حفظ احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس ابحاثه في جريمة قتل ذهب ضحيتها شاب في عقده الثاني وذلك بسبب عدم التوصل الى هوية الجاني غير أن خيطا من الامل برز من جديد على اثر تلقي العائلة معلومة تكشف عن الفاعل بعد صحوة ضمير شاهد. وقد تقدمت عائلة الضحية بمطلب الى النيابة العمومية طالبة الاذن بفتح التحقيق مجددا في القضية لوجود ادلة جديدة من شانها ان تغير مسار الفصل في القضية. وحسب ما ورد في المطلب الذي تقدمت به العائلة الى وكالة الجمهورية بتونس فان ابنها توفي في مارس 2013 وعثر عليه جثة هامدة على مقربة من منزلها فتم اعلام السلط الامنية واجريت المعاينات الميدانية على الجثة واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد اسباب الوفاة بدقة فيما عهد للإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية بالبحث في ملابسات الجريمة. وبانطلاق التحريات تبيّن ان الضحية توجه رفقة صديق له لحضور حفل زفاف احد معارفهما وانهما في حدود منتصف الليل والنصف استقلا سيارة اجرة للعودة الى منزليهما ثم بمجرد وصولهما الى المنطقة التي يقطنان بها ذهب كل منهما في حال سبيله فانحصرت اصابع الاتهام بداية في مرافقه الذي اكد براءته مما هو منسوب اليه وطلب سماع اقوال صاحب محل بالحي شاهدهما وكلاهما يذهب في حال سبيله مؤكدا ان لا شيء يدفعه الى ازهاق روح صديقه وان علاقتهما طيبة وباستدعاء صاحب المحل اكد اقوال المشبوه فيه فتم اطلاق سراحه لغياب اي دليل يدينه وتواصلت التحريات في الجريمة لكن لم يتم التوصل الى ملابسات وفاة الضحية وظل الجاني مجهولا فتم حفظ القضية. إلاّ أنه في الآونة الاخيرة تلقت عائلة الضحية وتحديدا شقيقه مكالمة من شخص يجهله طلب منه ان يلتقي به بالمقهى القريب من منزلهما بعد ساعة لرغبته في اعلامه بأمر خطير فتوجه شقيق الضحية الى المكان المتفق عليه وبعد تجاذب اطراف الحديث معه اعلمه أن ضميره يؤنبه منذ فترة وانه يعيش أزمة نفسية وأنه قرّر الاصداع بحقيقة تكتم عنها ذاكرا للشقيق انه يوم مقتل شقيقه كان بسطح المنزل بصدد تسوية اللاقط الهوائي فشاهد الضحية منفردا يسلك طريق العودة وفجأة برز له شاب قوي البنية معروف بانحرافه في المنطقة وأمره بتسليمه كل الاموال التي بحوزته وأن شقيقه رفض الانصياع له فحاول افتكاك هاتفه الجوال منه الا انه منعه بكل ما اوتي من قوة فثارت ثائرة الجاني وانهال عليه ضربا مبرحا ثم اخرج آلة حادة كانت بحوزته وسدد له طعنة اولى على مستوى البطن وثانية على مستوى الصدر وغادر المكان بعد ان سلبه هاتفه الجوال ومبلغا ماليا كان بحوزته. وقد أدلى الشاهد بهوية المجرم وأعرب عن استعداده لتقديم شهادته للسلط المعنية وقد تولت عائلة الضحية توثيق الشهادة لدى عدل اشهاد لا صباغها صبغة الحجة الرسمية في انتظار ان تستجيب النيابة العمومية لمطلب العائلة ويتم سماع اقوال المظنون فيه امام قاضي التحقيق.