الحماية المدنية: 568 تدخلا منها 142 لإطفاء حرائق خلال ال24 ساعة الماضية    أضرار كبيرة تطال الزياتين والأشجار المثمرة في هذه الولاية بسبب "التبروري" والرياح العاتية..    زغوان: رفع 163 مخالفة اقتصادية خلال شهر جويلية المنقضي    رئيس اللجنة الوطنية الأولمبية التونسية "محرز بوصيان" يستقبل البطل العالمي "أحمد الجوادي"    وزير الشباب والرياضة يُكرّم الجمعيات الرياضية الصاعدة ويؤكد على دعمها    وليد الصالحي يمتع جمهور باجة الدولي    مهرجان سيدي بومخلوف الدولي : "الكاف تغني صليحة" عرض رائع امتع الحضور    عاجل/ حالات موت مسترابة داخل السجون: رابطة الدفاع عن حقوق الانسان تفجرها وتطالب..    عاجل/ حادث مرور مروع بهذه الطريق..وهذه حصيلة القتلى والجرحى..    انفجار يخت سياحي وتسجيل اصابات في صفوف المصطافين..وهذه التفاصيل..#خبر_عاجل    خزندار: القبض على عنصر مصنف خطير محل تفتيش ومحكوم بالسجن    حي هلال: 30 سنة سجنًا لقاتل شاب بسيف في الطريق العام    الصولد يبدأ الخميس هذا... والتخفيضات توصل ل 20%    عاجل/ اضراب جديد بيومين في وسائل النقل: نائب بالبرلمان يوجه هذه الرسالة لأعوان النقل والجامعة العامة..    دبور يرشد العلماء ل"سرّ" إبطاء الشيخوخة..ما القصة..؟!    شنوّا يلزمك باش تاخذ قرض من بنك في تونس؟    مسؤول يوضح: ''لا اختراق شامل لمنظومة التوجيه... والتحقيق متواصل''    عاجل: وفاة فنان مصري مشهور داخل دار المسنين بعد صراع مع المرض    عاجل- في بالك اليوم أقصر نهار في التاريخ ...معلومات متفوتهاش    السنة الدراسية على الابواب : معلومات مهمّة لازم يعرفها المعلم و التلميذ    تأكلها يوميًا دون أن تعلم: أطعمة تقلل خطر السرطان ب60%    تُعطّس برشا ومكش مريض؟ هاو علاش!    التراث والوعي التاريخيّ    تواصل فعاليات الإقامة الفنية لمشروع"دا دا" للفنان محمد الهادي عقربي إلى غاية يوم 6 أوت الجاري    الكراكة تحتفل بخمسين عامًا من المسرح... والمهرجان ينبض بالحياة من جديد    تونس تحتضن المعرض الافريقي للتكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والمؤسسات الناشئة من 9 إلى 11 سبتمبر القادم    عاجل/ السجن لتيكتوكور بتهمة نشر محتوى "مخل بالآداب العامة"    جامع الزيتونة ضمن سجلّ الألكسو للتراث المعماري والعمراني العربي    تثمين الموقع الأثري بطينة: تعاون علمي تونسي فرنسي وجهود ترميم متقدمة    هام/ وزارة الدفاع تنتدب..    استشهاد 28 طفلا يوميا بسبب الجوع في غزة..#خبر_عاجل    عاجل : ثورة رقمية في زرع الأعضاء: تونس تتحرك لإنقاذ الأرواح ...تفاصيل    دعوى قضائية تطالب بحجب "تيك توك" في مصر    زفيريف ينتفض ليُطيح بحامل اللقب بوبيرين من بطولة كندا المفتوحة للتنس    موجة حرّ كبيرة في شرق المتوسط جاية بسبب القبة الحرارية...هل تونس معنية؟    شنيا الحكاية؟ باحث أمريكي يحذّر من خطر زلزال يهدد تونس والبلدان اللي بجنبها    ولاية تونس: اللجنة الجهوية للنظافة توصي بضبط رزنامة وبرنامج عمل للقضاء على النقاط السوداء    صور أطفالكم على الفيسبوك ؟ شوف القانون شنوا يقول    بارفان ب5 د و على الطريق ؟ رد بالك تضر صحتك و هذا شنوا يستنى فيك    بنزرت/ حجز 5,45 طن من مادة الدلاع وإعادة ضخها في المسالك القانونية..    