ستنظر احدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان في موفى هذا الشهر في جريمة اعتداء بالعنف الشديد تورط فيها كهل عمد الى الاعتداء على شاب بسلسلة من الطعنات على اثر خلاف عابر جد بينهما ولولا خضوع المتضرر لعملية جراحية عاجلة لهلك . وقد انطلقت الابحاث في هذه القضية التي جدت في شهر افريل 2013 اثر إعلام ورد على السلط الامنية مفاده قبول شاب في وضعية صحية حرجة...فتحولت دورية أمنية على عين المكان لكن وضعه لم يسمح لها بسماعه بسبب خضوعه لعملية جراحية وبسماعه بعدما سمح الاطار الطبي بذلك قال انه أثناء عودته من عمله حوالي الحادية عشر ليلا على متن دراجته مرّ المتهم بجانبه بسيارته وهو يسير بسرعة جنونية إلى أن افقده توازنه فسقط أرضا مشيرا الى انه عوض أن يطلب الاعتذار قام بشتمه ونعته بأبشع النعوت وركله مضيفا انه استجمع قواه ورد الفعل فتطورت الأمور وتشابكا بالايادي. وأضاف الضحية انه في غفلة منه انهال عليه غريمه بالطعنات ثم فر من المكان تاركا إياه يسبح في بركة من الدماء إلى أن تم إسعافه من طرف احد المارة. وقد أدلى المتضرر بأوصاف المعتدي وبالرقم المنجمي لسيارته... وبموجب هذه التصريحات تم تمشيط مسرح الجريمة والاحواز القريبة منه وأمكن لأعوان الأمن إلقاء القبض على المعتدي بناء على الاوصاف والمعطيات التي تقدم بها المتضرر. وقد جنح المتهم في البداية إلى الإنكار إلا انه بعرضه على المتضرر تعرف عليه فانهار واعترف بما نسب إليه وبين أن المتضرر هو الذي استفزه بكلامه البذيء رغم انه لم يقصد ان يفقده توازنه مضيفا انه نظرا لحالة السكر التي كان عليها نزل من سيارته وتشابك معه بالايادي وان المتضرر تسلح بسكين وحاول طعنه بها ونظرا لاختلاف موازين القوى بينهما فقد افتك منه السكين بسهولة وطعنه بها بطريقة عشوائية في أنحاء مختلفة من جسده دون أن تكون لديه أية نية لقتله. وباستشارة النيابة العمومية أذنت بالاحتفاظ بالمظنون فيه بعد أن وجهت إليه تهمة محاولة القتل ...وباستنطاقه من طرف قاضي التحقيق أعاد أقواله السابقة ونفى أن يكون قد قصد الاعتداء على غريمه أو أن تكون لديه أية نية لقتله باعتبار انه لا توجد بينهما أية عداوة وان الجريمة كانت من محض الصدفة وأن أداتها على ملك المتضرر وأنه هو من حاول بواسطتها النيل منه. وباعادة الاستماع إلى تصريحات المتضرر نفى أن يكون ماسكا لسلاح أبيض وان هذا ادعاء باطل من الجاني غايته دفع التهمة عنه وتخفيف مسؤوليته في الاعتداء. وبمكافحة الطرفين تمسك كل منهما بأقواله ... واثر ختم التحقيق وجهت له تهمة محاولة القتل العمد ثم احيل ملف القضية على أنظار دائرة الاتهام التي اعتبرت أن الأفعال الصادرة عن المتهم لا يمكن أن تشكل الركن المادي والركن المعنوي لجريمة محاولة القتل التي تستدعي انطلاق الفاعل في ارتكاب افعال يتحقق من خلالها الاعتداء على حق الحياة أي القتل وان يكون قصد من خلال أفعاله القيام بذلك وان يكون التوقف عن ارتكاب الجريمة خارج عن إرادة الجاني وهو ما لم يتوفر في قضية الحال وبالتالي فما صدر عن المتهم من افعال يشكل جريمة الاعتداء بالعنف الشديد وأحيلت القضية على أنظار الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بالقيروان للبت فيها .