هناك نقاط مضيئة في المشهد الليبي... ودور تونس أكثر من ضروري مواقف «الترويكا» أضرّت باشعاع تونس تدخلات قوى غربية وعربية زادت في تأزم الأوضاع غلق سفارتنا كان خطأ ومصالحنا تتطلب التعجيل بإعادة فتحها أعرب الوزير المفوض صلاح الدين بن عبيد آخر قائم بالأعمال لتونس في طرابلس عن تفاؤله بشأن امكانية انفراج الأوضاع في ليبيا داعيا إلى تفعيل الدور التونسي في مساعدة الشعب الليبي على استعادة الاستقرار وبناء المؤسسات. وتابع في حوار مع «التونسية» أن أجواء التوتر والاقتتال في ليبيا لا يجب أن تحجب بعض النقاط المضيئة التي يمكن التأسيس عليها للتوصل إلى الانفراج المنشود ومنها انتخاب برلمان جديد في جوان الفارط وانجاز انتخابات بلدية لأول مرة في عشرات المدن إلى جانب تشكيل لجنة لصياغة دستور للبلاد يكرس وحدة الليبيين والبناء المؤسساتي للدولة. وأكد بن عبيد أن الحل في ليبيا موكول لللبيين عبر الجلوس الى طاولة الحوار ونبذ الاقصاء وإلغاء الآخر وعدم الاحتكام إلى السلاح ووضع مصلحة ليبيا فوق كل اعتبار إلى جانب توفر مساندة اجنبية صادقة خاصة من تونس التي تحظى بثقة الشعب الليبي . الحوار الليبي الليبي ودعا في هذا الاطار إلى تفعيل الدور التونسي من خلال رعاية الحوار الليبي الليبي والتموقع على مسافة واحدة من كل الاطراف ملاحظا أن استقبال الرئيس الباجي قائد السبسي لمحمود... جبريل كان خطوة هامة في هذا الاتجاه. وقال الوزير المفوض «إنه لا يمكن حل المشاكل عن بعد» في إشارة إلى ضرورة الاسراع بإعادة فتح المقرات الديبلوماسية القنصلية التونسية في ليبيا مؤكدا أن غلقها في أواسط الصائفة الأخيرة كان خطأ جسيما خصوصا وأن عديد البلدان الغربية والعربية حافظت علي حضورها الديبلوماسي. وأكد في ذات السياق علي أهمية تواجد الديبلوماسية التونسية على الأرض حتى تكون في اتصال مباشر مع السلطات والشخصيات الليبية ومطلعة علي تطور الأحداث عن كثب خصوصا أمام الوزن الثقيل للمصالح وخاصة حجم الجالية التونسية التي تعد نحو 120 آلف شخص وأنشطة الاستثمار والتصدير التي تحتاج إلى متابعة لصيقة. وأضاف أن التواجد على الميدان سيكون أيضا ضروريا لتفعيل دور تونس في مساعدة الشعب الليبي الشقيق على استعادة الاستقرار واستئناف مسار البناء. ولاحظ بن عبيد أن أكبر تحد تواجهه ليبيا هو انتشار السلاح الذي عجزت الحكومات المتعاقبة عن ضبطه ليشكل أول عائق أمام بناء الدولة. مقر وممرّ للإرهاب وقال في هذا الاطار إن ليبيا مازال تعان من تبعات الانفلات بعد أحداث 17 فيفري وتدخل الناتو مؤكدا أنه تم وقتها تسليح ما بين 20 و30 آلف سجين بالتوازي مع تفكك الجيش الليبي كما انتشرت في البلاد نحو 30 مليون قطعة سلاح. ولاحظ أن الأوضاع زادت تعقيدا بفعل انتشار المجموعات المتطرفة الإسلامية كما أن شساعة الحدود الليبية الممتدة علي 6 دول وعدم قدرة الحكومات المتعاقبة علي التحكم فيها جعل من ليبيا مقرا وممرا للإرهاب. كما بين أن تضارب مصالح عديد الدول وتدخل عديد القوى الغربية والعربية أسهما بدورهما في مزيد تعقيد المشهد الليبي. ولاحظ أن هذه المخاطر وحجم المصالح المشتركة التونسية الليبية تؤكد أهمية التعجيل بعودة التمثيل الديبلوماسي التونسي إلى ليبيا. مواقف غير مسؤولة اعتبر صلاح الدين بن عبيد من جهة أخرى أن الديبلوماسية التونسية فقدت على مدى السنوات الثلاثة الأخيرة روح المبادرة ودورها الفاعل في خدمة القضايا العادلة ودعم مسار التنمية داخليا خاصة عبر توظيف الكفاءات التونسية بالخارج واستقطاب السياح والاستثمارات الأجنبية ودفع عجلة التصدير ولاحظ أن تراجع اشعاع تونس وقدرتها عي التأثير في الأوضاع إقليميا ودولياا يعود بالأساس إلى المواقف اللامسؤولة إبان حكم الترويكا التي أدت إلى خلق توترات مع عديد الدول مثل مصر المغرب الى جانب تذبذب المواقف بشأن ملف السفارة التونسية في دمشق. 4 أشهر بدون أي اجتماع كما لاحظ أن هذا التراجع يعود أيضا إلى تهميش الكثير من الكفاءات صلب وزارة الخارجية وعديد التسميات المسقطة في شبكة السفارات التونسية بالخارج والتي وصلت إلى حد تعيين أشخاص في رتبة «كاتب شؤون خارجية» على رأس بعض السفارات والحال أن رتبتهم تسمح لهم بالحصول علي منصب قنصل في أقصى الحالات. ولاحظ أن مسار الاصلاح الذي شرع فيه الوزير الأسبق عثمان الجرندي سرعان ما سقط في الماء مؤكدا أن الشغل الشاغل للوزير السابق منجي الحامدي كان تلميع صورته في الخارج والقيام بجولة ماراطونية لعرض سيرته الذاتية علي دوائر القرار فيما لم يعقد ولو اجتماعا واحدا بمسؤولي الوزارة ظيلة أربعة أشهر. ولاحظ أن تعيين أي تونسي في منصب أممي يجب أن يكون مصدر ارتياح لكن ذلك لا يحجب الأخطاء الجسيمة التي ارتكبها الحامدي علي رأس وزارة الخارجية ومنها تهميش الكثير من الإطارات التونسية. والعمل الديبلوماسي برمته. تفاؤل وخارطة طريق وقال في في المقابل انه متفائل بشأن مستقبل الديبلوماسية التونسية وذلك في ضوء الخبرة التي يمتلكها الرئيس السبسي في هذا المجال وكذلك دخول تونس مرحلة جديدة ستتغير فيها عديد الأوضاع والملفات ومنها حضور تونس في محيطها الاقليمي والدولي وحجم تأثيرها في الأحداث. ودعا صلاح الدين بن عبيد في هذا الاطار إلى القيام بعديد الاصلاحات لاستعادة ديناميكية العمل الديبلوماسي ومنها مراجعة التنظيم الهيكلي للوزارة واقرار النظام الأساسي لأعوان السلك الديبلوماسي إلى جانب التمديد في سن التقاعد للاستفادة من عامل الخبرة على غرار أسلاك أخرى مثل الأساتذة الجامعيين. كما أكد على أهمية تدعيم شبكة السفارات التونسية في الخارج خاصة في المنطقتين الافريقية والآسيوية. ومزيد تحفيز الاطارات ومراجعة عديد التسميات التي لم تراع فيها مقاييس الكفاءة والحرفية. فؤاد العجرودي