ديوكوفيتش يعلن انسحابه من بطولة سينسيناتي الأمريكية للتنس    فنان الراب العالمي بلطي يروي قصص الجيل الجديد على ركح مهرجان الحمامات    الثلاثاء: البحر مضطرب بهذه السواحل    عاجل: زلزال بقوة 5.7 درجات يضرب هذه البلاد    واشنطن تدين قرار وضع الرئيس البرازيلي السابق قيد الإقامة الجبرية    قناة السويس ترد على طلب ترامب بشأن المرور المجاني للسفن الأمريكية    حملات لوحدات الشرطة البلدية تسفر عن القيام ب 54 عملية حجز    قيس سعيّد: التعليم الوطني هو السلاح الحقيقي للتحرّر    اكتشاف علاج واعد لأحد أخطر أنواع سرطان الدم    تاريخ الخيانات السياسية (36) ..المعتزّ يقتل المستعين بعد الأمان    المدير الجهوي للتجارة بنابل ل«الشرق» استقرار في التزويد.. وجهود لضبط الأسعار    النجم الساحلي يتعاقد مع الظهير الايسر ناجح الفرجاني    أمطار وبَرَدْ دمّرت الموسم: الزيتون والفزدق والتفاح شنيا صار؟!    عاجل: بلاغ ناري من باردو بعد السوبر...كفى من المهازل التحكيمية    أحمد الجوادي قصة نجاح ملهمة تشق طريق المجد    إصابة عضلية تبعد ميسي عن الملاعب ومدة غيابه غير محددة    تاريخ الخيانات السياسية (35): المنتصر يقتل والده المتوكّل    اعلام من باجة...سيدي بوسعيد الباجي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



زهير المغزاوي (الأمين العام ل «حركة الشعب») ل «التونسية»فوز «النّداء» لا يعني تغوّله
نشر في التونسية يوم 09 - 11 - 2014


واجهنا «ماكينات» انتخابية ومالية رهيبة
انهيار الأحزاب الديمقراطية لم يفاجئنا
هذا الأسبوع نحدّد من سندعم في «الرّئاسية»
حاوره : عبد السلام لصيلع
كيف تنظر «حركة الشعب» إلى نتائج الانتخابات؟ وهل هي راضية بحصولها على 3 مقاعد فقط؟ وماذا عن تحالفاتها في المستقبل؟
ماذا يقول الأمين العام للحركة زهير المغزاوي عن انهيار الأحزاب الديمقراطية في الانتخابات؟ ولماذا لم يتوحّد القوميون في الانتخابات للحصول على أكبر عدد من المقاعد؟
ماذا تنتظر الحركة من الانتخابات الرئاسية وهل لها مرشح ستدعمه؟ عن هذه الأسئلة وغيرها يجيب زهير المغزاوي في «حوار اليوم».
قبل كلّ شيء ماهو رأيك في نتائج الانتخابات التشريعية ؟
أوّلا إن الإيجابي في هذه الانتخابات أنّها تمّت بلا عنف وأنها وقعت أخيرا لأنه كانت هناك شكوك كثيرة قبل إجرائها حول مصيرها...وقد وجه التونسيون عبر نتائج هذه الانتخابات رسالة إلى كلّ السياسييّن مرّة أخرى وهي عدم تمكين أيّ طرف من الأغلبيّة... هذا يؤكد ما قلناه في «حركة الشعب» مرّات عديدة من أنّه بعد الثورة لا يمكن لأحد ولأي طرف أن يحكم تونس بمفرده. وقد طبعت الانتخابات في رأيي شوائب عديدة، لعب المال السياسي فيها دورا كبيرا جدّا ورغم صعود «نداء تونس» الذي يضمّ في صفوفه جزءا كبيرا من رموز النظام القديم فإننا نطمئن التونسيين بأنه لا يمكن لأحد أن يعود بتونس إلى ما قبل 14 جانفي...اليوم هذا واقع...والانتخابات واقع. وبالنسبة إلينا في «حركة الشعب» فإنّ النتائج التي حقّقناها تمثّلت في حصولنا على ثلاثة مقاعد... هي دون المأمول ولكننا نعتبر أنه في ظلّ الظّروف التي جرت فيها الانتخابات، بإمكانيات ضعيفة وفي ظلّ التوجيه الإعلامي الذي حدث خاصة قبل نهاية الحملة الانتخابية بأيام ما تحصلنا عليه في هذه الانتخابات دون المأمول مثلما قلت ولكنه ليس شيئا خاصة أن «حركة الشعب» تعرضت في فترة ما قبل الإنتخابات إلى محاولات إخراجها من المشهد السياسي ولكنها اليوم موجودة في المشهد السياسي وعموما نحن نعتبر نتائج هذه الانتخابات بكلّ التحفّظات عليها خطوة نتمنى أن تعبر بتونس من منطقة الصّعوبات الموجودة فيها إلى منطقة الإستقرار ومنطقة تحقيق أهداف الثورة...وهي رسالة واضحة للجميع بأنه لا يمكن لأحد أن يتغول على هذه البلاد، ولا الاستفراد بها.
