أحمد الجزيري: لا إضراب عام في البنوك نهاية ديسمبر... والموظف البنكي أصبح تحت خط الفقر    نيويورك وشيكاغو في قلب عاصفة ثلجية وفوضى في المطارات    وزارة التربية تنشر روزنامة اختبارات الامتحانات الوطنية للسنة الدارسية 2025 /2026    المجلس الجهوي لهيئة الصيادلة بتونس ينظم الدورة 13 للايام الصيدلانية يومي 16 و17 جانفي 2026 بتونس    رئيس البرلمان يفتتح مهرجان زيت الزيتون بتبرسق    كشفها الحكم المؤبّد على قاتل طالبة جامعية في رواد ... صفحات فايسبوكية للتشغيل وراء استدراج الضحايا    استراحة الويكاند    الإتفاق خلال جلسة عمل مشتركة بين وزارتي السياحة والفلاحة على إحداث لجنة عمل مشتركة وقارة تتولى إقتراح أفكار ترويجية ومتابعة تنفيذها على مدار السنة    الليلة: أمطار أحيانا غزيرة بهذه المناطق والحرارة تتراجع إلى 3 درجات    عاجل: 30 ديسمبر آخر أجل لتسوية المطالب الخاصة بالسيارات أو الدراجات النارية (ن.ت)    رئيس مجلس نواب الشعب يشرف على اجتماع المكتب    صلاح يهدي مصر «المنقوصة» فوزا شاقا على جنوب إفريقيا وتأهلا مبكرا إلى ثمن نهائي كأس إفريقيا    فيليب موريس إنترناشونال تطلق جهاز IQOS ILUMA i في تونس دعماً للانتقال نحو مستقبل خالٍ من الدخان    وزارة الفلاحة تدعو البحّارة إلى عدم المجازفة والإبحار الى غاية إستقرار الأحوال الجويّة    نصيحة المحامي منير بن صالحة لكلّ تونسية تفكّر في الطلاق    صادم/ كهل يحتجز فتاتين ويغتصب احداهما..وهذه التفاصيل..    قرقنة تكشف مخزونها التراثي: الحرف الأصيلة تحول إلى مشاريع تنموية    أيام القنطاوي السينمائية: ندوة بعنوان "مالذي تستطيعه السينما العربية أمام العولمة؟"    توزر: تنشيط المدينة بكرنفالات احتفالية في افتتاح الدورة 46 من المهرجان الدولي للواحات    قائمة أضخم حفلات رأس السنة 2026    سعر غرام الذهب سيصل الى 500 دينار..!    السعودية.. الكشف عن اسم وصورة رجل الأمن الذي أنقذ معتمرا من الموت    موضة ألوان 2026 مناسبة لكل الفصول..اعرفي أبرز 5 تريندات    وزارة التربية تنظّم يوما مفتوحا احتفاء بالخط العربي    4 أعراض ما تتجاهلهمش! الي تتطلب استشارة طبية فورية    صادم : أم تركية ترمي رضيعتها من الطابق الرابع    هام/ الشركة التونسية للملاحة تنتدب..#خبر_عاجل    الكاف : عودة الروح إلى مهرجان صليحة للموسيقى التونسية    عملية طعن في اليابان..وهذه حصيلة المصابين..#خبر_عاجل    ممثلون وصناع المحتوى نجوم مسلسل الاسيدون    مقتل شخصين في عملية دهس وطعن شمالي إسرائيل    تونس والاردن تبحثان على مزيد تطوير التعاون الثنائي بما يخدم الأمن الغذائي    نجم المتلوي: لاعب الترجي الرياضي يعزز المجموعة .. والمعد البدني يتراجع عن قراره    بداية من شهر جانفي 2026.. اعتماد منظومة E-FOPPRODEX    القيروان: حجز كمية من المواد الغذائية الفاسدة بمحل لبيع الحليب ومشتقاته    محكمة الاستئناف : تأجيل النظر في قضية "انستالينغو" ليوم 09 جانفي القادم    عاجل: هذا ماقاله سامي الطرابلسي قبل ماتش تونس ونيجيريا بيوم    جندوبة: انطلاق اشغال المسلك السياحي الموصل الى الحصن الجنوي بطبرقة    عاجل/ انفجار داخل مسجد بهذه المنطقة..    