درات مباراة دربي العاصمة الصغير بين الملعب التونسي والترجي الرياضي في إطار فعاليات الجولة التاسعة ذهابا لبطولة الرابطة المحترفة الاولى في أجواء عادية وفي كنف الروح الرياضية وعلى غير العادة ارتقى نسق اللعب الى درجة فوق المتوسط بحكم تقارب مستوى الفريقين بدليل النتيجة المسجلة على الميدان...على المدارج كان الامر مغايرا تماما فغياب جمهور الترجي بحكم قانون الويكلو المرفوع في وجه الفرق الضيفة فسح المجال لجماهير البقلاوة للتعبير عن سعادتها ونشوتها بما يحقّقه أبناء لسعد الدريدي منذ انطلاق سباق البطولة وإذا كان الامر مشروعا لجماهير الملعب التونسي التي تلظت كثيرا بنار الخيبات على امتداد سنوات وسنوات فإنّ ما أتته الهيئة المديرة للفريق عقب انتهاء المباراة يبعث حقا على الدهشة والحيرة بل ربّما الريبة...نقول هذا الكلام لانّ رئيس الملعب التونسي أنور الحدّاد استكثر على فريقه الظهور في ثوب الكبار واستشاط غضبا من جماهيره التي أساءت على حدّ تعبيره لفريق الترجي التونسي... هيئة الحدّاد أصدرت بيانا رسميا تندّد فيه بممارسات الجماهير الحاضرة في مدارج ملعب المنزه والتي ردّدت أهازيج "العام الجاي الشرفي"...هذا الشعار الذي جاب تونس بالطول والعرض من الجنوب الى الشمال وتربّص بكلّ الفرق الصغيرة والكبيرة على حدّ السواء في إطار العناد و النزال الكروي المشروع أصبح اليوم "إساءة" في نظر الحدّاد وسلوكا مشينا دفع هيئته الى الاعتذار علنا من الترجي وكأنّ جمهور البقلاوة ارتكب جرما شنيعا والحال وانّ الامر لا يعدو سوى مزاح عابر يلتقي فيه "العناد" "بالتشفي الكروي" في إطار رياضي بحت لا علاقة له لا بالسمعة والتاريخ... ندّدنا في السابق مرارا وتكرارا بالممارسات التي تأتيها بعض الجماهير في ملاعبنا خاصة إذا بلغت حدّ النبش في معجم النعرات الجهوية بترديد أهازيج غير رياضية تمسّ من كرامة الاشخاص لكن انّ يصل حياء الحدّاد الى هذه الدرجة بأن يسلب جماهير فريقه حقّ "الغناء" والثناء على روعة الاداء فهذا هراء حتى لا نقول شيئا آخر... في مجالس الكبار يحقّ للحدّاد الانحناء على مأدبة العشاء خاصّة إذا كان حمدي المدّب جليسه لكن على المدارج الكلّ سواسية والتاريخ يبقى مجرد حبر ممزوج حروفا وأرقاما في حين تعلو الآهات والصيحات من حناجر لا تعرف السبات ولا يعنيها في مرمى "شكون جات"... صراحة لا ندري حقيقة ما الذي دار في ذهن الحدّاد وهو يحبر بيانه هذا لكن عليه ان يعي في المقابل أنّه أساء لنفسه قبل ان يسيء للترجي...التنافس مهما اشتدّ واحتدّ على الميدان في دربي "وخيّان" لا يفسد للودّ قضيّة مهما كان العنوان وجمهور البقلاوة لم يتجاوز الخطوط الحمراء فقط كلّ ما في الامر أنّه ردّد أهازيجا كانت من زمان "محرمة" على بعض الآذان بحكم تباين الرهان... على ما يبدو أساء الحدّاد الفهم أو ربّما لم يكن يتوّقع ان "يتطاول" الملعب التونسي الصغير في نظره على الترجي الكبير... ومن حسن حظّه ان "الشيخ" لم ينهزم وأنّ "أحفاد الباي" فرّطوا في الانتصار حتى لا يزيد وجع الجار... قريبا سيوصي أنور الحدّاد جماهيره بالاكتفاء بالتصفيق فعلى ما يبدو تونسنا الجميلة لا تجيد سوى السير في هذا الطريق...