هل أنتم راضون في حركة «الشعب» عن النتائج التي تحصّلتم عليها في الانتخابات التشريعية وهي 3 مقاعد فقط؟
لا...نحن لسنا راضين تمام الرّضاء...نحن كنّا نأمل في الحصول على الكثير من المقاعد. كنّا تقريبا في عديد الدوائر نستطيع الحصول على هذه المقاعد، لكن مثلما ذكرت نحن في حركة «الشعب» قمنا بحملة انتخابية مضنية وصعبة، وهي أصعب حملة انتخابية قمنا بها في مواجهة «ماكينات» انتخابية قديمة وفي مواجهة مال كبير وفي مواجهة عديد الصعوبات الحقيقيّة وعزاؤنا أنّنا قمنا بحملة إنتخابية بكل شرف ونزاهة...لم نعد النّاس بوعود وهميّة ..لم نوزّع المال ولم نكذب على الناس.
من هذا المنطلق، كيف ستكون في نظرك طبيعة التحالفات القادمة في مجلس نوّاب «الشعب»؟
منذ فترة رفعنا شعارا وقلنا إنّ الاستقطاب الثّنائي مضرّ بالبلاد واليوم أكدت نتائج الانتخابات التشريعية صحّة قولنا. نحن في «حركة الشعب» كنّا نتحدّث حتى قبل الإنتخابات عن التّحالفات على قاعدة واضحة... أوّلا، قاعدة ما أسميناه «المشروع الوطني الشعبي» قاعدة استكمال هذه الثورة في التّنمية والديمقراطية والعدالة والحرية والهويّة العربيّة الاسلاميّة وعلى قاعدة الحدّ من الإستقطاب الثنائي، أعتقد أنّ تونس اليوم محتاجة إلى طرف قويّ وإلى كتلة برلمانية لتقوم بتعديل داخل المجلس النّيابي وتحاول أن تقف ضدّ حدّة التجاذبات التي من الممكن أن تحدث في المجلس وتحاول أن تضمن نوعا من الإستقرار داخل هذا المجلس النّيابي...وستكون «حركة الشعب» في هذا الموقع.
هل توقعتم انهيار الأحزاب التي تعتبر نفسها ديمقراطيّة في الانتخابات التشريعية؟
واللّه بالنّسبة إلينا كان هذا منتظرا لأنّنا كنا أجرينا حوارات قبل هذه الانتخابات مع عديد من هذه الأطراف وكنّا نحذّر من هذه النتائج وكنّا نتوقّع أن يحدث ما حدث لأنّنا كنّا نرى أمام عيوننا أنّنا داخلون إلى الإنتخابات وأمامنا «ماكينتان» كبيرتان هما «ماكينة» النّظام القديم و«ماكينة» حركة الإخوان المسلمين وهما يمتلكان الإمكانيات المادية وكل أسباب النّجاح في هذه الانتخابات ولكن للأسف بعض الأحزاب المنتمية إلى العائلة الدّيمقراطية كان البعض مغترّا، وكان البعض منها يعتقد أنّ يمثّل خطّا وحده، وكان البعض منها يعتقد أنه سيفوز بمقاعد كثيرة في هذه الانتخابات. ونعتقد أن نتائج هذه الانتخابات سيكون درسا للجميع، إنّه درس أهمّ ما فيه أنّ الانتخابات ليست ظهورا في الاعلام وليست ظهورا في المجلس التأسيسي السّابق...الانتخابات هي آلية أخرى مختلفة تماما عن هذا الشيء...
المفيد أن نرسي تقاليد ديمقراطية حقيقية ونرسي تقاليد التّداول السّلمي على السلطة في تونس.
لماذا لم يتوحّد القوميّون قبل الانتخابات ليكونوا قوّة ويحصلوا على مقاعد كثيرة؟
واللّه هذا الموضوع مطروح ليس على القومييّن فقط...موضوع التوحّد مطروح تقريبا على كل العائلات السياسية الكبيرة في تونس...لأنّ أغلب العائلات السياسية الكبيرة في تونس لم تكن موحّدة.