بُشرى للجميع: رمزية 2026 في علم الأرقام    إهمال تنظيف هذا الجزء من الغسالة الأوتوماتيك قد يكلفك الكثير    كرة اليد: الترجي الرياضي يستأنف قرار قرار مكتب الرابطة    عاجل: المعهد الوطني للرصد الجوي يعلن إنذار برتقالي اليوم!    تونس: مواطنة أوروبية تختار الإسلام رسميًا!    أفضل دعاء يقال اخر يوم جمعة لسنة 2025    تونس : آخر أجل للعفو الجبائي على العقارات المبنية    نابل: حجز وإتلاف 11طنا و133 كغ من المنتجات الغذائية    عاجل : لاعب لريال مدريد يسافر إلى المغرب لدعم منتخب عربي في كأس الأمم الإفريقية    هام/ كأس أمم افريقيا: موعد مباراة تونس ونيجيريا..    البحث عن الذات والإيمان.. اللغة بوابة الحقيقة    كأس أمم إفريقيا "المغرب 2025": برنامج مقابلات اليوم من الجولة الثانية    مصر ضد جنوب إفريقيا اليوم: وقتاش و القنوات الناقلة    الرصد الجوّي يُحذّر من أمطار غزيرة بداية من مساء اليوم    استدرجها ثم اغتصبها وانهى حياتها/ جريمة مقتل طالبة برواد: القضاء يصدر حكمه..#خبر_عاجل    عاجل/ قتلى وجرحى في اطلاق نار بهذه المنطقة..    أبرز ما جاء لقاء سعيد برئيسي البرلمان ومجلس الجهات..#خبر_عاجل    روسيا تبدأ أولى التجارب للقاح مضادّ للسّرطان    ترامب يعلن شن ضربة عسكرية على "داعش" في نيجيريا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



باسل الترجمان (باحث وإعلامي وخبير في الجماعات الإسلامية والإرهابية) ل «التونسية»:أتمنى أن تجرّب راضية النصراوي مفاوضة الإرهابيين
نشر في التونسية يوم 04 - 04 - 2015


مبايعة كتيبة عقبة بن نافع «داعش» مؤشر خطير
مطلوب قانون إرهاب بلا مساحيق
قدر اليمن ألاّ يسمح بانخرام منظومة الأمن الدّولي
حوار: أسماء وهاجر
من هو الأخطر على تونس مليشيات «فجر ليبيا» أم «داعش»؟ من يتحمل مسؤولية الإرهاب في بلادنا والذي يربطه البعض بالإقصاء الذي مورس قبل 14جانفي 2011 ؟ ماذا وراء تصريحات السيد حسين العباسي الذي طلب من الحكومة مراجعة علاقاتها مع الدول والمنظمات التي تشجع على الإرهاب ؟ هل أصابت الديبلوماسية التونسية عندما فتحت قنصليتين في ليبيا؟ هل هو اعتراف بتوازي الشرعيتين الانتخابية والثورية في الجارة الجنوبية؟ وما انعكاسات ذلك على بلادنا وعلى دول الجوار؟ ماذا يقول ضيفنا عن اشكالات المشهد السياسي بتونس؟ هذه محاور الحوار الذي التقت خلاله «التونسية» باسل الترجمان الباحث والاعلامي والخبير في شؤون الجماعات الاسلامية والحركات الإرهابية بالمغرب العربي والمستشار السياسي والاعلامي لبرنامج حواري في الوطنية الأولى... الذي اكد على خطورة «فجر ليبيا» على تونس مبينا أن الخطر الداعشي قادم على مهل وأن بيان كتيبة عقبة بن نافع الاخير الذي كفر الشعب التونسي مؤشر خطير عمّا يضمره الإرهابيون لبلادنا.
