الارهابيون خونة يجب أن ينالوا أشدّ العقوبات قريبا معرض لحشاد في المغرب.. وهذه آخر تطوّرات ملف اغتياله حاورته: بسمة الواعر بركات كشف نورالدين حشاد نجل الزعيم النقابي وشهيد الوطن فرحات حشاد في حوار « التونسية» معه أنه يتمّ الإستعداد لإقامة متحف خاص بالزعيم حشاد في المغرب وذلك في إطار إحياء ذكرى أحداث الدار البيضاء التي اندلعت في 7 ديسمبر 1952 إحتجاجا على إغتيال حشاد. وقال ان محّمد السادس ملك المغرب سيدشن شخصيا هذا المعرض الذي سيقام لأول مرة في منطقة المغرب العربي، مضيفا انه سيمدّ المشرفين على هذا المعرض بمقتنيات وأشياء خاصة جدا بالزعيم حشاد ...وأضاف نور الدين حشاد انّ نتائج الإنتخابات التشريعية كانت متوقعة وأنها لم تشكل أية مفاجأة على الأقل بالنسبة إليه ،ولكنه في المقابل يتوقع حدوث مفاجآت في «الرئاسية»، مبينا ان الإقبال سيكون مكثفا وربما قد يفوق ال 70 بالمائة، وأشار إلى أن بعض المترشحين ل«الرئاسية» يسعون فقط لإضافة هذا اللقب إلى سيرتهم الذاتية. كما بيّن نور الدين حشاد أنه لم تعد لمفهوم «الرئيس» أية قدسية أو هالة كبرى مثل السابق معتبرا أنه على الرئيس أن يكون في خدمة الشعب وأنه يتقاضى راتبا على وظيفته ،مؤكدا انّ الرئيس يجب ان يكون جزءا من الحلّ وليس جزءا من المشكل على حدّ تعبيره. واعتبر محدثنا انّ الإرهابيين خانوا الوطن ،داعيا إلىتسليط أشد العقوبات عليهم ،ملاحظا انه لا عفو عام أو خاص عمّن قتل تونسيا تحت راية الإرهاب. وفي ما يلي تفاصيل الحوار: هل لنا أن نقف على أسباب ترشحك للانتخابات الرئاسية؟ من حقّ كل تونسي أن يترّشح ل«الرئاسية»، كان لا بدّ أن تكون لديّ جاهزيّة ذهنية وقابلية للترّشح ،هناك إلتزام من الشخص المترّشح وقد وجدت أني مستعدّ لأداء هذا الواجب . للأسف البعض يترّشح فقط لإضافة ذلك إلى سيرته الذاتية وتقريبا هذه هي حقيقة دوافع ثلاثة أرباع المترّشحين هذه هي حقيقة دوافعهم أي أن يكتبوا في سيرتهم الذاتية «مرّشح سابق للرئاسية» ... لكن مهما كانت الدوافع فإن لديّ ثقة عمياء وبلا حدود في الشعب التونسي فأنا مرتبط بتاريخ وإحساس وعلاقة وجدانية به ورغم ما قيل فيه من عيوب ورغم ما يقال عنه فهو صاحب القرار الوحيد. صحيح انه في فترة ما انتابتني عدة مخاوف من المال السياسي الفاسد وساورتني عدّة شكوك حيث كثر الحديث عن المال وإستغربت كيف يطلب رئيس الجمهورية من الشعب أن يأخذوا المال ثم أن يفعل ما يشاء...وبالتالي هذا يمكن ان يفتح الباب للرشاوى سواء في بلدية أو في مكان آخر ...ومهما كان التفسير فهذا الأمر مرفوض. تقدمت ل«الرئاسية» كفرد وليس لدي مال لعقد ندوات أو إجتماعات دورية ولم أكوّن ثروة فنحن لم نتحصّل على تعويضات منذ الستينات وهذا كان خيارنا ،لقد اخترت أن أكون موّظفا تابعا للدولة وحاليا وانا في سن السبعين متقاعد وشخصيا لست ضد من كوّنوا ثروات من رجال الأعمال فلكل شخص خياره وتلك هي إمكانياتي ووضعي الحقيقي، رغم اني اعرف أنّ العصر الحالي يقوم على المظاهر ولكن تلك هي قواعد اللعبة. ما تعليقك على النتائج الأولية للإنتخابات التشريعية؟ بالنسبة لي النتائج لم تكن مفاجئة ،فقد سبق أن توقعت مثل هذا الأمر فالشعب هو الذي أقرّ نتائج هذه الإنتخابات كما سبق له أن قرّر في 23 أكتوبر 2011 من ينتخب حسب تصّوري الخاص فإنّ الشعب التونسي استوعب اللعبة الديمقراطية واليوم لا فرق بين ما حصل في تونس وما يحصل في أية دولة أخرى كاليابان وإيطاليا وهذا هو سبب ارتقاء الشعب التونسي العظيم. الشعب أظهر انه استوعب اللعبة الديمقراطية جيّدا، وكل سياسي أو حزب لا يستوعب هذا الأمر معناه أنه لم يفهم ما حصل،كل ما يحدث في الساحة السياسية يتم في الحقيقة تحت رقابة الشعب التونسي ،والمفاجآت لا تزال قائمة في «الرئاسية» ، ما حصل في «التشريعية» هو أكبر درس للكثيرين وللأسف يغيّب البعض الشعب التونسي في حين انه صاحب القرار،أسوق مثالا هنا وهو انّ المسألة تشبه كثيرا مباراة كرة قدم حيث يعتقد البعض ان المباراة بلا جمهور في حين أنّ 50 بالمائة من المباراة تعتمد على الجمهور . وصف البعض ما حدث في «التشريعية» بالزلزال ،في حين تحدّث آخرون عن إنقلاب في الموازين ...ماهو تعليقك؟ أعتبرها تحاليل سطحية لم ترتق إلى مستوى الذّكاء السياسي والإنتخابي،فقد سبق ان صرّحت في قناة خاصة أن الوضع يشبه كثيرا لعبة الشطرنج، ونتائج الإنتخابات التشريعية هي نتاج ما اختاره الشعب لأنه أراد أن تدار الإنتخابات بهذه الكيفية، لقد صبر ثلاث سنوات وتحمّل عديد الهزات ،ودرس موازين القوى جيدا وقام بحساباته لتكون النتيجة بهذه الشاكلة وما لا يعرفه كثيرون أن الشعب التونسي يعرف ماذا يريد وهو عادة ما يتحصل على مكاسبه بأدنى كلفة تماما مثلما حدث في الإستقلال حيث تحصلنا عليه بأدنى كلفة مقارنة ببلدان أخرى. كل من يريد معرفة ما حصل في الإنتخابات التشريعية سيفهم ذلك بعد أن يحلل ما حصل ،وأنا كباحث ومؤرخ أعرف جديا ماذا سيكتب عن هذا اليوم تماما مثلما حصل في وقت ما في فرنسا فأساتذة التاريخ والسياسيون كانوا يقضّون عدة أيام لإنجاز دراسة معمقة من الناحية الأنتروبولوجية والشعبية ليفهموا لماذا الناس صوتوا في مرسيليا للحزب الفلاني مكثفة وفي الشمال لا...فكل دائرة لها تكوينها ودوافعها وهذا ما يجب أن نفهمه. لامك البعض على ترشحك ل«الرئاسية» باسم ابن الزعيم حشّاد فما ردّك ؟ هؤلاء قلّة ،وتقريبا اطلّعت على كل ما قيل حول هذا الموضوع،لم أستغل في أي يوم اسم والدي ولم أقدّم نفسي بكوني ابن شهيد ، بل أكثر من ذلك هذا الأمر يشكلّ عبأ وليس عباءة ،لقد ضرّني الإسم ولم ينفعني خاصة عندما ترّشحت للرئاسية بدعوى إستغلال شرعية والدي،سياسيا وحتى في فرنسا لو ترّشح مثلا ابن «ديغول» فإنه سيجد كل السياسيين ضدّه فقط لأنّ والده «ديغول»...لم أستغلّ اسم والدي لقضاء أي شأن بل انتظرت في الطوابير مثلي مثل أي تونسي، كذلك لم نحقق في عائلتنا أية مكاسب مادية في حين كان بإمكاننا امتلاك نصف تونس في فترة ما. قدري أن أحمل هذا الإسم وأنا أفتخر أنّي ابن المرحوم حشاد وتحملت طيلة 40 سنة عبء ومسؤولية تجنّي البعض... (بعد برهة من الصمت ...واصل كلامه متأثرا ) لو كان لي الخيار أن يبقى والدي حيا مقابل الرئاسة فسأتخلّى عن الترشح لها . كثر الحديث عن تشكيل الحكومة القادمة وعن لونها وتركيبتها..؟ حسب رأي الشخصي النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية ستكون رسميا يوم 24 نوفمبر ولأنه يتعين إعتماد النتائج الرسمية الصادرة عن هيئة الإنتخابات فإنه لا يمكن الحديث عن تشكيل حكومة إلا بعد صدور النتائج الرسمية وبالتالي علينا انتظار يوم 24 نوفمبر. ولكن من المحتمل أيضا أن تكون هناك دورة ثانية وفق مقتضيات الديمقراطية وبالتالي قد لا يستقيم الحديث منذ الآن عن حكومة ووزراء . نأمل أن تكون نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية مرتفعة ،وأنا على يقين أنها ستكون أكثر من 70 بالمائة لأنها أوضح ومرئية لدى التونسيين خلافا للتشريعية قوائم وأحزاب... وبالتالي من الصعب جدّا سياسيا وإجتماعيا وواقعيا تشكيل الحكومة قبل إنتهاء الانتخابات الرئاسية ،أعتبر انه من الحكمة أن يؤجل النظر في تشكيل الحكومة لأن الرئيس الحالي بدوره مترشح للرئاسية. موقفك من الارهاب ؟ من قتل تونسيا تحت مظلّة الإرهاب تعدّى على الوطن ،وبالتالي هو خائن ومعاقبة الإرهابي يجب أن تكون كخائن للوطن، والتونسي يرفض أن يقتل التونسي التونسي مهما كانت الأسباب،بالنسبة لي عقوبة خيانة الوطن يجب أن تصل إلى أقصى حدّ وحتى إلى حد سحب الجنسية. قد يتساءل البعض كيف نجد من بين التونسيين إرهابيين، ولكن في فترة الإستعمار كان من بين التونسيين من انحازوا إلى الإستعمار، وللأسف الشعب يتكوّن من الصالح والطالح ،الخونة لم يمرّوا رغم أنهم ساهموا في بقاء الإستعمار فترة أطول ولو لا خونة الداخل لما بقي الإستعمار، ولكن قوة الشعب التونسي تكمن في انه قادر على فرز الصالح من الطالح. لابدّ من قانون صارم في هذا المجال ،فلا عفو عام ولا خاص عمّن قام بعمل إرهابي أو قتل تونسيا ،ففي إعتقادي هذه الجريمة لا تسقط بمفعول الزمن وكل من تطاول على الوطن وعلى المجتمع يستحق أقصى عقاب، حب الوطن من الثوابت ومرجعي ومدرستي الوحيدة هي كلمة «أحبّك يا شعب» تلك هي مدرستي الحزبية والإيديولوجية أي مدرسة فرحات حشاد وتلك هي قصتي التي لا يمكن ان أتخلى عنها. لقد وضعت نص «أحبك يا شعب» على ذمة مركز حشاد ومن المفارقات انّ من يطّلع على النص يشعر وكأنه كتب اليوم وكتب للوضع الحالي وهذا معنى الخلود الحقيقي. ماهي أهم النقاط التي ستركز عليها في برنامجك الإنتخابي؟ بما أن الأمن القومي من مشمولات الرئيس، فأنا أعتبر أنّ إدارة دواليب الدولة يقوم على الأجهزة التي تسيّرها من أمن وجيش، وعندما وضعت برنامجي الإنتخابي ركزّت على الأمن والجيش والحماية المدنية والديوانة ...في الحقيقة لدينا قوّات من الأمن والحرس والديوانة والجيش وللأسف بعض هذه الأجهزة ومنذ 1956 لم تتطوّر بما فيه الكفاية ،نعرف النواة الأولى للجيش التونسي والأمن وتقريبا كل عائلة في تونس لديها اليوم أمني أو شخص في الدفاع أو أي سلك آخر ...ولكن علينا العمل على مزيد تدعيم هذه الأسلاك. لدينا بعض المؤشرات الإيجابية، فرغم كل الهزّات التي مرّت بها تونس، ورغم محاولات الإنقلاب الداخلية فقد كانت تونس محمية إذ لم يقدر أحد على غزوها وهو ما يبين انه لدينا أمن وجيش قويان ويبعثان على الإحترم. من يريد ممارسة الدكتاتورية في اي نظام يبادر باختراق الجيش والأمن للقيام بالأعمال القذرة ولكن أجهزة الأمن التي تتذوق الديمقراطية تصبح من أفضل وأقوى الأجهزة في العالم مثل أمريكا الجنوبية وبولونيا... في الوقت الراهن، وضعنا قدما لجعل قوانا ترتقي إلى مستوى عالمي وهناك حقوق وواجبات للأمني ولكن من حقه أن يعيش حرا وان يمارس حياته الطبيعية مع عائلته دون أن يكون خائفا أو مهدّدا ،وأكبر ضمانة للأمني هو السلم الإجتماعي، وهكذا نرسّخ خلال الخمس سنوات القادمة قيم الديمقراطية . للرئيس واجب وما يقوم به من عمل «موش مزية» بل هو يتقاضى راتبا مقابل ذلك ، ولأن الشعب انتخبه فإن لديه مهمة ،لقد انتهى المفهوم القدسي للرئيس أو تلك الهالة الكبيرة للرئيس ،هو شخص في خدمة الشعب ويجب ان يكون جزءا من الحل وليس جزءا من المشكل، يكفى الشعب التونسي مشاكل. أين وصلت القضية التي رفعتموها للمطالبة بالكشف عن حقيقة إغتيال الزعيم حشاد؟ لقد سبق أن زرت فرنسا في جويلية الفارط، وكان الهدف متابعة ما التزم به الرئيس «فرنسوا هولاند» والذي صرّح سابقا انه سيفتح الأرشيف الفرنسي التابع لوزارة الدفاع لتونس في إطار الكشف عن حقيقة إغتيال الزعيم حشاد ،و منذ ذلك الوقت وأنا في اتصال مباشر بالسفارة الفرنسية وبالسلطات المعنية بهذا الملف ،وقد تم لأوّل مرّة فتح أرشيف الجيش الفرنسي في منطقة «فانسان» وفتح لي الأرشيف بكل أريحية وحتى بعض الصناديق التي لا يمكن لأي شخص حتى بالقانون الفرنسي الإطلاع عليها سمح لي شخصيا بالإطلاع عليها وقد أعتبرت في وقت ما سرّية للغاية ، وبعد دراسة الوثائق التي جلبتها من الأرشيف الفرنسي بعد أخذ نسخ منها وصلت إلى قناعة ان قرار إغتيال فرحات حشاد هو قرار رسمي واتّخذ على أعلى مستوى في ذلك الوقت أي من طرف رئيس الحكومة... فعندما يكلّف موظفون في الدولة وخاصة في الإستعلامات الفرنسية أو الموساد مثلما حصل في قضية مقتل أبو جهاد، فقد كان ذلك القرار صادرا من قبل رئيس الوزراء الإسرائيلي ،في مثل هذه المهمات هناك دائما ضمانات للأشخاص الذين سيقومون بمثل هذا العمل ودراسة لتبعات تنقلهم وكيف سيتم التكفل بعائلاتهم في صورة القبض عليهم أو قتلهم وبالتالي هم لا يتنقلون إلا بإذن رسمي وبعد حصولهم على إذن بمهمة وتقاضيهم أموالا مقابل ذلك ،ودوّنوا تقارير في الغرض وبالتالي هم يتبعون الجيش الفرنسي وتحديدا الإستعلامات الفرنسية والمجموعة التي إغتالت حشاد قدمت خصيصا من باريس وذلك حسب وثيقة قدّمها «فرانسوا هولاند» إلى تونس ،وهؤلاء الأشخاص لم يتنقلوا إلى تونس من أجل السياحة بل لتنفيذ مهمة خاصة. سبب التعطيلات في هذا الملف حاليا هو أننا عندما ركّزنا على الفرق الخاصة التي أصبحت تسمى اليوم «د جي اس أو » وجدنا أنها ونظرا لخصوصياتها وحسب تنظيم الدولة الفرنسية تحتفظ بأرشيفها ولا تبقيه بأرشيف الجيش الفرنسي ،وبالتالي لا بد من قرارات خاصة في هذا الصدد لفتح هذا الأرشيف ولذلك سأعود قريبا إلى باريس لمتابعة هذا الموضوع ، هو لم يعد ملفي الشخصي بل هو ملف الشعب التونسي ولا مساومات في هذا الملف وهناك تفاعل كبير من طرف السلط الفرنسية حول هذا الموضوع وبالتالي سأواصل العمل إلى حين كشف الحقيقة كاملة. سأكشف عبر صحيفة «التونسية» ولأول مرة أن مؤسسة تابعة للدولة المغربية وهي المندوبية السامية للمقاومة وجيش التحرير ،هذه المنظمة تعنى بحركة التحرير في المغرب وتشبه حركة التحرير بالجزائر قامت تحت رعاية ملك المغرب محمد السادس وبعد زيارة أداها إلى تونس بالتحضير لإنشاء متحف خاص بحركة التحرير المغربية منذ العشرينات ،وسيكون هناك جناح خاص لفرحات حشاد وهي سابقة في المغرب العربي،وسيكون المغرب سباقا حيث انه لا يوجد أي متحف للزعيم حشاد وقد علمت ان ملك المغرب محمد السادس سيدشنه شخصيا في 7 ديسمبر القادم بمناسبة أحداث الدار البيضاء التي اندلعت إحتجاجا على اغتيال حشاد في ديسمبر. وشخصيا سأمدّ المغرب بمقتنيات وأشياء خاصة جدا كان يمتلكها المرحوم فرحات حشاد وأشكر السلطات المغربية على هذه الباردة.