رئيس الجمهورية: تونس تزخر بالوطنيين القادرين على خلق الثّروة والتّوزيع العادل لثمارها    وجبة غداء ب"ثعبان ميت".. إصابة 100 تلميذ بتسمم في الهند    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة والأسعار ستُحدد لاحقًا وفق العرض والطلب    بالفيديو: رئيس الجمهورية يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها    قيس سعيد يزور مطحنة أبة قصور بالدهماني ويتعهد بإصلاحها (صور + فيديو)    "نحن نغرق".. سفينة مساعدات متجهة إلى غزة تتعرض لهجوم جوي (فيديو)    سقوط طائرة هليكوبتر في المياه ونجاة ركابها بأعجوبة    كيف سيكون طقس الجمعة 2 ماي؟    طقس الجمعة: خلايا رعدية مصحوبة أمطار بهذه المناطق    صفاقس ؛افتتاح متميز لمهرجان ربيع الاسرة بعد انطلاقة واعدة من معتمدية الصخيرة    الرابطة الأولى (الجولة 28): صافرتان أجنبيتان لمواجهتي باردو وقابس    توتنهام يضع قدما في نهائي الدوري الأوروبي بالفوز 3-1 على بودو/جليمت    بقيادة بوجلبان.. المصري البورسعيدي يتعادل مع الزمالك    قضية منتحل صفة مسؤول حكومي.. الاحتفاظ بمسؤول بمندوبية الفلاحة بالقصرين    مخاطر الاستخدام الخاطئ لسماعات الرأس والأذن    انهزم امام نيجيريا 0 1 : بداية متعثّرة لمنتخب الأواسط في ال«كان»    عاجل/ "براكاج" لحافلة نقل مدرسي بهذه الولاية…ما القصة..؟    الاحتفاظ بمنتحل صفة مدير ديوان رئيس الحكومة في محاضر جديدة من أجل التحيل    في انتظار تقرير مصير بيتوني... الساحلي مديرا رياضيا ومستشارا فنيّا في الافريقي    ملف الأسبوع.. تَجَنُّبوا الأسماءِ المَكروهةِ معانِيها .. اتّقوا الله في ذرّياتكم    خطبة الجمعة .. العمل عبادة في الإسلام    الطبوبي في اليوم العالمي للشغالين : المفاوضات الاجتماعية حقّ ولا بدّ من الحوار    نبض الصحافة العربية والدولية... الطائفة الدرزية .. حصان طروادة الإسرائيلي لاحتلال سوريا    الوضع الثقافي بالحوض المنجمي يستحق الدعم السخي    أولا وأخيرا: أم القضايا    المسرحيون يودعون انور الشعافي    إدارة ترامب تبحث ترحيل مهاجرين إلى ليبيا ورواندا    المهدية: سجن شاب سكب البنزين على والدته وهدّد بحرقها    الجلسة العامة للبنك الوطني الفلاحي: القروض الفلاحية تمثل 2ر7 بالمائة من القروض الممنوحة للحرفاء    الكورتيزول: ماذا تعرف عن هرمون التوتر؟    انتخاب رئيس المجلس الوطني لهيئة الصيادلة رئيسا للاتحاد الافريقي للصيادلة    لماذا يصاب الشباب وغير المدخنين بسرطان الرئة؟    عاجل/ تفاصيل جديدة ومعطيات صادمة في قضية منتحل صفة مدير برئاسة الحكومة..هكذا تحيل على ضحاياه..    بالأرقام/ ودائع حرفاء بنك تونس والامارات تسجل ارتفاعا ب33 بالمائة سنة 2024..(تقرير)    تونس العاصمة وقفة لعدد من أنصار مسار 25 جويلية رفضا لأي تدخل أجنبي في تونس    ارتفاع طفيف في رقم معاملات الخطوط التونسية خلال الثلاثي الأول من 2025    إقبال جماهيري كبير على معرض تونس الدولي للكتاب تزامنا مع عيد الشغل    مصدر قضائي يكشف تفاصيل الإطاحة بمرتكب جريمة قتل الشاب عمر بمدينة أكودة    وزير الصحة: لا يوجد نقص في الأدوية... بل هناك اضطراب في التوزيع    الطبوبي: انطلاق المفاوضات الاجتماعية في القطاع الخاص يوم 7 ماي    عاجل/ مجزرة جديدة للكيان الصهيوني في غزة..وهذه حصيلة الشهداء..    نحو توقيع اتفاقية شراكة بين تونس والصين في مجال الترجمة    يوم دراسي حول 'الموسيقى الاندلسية ... ذاكرة ثقافية وابداع' بمنتزه بئر بلحسن بأريانة    عاجل/ المُقاومة اليمنية تستهدف مواقع إسرائيلية وحاملة طائرات أمريكية..    