هناك من يعتبر أن نصف الثورة التونسية «مصنوع» ونصفها تلقائي هل تشاطر هذا الرأي ؟
كل يرى الأمور من منظاره .وفي اعتقادي كان من الاجدى التريث قبل إصدار الاحكام ومازال مبكرا إصدار تقييمات من أطراف كانت جزءا من منظومة ما قبل 14جانفي .وعلى مدار التاريخ لم يصنع أحد حدثا فرديا أدى إلى تراكمات .حرق البوعزيزي نفسه كان عفويا بامتياز اذ لا يمكن أن يطلب أي كان من شخص القيام بعمل انتحاري بمقابل مادي .كيف يمكن ركوب الحدث من قبل أطراف عملت خلال عشر سنوات على اعادة تفكيك المشهد التونسي وإعادة صياغته وهنا يطرح خطأ نظام بن علي في فهم المتغيّرات السياسية التي رافقت الاوضاع العالمية بعد أحداث 11سبتمبر. فليس صدفة أن تخرج مستشارة الأمن القومي الامريكي «كونداليزا رايس» لتتحدث عن «الفوضى الخلاّقة» والى حدود سقوط النظام التونسي لم تُفهم هذه الكلمة، في المقابل كانت الادارة الأمريكية تسعى لتشجيع هذه الأنظمة في اتجاهين: اتجاه دفعها لإدخال جرعة من الديمقراطية البسيطة على الواقع المتحجر الذي كانت تعيشه واتجاه اخر لدفعها نحو التوريث .ولا ننسى أن الرئيس اوباما استقبل ابن الرئيس مبارك وهذه المؤشرات المتناقضة كانت تعكس رؤية الاجنحة المتصارعة في الادارة الأمريكية على صياغة شكل ومستقبل المنطقة .واعتبر انه لا معنى لكلمة «ربيع عربي» وأنا أرى انه لا يمكن أن تقوم ثورة عربية دون ارهاصات فكرية .والارهاصات الفكرية في الثورة العربية هي الفكر الإسلامي السياسي الذي تجني ثماره تونس اليوم .
قلت في أحد حواراتك إن «شعب حراك المواطنين» ولد ميتا وان المرزوقي لم يستطع شرح فكرته لنفسه قبل أن يشرحها للآخرين. ماذا تعني بذلك خاصة أنّنا شاهدنا التفافا شعبيا حول حراكه في البداية؟
من يعرف ماذا يريد المرزوقي «بشعب حراك المواطنين» فليجبنا .لم اجد في كل ما تحدث به اباطرة السياسة في حزب المؤتمر وحلفائه المرتبطين بالرئيس المؤقت الاسبق من يشرح لنا اهداف هذه الفكرة وفي اعتقادي أن السيد منصف المرزوقي بدا يتخلى عن هذا المشروع لصالح مشروع آخر هو قيادة اسطول الحرية الثالث باتجاه غزة حيث اعلن نفسه قائدا لأسطول الحرية الذي بدأت التحضيرات له من تركيا لتحركه في بداية الصيف في اتجاه غزة. ما اقوله إن المرزوقي كان لديه وعد من أطراف دولية أن يكون مساعدا للامين العام للأمم المتحدة من اجل نشر الديمقراطية في العالم العربي وقد تبخرت هذه الوعود بفشل دوره .
