التونسية (تونس) علمت «التونسية» أنّ سلطات الطيران المدني رفضت مساء أمس الأوّل فتح الأجواء التونسية أمام نشاط الطيران المدني من شرق ليبيا وغربها باتجاه مطارات جزائرية. وكانت الجزائر قد اتخذت مؤخرا قرارا يقضي بفتح مجالها الجوي لحركة الطيران المدني باتجاه مطارات الشرق والغرب الليبيين والذي يقتضي عبور الطائرات للأجواء التونسية. وكان من المفروض أن يبدأ تفعيل القرار المذكور أمس الأول لكن كلّا من الجزائر وليبيا تفاجأتا برفض تونس لاستخدام مجالها الجوّي. ويبدو أنّ «الفيتو» التونسي الذي جاء بالتوازي مع التردّد الحاصل إلى حدّ الآن في استئناف نشاط الطيران المدني بين تونس والغرب الليبي، وتوقّف الناقلات التونسية عن الاشتغال على المطارات الليبية منذ عدة أشهر. يبدو أنّه خلف استياء شديدا لدى الليبيين وربما أخرج تونس في صورة مماثلة لبعض الأطراف الدولية التي تسعى إلى تضييق الخناق على ليبيا ووضع الشعب الليبي تحت الحصار. خطوات تمهيدية يذكر أنه بعد إقالة المدير العام للطيران المدني منذ نحو أسبوعين على خلفية مبادرته الإعلان عن فتح الأجواء التونسية أمام نشاط الطيران من وإلى ليبيا قبل القيام بالخطوات التمهيدية اللازمة ينتظر أن تتولى لاحقا لجنة تونسية معاينة عدد من المطارات الليبية الواقعة على الجانبين الشرقي والغربي تمهيدا لقرار محتمل يقضي باستئناف حركة الطيران المدني. صراع بين مقاربتين ورغم التفسيرات الفنية التي تطغى على هذا الملف فإن الولوج إلى أعماقه قد يؤول إلى أنه يشكل أحد إفرازات «الصراع» الدائر في تونس بين مقاربة تتأسّس على المعرفة الدقيقة بالأوضاع الليبية وترى أن دعم الحضور التونسي سيكون مقيّدا للبلدين إن اقتصاديا أو أمنيا ومقاربة ثانية تفرط في تغليب المخاوف والحسابات الأمنية لكنها لا تنتبه إلى أن الاستقرار في ليبيا وتونس.. مساران متوازيان على الأرجح.. وهي مسألة سنعود لها لاحقا بمزيد من التحليل؟