توقيع عدد من الإصدارات الشعرية الجديدة ضمن فعاليات معرض تونس الدولي للكتاب    صادم: أسعار الأضاحي تلتهب..رئيس الغرفة الوطنية للقصابين يفجرها ويكشف..    التوقعات الجوية لهذا اليوم..طقس حار..    قيس سعيد: ''عدد من باعثي الشركات الأهلية يتمّ تعطيلهم عمدا''    محمد علي كمون ل"الشروق" : الجمهور على مع العرض الحدث في أواخر شهر جوان    توجيه تهمة 'إساءة استخدام السلطة' لرئيس كوريا الجنوبية السابق    كأس أمم إفريقيا لكرة القدم داخل القاعة للسيدات: المنتخب المغربي يحرز لقب النسخة الاولى بفوزه على نظيره التنزاني 3-2    منظمة الأغذية والزراعة تدعو دول شمال غرب إفريقيا إلى تعزيز المراقبة على الجراد الصحراوي    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    مباراة برشلونة ضد الإنتر فى دورى أبطال أوروبا : التوقيت و القناة الناقلة    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زهير المغزاوي (الأمين العام ل «حركة الشعب») ل «التونسية»فوز «النّداء» لا يعني تغوّله
نشر في التونسية يوم 09 - 11 - 2014


واجهنا «ماكينات» انتخابية ومالية رهيبة
انهيار الأحزاب الديمقراطية لم يفاجئنا
هذا الأسبوع نحدّد من سندعم في «الرّئاسية»
حاوره : عبد السلام لصيلع
كيف تنظر «حركة الشعب» إلى نتائج الانتخابات؟ وهل هي راضية بحصولها على 3 مقاعد فقط؟ وماذا عن تحالفاتها في المستقبل؟
ماذا يقول الأمين العام للحركة زهير المغزاوي عن انهيار الأحزاب الديمقراطية في الانتخابات؟ ولماذا لم يتوحّد القوميون في الانتخابات للحصول على أكبر عدد من المقاعد؟
ماذا تنتظر الحركة من الانتخابات الرئاسية وهل لها مرشح ستدعمه؟ عن هذه الأسئلة وغيرها يجيب زهير المغزاوي في «حوار اليوم».
قبل كلّ شيء ماهو رأيك في نتائج الانتخابات التشريعية ؟
أوّلا إن الإيجابي في هذه الانتخابات أنّها تمّت بلا عنف وأنها وقعت أخيرا لأنه كانت هناك شكوك كثيرة قبل إجرائها حول مصيرها...وقد وجه التونسيون عبر نتائج هذه الانتخابات رسالة إلى كلّ السياسييّن مرّة أخرى وهي عدم تمكين أيّ طرف من الأغلبيّة... هذا يؤكد ما قلناه في «حركة الشعب» مرّات عديدة من أنّه بعد الثورة لا يمكن لأحد ولأي طرف أن يحكم تونس بمفرده. وقد طبعت الانتخابات في رأيي شوائب عديدة، لعب المال السياسي فيها دورا كبيرا جدّا ورغم صعود «نداء تونس» الذي يضمّ في صفوفه جزءا كبيرا من رموز النظام القديم فإننا نطمئن التونسيين بأنه لا يمكن لأحد أن يعود بتونس إلى ما قبل 14 جانفي...اليوم هذا واقع...والانتخابات واقع. وبالنسبة إلينا في «حركة الشعب» فإنّ النتائج التي حقّقناها تمثّلت في حصولنا على ثلاثة مقاعد... هي دون المأمول ولكننا نعتبر أنه في ظلّ الظّروف التي جرت فيها الانتخابات، بإمكانيات ضعيفة وفي ظلّ التوجيه الإعلامي الذي حدث خاصة قبل نهاية الحملة الانتخابية بأيام ما تحصلنا عليه في هذه الانتخابات دون المأمول مثلما قلت ولكنه ليس شيئا خاصة أن «حركة الشعب» تعرضت في فترة ما قبل الإنتخابات إلى محاولات إخراجها من المشهد السياسي ولكنها اليوم موجودة في المشهد السياسي وعموما نحن نعتبر نتائج هذه الانتخابات بكلّ التحفّظات عليها خطوة نتمنى أن تعبر بتونس من منطقة الصّعوبات الموجودة فيها إلى منطقة الإستقرار ومنطقة تحقيق أهداف الثورة...وهي رسالة واضحة للجميع بأنه لا يمكن لأحد أن يتغول على هذه البلاد، ولا الاستفراد بها.