في ما يخصّنا بالنسبة إلى توحيد القومييّن نحن في حركة «الشعب» نعتقد أنّنا تقدّمنا خطوات ومازالت بصفة كبيرة خطوات...وتعترضنا عراقيل موضوعيّة وذاتيّة...من العراقيل الموضوعيّة أنّنا جدد على التّجربة الدّيمقراطية بمعنى الانتخابات وما تتطلّبه الانتخابات...مازلنا لم نتأقلم تأقلما تامّا مع الأوضاع الجديدة التي تمرّ بها تونس وأمّتنا العربيّة عموما...ولكنّي أعتقد أنّ القومييّن كتلة كبيرة وتيار وطني عروبي في تونس..كتلة كبيرة وكبيرة جدّا. إنّ أحد أهداف «حركة الشعب» والتي تعمل عليها وتتقدم فيها هو أن تجمع أقصى ما يمكن من القومييّن ..وقد أعطت هذه الانتخابات درسا للبعض الذين ترشّحوا في قائمات مستقلّة وكانوا يعتقدون أنّ بإمكانهم النّجاح فرادى... أعطت درسا للجميع أنّ التيار الوطني العروبي اليوم في تونس محتاج إلى حزب كبير ونحن نعتقد أن «حركة الشعب» هي الحزب المؤهل لأن يضم هذا التيار الوطني العروبي وعلى الناس أن يفهموا متطلبات المرحلة والصعوبات الحقيقية التي تعترضنا في هذه المرحلة ووقتها تتقدم بالتنازلات اللازمة لنبني الحزب الكبير الذي يستطيع أن يكون له مستقبل. نحن في حركة «الشعب» لسنا قلقين.. حركة «الشعب» هي حزب عمره حوالي عامين... نعتبر أنفسنا خطونا خطوة وثبّتنا وجودنا في المشهد السياسي بتونس.
هل لديكم حاليا مشروع مستقبلي في إطار توحيد القومييّن؟
المحادثات معهم لم تتوقّف...قبل الانتخابات وأثناءها... وستتواصل الحوارات إلى ما بعد الانتخابات نداؤنا دائما واضح... وأبواب «حركة الشعب» مفتوحة لكل التيّار الوطني العروبي وأياديها ممدودة إلى كلّ من يريد الإنضمام إليها وأن نجد قواسم العمل المشترك بيننا. نحن نعتقد أنّنا التيّار العريض الكبير في تونس لنا الشيء الكثير للقيام به معا...وحتى التّناقضات الموجودة نعتبرها ثانويّة وثانويّة جدّا..
متى يقوم القوميّون في تونس بعمليّة نقدهم الذّاتي ؟
لم ندخل بعد في تقييم تجربة الانتخابات التشريعية. نحن في «حركة الشعب» تعرّضنا إلى صعوبات في مسيرتنا خلال العامين الماضييّن، تعرّضنا إلى محاولة إقصائنا من المشهد السياسي وكذلك من المشهد الاعلامي.
نحن نعتقد أنّنا قمنا بجهد كبير..ربّما كان الوقت قصيرا لم يسمح لنا بأن نتمّ ما يجب إتمامه قبل إجراء الانتخابات ولكن هذا لا يعني أنّه لا توجد نقائص... توجد نقائص عديدة على مستوى توفير المال وتشريك أوسع ما يمكن من القاعدة...سوف نقوم بتقييم...ستجتمع هياكل الحركة لتقيّم هذه الانتخابات، ستقف على الإيجابيّات لتدعيمها...وستقف على النّقائص لتداركها وتجاوزها... وهذه طبيعة التجربة... تجربة قصيرة لحزب مازال في خطواته الأولى، وهو قليل التجربة في الانتخابات، وربما فوجئ البعض من مناضلينا في بعض الجهات ب «الماكينات» الرّهيبة، وبالفعل نحن واجهنا «ماكينات» رهيبة بشكل كبير، واجهنا «ماكينات» ماليّة وشركات ومركّبات جهويّة وقبليّة، وكذلك واجهنا قوى دوليّة..هذا كلّه واجهناه وقد تعلّمنا درسا كبيرا من هذه الانتخابات سوف نبني عليه في اتّجاه تطوير الحركة وإشعاعها من أجل مزيد تأثيرها في المشهد السياسي. المهمّ أن حركة الشعب موجودة في المشهد السياسي ستكون مؤثرة في هذا المشهد .
