أكّد فتحي الجربي القيادي ب«حركة وفاء» ل«التونسيّة» أنّه لن يمنح صوته إلى أيّ من المترشّحين للدورة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة مرجعا السبب إلى عدم ثقته في المترشّح الباجي قائد السبسي ومخاوفه من المنصف المرزوقي مبيّنا أنّه لا يستبعد ارتماء المرزوقي في أحضان السبسي في صورة فوزه في الرئاسيّة جرّاء تنازلات يقدمها لصالح منافسه مثلما فعل مع «الترويكا» وفق تعبيره. و بيّن الجربي أنّه لا يثق في الباجي قائد السبسي «رمز البورقيبيين» الذين يرفضهم ولا يحبّذ المرزوقي لأنّه من الأطراف التي يجب معاقبتها ل«إجرامهم» في حقّ الثورة وتمهيدهم لرجوع الوجوه التجمّعيّة وتلميعهم صورة البورقيبيين حسب قوله مبيّنا انّه في حيرة من أمره إزاء مستقبل تونس في صورة مآلها إلى احد المترشّحين مؤكّدا انّ مشكل المرزوقي (صديقه) هو حبّه للسلطة وأنه يفتقر إلى التكوين البناء والتسيير منذ ان كان في «المؤتمر من اجل الجمهوريّة» على حدّ ذكره. تصريحات العيادي و«حركة وفاء» وقال الجربي إنّ «حركة وفاء» لم تنجح في الانتخابات التشريعية جرّاء الفهم الخاطئ لتصريحات أمينها العام عبد الرؤوف العيّادي حول السلفيين والإرهابيين مبيّنا انّه قدّم له عديد النصائح بخصوص تلك التصريحات وأنّه طالبه بأن يكون خطابه مطمئنا وموجّها لجميع التونسيين بعيدا عن الإيديولوجيات لكن دون جدوى مرجعا السّبب إلى تمسّك العيّادي بمواقفه دون ان يفقه انّ الوضع تغيّر مضيفا انّ المال الفاسد كان له كذلك تأثير في نتائج الانتخابات شأنه شأن الإعلام الذي قال إنّه همّش الحركة إلى جانب الهاجس الأمني والمعيشي الذي قال إنه كان له الدور الأكبر في إخفاق «حركة وفاء» مشيرا إلى انّ المواطنين لم يجدوا ضالتهم في برنامج الحركة المبني على رؤى مستقبليّة هادفة إلى بناء مستقبل تونس مؤكّدا في الآن نفسه أنّ اختراق الحركة من قبل بعض المندسين كان له تأثير سلبيّ وساهم كذلك في إضعافها. و أوضح الجربي انّ قياديي الحركة بقوا أوفياء للمبادئ التي اتّبعوها في «المؤتمر من أجل الجمهوريّة» والمتمثّلة في الرؤية الديمقراطيّة والحريات وحقوق الإنسان وتشريك التونسيين في بناء الجمهوريّة وإصلاحها قائلا: «اللي تربينا عليه في المؤتمر قعدنا بيه في حركة وفاء» مبيّنا انّ ذلك يفتقر إليه كلّ من قدّم خدمات للدكتاتوريات أو من كان في المعارضة وبقي يستعمل نضالاته ك «باتيندا». من جهة اخرى أشار الجربي إلى أنّ تحالف الحركة اليوم مع أحزاب اخرى غير مطروح البتّة نظرا لوجود مشكل «الزعاماتيّة» لدى الأحزاب الأخرى موضّحا أنّ التحالفات اليوم تتطلب جيلا جديدا لا يمتلك هذه النزعة ويتحالف حول البرامج وليس الأشخاص. في المقابل أكّد أنّه لم يحبّذ فكرة انسحاب عبد الرؤوف العيادي من «الرئاسيّة» وعارضها لكن ضغوطات قويّة من قبل من وصفهم بالمندسين في الحزب كانت وراء ذلك بتعلّة انّ حظوظه غير وافرة وانّ التصويت النافع سيحسم المسألة. وجوه «تجمّعية» وأخرى «نهضويّة» وفي تعليقه على تركيبة مجلس نواب الشعب الذي أفرزته الانتخابات التشريعية قال الجربي إنّ البرلمان الجديد مؤسّس من الاحزاب التي نجحت بالغش (الفوسكة) على حدّ تعبيره والتي اسّست حملتها على محاور تفتقر إلى النبل ومبنيّة على التخويف والتقسيم والمال الفاسد موضّحا انّ المشهد الجديد للبرلمان مكوّن من وجوه «تجمّعية» واخرى «نهضويّة» فشلت في إدارتها ل«التأسيسي» مبيّنا انّ المجلس النيابي سيعمل على مواجهة الأزمات لتكون تونس دولة المؤسّسات بعد ان يلعب المجتمع المدني والحقوقي دوره في التصدّي لأي إنحراف. وحول تحالفات «النهضة» مع «نداء تونس» والتوافق بينهما قال الجربي إنّه لا يستبعد وجود صفقة بين الحزبين نظرا للتنازلات التي قدّمتها الحركة والتي دأبت عليها فترة حكمها مبيّنا أنه لا علاقة لتنازلاتها بالتبريرات التي كانت تقدّمها آنذاك مشيرا إلى أنه ليس ل«النهضة» رؤية سياسية لإدارة شؤون البلاد مثلما هو الشأن ل«نداء تونس» حسب قوله. الوضع شبيه بسنة 1955 وقال الجربي إنّ ما ينتهجه اليوم الاتحاد العام التونسي للشغل ووقوف حسين العباسي مع الباجي قائد السبسي شبيه بما جرى سنة 1955 عند وقوف الحبيب عاشور مع الحبيب بورقيبة مشيرا إلى أن الإتحاد حاد عن دوره في حماية منظوريه من الطبقة الشغيلة وبات يمارس السياسة شأنه شأن منظّمة الأعراف حسب قوله داعيا إياهما إلى الإبتعاد عن الصراعات والاكتفاء بحماية مصالح منظوريهما. كما انتقد الجربي حكومة مهدي جمعة ووصفها بالحكومة «المفتقرة للشرعية» لتكوّنها من طرف الرباعي الراعي للحوار مؤكّدا انّها لم تقدّم حلولا عاجلة للملفات الحارقة التي تهمّ البلاد والمتمثلة أساسا في معالجة الإرهاب وتحسين دورة الاقتصاد على حدّ تعبيره.