هل أنتم راضون في حركة «الشعب» عن النتائج التي تحصّلتم عليها في الانتخابات التشريعية وهي 3 مقاعد فقط؟
لا...نحن لسنا راضين تمام الرّضاء...نحن كنّا نأمل في الحصول على الكثير من المقاعد. كنّا تقريبا في عديد الدوائر نستطيع الحصول على هذه المقاعد، لكن مثلما ذكرت نحن في حركة «الشعب» قمنا بحملة انتخابية مضنية وصعبة، وهي أصعب حملة انتخابية قمنا بها في مواجهة «ماكينات» انتخابية قديمة وفي مواجهة مال كبير وفي مواجهة عديد الصعوبات الحقيقيّة وعزاؤنا أنّنا قمنا بحملة إنتخابية بكل شرف ونزاهة...لم نعد النّاس بوعود وهميّة ..لم نوزّع المال ولم نكذب على الناس.
من هذا المنطلق، كيف ستكون في نظرك طبيعة التحالفات القادمة في مجلس نوّاب «الشعب»؟
منذ فترة رفعنا شعارا وقلنا إنّ الاستقطاب الثّنائي مضرّ بالبلاد واليوم أكدت نتائج الانتخابات التشريعية صحّة قولنا. نحن في «حركة الشعب» كنّا نتحدّث حتى قبل الإنتخابات عن التّحالفات على قاعدة واضحة... أوّلا، قاعدة ما أسميناه «المشروع الوطني الشعبي» قاعدة استكمال هذه الثورة في التّنمية والديمقراطية والعدالة والحرية والهويّة العربيّة الاسلاميّة وعلى قاعدة الحدّ من الإستقطاب الثنائي، أعتقد أنّ تونس اليوم محتاجة إلى طرف قويّ وإلى كتلة برلمانية لتقوم بتعديل داخل المجلس النّيابي وتحاول أن تقف ضدّ حدّة التجاذبات التي من الممكن أن تحدث في المجلس وتحاول أن تضمن نوعا من الإستقرار داخل هذا المجلس النّيابي...وستكون «حركة الشعب» في هذا الموقع.
هل توقعتم انهيار الأحزاب التي تعتبر نفسها ديمقراطيّة في الانتخابات التشريعية؟
واللّه بالنّسبة إلينا كان هذا منتظرا لأنّنا كنا أجرينا حوارات قبل هذه الانتخابات مع عديد من هذه الأطراف وكنّا نحذّر من هذه النتائج وكنّا نتوقّع أن يحدث ما حدث لأنّنا كنّا نرى أمام عيوننا أنّنا داخلون إلى الإنتخابات وأمامنا «ماكينتان» كبيرتان هما «ماكينة» النّظام القديم و«ماكينة» حركة الإخوان المسلمين وهما يمتلكان الإمكانيات المادية وكل أسباب النّجاح في هذه الانتخابات ولكن للأسف بعض الأحزاب المنتمية إلى العائلة الدّيمقراطية كان البعض مغترّا، وكان البعض منها يعتقد أنّ يمثّل خطّا وحده، وكان البعض منها يعتقد أنه سيفوز بمقاعد كثيرة في هذه الانتخابات. ونعتقد أن نتائج هذه الانتخابات سيكون درسا للجميع، إنّه درس أهمّ ما فيه أنّ الانتخابات ليست ظهورا في الاعلام وليست ظهورا في المجلس التأسيسي السّابق...الانتخابات هي آلية أخرى مختلفة تماما عن هذا الشيء...
المفيد أن نرسي تقاليد ديمقراطية حقيقية ونرسي تقاليد التّداول السّلمي على السلطة في تونس.
لماذا لم يتوحّد القوميّون قبل الانتخابات ليكونوا قوّة ويحصلوا على مقاعد كثيرة؟
واللّه هذا الموضوع مطروح ليس على القومييّن فقط...موضوع التوحّد مطروح تقريبا على كل العائلات السياسية الكبيرة في تونس...لأنّ أغلب العائلات السياسية الكبيرة في تونس لم تكن موحّدة.