صرحت بان «فجر ليبيا» اليوم هي الجماعة الأخطر التي تهدد تونس وأنها اخطر علينا من «داعش» في حين ان هناك من يعتبرها تدافع عن شرعية حسب اعتقادها وان لا مصلحة لها في تونس؟
«داعش» حسب ما أملكه من معلومات ظهرت للوجود في ليبيا منذ فترة لا تتجاوز ستة اشهر .واول عملية قامت بها والتي أثارت الرأي العام هي ذبح الاقباط المصريين .وهي متمركزة في الشرق الليبي وحاليا بدأت تفرض بعض الوجود لها في طرابلس. و«داعش» ليست تنظيما كما يتصور البعض بل هي فكرة . وبالتالي طوال الاربع سنوات منذ سقوط نظام القذافي كانت «فجر ليبيا» هي من تسيطر على غرب ليبيا بما فيها الحدود مع تونس والجزائر .وكانت خلال الاربع سنوات الاخيرة وراء كل العمليات الإرهابية في تونس وكل الاسلحة التي دخلت إلى تونس. وكل الارهابيين تدربوا في ليبيا. وحسب ما أعلم فإن «ابو عياض» بعدما فرّ إلى ليبيا مازال إلى اليوم محتميا ب «فجر ليبيا» في المناطق التي تخضع لسيطرتها. ولا ننسى أن منفذي عملية باردو قد دخلوا إلى ليبيا وتدربوا على السلاح لدى «فجر ليبيا». ثم عادوا لتنفيذ جريمتهم من تونس والاسلحة المستعملة هي اسلحة مسروقة من مخازن الجيش الليبي وقوات الأمن الليبي .وبالتالي كل هذا الارهاب الذي ضرب تونس تتحمل مسؤوليته «فجر ليبيا» وتوابعها وعليه يتضح ان المخاطر التي تمثلها «فجر ليبيا» اخطر بكثير من مخاطر «داعش» التي مازالت قادمة على مهل .
هل تشاطر رأي من يعتبر أن «داعش» لا توجد في تونس ؟
داعش موجودة وتتطور في تونس. ما قصدته أن «داعش» هي فكرة جيش الخلافة الاسلامية وللانتماء اليها يكفي أن تبايع خليفة المسلمين ابو بكر البغدادي القريشي وبالتالي ما تحدثت عنه السيدة عبو يثير الضحك والشفقة لأنها تعلمت من خلال نضالها الحقوقي أن تتحدث بكثير مما تفقه ولا تفقه . مخاطر «داعش» في تونس هي في تبني الجماعات الارهابية الفكر الداعشي والمرور من فكرة التنظيم الارهابي إلى جيش دولة الخلافة .وهذا يعني انتقال منهج عمل من اسلوب تنظيم القاعدة إلى اسلوب داعش الدموي والخطير وبالتالي انضمام كتيبة عقبة ابن نافع ل «داعش» وبيانها الاخير الذي كفر الشعب التونسي مؤشر خطير عمّا يفكر به هؤلاء الارهابيين من عمليات ستستهدف كل من تكفره داعش .
ماذا قصدت بصعود نجم «أبو عياض»؟ ماهي دلالات ذلك ؟
صعود نجم «أبو عياض» ليكون قاتلا بامتياز للعشرات من ابناء تونس ما كان ليتم لولا قرار وزير الداخلية الاسبق علي العريض السماح له بالخروج من جامع الفتح وعدم اعتقاله في ما بعد إلى أن تمكن من الوصول إلى ليبيا في رحلة مرت تحت أعين الكثيرين ولم تكن مخفية عن الانظار. فعملية إلقاء القبض على أبو عياض في «جامع الفتح» لم تكن ستتسبب في مجزرة الا اذا كانت «الداخلية» تعلم أن «ابو عياض» ومن معه مسلّحون. والسؤال المطروح هو: اذا كانت «الداخلية» تعلم ذلك لماذا لم تعلن المجموعة إرهابية آنذاك واذا كانت الداخلية لا تعلم بأنهم يمتلكون أسلحة وان الجامع صغير المساحة وهو الذي كان يوجد بداخله اثناء الصلاة عشرات الرجال من فرقة مكافحة الشغب المختصين في فضّ الشغب في الملاعب وبعض المواطنين العاديين الذين أتوا للصلاة فإن ذلك يفنّد ما قالته الداخلية حول تجنّب مجزرة وحتى لو صحّ ذلك فإن المجزرة التي كانت رسميا ستقع افضل بكثير من المجازر التي ارتكبها ابو عياض ومن معه في حق ابناء تونس .ولكان القضاء على «أبو عياض» ومجموعته قد كفى ابناء تونس شرورا كبيرة دفعت ثمنها جراء هذا القرار الخاطئ.المؤسف أن السيد علي العريض وزير الداخلية آنذاك يكرر قوله انه لو فرض عليه اتخاذ هذا القرار اليوم لاتخذ نفس القرار وهذا يفتح باب تأويل الاجدى أن ينأى بنفسه عنه .
