نضطرّ للحديث عن الرابطة الوطنية المحترفة مرة أخرى هذه الرابطة التي كنا نحترمها كثيرا وكتبنا عن معاناتها في تسيير بطولة الرابطتين 1 و2 بسبب غياب الملاعب الصالحة للعب وتدخل أطراف أخرى في تعيين المباريات كالأمن والولاة ورؤساء البلديات وكنا نجد لها أعذارا في تسيير البطولة ولكن منذ فترة خرجت الرابطة عن النص ولا رادع لها فكثرت أخطاؤها سواء من الناحية التأديبية وتسليط العقوبات التي تنص عليها القوانين أو بالالتفاف على بعض الفصول, وكتبنا في عدد الأمس عن ضرورة تدخل المكتب الجامعي حسب ما يعطيه له القانون من صلاحيات لتعديل القرارات الخاطئة. وها أننا نعود اليوم للحديث عن تجاوز آخر قامت به الرابطة ولم نعد ندري إن كان عن سهو أوجهل أو متعمّد. هي قضية جديدة رفعها النادي القربي بتقديم احتراز حول مشاركة اللاعب صابر بالرجب والذي تم إقصاؤه ضد أولمبيك الكاف في الجولة الثانية عشرة بسبب تفوّهه بكلام بذيئ تجاه الحكم المساعد وهو ما تم تدوينه على ورقة المقابلة التي اطلعت عليها هيئة قربة بدفعها معلوم النفاذ إلى المعلومة. وما وقع تدوينه على ورقة المقابلة يدخل في خانة الفصل 44 من المجلة التأديبية في فقرته «ب» والخاصة بالعقوبات المستوجبة على اللاعبين نتيجة تصرفهم تجاه الرسميين وتستوجب عقوبة بأربع مقابلات وخطية مالية ب 500 دينارا ولكن الرابطة بمناسبة « الصولد » سلطت عليه عقوبة بثلاث مقابلات فحسب وفريق جندوبة شرّك لاعبه بعد ذلك حسب ما ورد بمحضر جلسة لجنة التأديب عدد 17 بتاريخ 4 فيفري كما أن عقوبة بثلاث مقابلات ليست موجودة أصلا في سلّم العقوبات المدرجة بالجدول «ب» بل تخصّ التفوّه بالكلام البذيئ تجاه المنافس ( الجدول «أ» من الفصل 44 للمجلة التأديبية ) وهنا كان لزاما على هيئة جندوبة أن تستفسر حول الوضعية بما أنها تعلم حق العلم أن هناك خطأ ولكنها لم تفعل حيث أرادت الاستفادة من هذه الهفوة والفصل 14 من المجلة التأديبية يحمّلها مسؤولية تعداد عقوبة لاعبيها. مكتب الرابطة سيبت اليوم في الملف بما أن تأكيد الاحتراز من نادي قربة وصل مقر الرابطة بالبريد السريع منذ يوم الاثنين أما الحكم في الاحتراز فيبقى في علم الغيب فالرابطة بعد أن أصبحت دارا للإفتاء مثلما كتبنا أمس بوسعها اختلاق أي شيء لتفادي توريط نفسها ومحاباة هذا الطرف أو ذاك وعكس ما يردده الأستاذ حامد المغربي فإن الرابطة ليست جادة في تطبيق القوانين فلا غرابة اليوم أن تلجأ من جديد للفصل 212 والذي ينص على عدم اعتراض أي طرف على هذه العقوبة في ظرف الثلاثين يوما بعد صدور القرار وهو ما فعلته لتتهرّب من إعادة لقاء الملعب القابسي وقوافل قفصة فلقاء جندوبةوقربة دار يوم 8 مارس وفترة الاعتراض قد مضى عليها الأجل. إننا لا نستغرب اتخاذ مثل هذا القرار فقذ تعودنا الضحك على الذقون وربّما تلجأ الرابطة لأضعف الإيمان بإعادة المباراة على أساس الهفوة الإدارية وترمي في سلة المهملات الفصل 14 من المجلة التأديبية والفصول 199 و200 و201 من القوانين العامة لكرة القدم.