في ما يخصّنا بالنسبة إلى توحيد القومييّن نحن في حركة «الشعب» نعتقد أنّنا تقدّمنا خطوات ومازالت بصفة كبيرة خطوات...وتعترضنا عراقيل موضوعيّة وذاتيّة...من العراقيل الموضوعيّة أنّنا جدد على التّجربة الدّيمقراطية بمعنى الانتخابات وما تتطلّبه الانتخابات...مازلنا لم نتأقلم تأقلما تامّا مع الأوضاع الجديدة التي تمرّ بها تونس وأمّتنا العربيّة عموما...ولكنّي أعتقد أنّ القومييّن كتلة كبيرة وتيار وطني عروبي في تونس..كتلة كبيرة وكبيرة جدّا. إنّ أحد أهداف «حركة الشعب» والتي تعمل عليها وتتقدم فيها هو أن تجمع أقصى ما يمكن من القومييّن ..وقد أعطت هذه الانتخابات درسا للبعض الذين ترشّحوا في قائمات مستقلّة وكانوا يعتقدون أنّ بإمكانهم النّجاح فرادى... أعطت درسا للجميع أنّ التيار الوطني العروبي اليوم في تونس محتاج إلى حزب كبير ونحن نعتقد أن «حركة الشعب» هي الحزب المؤهل لأن يضم هذا التيار الوطني العروبي وعلى الناس أن يفهموا متطلبات المرحلة والصعوبات الحقيقية التي تعترضنا في هذه المرحلة ووقتها تتقدم بالتنازلات اللازمة لنبني الحزب الكبير الذي يستطيع أن يكون له مستقبل. نحن في حركة «الشعب» لسنا قلقين.. حركة «الشعب» هي حزب عمره حوالي عامين... نعتبر أنفسنا خطونا خطوة وثبّتنا وجودنا في المشهد السياسي بتونس.
هل لديكم حاليا مشروع مستقبلي في إطار توحيد القومييّن؟
المحادثات معهم لم تتوقّف...قبل الانتخابات وأثناءها... وستتواصل الحوارات إلى ما بعد الانتخابات نداؤنا دائما واضح... وأبواب «حركة الشعب» مفتوحة لكل التيّار الوطني العروبي وأياديها ممدودة إلى كلّ من يريد الإنضمام إليها وأن نجد قواسم العمل المشترك بيننا. نحن نعتقد أنّنا التيّار العريض الكبير في تونس لنا الشيء الكثير للقيام به معا...وحتى التّناقضات الموجودة نعتبرها ثانويّة وثانويّة جدّا..
متى يقوم القوميّون في تونس بعمليّة نقدهم الذّاتي ؟
لم ندخل بعد في تقييم تجربة الانتخابات التشريعية. نحن في «حركة الشعب» تعرّضنا إلى صعوبات في مسيرتنا خلال العامين الماضييّن، تعرّضنا إلى محاولة إقصائنا من المشهد السياسي وكذلك من المشهد الاعلامي.
نحن نعتقد أنّنا قمنا بجهد كبير..ربّما كان الوقت قصيرا لم يسمح لنا بأن نتمّ ما يجب إتمامه قبل إجراء الانتخابات ولكن هذا لا يعني أنّه لا توجد نقائص... توجد نقائص عديدة على مستوى توفير المال وتشريك أوسع ما يمكن من القاعدة...سوف نقوم بتقييم...ستجتمع هياكل الحركة لتقيّم هذه الانتخابات، ستقف على الإيجابيّات لتدعيمها...وستقف على النّقائص لتداركها وتجاوزها... وهذه طبيعة التجربة... تجربة قصيرة لحزب مازال في خطواته الأولى، وهو قليل التجربة في الانتخابات، وربما فوجئ البعض من مناضلينا في بعض الجهات ب «الماكينات» الرّهيبة، وبالفعل نحن واجهنا «ماكينات» رهيبة بشكل كبير، واجهنا «ماكينات» ماليّة وشركات ومركّبات جهويّة وقبليّة، وكذلك واجهنا قوى دوليّة..هذا كلّه واجهناه وقد تعلّمنا درسا كبيرا من هذه الانتخابات سوف نبني عليه في اتّجاه تطوير الحركة وإشعاعها من أجل مزيد تأثيرها في المشهد السياسي. المهمّ أن حركة الشعب موجودة في المشهد السياسي ستكون مؤثرة في هذا المشهد .
