطرقات وشبكات تصريف المياه في الأحياء السكنية التي ظهرت بشكل لافت..بالاضافة الى اهتمام خاص بموضوع سبخة السيجومي التي تشكّل حاليا بؤرة للحشرات والناموس والروائح الكريهة وتراكم الفواضل في الوقت الذي يمكن تهيئتها وتغيير وجهها بصفة كلية على غرار ما تم بالنسبة لبحيرة تونس الشمالية وتونس الجنوبية وهذا ما سيوفّر مواطن شغل عبر استقطاب مشاريع معمارية في مجال الترفيه وتغيير محيط العيش ونوعيته لفائدة مئات الآلاف من متساكني هذه المناطق.
خلال انتخابات المجلس الوطني التأسيسي استفادت حركة «النهضة» كثيرا من المخزون الانتخابي في الأحياء الشعبية الراجعة بالنظر إلى دائرة تونس 1 فهل تتوقع نفس السيناريو خلال الانتخابات التشريعية المقبلة ؟
الظرف اختلف عن انتخابات المجلس التأسيسي والثلاث سنوات الماضية كانت كافية لكشف الوعود الزائفة ومن انساقوا سابقا وراء المال السياسي أو الوعود. «الناس فاقت» وتريد تغييرا فعليا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي وحلولا جذرية ولا سيما في المناطق الشعبية المهمشة التي تشكو من ارتفاع نسب البطالة وأعتقد أن الناخبين هذه المرة سيصوتون على أساس البرامج الجادة لا الوعود...
أيّ تميّز تراه لبرنامجكم بالمقارنة مع ما ستأتي به برامج الأحزاب الأخرى من وعود؟
البرنامج الانتخابي لحركة «نداء تونس» يقطع مع الخطاب الشعبوي وقد تم إعداده من قبل خبراء مشهود لهم بالكفاءة في عديد المجالات، وينطلق من تشخيص دقيق لواقع البلاد وامكانياتها الحقيقية..
يعقد رئيس الحركة السيد الباجي قائد السبسي غدا اجتماعا شعبيا في قاعة الملاسين وهي أول مصافحة للباجي مع أهالي الأحياء الشعبية ممّا دفع بالبعض الى القول إنها مغازلة لرصيد انتخابي كبير أجبر عليها الباجي بعد الزيارات المتكررة لقيادات سياسية للمنطقة على غرار «النهضة» و«الوطني الحر» و«الجبهة الشعبية»؟
أولا سي الباجي لم يجبر على هذه الزيارة بل كان ينتظر الوقت المناسب، وأتوقع نجاحا كبيرا لهذا اللقاء لأن رئيس الحزب يملك صفة لا تتوفر في بقية السياسيين وهي القدرة على التجميع ولم كافة شرائح المجتمع وهو الهدف الذي ارتكز عليه الباجي عند بعث الحزب... أراده أن يكون مشروعا مجتمعيا لكل التونسيين لا حزبا سياسيا ينظر للناس على أنهم أرصدة انتخابية تنتهي صلاحياتها بعد انتهاء الإنتخابات.
كنت على قاب قوسين من ترؤس قائمة تونس 1 فلماذا خيّرت قيادة النداء إسناد رئاسة القائمة للسيدة ليلي البحري رغم أنه لم يعرف لها نشاط سابق في هذه الدائرة ؟
بعد الجدل الذي حصل حول رئاسة قائمة تونس 1 والذي تم توظيفه لزعزعة الحزب تم الاتفاق على تحييد طرفي النزاع وهما فوزي اللومي وحافظ السبسي وكان شرط من شروط انسحاب السبسي الابن إسناد رئاسة القائمة لإمرأة وقد وقع الاختيار على السيدة ليلى البحري وأعتقد أن قائمتنا ستحقق نتائج طيبة في «التشريعية» وسنضمن عددا محترما من المقاعد.
