علمت التونسية من مصادر مطّلعة،أن رياح الأزمة التّنظيمية و انشقاق الصّفوف التي عاشها حزب التكتّل منذ فترة ، بدأت تنذر بهبوب عاصفة من الاستقالات الجماعيّة الجديدة قد تجتاح قريبا مرافئ الحزب في صورة عدم تخلّي مصطفى بن جعفر عن الأمانة العامة بسبب أدائه السياسي والنتائج غير المتوقعة التي مني بها الحزب خلال الانتخابات التشريعية حسب ما أكد ذلك المهدّدون بالاستقالة. وتتعلق أسباب التهديد بالاستقالة ،حسب مصادرنا، بسببين رئيسيين أولهما «غياب الديمقراطية التشاركية داخل الحزب»، حسب محدثينا دائما، و هم الذين أوضحوا أن القيادة لا تُولي اهتماما بمنخرطيها وقواعدها، ولم تسمح لهم بإبداء ارائهم و مواقفهم سواء بخصوص الأداء داخل المجلس الوطني التأسيسي وانعكاسات المشاركة في حكومة الترويكا في ما مضى، أو في تقييم أداء الحزب و النتائج الهزيلة التي حصدها في الانتخابات التشريعية و الرئاسية الأخيرة و الاستنارة بتصوراتهم و الخطوات العملية التي يرتأونها للتصرف في الازمة و إدارة الفترة التي عقبت الانتخابات . أما السبب الثاني فيرجع ،حسب مصادرنا، إلى ما سماه الغاضبون «انحراف القيادة» وخاصة رئيس الحزب مصطفى بن جعفر ، عن التوجهات والرؤى التي قام على أساسها الحزب ،مؤكدين أن التكتل فقد خصوصيته واستقلالية قراره وأصبح خاضعا لإستراتيجيات أحزاب أخرى تحركه على هواها،على حد تعبير بعضهم. محمد بنور: أزمة فشل من جانبه، فند عضو المكتب السياسي لحزب «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات» محمد بنور في تصريح ل«التونسية»، صحة ما وصفه بالإشاعات المغرضة،موضحا أنّ حزب التكتل منغمس في الوقت الراهن في عملية مراجعة و تقييم أدائه طيلة الثلاث سنوات المنقضية عامة و النظر في مدى التزامه بالقرارات المتمخضة عن المؤتمر الثاني للحزب على وجه الخصوص، مبينا ان الحزب بعث لجنة تتكون من اعضاء من خارج المكتب التنفيذي و السياسي لتقييم أدائه باكثر موضوعية و لترفع اللجنة في الاخير تقريرها الى المجلس الوطني للحزب. و شدد بنور على ان المجلس الوطني وحده القادر على تغيير قيادة الحزب و هيكلته انطلاقا من عملية التقييم. و صرح بنور أن الازمة الوحيدة التي يعاني منها الحزب هي ازمة الفشل في الانتخابات التشريعية و الرئاسية الاخيرة خاصة أنه شارك بصفة فعّالة في رسم ملامح الديمقراطية و البلوغ بالبلاد الى بر الامان،حسب قوله مؤكدا أنّ الحديث عن استقالات جماعية في هذا الوقت بالذات رغم اختلاف محتمل في وجهات النظر لا أساس له من الصحة.