أنا سألت عن النّقد الذّاتي بمعنى المراجعات الفكريّة ليتلاءم الفكر القومي مع الواقع السياسي وتطوّرات العصر والتّغييرات في المجتمع؟
بالنّسبة لنا في «حركة الشعب» نعتقد كتيّار قومي أنّنا من أكثر النّاس الذين قاموا بنقد ذاتي ولم نكن يوما جامدين..وفي الأصل ليس الفكر القومي جامدا...نحن اليوم نتعاطى مع المشهد الجديد في تونس والوطن العربي تعاطيا آخر ليس مثل تعاطي الستّينات. فالتيار القومي في الخمسينات والسّتينات كان يعوّل على العسكر وعلى النّخب العسكرية، اليوم نحن نعوّل على النّاس الأحرار...كنّا في السّابق نتحدّث عن الدّولة القطريّة وكنّا في تناقض كبير معها، واليوم نحن نتعاطى مع الدولة القطريّة باعتبارها هي أيضا مهدّدة.. نحن نحاول أن نراجع ونحاول أن نوطّن هذا الفكر في تونس ونوصل إلى النّاس فكرة هي أنّ الأحلام الكبيرة لا تتحقّق إلا عبر الأحلام الصّغيرة وأنه لا يمكن تحقيق المهمّات الكبرى إلاّ عبر إنجاز المهمّات الصّغيرة...ولكنّنا مازلنا مقتنعين وشعبنا مازال مقتنعا بأنّ المهمّة الكبيرة هي الوحدة العربيّة والوحدة المغاربيّة...وهذه الوحدة أصبحت بالنّسبة إلينا وإلى التونسييّن وإلى العرب عموما ليست مسألة أيديولوجيا ورغبات، هي مسألة حياة أو موت...
هنا أسألك : ماهو وضع النّاصرييّن في تونس؟
النّاصريّون موجودون في حركة «الشعب» والتيّار النّاصري في تونس هو تيّار متطوّر ومتجدّد ، لأن التيار النّاصري في تونس ليس تيّارا يعبد شخص عبد النّاصر ولا يعبد مقولاته. هذا التيّار أخذ زبدة التجربة النّاصريّة، هي العدالة الإجتماعية ومعاداة الاستعمار وتوحيد المجتمعات...لأنّ النّاصريّة كانت توحّد المجتمعات وكان الفكر القومي يوحّد المجتمعات على عكس الفكر الوافد اليوم علينا الذي يريد تمزيق هذه الأمّة على ملل وطوائف.هذا ما بقي من المشروع النّاصري مازلنا ندافع عنه لأنّه مشروع الفقراء والعمّال والفلاحين ومشروع الوحدة ومعاداة الاستعمار ومشروع السيّادة الوطنيّة. وأعتقد أنّ هذا من أهداف الثورة التّونسية.
ماهي رؤيتك للإنتخابات الرّئاسيّة ؟
نعتبر أنّ عدد المترشّحين كبير...ومخطئ من يعتقد أنّ مسألة الانتخابات الرّئاسيّة حسمت من خلال حسم الانتخابات التشريعيّة...لا نعتقد أنّ المسألة ستحسم وستجد كلّ الأطراف صعوبات حقيقيّة. نحن نعتقد أنّ صعود الباجي قائد السّبسي في هذه الانتخابات يمثّل خطرا لأنّ حزبا سيتحكّم في السّلطة التّشريعية والسّلطة التّنفيذية، يعني السلطات الثلاث ستكون بين يديه في تجربة مازالت ناشئة ومازالت تحبو.
وتكون مدخلا لعودة الاستبداد والحزب الواحد ولعودة التغوّل من جديد على البلاد. نحن نعتقد أنّ من مصلحة تونس ومن مصلحة القوى الوطنيّة أن يكون رئيس تونس المقبل من خارج الحزب الفائز في الإنتخابات حتى يكون هناك نوع من التّوازن ونوع من المراقبة ونحمي هذه التجربة ونتقدّم بها إلى الأمام.
هل أنتم في حركتكم مع رئيس مستقلّ وبعيد عن أيّ حزب؟
لا...ليس في ذلك مشكل أن يكون في حزب أو لا يكون...المفيد أنّ برنامجه يستجيب لرؤيتنا التي نعتقد أنّها تتلخّص في هذه الكلمات:«حياة كريمة في وطن آمن» والحياة الكريمة بالنّسبة إلينا هي الحرص على استكمال أهداف الثورة والحرص على أن يعمل الشباب المعطل والمهمش والحرص على التّوازن الجهوي في التّنمية رغم أن هذا ليس من صلاحيات الرئيس لكن له دور في ذلك. ومن الجانب الآخر لا بدّ من علاقات خارجيّة متوازنة لا ترهن تونس للدّوائر التي تعاملت معها طيلة ستّين سنة. وانفتاح على قوى صاعدة، وإرجاع العلاقات مع سوريا، والقطع نهائيا مع العدوّ الصّهيوني، والإنفتاح على الصّين وروسيا...هذا على المستوى الخارجي.