ألا تُخيفكم الأسماء المعروفة التي ترشحها أحزاب أخرى خاصة في دائرة تونس
التنافس في هذا الاستحقاق الانتخابي ليس تنافس أشخاص بل هو تنافس أحزاب لها رؤى مختلفة للمنوال المجتمعي وتوجهاتها الاقتصادية والاجتماعية. ونحن لا تخيفنا تلك الأسماء المعروفة للمترشحين الآخرين وخصوصا رؤساء القائمات، لأننا مقتنعون بأن الشعب واع وبأن تلك الأسماء أصبحت بالنسبة إليه رموزا للفشل تتحمل بدرجات متفاوتة الأزمة الخانقة التي تعيشها البلاد وخاصة ظهور الإرهاب وتردّي الأوضاع على كل الأصعدة.
لكن فئة كبيرة من الشعب ملّت السياسة وهو ما قد يؤدي إلى عزوف عن الإقبال على مكاتب الاقتراع؟
أعتقد أن بناء تونس جديدة هو هدف يتطلع إليه كل أبناء تونس الغيورين على وطنهم وهو يتطلب بالضرورة الابتعاد عن الحسابات الخاصة والتفاف كل القوى الوطنية المؤمنة بالدولة والحداثة والمتمسكة بالمكاسب الحضارية لبلادنا حول مشروع لفائدة الوطن يحقق تطلعات الشعب تتويجا لتضحيات أجيال متعاقبة من التونسيين منذ مرحلة الكفاح ضد الاستعمار. نعم فئة كبيرة أصابها الملل بسبب الضغوطات الإقتصادية والاجتماعية لكن التونسي يدرك أن خلاصه من هذه الأزمة لن يكون إلا عبر صندوق الاقتراع وإختيار الحزب الذي يمتلك الحلول لإخراج البلاد من عنق الزجاجة ومن دوامة الإرهاب.
على ذكر الإرهاب حذّر وزير الداخلية السيد لطفي بن جدو من إمكانية حدوث عمليات إرهابية خلال هذه الفترة فهل تعتقد أننا فعلا نواجه خطرا ارهابيا قد يحول دون إتمام الاستحقاقات الانتخابية المقبلة ؟
أعتقد أن إعلان السيد وزير الداخلية عن هذه التهديدات بشكل مسبق كان بناء على معطيات استخباراتية دقيقة لكني كنت أتمنى شخصيا لو تمت معالجة هذه المسألة داخل الأطر الأمنية وبعيدا عن الأضواء، أي مراعاة التأثيرات السلبية لهذا الإعلان الذي من شأنه أن يزيد في تأزيم وضعية اقتصادية واجتماعية متأزمة أصلا عبر مزيد إرباك السياحة والاستثمار والاستهلاك الداخلي وبالتالي نسق النمو بشكل عام خصوصا أن الإرهاب يتغذى أساسا من توسع رقعة الإحباط والفقر والبطالة.فالإرهاب هو أشبه بفيروس «القريب» الذي تمثل الإصابة به مسألة عرضية عند أغلب الناس لكنه يمكن أن يفتك بذوي المناعة المنقوصة ونقص المناعة في هذه الحالة يعني ضعف الدولة وتدهور التوازنات الكبرى والأوضاع الاقتصادية والاجتماعية واستفحال التهريب والتجارة الموازية ومظاهر الإفلات من العقاب وتفاقم الضغوطات المعيشية، وهي تحديات حقيقية تواجهها تونس في المرحلة الراهنة وهي من مخلفات فشل «الترويكا» في إدارة شؤون البلاد، وبالتالي فإن البديل الأمثل لدرء مخاطر الإرهاب هو التوافق في خلق تعبئة شاملة لرفع التحديات المذكورة إلى جانب إبعاد المؤسستين الأمنية والعسكرية عن كل التجاذبات وبسط سلطة الدولة على بيوت الله..فالإرهاب آفة يجب التصدي لها عبر آليات من الداخل قبل كل شيء لكن في كل الحالات ستجرى الانتخابات بإذن الله بتكاتف مجهودات جميع الأطراف وفي مقدمتها المؤسستين الأمنية والعسكرية لأن تواصل مرحلة المؤقت انتهت ويجب المرور إلى مرحلة البناء الفعلي.
غير بعيد عن التجاذبات الانتخابية كان لك موقف مؤخرا تجاه عودة بعض وزراء بن علي للساحة السياسية، فهل مردّه إنكم تخشون منافستهم بندية لحزبكم؟.