أنا سألت عن النّقد الذّاتي بمعنى المراجعات الفكريّة ليتلاءم الفكر القومي مع الواقع السياسي وتطوّرات العصر والتّغييرات في المجتمع؟
بالنّسبة لنا في «حركة الشعب» نعتقد كتيّار قومي أنّنا من أكثر النّاس الذين قاموا بنقد ذاتي ولم نكن يوما جامدين..وفي الأصل ليس الفكر القومي جامدا...نحن اليوم نتعاطى مع المشهد الجديد في تونس والوطن العربي تعاطيا آخر ليس مثل تعاطي الستّينات. فالتيار القومي في الخمسينات والسّتينات كان يعوّل على العسكر وعلى النّخب العسكرية، اليوم نحن نعوّل على النّاس الأحرار...كنّا في السّابق نتحدّث عن الدّولة القطريّة وكنّا في تناقض كبير معها، واليوم نحن نتعاطى مع الدولة القطريّة باعتبارها هي أيضا مهدّدة.. نحن نحاول أن نراجع ونحاول أن نوطّن هذا الفكر في تونس ونوصل إلى النّاس فكرة هي أنّ الأحلام الكبيرة لا تتحقّق إلا عبر الأحلام الصّغيرة وأنه لا يمكن تحقيق المهمّات الكبرى إلاّ عبر إنجاز المهمّات الصّغيرة...ولكنّنا مازلنا مقتنعين وشعبنا مازال مقتنعا بأنّ المهمّة الكبيرة هي الوحدة العربيّة والوحدة المغاربيّة...وهذه الوحدة أصبحت بالنّسبة إلينا وإلى التونسييّن وإلى العرب عموما ليست مسألة أيديولوجيا ورغبات، هي مسألة حياة أو موت...
هنا أسألك : ماهو وضع النّاصرييّن في تونس؟
النّاصريّون موجودون في حركة «الشعب» والتيّار النّاصري في تونس هو تيّار متطوّر ومتجدّد ، لأن التيار النّاصري في تونس ليس تيّارا يعبد شخص عبد النّاصر ولا يعبد مقولاته. هذا التيّار أخذ زبدة التجربة النّاصريّة، هي العدالة الإجتماعية ومعاداة الاستعمار وتوحيد المجتمعات...لأنّ النّاصريّة كانت توحّد المجتمعات وكان الفكر القومي يوحّد المجتمعات على عكس الفكر الوافد اليوم علينا الذي يريد تمزيق هذه الأمّة على ملل وطوائف.هذا ما بقي من المشروع النّاصري مازلنا ندافع عنه لأنّه مشروع الفقراء والعمّال والفلاحين ومشروع الوحدة ومعاداة الاستعمار ومشروع السيّادة الوطنيّة. وأعتقد أنّ هذا من أهداف الثورة التّونسية.
ماهي رؤيتك للإنتخابات الرّئاسيّة ؟
نعتبر أنّ عدد المترشّحين كبير...ومخطئ من يعتقد أنّ مسألة الانتخابات الرّئاسيّة حسمت من خلال حسم الانتخابات التشريعيّة...لا نعتقد أنّ المسألة ستحسم وستجد كلّ الأطراف صعوبات حقيقيّة. نحن نعتقد أنّ صعود الباجي قائد السّبسي في هذه الانتخابات يمثّل خطرا لأنّ حزبا سيتحكّم في السّلطة التّشريعية والسّلطة التّنفيذية، يعني السلطات الثلاث ستكون بين يديه في تجربة مازالت ناشئة ومازالت تحبو.
وتكون مدخلا لعودة الاستبداد والحزب الواحد ولعودة التغوّل من جديد على البلاد. نحن نعتقد أنّ من مصلحة تونس ومن مصلحة القوى الوطنيّة أن يكون رئيس تونس المقبل من خارج الحزب الفائز في الإنتخابات حتى يكون هناك نوع من التّوازن ونوع من المراقبة ونحمي هذه التجربة ونتقدّم بها إلى الأمام.
هل أنتم في حركتكم مع رئيس مستقلّ وبعيد عن أيّ حزب؟
لا...ليس في ذلك مشكل أن يكون في حزب أو لا يكون...المفيد أنّ برنامجه يستجيب لرؤيتنا التي نعتقد أنّها تتلخّص في هذه الكلمات:«حياة كريمة في وطن آمن» والحياة الكريمة بالنّسبة إلينا هي الحرص على استكمال أهداف الثورة والحرص على أن يعمل الشباب المعطل والمهمش والحرص على التّوازن الجهوي في التّنمية رغم أن هذا ليس من صلاحيات الرئيس لكن له دور في ذلك. ومن الجانب الآخر لا بدّ من علاقات خارجيّة متوازنة لا ترهن تونس للدّوائر التي تعاملت معها طيلة ستّين سنة. وانفتاح على قوى صاعدة، وإرجاع العلاقات مع سوريا، والقطع نهائيا مع العدوّ الصّهيوني، والإنفتاح على الصّين وروسيا...هذا على المستوى الخارجي.
