التونسية (تونس) تختتم اليوم منافسات الماراطون الانتخابي بانجاز الشوط الثاني من سباق الرئاسة،و بقدر ما كان الاختيار واسعا في التشريعية وفي الدور الأول من الرئاسية فان الأمر مختلف في الدور الثاني حيث تنحصر فرص الاختيار ليجد المواطن نفسه بين مرشحين لا ثالث لهما. وتحسبا لأي طارئ قد يتعارض مع المجهودات الجماعية لانجاح العملية الانتخابية كأن لا يحظى احد المترشحين المتنافسين بتاييد الناخبين في هذه المحطة التاريخية الهامة من مسيرة ترسيخ التجربة الديمقراطية وتوطينها بعد عقود طويلة من الاستبداد، جاء القانون الانتخابي بمقترح الورقة البيضاء الذي يهدف من خلاله الى جذب عدد كبير من الناخبين والتأكيد على أهمية مشاركتهم والتعبير عن موقفهم الحرّ من منطلق ان الشعب التونسي لن يقبل مستقبلا أن يتم إلغاؤه وأنه سيتم تجاوز العثرات والصعوبات التي تواجهها الديمقراطية في تونس بجهد مستمر وحراك سلمي مواطني وحضور دائم في الدوائر المختلفة للضغط وصناعة القرار. فما هي الورقة البيضاء؟ وما أوجه استخدامها؟ وما هو الموقف الذي تعبر عنه ؟ وكيف يتم التعامل معها ؟ وهل يتم احتسابها أم إلغاؤها...؟، للاجابة عن هذه الأسئلة رصدت «التونسية» آراء مسؤولين عن تسيير العملية الانتخابية ومراقبتها وضمان نجاحها: شفيق صرصار (رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات): موقف سياسي الورقة البيضاء ،حسب تصريح رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات شفيق صرصار، «هي موقف سياسي يعبر به الناخب عن رفضه للمترشحين ويتم ذلك بوضع ورقة الانتخاب في الصندوق دون تسجيل أية ملاحظة عليها ودون كتابة أي اسم آخر ودون شطب اسمي المترشحين». و أكد صرصار أنه على سبيل الذكر تم تسجيل 65 ألف ورقة بيضاء خلال الانتخابات التشريعية وأنها تُعد في رأيه موقفا سياسيا وتعبر عن تمسك أي شخص بحقه الانتخابي ولكنها تعكس في نفس الوقت عدم اقتناعه بأي برنامج. صلاح الدين المصري (رئيس الرابطة التونسية للتسامح): ترسيخ للحضور الشعبي من جانبه دعا صلاح الدين المصري رئيس الرابطة التونسية للتسامح( تسعى إلى تشجيع المواطنين التونسيين الذين يرفضون المرشحين ( محمد المنصف المرزوقي والباجي قايد السبسي على عدم التخلف في ممارسة حقهم الانتخابي) ، التونسيين الى مشاركة مكثّفة في الانتخابات الرئاسية خلال دورها الثاني، وعدم التخلّي عن هذا الواجب والحقّ ،على قاعدة ترسيخ الحضور الشعبي في ميدان صناعة المصير وعدم الانسحاب مهما كانت الظروف، حسب قوله. ودعا المصري إلى ضرورة الوعي ب«المخاطر الكبرى التي تحدق بوطننا وأمتنا، من جهة تعاظم محاولات التدخّل الأجنبي ومحاولات العبث بأوطاننا رغبة في مزيد تقسيمها وتفتيتها وبثّ الحركات الإرهابية داخلها خدمة لمشروع الشرق الأوسط الكبير مشيرا الى أنه لهذا السبب تزداد قيمة الحضور الشعبي في الانتخابات» على حد تعبيره. وأضاف المصري «يمكن لأيّ مواطن لا يجد هذه المواصفات في المرشحين أن يختار الورقة البيضاء باعتبارها موقفا سياسيا معارضا للمرشّحين، وتضمن له المشاركة في الانتخابات وإعلانه عن موقفه». رفيق الحلواني (شبكة مراقبون): اعتراض إيجابي قال رفيق الحلواني المنسق العام لشبكة مراقبون ان «غياب مرشح يحظى برضاء عدد من المواطنين لا يعتبر سببا كافيا للمقاطعة وتقليص نسبة حضور الشعب في الانتخابات» حيث تمثل، الورقة البيضاء حسب رأيه حلاّ قانونيا لهؤلاء المواطنين الرافضين لكلا المترحشين للدور الثاني من الانتخابات الرئاسية. وأضاف الحلواني ان الورقة البيضاء تعبر عن موقف مواطني حيث من أهم خصائص المواطن في الدولة الديمقراطية مشاركته في الانتخابات باعتبار ذلك حقا وواجبا في ذات الآن. و تابع الحلواني ان الورقة البيضاء «هي اعتراض ايجابي لأن من حق المواطن الاقتراع في يوم الانتخابات «، مشددا ان التصويت بالورقة البيضاء افضل من عدم المشاركة ومقاطعة الانتخابات.