طالب حسين العباسي من الدولة التونسية مراجعة علاقاتها مع الدول التي تشجع على الارهاب ومع المنظمات التي تموله. حسب اعتقادكم من يقصد بالضبط؟ لا تظنه يتكلم من فراغ؟
السيد حسين العباسي رجل له كل التقدير بصفته الشخصية والنقابية هو ومناضلو الاتحاد الذين دفعوا ثمنا كبيرا في الدفاع عن تونس من منزلقات خطيرة كانت قد تودي بها الى الهاوية .الكل يعلم أن هناك دولا مورطة في دعم الارهاب بتونس وعلى سبيل الذكر تركيا التي تعتبر ممرا ومستقرا للارهابيين لكل دول العالم في اتجاه سوريا والعراق ولا يمكن أن تمر هذه المجموعات دون معرفتها وموافقتها وبالتالي تركيا هي الصندوق الاسود للارهاب في العالم. وهنا يطرح السؤال ماذا قدمت اجهزة الأمن التركية لنظيرتها في تونس حول الارهابيين التونسيين الذين دخلوا الاراضي السورية وانضموا للمجموعات الإرهابية وعادوا، ولماذا ترفض تركيا التعامل مع أيّة دولة في العالم لكشف ما تعلمه من حقائق مفزعة حول الارهاب؟ أما في ما يخص المنظمات والجمعيات فمن واجب الحكومة أن تتخذ خطوة شجاعة في رفع الغطاء عن كل الجمعيات المشبوهة والتي ليست فقط ذات صبغة دينية بل لها صيغ عديدة .والفوضى الجمعياتية في تونس أمر مقلق والجماعات الإرهابية التي تنشط في تونس تملك أموالا رهيبة تسهل لها الحصول على كل احتياجاتها. والسيارة التي سقطت في كمين رجال الحرس الوطني في سيدي يعيش بقفصة من نوع «ديماكس» رباعية الدفع جديدة ثمنها يفوق سبعين ألف دينار. وانا اكرر أن تونس وقعت في خطإ عندما فتحت قنصلية في طرابلس لأنه علينا كدولة انجزت نظاما ديمقراطيا ألا نعترف إلاّ بشرعية الأنظمة الديمقراطية والمنتخبة والحديث عن شرعيتين في ليبيا انتخابية وثورية مؤشر خطير قد تكون له انعكاسات تونس في غنى عنها .
قال السيد راشد الغنوشي مؤخرا «لا تنهض حضارة دون إدارة التعدد أما إدارة التوحش التي اختارتها «داعش» فتنتج الخراب» هل هذا مؤشر عن تخلي الحركة عن نظرية التدافع ؟
لا نفهم ما معنى ادارة التعدد خارج اطار العمل الديمقراطي الذي يميز البرلمان الذي يسعى لإدارة الدولة وليس لإدارة التعدد .فمسؤولية الاحزاب المنتخبة ديمقراطية هي ادارة الحكم وتحقيق برامجها وليست ادارة تقسيم كعكة المكاسب بين الاحزاب الموجودة على الساحة السياسية .