هذه المسألة لم تطرح موقفا في حزب حركة «نداء تونس» فحسب بل زادت التجاذبات اشتعالا بين مختلف الأطراف السياسية وشخصيّا تمنّيت لو تصرّف الزنايدي والزواري كما تصرّف وزراء بن علي الآخرين الذين فهموا الدرس وتركوا التجاذبات جانبا كما وددت لو ترشح الزنايدي للتشريعية عن دائرة القصرين ومرجان على دائرة سوسة والزواري عن دائرة الكاف حتى يضمنوا مواقع أحسن من رئاسة الجمهورية ويغزو الدساترة المجلس.
لكن تصريحات زميلك القيادي في «النداء» قسيلة تركت آنذاك تأويلات قد يكون لها تأثير على مجرى علاقاتكم بالدساترة خاصة..؟
كلامي حول تلك المسألة أو كلام قسيلة لا يستهدف غالبية الدساترة بل بعضهم من الذين لهم أجندات أخرى أضحت معلومة لدى العديد..وعموما فحتى وإن اتضح أن «نداء تونس» يتعرّض لمؤامرة فقد بدأت ترجع على أصحابها وعلى من وراءها..وسيبقى الباجي قائد السبسي مرشح «نداء تونس» أحبّ من أحبّ وكره من كره.
ما هو موقفك ممّا شهدته حركة «نداء تونس» من تجاذبات وخلافات أدت بالبعض للحديث عن «حرب زعامة» في الحزب؟
بما أن كل حزب يتطلع إلى بناء ديمقراطية حقيقية لن يكون جادا في مسعاه إلا بممارسة الديمقراطية داخل أطره فمن الطبيعي أن تكون هناك خلافات في وجهات النظر والخيارات،غير أن الأهم من ذلك هو تقييم الحصيلة الإجمالية للحركة التي رغم أن عمرها لم يتجاوز عامين فإنها نجحت في التموقع كأول حزب في البلاد أو في شق المعارضة على الأقل، وبالتالي خلق التوازن في الساحة السياسية. وذلك أكبر دليل على أن تلك الخلافات كانت عنصر إثراء ودفع للحركة ليس العكس.. وأما إذا كانت بعض الخلافات متعلقة بالاختيارات لتمثيل الحركة في الانتخابات التشريعية فقد تركت تلك المسألة ردود فعل أو بعض الحالات من الغضب والرفض والتلويح بالإنسحاب في بعض الحالات لكنها ردود فعل عادية تحصل في أي حزب وفي أي بلد في العالم بمناسبة المواعيد الانتخابية والأهم أن كافة الروافد احتكمت في آخر الأمر لهياكل الحركة.
بحكم عملك في مؤسسات إقتصادية دولية، ما هي الحلول الناجعة والعاجلة حسب تقديرك للازمة الإقتصادية التي تتخبط فيها البلاد؟
الاقتصاد التونسي عانى كثيرا في الفترة الأخيرة وسجل تراجعات في كل المجالات حتى أن المواطن أضحى «الحمار القصير» لتجاوز الدولة لضعف مواردها مما يدفع بنا جميعا للبحث عن أصل الداء والأهم أن نجد الحلول اللازمة.. ومن ناحيتي أرى أن الحل يتمثل أولا وقبل كل شيء في استحثاث نسق النمو وغلق نافورة التهريب والتجارة الموازية التي فضلا عن علاقتها بالارهاب وبالمال السياسي الفاسد فإنها تنخر موازنات الدولة وتخنق القطاع المنظم وبالتالي جاذبية مناخ الأعمال، وإذا تحققت هذه الشروط فإن الدولة ستجد الموارد الذاتية الضرورية للإيفاء بالتزاماتها وخاصة دفع التنمية في الجهات الداخلية، وستتمكن من التحكم في المديونية وعجز الميزانية.. كما ستتوسع السوق أمام المؤسسات المنظمة وهو ما سيؤثر إيجابيا ليس فقط على نسق الاستثمار والتشغيل وإنما أيضا على القدرة الشرائية من خلال خلق البيئة الملائمة لتحسين مستوى الأسعار والجودة..وبعد تجسيم تلك الخطوات الأولية الهامة التي ذكرتها تأتي الإجراءات الأخرى التي يجب أن تلقى أرضية مهيّأة لفرضها مثلما كنت أتحدث عنها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.