ختم احد قضاة التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس النظر في جريمة اعتداء بالعنف الشديد نجم عنه سقوط مستمر تورطت فيها فتاة عمدت الى اصابة غريمتها بكرسي على مؤخرة رأسها إثر خلاف حاد جد بينهما فأغمي على المتضرّرة وكادت تفقد حياتها لولا خضوعها لعملية جراحية عاجلة لكن الاعتداء تسبّب لها في فقدان البصر. تفاصيل هذه القضية تعود الى شهر أوت 2014 عندما تلقت السلط الامنية اعلاما من احد المستشفيات بالعاصمة يفيد قبول فتاة في حالة صحية حرجة وأنه تم اخضاعها لعملية جراحية عاجلة على مستوى راسها امكن بموجبها إنقاذها من موت محقق وأن الاعتداء خلف لها مضاعفات خطيرة متمثلة في فقدان البصر، فتحولت دورية امنية على عين المكان ولكن تعذر سماع اقوال المتضررة بحكم حالتها الصحية الحرجة. في المقابل انطلقت التحريات في الجريمة وتبين من خلالها أن الصدفة جمعت المتضررة والجانية في عيد ميلاد صديقة مشتركة لهما فاندلعت مشادة كلامية بينهما بعدما اتهمت الجانية غريمتها وهي صديقة لها بمحاولة استمالة خطيبها متهمة إياها بأنها شاهدتها مرارا تركب معه سيارته في غيابها فحاولت الضحية تبرير موقفها واعلمتها انه زميل لها وأنها تمتطي معه سيارته بحكم عملهما في نفس المكان لكن كلامها لم يقنع المتهمة لغيرتها الشديدة على خطيبها وثارت ثائرتها وشرعت في شتم المتضررة ثم دفعتها ارضا امام الحاضرين واصابتها بكرسي على مستوى رأسها من الخلف عدة مرات بكل قوتها وغادرت المكان تاركة اياها في حالة صحية حرجة واعتمادا على ما افرزته التحريات القي القبض على المظنون فيها التي باستنطاقها انكرت في البداية ما نسب اليها غير انه بمواجهتها بشهادة الشهود تراجعت عن اقوالها وافادت ان المتضررة افتكت منها خطيبها وأنها شاهدتها معه علي متن سيارته مرارا وأنها فاتحتها في الموضوغ غير أنّها نفت الأمر اطلاقا وتعاملت معها كالحمل الوديع الى حد ان كسبت تعاطف كل الحاضرات اللاتي طلبن منها التريث وعدم اخذ الناس بالظن الامر الذي زاد في حالة الاحتقان وأضافت أن صديقتها شتمتها ونعتتها بأبشع النعوت ثم قامت بدفعها حتى سقطت أرضا وأنها دون وعي منها ضربتها بكرسيّ على رأسها أكثر من مرة دون ان تتصور ان الاصابة ستحلق بها أضرارا بدنية جسيمة وتؤدّي إلى فقدان البصر. وباستشارة النيابة العمومية اذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيها من اجل ما نسب اليها ,ولدى مثولها امام قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتونس اعادت المتهمة اعترافاتها السابقة وطلب محاميها من قاضي التحقيق عرض موكلته على الفحص الطبي باعتبار أنّها تعاني من اضطرابات نفسية جراء صدمة تعرضت لها اثر حادث مرور وأن الحادث مثل نقطة تحول في حياتها اذ اصيبت بانهيار عصبي وتم الاحتفاظ بها بمستشفى الرازي اكثر من شهر واصبحت تتعاطى الادوية الى حد تاريخ الاعتداء. وقد ايد الدفاع أقواله بملف طبيّ غير ان قاضي التحقيق رفض الاستجابة لهذا الطلب وقرر بعد ختم الابحاث احالة ملف القضية على أنظار إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بتونس التي ستنظر فيه قريبا.