ما تعليقك على تصريحه بأن المخلوع هو من أتى بالإرهاب عندما كرس الإقصاء؟
ما على السيد راشد الغنوشي قبوله هو أن يضع نهاية لمرحلة الخلط المتعمد بين السياسة والدين .لا ننسى أن السيد راشد الغنوشي اعتبر بعد اغتيال الشهيد شكري بالعيد أن «نداء تونس» أخطر على تونس من السلفية وعلينا أن نعلم أن السياسة مواقف مبدئية وليست عملا براغماتيا تتبدل حسب المعطيات .حركة «النهضة» لم تغيّر ميثاقها النابع من الإخوان المسلمين ولن تتخلى عن مطالبتها بأسلمة الدولة واقامة الخلافة وان لم تعلنها صراحة. فقط تقبل الديمقراطية هدفا ومنهجا والتداول السلمي على السلطة الديمقراطية كمرحلة في طريق اقامة الخلافة او الحكم الاسلامي .الا أن اقامة الخلافة ينفي الحاجة للديمقراطية. وبالتالي على الحركة اليوم أن تحدد حقيقة وطبيعة مواقفها تجاه القضايا السياسية المتحركة .
هل الارهاب ينجرّ فقط عن الاقصاء؟
عملية باردو الاخيرة طرحت قضية في غاية الاهمية -وهي اعمق في نظري من تحميل الاقصاء وجود الارهاب- من المسؤول عن تعطيل قانون الارهاب ولمصلحة من ؟عدم فرض رقابة صارمة على التمويلات المشبوهة والمتدفقة على تونس من كل حدب وصوب؟ .قانون الارهاب في تونس مطلب شعبي ووطني وكل من يعارضه أو يعطل تمريره في مجلس النواب يعرف جيدا لماذا يعطل هذا المشروع .وادعاء أن هذا القانون سيكون انتكاسة لحقوق الانسان وأن محاولات الخلط بين هذين المفهومين تهدف الى خدمة أطراف تريد استمرار حالة الغموض .وقد صدمت بتصريح السيدة راضية النصراوي وتمنيت عليها المرة القادمة أن تشكل وفدا حقوقيا برئاستها وتذهب لتفاوض الارهابيين لتسليم أنفسهم.
هناك من رجال القانون من يعتبر أن مشروع قانون الارهاب هو مجرد تجميل لقانون الارهاب السابق. ما رأيك في ذلك ؟
المهم اليوم أن يكون لدينا قانون إرهاب .بلا مساحيق نحن في حاجة إلى قانون إرهاب لحماية الأمن القومي التونسي من كل الاختراقات التي تبدأ بالإرهاب وتتجاوزه لما هو أخطر منه .
ما حكاية تراوح المشهد الاعلامي بين القصف الاعلامي والتبييض؟
كل الحوارات لا تخرج عن اطار«البوز» (buzz) والحوار أصبح مملا . إلى درجة فقد معناه وكل خشيتي أن تنتقل القنوات الباحثة عن الاثارة إلى برامج جنسية للفوز بأكبر عدد من المشاهدين .
كشف برهان بسيس في حواره الأخير ببرنامج «لمن يجرؤ فقط» تورط الاعلام في خدمة الاجندات السياسية مثلما كشفت القضية الاخيرة عن وجود تقاطعات بين اعلاميين ورجال أعمال مشبوهين ؟
كل هذه القضايا توضع في اطار الانفلات الاعلامي الذي سمي ظلما وعدوانا بالحرية الاعلامية وتسلط أطراف لا علاقة لها بالمهنة على المشهد .قبل اشهر طرحت في لقاء نظمته جمعية الصحفيين الشبان فكرة ميثاق شرف ملزم لكل الصحافيين والاعلاميين يضع ضوابط ومكافآت وسلّط عقوبات تهم تنظيم المهنة ووضع حد لهذا الانهيار الخطير لمنظومة القيم في تونس .ما يجري في الاعلام حاليا شيء خطير جدا ومخيف جدا يهدد إيمان المواطن التونسي بوطنه وحاضره ومستقبله وبتاريخه ومعتقداته وتحويلها إلى صورة قذرة يستباح فيها كل شيء مقابل المال ودون ادنى درجة من درجات الاخلاق المهنية في الاعلام. للأسف «الهايكا» لم تتخذ قرارات واجراءات حازمة لوقف هذا الانحدار المهني والاخلاقي. فاستمرار هذا الحال سيؤدي إلى وجود اعلام يعتبر هذا الوضع المنهار مهنيا واخلاقيا هو اساس الاعلام الناجح وبالتالي يتم تحويل ذلك إلى قيم جديدة تحرك الاعلام وتديره. هذا ما يسعى اليه كثير من الفاسدين في تونس اصحاب الاموال المشبوهة واشباه الاعلاميين الذين لا علاقة لهم بالمهنة علما وعملا.
