أخبار تونس- يشهد النقل الجوي بتونس مطلع السنة القادمة عدة تحولات كبيرة مع الفتح التدريجي للأجواء التونسية أمام الشركات الجوية العالمية. وينتظر أن تفضي المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي خلال ما تبقى من هذا العام إلى اتفاق يلزم بالفتح النهائي للأجواء بعد سنوات ثلاث انطلاقا من السنة الجديدة وكان رئيس الدولة قد أعلن عند انطلاق الحملة الانتخابية الرئاسية والتشريعية 2009 ضمن برنامجه الانتخابي عن تحرير الأجواء التونسية بالكامل خلال السنتين القادمتين. وتساند تونس فتحا تدريجيا لأجوائها بهدف توفير قاعدة قانونية مصاحبة كما تؤكد ذلك وزارة النقل خاصة وان النية اليوم في تونس تتجه لجعل البلاد في أفق سنة 2013 قاعدة إقليمية للنقل الجوي بين شمال وجنوب المتوسط وشرقه وغربه فضلا عن جنوب الصحراء. والتدرج الذي اتبعته تونس لفتح السموات هو خطوة متزنة من أجل الحفاظ على مصالح المؤسسات الجوية التونسية وبالتالي على القطاع الجوي. واستعدادا للحدث شرعت تونس في فتح أجوائها مع البلدان المغاربية وكان المغرب أول بلد يتمتع بهذا الإجراء بعد إمضاء اتفاقية الخدمات الجوية بين الحكومتين التونسية والمغربية تلغي وتعوض الاتفاقية المبرمة بين البلدين سنة 1958. وتتلاءم الاتفاقية الجديدة مع المعايير الدولية الخاصة بالسلامة الجوية وأمن الطيران المدني كما أنها ستفضي في مرحلة لاحقة إلى إبرام اتفاق أجواء مفتوحة بين البلدين، وسيتم في الفترة القادمة التصديق على اتفاقيتين مماثلتين مع كل من الجزائر وليبيا مما سيكون له أثر ايجابي على دفع حركة النقل الجوي مع العواصم المغاربية. كما تم اختيار تونس لتكون عضوا في مشروع الأزرق المتوسط الذي يهدف لبعث فضاء جوي وظيفي بالمتوسط. وقد فتحت تونس بداية من هذه السنة الأجواء لأسطولها المكون من 5 شركات جوية مختلفة الأحجام وذلك بهدف تدريبها لتحسين مرد وديتها بعد أن بات اليوم بإمكانها العمل من أي مطار من مطارات تونس الثمانية كما تم فتح الأجواء أمام الشركات المغربية والليبية. وينتظر أن يتم قريبا فتحها أمام الشركات الباقية لدول المغرب العربي كما تجري مباحثات أخرى مع كل من الولاياتالمتحدة وكندا من أجل فتح الأجواء بينها وبين تونس التي تأمل أن ينطلق نشاط طيرانها على القارة الأمريكية مطلع سنة 2012 مع دخول الطائرات بعيدة المدى التي اقتنتها تونس الجوية من “ارباص”. ويجري الآن على المستوى العربي الاستعداد لفتح الأجواء في الوطن العربي أمام الناقلين الجويين العرب لتنفيذ الاتفاقية الموقعة بين البلدان العربية منذ سنة 1998. وكانت تونس قد بادرت منذ سنة 2005 إلى فتح قطاع المطارات أمام المبادرة الخاصة عبر تمكين التركي “تاف “من لزمة بناء واستغلال لمطار زين العابدين بن علي بالنفيضة جنوب العاصمة التونسية.