ستنظر احدى الدوائر الجناحية بالمحكمة الابتدائية بتونس في نهاية الشهر الحالي في جريمة تحيل تورطت فيها امرأة في عقدها الخامس صاحبة سوابق عدلية في التحيل عمدت الى الايقاع بفتاة بعد ان ادعت ان لديها قدرات خارقة على ازالة «التابعة» وتعجيل «المكتوب» ثم سلبتها اموالها واختفت . تفاصيل هذه القضية انطلقت على اثر تقدم فتاة الى السلط الامنية في شهر اكتوبر 2014وافادت انها اطلعت في احدى الصحف على عنوان عرافة فقررت التحول الى منزلها لعرض مشكلتها عليها. وفي اليوم الموالي توجهت الى العنوان المذكور في الجريدة فاستقبلتها فتاة وأعلمتها انها تريد لقاء المشتكى بها فطلبت منها الانتظار قليلا ثم بعد فترة زمنية قصيرة ادخلتها مكتبها فرحبت بها كثيرا ثم اعلمتها انها تعاني من مشاكل نفسية لأنها لم تتزوج بعد وأنه تقدم لخطوبتها شخصان الا ان الامور إنتهت قبل أن تبدأ لأسباب مبهمة مما خلق قناعة لديها بأن العلة في شخصها .وبعد أن انصتت اليها العرافة جيدا اكدت لها انها واقعة تحت مفعول السحر والتعرقيل وأنه يمكن لها ان تتجاوز ذلك باتباع الوصفة التي ستقدمها لها والتي عليها ان تستعملها على مدار 40 يوما كاملة فصدقت اقوالها وسلمتها العرافة سائلا بني اللون وبعض الاعشاب التي طلبت منها ان تغليها ثم تتناول السائل، فضلا عن بخور تضعه في غرفتها بعد صلاة المغرب لنفس المدة. وقالت الشاكية أنها أمدت العرافة بمبلغ100 دينار وأعلمتها انه تسبقة على مصاريف العلاج في انتظار تحقيق المطلوب. وحسب ما ورد بنص الشاكية فانها شرعت في استعمال الوصفة ثم بعد انتهاء المدة عاودت زيارة العرافة فأمدتها بوصفة اخرى غير انها هذه المرة ضاعفت المبلغ ورغم ذلك لم تجادلها وواصلت العلاج مدة تجاوزت تسعة اشهر غير انه خلال هذه الفترة لم يدخل اي تغير على حياتها ولم يتقدم لخطوبتها اي كان وأضافت الشاكية أنها واجهت العرافة بالأمر في لقائها معها لكنها اكدت لها ان وضعيتها مستعصية وتحتاج للصبر وأن النتيجة مضمونة فصدقت مجددا كلامها. لكن امام تفاقم المبالغ التي دفعتها والتي وصلت الى حوالي الفي دينار بدأت الشكوك تساورها وفي آخر لقاء مع العرافة اندلعت مناوشة كلامية بينهما غادرت على اثرها الشاكية المكان وهي في حالة غضب شديد بعد ان طالبت العرافة بإرجاع الاموال التي قبضتها، لكن هذه الأخيرة رفضت بشدة واعلمتها انها لم تجبرها على قبول العلاج لديها فقررت التقدم ضدها بالشكاية اعلاه طالبة تتبعها عدليا من اجل ما نسب إليها. واعتمادا على هذه الشكاية تم توجيه استدعاء للمشتكى بها لكنها لم تحضر فتحولت دورية امنية للعنوان الذي أمدّتها به الشاكية فتبين ان العرافة غير ت محل سكناها فتم ترويج برقية تفتيش في شانها وبعد شهر القى اعوان الامن بقرمبالية عليها القبض و تم تسليمها الى مصدر التفتيش. وباستنطاقها نفت العرّافة ما نسب اليها غير انه بمواجهتها بتصريحات الشاكية تراجعت في اقوالها واعترفت بما نسب اليها لكنها تمسكت بانها لم تتحيل على المتضررة ولم تستدرجها للقدوم اليها مشيرة الى انها هي من استنجدت بها لشفائها من علتها مؤكدة أنها بذلت قصارى جهدها من اجل علاجها لكن الفتاة سرعان ما عيل صبرها ورفضت مواصلة العلاج، وقد تبين لأعوان الامن عند التحري مع العرافة أن لها سوابق في التحيل وسبق ان ادينت بالسجن من اجل ذلك وبعد ختم الابحاث وجهت لها تهمة التحيل واحيلت على انظار القضاء .