كيف تقيّم أداء حكومة الصيد على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي؟
أولا السيد الحبيب الصيد نال تركة صعبة وامامه تحديات كبيرة. الشيء الوحيد الذي يمكن أن اقوله هو أن عليه ان يصارح الشعب التونسي بكل الحقائق .مثال على ذلك مدن تونس اليوم تعاني من مشكلة النظافة وتصورت في العطلة الماضية أن يتم الاعلان عن حملة وطنية يشارك فيها الجميع لتنظيف المدن التونسية ولا تقتصر على التشديد على البلديات لدعم جهود النظافة في تونس. هذه الحكومة امامها تحديات كبيرة عليها أن تواجه المطلبية المتزايدة والغير مبررة بصراحة وحزم وان تجد حلولا ابداعية لتمويل ميزانية الدولة بعيدا عن الضرائب التي تثقل كاهل الفقراء ورفع الدعم عن المواد الاساسية مع ضرورة تعديل الكثير من الاسعار وخاصة الخبز الذي يهدر منه كل يوم 700طن تعطى كعلف للأبقار .
كيف تقرأ الحق في الاضراب الذي طرحه مجدّدا اضراب الأساتذة في ظل وضع اقتصادي صعب؟
الحق في الاضراب وفي التحركات الاجتماعية من صميم الحريات المكرسة في الدستور لكن هناك ابعاد اعمق للأزمة وهي تشمل كل قطاع التعليم. فأوضاع التعليم في تونس كارثية وهذا ليس جديدا على تونس فالمشكل الاهم الذي يواجه التونسيين في ملف التعليم ليس وليد اليوم بل هو وليد 20سنة خلت وذلك عندما لم يتجرأ نظام بن علي على دعوة المقتدرين من ابناء تونس للمشاركة في تمويل التعليم. واختار اعطاء الضوء الاخضر لفتح المدارس الخاصة وتشجيعها وكانت إحدى المدارس في تونس العاصمة التي تدرّس بناته حلم جميع التونسيين وقد كانت رسالة بن علي اهانة للتعليم وهي مقصودة. اليوم تونس امام تحدّ: إمّا ان تكون هناك مشاركة وطنية لدعم التعليم أو أن يبقى التعليم على ما هو عليه إلى أن يندثر وتنهار المدارس على رؤوس التلاميذ وهذا ما صرح به الوزير الحالي من أن هناك 1300مدرسة ستنهار. واصلاح التعليم يقتضي قبول النقابات بالتنازل عن العشرين في المائة من الباكالوريا وتجريم الدروس الخصوصية وطرح مشروع وطني للمشاركة الوطنية الفاعلة في تمويل الدعم .واليوم على الحكومة التوصل لحل وسط ولديها ستة اشهر للعودة المدرسية القادمة لتحقيق اصلاح جذري للتعليم وايجاد الآليات والبدائل لتمويله .
ما رأيك في التدخل العسكري في اليمن؟
اليمن دولة قدرها الجغرافي أن تكون في منطقة لا يسمح فيها بانخرام منظومة الأمن الدولي الموجودة. فهي محاطة بمضيق هرمز بوابة الخليج العربي ومضيق باب المندب بوابة البحر الاحمر و70بالمائة من بترول العالم و60بالمائة من التجارة البينية تمر من هناك وبالتالي هذه الحرب محكوم عليها أن تنتهي بتفاهمات دولية تقبل بها السعودية أولا ثم ايران فضلا عن عدم اهتزاز منظومة الأمن الدولي في تلك المنطقة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.