ستنظر احدى الدوائر الجنائية بمحكمة الاستئناف بسوسة يوم 10 مارس في جريمة التغرير بقاصر ومواقعتها، تورط فيها شاب عمد الى التلاعب بعواطف فتاة وواقعها بعد ان فرت من منزل أهلها واستقرت بمنزل صديق له لمدة 3ايام الى ان توصلت السلط الامنية الى مكان تواجدها، بعد ان تقدمت والدتها بشكاية ضده. وقد أدين المتهم ابتدائيا بالسجن مدة 10سنوات فاستأنف الحكم الصادر ضده أملا في التخفيف من العقوبة المسلطة عليه بعد أن أعرب عن استعداده جبر الضرر . تفاصيل هذه القضية انطلقت في شهر نوفمبر 2013 عندما تقدمت امرأة الى السلط الامنية بشكاية أفادت ضمنها ان ابنتها القاصر تعرفت على شاب يكبرها بسبع سنوات وأن علاقتهما توطّدت مستغلا صغر سنها حتى أصبحت الفتاة متيمة به. وقالت الشاكية إنها تفطّنت إلى حدوث تغيرات في تصرفات ابنتها التي كانت لا تغادر المنزل الا للدراسة أو نادرا لشراء بعض الحاجات وأنها باتت تختلق حُججا مختلفة من أجل الخروج. وأضافت الأم أنها لم تُمانع في البداية لأنها لا ترغب في منع ابنتها من لقاء صديقاتها حتى لا تشعر بالملل لكنّها مع تكرّر الامر قررت رصد تحركاتها فشاهدتها تلتقي بشاب وتتوجه معه الى أحد المقاهي ثم غادرا سويا المكان باتجاه إحدى الحدائق العمومية مشيرة إلى أنّ ما زاد الوضع تعقيدا هو ان ابنتها اصبحت تتغيب عن المعهد لفترات ثم تتحصل على شهادة طبية وتستأنف الدروس، فقررت مواجهتها بالأمر فأنكرت الغيابات. الا ان الاستدعاء الذي أرسله المعهد كان بمثابة الدليل القاطع. حينها صارحت الفتاة أمّها بأنّها على علاقة بشاب وانه يرغب في الارتباط الرسمي بها فطلبت منها أن تدعوه إلى المنزل للتعرف على الأسرة فأسرعت بأعلامه بالأمر. وفي اليوم الموالي قدم الشاب حوالي الساعة الرابعة مساء وباستفساره عن مهنته تبين أنه عاطل عن العمل وانه فني في صيانة المكيفات كان يعمل بإحدى الشركات الكبرى الا أنه أطرد منذ أسبوع وأنه بصدد البحث عن شركة أخرى. وأعرب لها عن حبه الشديد للفتاة مؤكدا أنه جاد في نيّة الاقتران بها فتظاهرت امامه بعدم ممانعتها شريطة ان تنضج ابنتها اكثر وتتحصل على شهادة الباكالوريا فلم يمانع ووعدها بتشجيعها على ذلك واكد لها انه لن يقف حاجزا أمام مستقبلها. وتتالت الايام وتواصلت علاقة الشاب بالفتاة وأصبح يلتقيها في بعض الاحيان بمنزل عائلتها بحضور والدتها الى ان بلغ الى علم الام انه تم القاء القبض على المشتكى به بتهمة استهلاك «الزطلة» فجنّ جنونها وطلبت من ابنتها قطع العلاقة نهائيا معه فحاولت الابنة إقناع والدتها بأنه بريء لكن موقف والدتها كان صارما وذهب في ظن الشاكية ان فترة ايداعه بالسجن كفيلة بأن تجعل ابنتها تنساه نهائيا لكن ثبت لها عكس ذلك. إذ ما ان غادر السجن حتى عادت المياه الى مجاريها بينهما وعندما منعتها والدتها من مغادرة المنزل اقدمت على محاولة الانتحار بشرب مادة الجافال لكن أمّها تفطنت لها في الوقت المناسب وسارعت بنقلها للمستشفى حيث تم تقديم الاسعافات اللازمة لها وانقذت من موت محقق. وكان تصرّف الفتاة محاولة منها للضغط على والدتها التي لم تغير موقفها من الامر اطلاقا الى ان كان يوم الواقعة اذ استغلت الفتاة خروج والدتها لقضاء بعض الحاجات ومغادرة شقيقتها المنزل لتغادر المنزل خلسة. لم تظن الأمّ ان ابنتها فرت بل انها تصورت انها غادرت المنزل للقاء فتى أحلامها لكن عندما بدأ الظلام يخيم بدأت الشكوك تساورها فتوجهت الى غرفة ابنتها وفتحت خزانتها ففوجئت بغياب اغلب ثيابها. حينها ادركت انها لن تعود فسارعت بالاتصال بالمشتكى به الا انه لم يرد على اتصالاتها فتوجهت الى منزل أسرته فلم تعثر على اي كان فقررت اعلام السلط الامنية وتقدمت بشكاية ضده من اجل التغرير بابنتها القاصر والتلاعب بمشاعرها وحملها على مغادرة منزل أهلها. وبعد تحريات مكثفة امكن بعد ثلاث ايام العثور على الشاب والفتاة بإحدى المدن الساحلية في ضيافة صديق للمشتكى به فتم ايقافهما وتسليمهما الى مصدر التفتيش. وباستنطاق الشاب نفى ان يكون قد حث ابنة الشاكية على الفرار من المنزل مؤكّدا أنّها ملت سوء معاملة والدتها التي قالت إنها كانت تُهينها بشكل دائم فاتصلت به وطلبت منه ايجاد حل مرضي لها يجنبها العودة الى منزل اهلها فلم يمانع لأنه اشفق لحالها عندما كانت تتحدث وهي تبكي وتوجّه الى صديق له واعلمه بالأمر فمكنه من مفتاح منزل له بإحدى المدن الساحلية فتوجه إليه مع فتاة أحلامه أين مكثا ثلاثة ايام الى ان ألقي عليهما القبض. وأفاد المتهم انه لم يتعرض للفتاة بسوء وانه لم يواقعها فأذن بعرضها على الفحص الطبي فتبيّن أنّها مفتضة البكارة فأعرب الشاب عن استعداده لجبر الضرر غير ان الام تمسكت بتتبعه متهمة إيّاه بالتغرير بابنتها القاصر وحثها على مغادرة منزل العائلة للالتحاق به مما الحق بعائلتها ضررا معنويا كبيرا اذ اصبحت سمعتها على كلّ الألسن. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه الذي اعاد اقواله في جميع مراحل التحقيق وبعد ختم الابحاث وجهت له تهمة التغرير بقاصر ومواقعتها وقد أدين ابتدائيا بالسجن مدة 10سنوات فاستأنف المتهم الحكم الصادر ضده وسيمثل قريبا امام المحكمة.