وعلى مستوى الأمن مطلوب من الرئيس المقبل دعم قوات الأمن والجيش الوطني حتى تشتغل في ظروف مريحة أكثر تساعدها على مواجهة غول الإرهاب الذي يهدّد البلاد.
هل لديكم شخص معيّن ستدعمونه ؟
لا ...لا هياكل الحركة ستجتمع وسنمدّها بخلاصة الحوارات التي جرت وعلى إثر ذلك سنحدّد الشخص الذي سندعمه.
في رأيك هل ننتظر مفاجأة في الإنتخابات الرّئاسية؟
في الدور الأول لا أتصوّر أن تحدث مفاجأة، فلا أحد بإمكانه أن يحسم الانتخابات في الدور الأول بمفرده. أعتقد أنّنا سنذهب إلى الدّور الثّاني في كلّ الحالات.
هل من الممكن أن يفوز مترشّح في الدّور الأوّل بنسبة 51 ٪ ؟
هذا صعب جدّا...ونحن ذاهبون إلى الدّور الثاني.
ماهو تفسيرك لعزوف عدد كبير من التونسييّن والتّونسيات وخاصة من الشّباب عن الانتخابات ؟
طبعا عاش الشباب حالة إحباط كبيرة ولا ننسى أنّ الشباب هو الذي عرّض صدره لمواجهة رصاص النّظام السابق...كانت أحلامه كبيرة... أحلامه في التّشغيل والاستقرار ومواصلة حياته، لكن الثلاث سنوات التي مرّت من عمر البلاد ومن عمر هذه الثورة أحبطت الكثير من هؤلاء الشباب فهم لم يروا أحلامهم تتحقّق بل رأوا أنّهم بعدما قاموا بمجهود كبير، تولّى شيوخ قادمون من التاريخ نحو المناصب الأولى وهمّشوا هؤلاء الشباب، فشباب تونس أصبح بين الجماعات الإسلامية المتشدّدة وبين المخدّرات و«الحرقان» إلى إيطاليا، ولذلك كنّا دائما في حركة «الشعب» نطلب من الحكومات السابقة بأن تقدّم رسائل إيجابيّة إلى الشّباب...اليوم تونس في حاجة إلى شبابها ومستقبل تونس بيد الشّباب... ونحن نتفهّم عزوفه وإحباطه ولكن عليه اليوم أن يأخذ زمام المبادرة بيديه حتى لا تضيع هذه الثّورة وحتّى لا تضيع منّا لحظة 17 ديسمبر... وعليه أن يشارك في الانتخابات مشاركة فعّالة وكذلك في الحياة السياسية، هذا هو الحلّ... بلادنا اليوم تمرّ بصعوبات وليس لدينا حلّ آخر .
أنت كنائب في مجلس نوّاب الشعب القادم ماذا تنتظر منك؟
الذين انتخبوني والذين لم ينتخبوني ينتظرون من نوّاب حركة «الشعب » أن يكونوا أصواتا عالية في الدّفاع كعادتهم عن التونسييّن وأهدافهم وأحلامهم وعن العدالة الإجتماعيّة والجهات المهمّشة وسيادة القرار الوطني في تونس وعن كلّ القضايا العربيّة وسنكون ضدّ التّطبيع مع الكيان الصّهيوني.
كيف تختم هذا الحوار ؟
أتوجّه بتحيّة إلى من صوّتوا لحركة الشعب في كلّ الجهات... تحيّة كبيرة تليق بهم...وأقول لهم : تأكّدوا إنّ أصواتكم أمانة في أعناقنا...نحن ذاهبون إلى البرلمان القادم ليس للمناصب بل للمساهمة في تعديل موازين القوى لصالح شعبنا الذي سنضحّي من أجله لأننا مدينون له بلحظة 17 ديسمبر في بناء جمهورية ديمقراطية مدنية اجتماعية يتساوى فيها كل التونسيين أمام القانو، لا يظلم فيها أحد ولا يحكمها أحد إلاّ بإرادة الشعب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.