في عاشر محطّة في مسيرته المهنية حطّ المدرّب خالد بن ساسي الرحال في الاتحاد المنستيري ليكون المدرّب الرّابع هذا الموسم بعد مراد العقبي ومحمد عامر حيزم ولطفي رحيم.. وعلى صعوبتها فقد أقبل بن ساسي على المهمّة بكثير من الحماس والرغبة في قيادة فريق مدينة الرّباط نحو شاطئ السلامة وضمان حسن استغلال النصف الثاني من الموسم كما ينبغي وعلى النحو الذي يتيح له أن يبتعد عن مناطق الخطر... «التونسية» التقت المدرّب خالد بن ساسي لرصد تصوّراته لمقتضيات المرحلة في سياق هذه التجربة الجديدة في مشواره. إشارات إيجابيّة حملتني على قبول المهمّة خالد بن ساسي الذي يكاد يختصّ في الإنقاذ وصف تجربته على رأس الاتحاد المنستيري بالمحطّة المهمة في مسيرته التدريبية مضيفا قوله: «الاتحاد فريق كبير وعريق وله قاعدة جماهيرية محترمة وهو مدرسة للمدرّبين وللاعبين على مرّ تاريخه الطويل واختيار الهيئة المديرة لشخصي لأكون المدرّب في حدّ ذاته شرف كبير لي لأن إضافة إسم في قيمة الاتحاد المنستيري إلى سجلي مع بقيّة الأندية التي أشرفت على حظوظها يشكل حلقة مهمة أتمنّى صادقا أن أوفّق فيها. وقد تابعت الاتحاد المنستيري خاصة في مبارياته الأخيرة مع زميلي لطفي رحيم ورأيت أكثر من إشارة إيجابيّة في أداء الفريق بما يعبّر عن حجم الإضافة التي حقّقها رحيم مدّة إشرافه على الاتحاد وهو ما شجّعني على قبول المهمة طالما هناك معطيات جيّدة بإمكاني وبقية زملائي في الجهاز الفني أن أبني عليها خاصة في ظلّ فترة الرّاحة التي يركن لها سباق البطولة.. حيث سنعمل على معالجة النقائص والإتيان عليها حتى نكون في أفضل حالاتنا مع استئناف سباق البطولة». أراهن على روح المجموعة حول وجهة نظره في ما يتعلّق بالرّصيد البشري وما يحتاجه من تعزيزات قال المدرّب خالد بن ساسي: «صحيح هناك بعض الاحتياجات في مراكز معيّنة ولكن نظرتي للرصيد البشري أعطتني انطباعا مهمّا مضمونه وجود مجموعة منسجمة في ما بينها من أصحاب الخبرة والتجربة وعدد من الشبان الواعدين ولا أخفي عليك بأنّني سأضبط قائمة موسّعة مكوّناتها ومتنوّعة ومجال المشاركة فيها مُتاح أمام كلّ ذي مقدرة على تحقيق الإضافة، ومثلما سألعب ورقة الخبرة بالأسماء المعروفة وفيهم من درّبتهم في أندية أخرى وأعرف جيّدا قيمة مخزونهم الفني، سوف لن أتأخّر في إعطاء الفرصة للشبان مواصلة لنفس التمشّي الذي سار فيه من قبل كل زملائي الذين تداولوا على تدرب الاتحاد من مراد العقبي مرورا بمحمد عامر حيزم وصولا إلى لطفي رحيم وفي ذلك استفادة من المواهب الصاعدة والاتحاد مختصّ في إنتاج المواهب الكروية الجيّدة.. وبما أنّ مرحلة الإيّاب ستكون حاسمة ومؤثّرة وكل مباراة فيها على غاية من الأهمية فسوف لن أكتفي بالعمل الميداني بقدر ما سأعمل على دعم روح المجموعة لأنّها مصدر من مصادر القوّة». هذا هو اللاعب الأساسي الوحيد عن سؤال يتعلق بنوعية الدّور الموكول لأحبّاء الاتحاد المنستيري في مرحلة الإيّاب لتجاوز معضلة العجز عن تحقيق الانتصار في ملعب بن جنّات قال المدرّب خالد بن ساسي: «الاتحاد للأمانة يملك جمهورا من ذهب يحبّ فريقه بشكل يفوق الوصف لذلك فإنه في تقديري اللاعب الأساسي الوحيد المتأكد من موقعه في التشكيلة لأنّنا مقبولون على مباريات هامة وكل نقطة لها وزنها ورهاني كبير على جماهير المنستير التي صنعت الفارق في مباريات المنتخب الوطني كلما لعب في مدينة المنستير.. فكم من مرّة يكون فيها المنتخب متأخرا في النتيجة ويجد في جماهير ملعب مصطفى بن حنّات القوّة الكبيرة التي تدفعه لتحويل الهزيمة إلى انتصار ناهيك أنّ سجلّ المنتخب الوطني خال من الهزائم في جميع مبارياته التي خاضها في المنستير، لذلك فإن أملي وطيد في أن يكون جمهورنا معنا ويدفعنا في الأوقات الصعبة خاصة حتى نتوفّق في تحقيق النتائج التي تضمن للاتحاد المنستيري الابتعاد عن مناطق الخطر وقد لاحظت بأنّ المردود العام للفريق كان أفضل خاصة في المباريات الأخيرة مع زميلي لطفي رحيم عندما يلعب الاتحاد خارج المنستير.. لذلك لابدّ من تحويل الضغط المعنوي الذي يجده الفريق كلّما لعب على ميدانه إلى نقطة قوّة وهذا الضغط نابع أساسا من حرص الجمهور على الانتصار وهو متعطّش للفوز وله الحق في ذلك، ولكن لا بدّ من ترشيد هذا الضغط ليصبح إيجابيا وفعّالا ومفيدا للفريق. وأعرف جيّدا بأنّ الأحبّاء حريصون على القيام بواجبهم تجاه فريقهم لدفعه نحو تحقيق نتائج جيّدة في الشطر الثاني من الموسم وأنا واثق من أنّ الجمهور سيكون أفضل سند لنا حتى تتظافر كلّ الجهود من أجل تحقيق البقاء المريح في الرابطة المحترفة الأولى ولا يجب أن ننسى بأنّ الاتحاد المنستيري فريق كبير وعريق ولا يستحق إطلاقا أن يلعب من أجل تفادي النزول ومكانه الطبيعي ضمن الخماسي الأوّل».