وعلى مستوى الأمن مطلوب من الرئيس المقبل دعم قوات الأمن والجيش الوطني حتى تشتغل في ظروف مريحة أكثر تساعدها على مواجهة غول الإرهاب الذي يهدّد البلاد.
هل لديكم شخص معيّن ستدعمونه ؟
لا ...لا هياكل الحركة ستجتمع وسنمدّها بخلاصة الحوارات التي جرت وعلى إثر ذلك سنحدّد الشخص الذي سندعمه.
في رأيك هل ننتظر مفاجأة في الإنتخابات الرّئاسية؟
في الدور الأول لا أتصوّر أن تحدث مفاجأة، فلا أحد بإمكانه أن يحسم الانتخابات في الدور الأول بمفرده. أعتقد أنّنا سنذهب إلى الدّور الثّاني في كلّ الحالات.
هل من الممكن أن يفوز مترشّح في الدّور الأوّل بنسبة 51 ٪ ؟
هذا صعب جدّا...ونحن ذاهبون إلى الدّور الثاني.
ماهو تفسيرك لعزوف عدد كبير من التونسييّن والتّونسيات وخاصة من الشّباب عن الانتخابات ؟
طبعا عاش الشباب حالة إحباط كبيرة ولا ننسى أنّ الشباب هو الذي عرّض صدره لمواجهة رصاص النّظام السابق...كانت أحلامه كبيرة... أحلامه في التّشغيل والاستقرار ومواصلة حياته، لكن الثلاث سنوات التي مرّت من عمر البلاد ومن عمر هذه الثورة أحبطت الكثير من هؤلاء الشباب فهم لم يروا أحلامهم تتحقّق بل رأوا أنّهم بعدما قاموا بمجهود كبير، تولّى شيوخ قادمون من التاريخ نحو المناصب الأولى وهمّشوا هؤلاء الشباب، فشباب تونس أصبح بين الجماعات الإسلامية المتشدّدة وبين المخدّرات و«الحرقان» إلى إيطاليا، ولذلك كنّا دائما في حركة «الشعب» نطلب من الحكومات السابقة بأن تقدّم رسائل إيجابيّة إلى الشّباب...اليوم تونس في حاجة إلى شبابها ومستقبل تونس بيد الشّباب... ونحن نتفهّم عزوفه وإحباطه ولكن عليه اليوم أن يأخذ زمام المبادرة بيديه حتى لا تضيع هذه الثّورة وحتّى لا تضيع منّا لحظة 17 ديسمبر... وعليه أن يشارك في الانتخابات مشاركة فعّالة وكذلك في الحياة السياسية، هذا هو الحلّ... بلادنا اليوم تمرّ بصعوبات وليس لدينا حلّ آخر .
أنت كنائب في مجلس نوّاب الشعب القادم ماذا تنتظر منك؟
الذين انتخبوني والذين لم ينتخبوني ينتظرون من نوّاب حركة «الشعب » أن يكونوا أصواتا عالية في الدّفاع كعادتهم عن التونسييّن وأهدافهم وأحلامهم وعن العدالة الإجتماعيّة والجهات المهمّشة وسيادة القرار الوطني في تونس وعن كلّ القضايا العربيّة وسنكون ضدّ التّطبيع مع الكيان الصّهيوني.
كيف تختم هذا الحوار ؟
أتوجّه بتحيّة إلى من صوّتوا لحركة الشعب في كلّ الجهات... تحيّة كبيرة تليق بهم...وأقول لهم : تأكّدوا إنّ أصواتكم أمانة في أعناقنا...نحن ذاهبون إلى البرلمان القادم ليس للمناصب بل للمساهمة في تعديل موازين القوى لصالح شعبنا الذي سنضحّي من أجله لأننا مدينون له بلحظة 17 ديسمبر في بناء جمهورية ديمقراطية مدنية اجتماعية يتساوى فيها كل التونسيين أمام القانو، لا يظلم فيها أحد ولا يحكمها أحد إلاّ بإرادة الشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.